الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الجالية المتمزقة!!!... آخر صرخة بلا أمل...

غسان صابور

2018 / 11 / 6
المجتمع المدني


الــجــالــيــة الــمــتــمــزقــة!!!... آخر صرخة بلا أمل...
جل ما يزعجني ويؤسفني.. ويحزنني غالبا.. وأنا بهذا العمر المتقدم.. هو تفتت جاليتنا السورية.. وتمزقها غالبا.. بدون أي سبب.. أقول بلا سبب.. وهذا خطأ.. سببها الرئيسي..هو بعض الزعامات الموروثة المتعبة التي حملوها "كماركة مسجلة" عندما غادروا البلد الذي ولدوا به.. بعدما ساوتهم فرنسا بين بعضهم البعض, دون أي تمييز أو شهادة أو مرتبة.. عندما وهبتهم سلطاتها وريقات الإقامة و العمل.. والجنسية فيما بعد.. نظرا لتقدم وازدهار إمكانياتهم برد الجميل لها.. أو فيما يقدمون من خدمات.. أو علاقات.. أو الأفضل والأبسط والأنقى.. ما يدفعون من ضرائب...
ولكننا حملنا على ظهورنا عادات وتقاليد وطريقة عيش.. شروشها الرئيسية.. الحسد والنميمة.. عادتان مشرقيتان.. رغم السنوات.. لم نستطع التخلي عنها.. والنزاع بين بعضنا البعض.. حتى كراسي بالكنيسة.. أو افضل الصفوف الأمامية بالجوامع الفرنسية الإسلامية...
لا نتفق على أي شـيء.. وكل كلمة حقيقة وصواب تزعجنا.. مثيرة بعقولنا وجلدنا حساسيات القلق والحذر من الآخر.. وخاصة خوفا من ضياع الكرسي الملتصق ـ عادة ـ بمؤخرتنا... حساسيات قلق وحذر تغلف جذور جيناتنا المرائية.. تمنعنا أن ننظر بالمرآة كل صباح.. خشية أن تبصق علينا المرآة سواد قلوبنا وحقيقتنا... ولهذا السبب كلما ربحنا وظيفة أو شهرة أو ارتفاعا بالمجتمع.. أو علاقات خاصة رابحة مصلحية.. فرديا.. شخصيا.. واحدا بعد واحد.. نفشل دوما بالتقدم والازدهار جماعيا.. لأننا نبقى دوما.. واحدا تجاه الآخر.. أو واحدا بعد الآخر... دون أن يلمس أي واحد منا كتف الآخر.. ليشكلوا جماعة.. أو جالية يدعم فيها الواحد كتف الآخر... كما تفعل كل الجاليات المتقدمة الحضارية بهذا البلد المفتوح للعقل والحكمة والذكاء والحضارة...
كل الجاليات بهذا البلد لها ممثلون رسميون بالمجالس البلدية والحكومية والتشريعية... رغم أعداد أفراد جاليتنا الذي يتزايد ويتزايد.. من بدايات القرن الماضي حتى هذه الساعة.. جامعيون.. أطباء.. مهندسون.. علماء وباحثون مشهورون.. تجار ناجحون بثروات منتفخة.. تقنيون وعمال وافرون بجميع الفروع الصناعية والخدمات... ولكنهم لم يشكلوا بأي بلد بالعالم المفتوح الذي يركز على الديمقراطية والتصويت.. أية كتلة انتخابية أو تجمع يلتقون به ولو مرة واحدة بالسنة.. حتى يتعارف أولادهم مع بعضهم البعض.. وحتى يساعد القوي بينهم الضعيف الذي يستحق المساعدة...
أنهم منعزلون ضائعون بخضم التطور الحضاري والاجتماعي والسياسي بهذا البلد... لأنهم اعتادوا ببلدان مولدهم المشرقية.. تجنب السياسة كالسرطان.. والخوف من الالتزام ومسؤولية الالتزام... وجيناتهم تبقى حيادية.. حيادية.. تبعدهم كليا عن الجماعة والمجتمع...
تعبت.. تعبت هرمت... كما قال عامل تونسي أثناء ثورة الفقراء( ثورة الياسمين) في تونس الأخيرة... والتي غيرت وجه السلطة هناك.. وأنا أيضا تعبت.. هرمت.. حزنت.. تأسفت.. يأست.. من جمود جاليتنا.. وعدم تطورها... كما يتحرك.. ويتطور.. نحو التكاتف والتآخي.. والسعي مــعــا.. نحو الأفضل!!!...
آمل أن القليل ممن يقرؤون كلماتي.. "بالحوار المتمدن" وببعض وسائل التواصل (الاجتماعي!)... من وقت لآخر.. مع تعليقات خاصة.. بعيدة عن الموضوع.. منتفخة.. بالونية.. مطبلة.. علهم يستيقظون من سباتهم.. ويتحركون... لأنني لا اسمع صوتهم ـ إيــجــابــيــا ـ بهذا البلد..
هذه الكلمات الواقعية الصريحة.. ليست كلمات تحدي أو كبرياء.. أو عنجهية.. إنما كلمات يأس بعد دراسات وتحاليل واقعية.. لما يدور يوميا.. من سنوات بعيدة وقريبة... لـم تــتــغــيــر..................
بـــالانـــتـــظـــار.........
غـسـان صــابــور ــ لـيـون فـــرنـــســـا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عائلات الأسرى الإسرائيليين يتظاهرون في تل أبيب ويطالبون بالإ


.. States must intensify their efforts to combat climate change




.. شبكات | اعتقال وفصل موظفين من غوغل احتجوا على مشروع نيمبوس م


.. لحظة اعتقال شيف سوري في تركيا




.. محمود عباس يرفض طلبا أميركيا بالتراجع عن تصويت عضوية فلسطين