الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الانسانية ..سلوك ام شعار ..

ماجد أمين

2018 / 11 / 6
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


هل الإنسانية سلوك ..ام شعار..!
#ماجدأمين_العراقي
.....
لم أكن معتادا على التبرم ... فانا اليوم ..كثير النقد ..ناقما على كل شيء،..لا ادري ماهو مرد سلوكا كهذا ..
قد يكون نتجة تراكمات فكرية ومنغصات تحيط بعالمنا ..
المجتمع يسير نحو انحدار قيمي ومعرفي وحتى على مستوى السلوك البيني ..
فالطبيب لم يعد رسولا للرحمة فهو يتحول الى ماكنة لعد الاموال ..
والمعلم والمدرس ..لم يعد مصدر بناء خلاق للمجتمع .. فهو يخلص في عمله الفردي عندما يدرس بالخصوص ..بينما يكون اقل اخلاصا واهتماما في اداء خدمته العامة ..
القمامة تملأ الشوارع ...
مجارير المياه تطفو في الشوارع .
البيئة لم تعد عذراء ..
زيادة مهولة في اعداد الولادات وبالتالي برزت ظاهرة اطفال الشوارع ...والتسول ..
قيم المحتمع في تراجع ..مريع ..رغم ان رجال الدين هم في عصرهم الذهبي ..
الجامعات ..لم تعد بتلك الرصانة ةلعلمية فهي تقبع في اواخر قوائم التقييم العلمي في العالم ..
هل كل هذا وذاك .. يجعلني متبرما ..ناقما ..؟
هل انا في رحلة ابتعاد عن ملامسة الغوغاء والترفع باتحاه صومعة البرج العاجي ..؟
هل هو المرض والداء الذي يصيب ممن يعتبرون انفسهم نخبا يجعلهم في نزوع نحو الابتعاد عن القطيعية ..؟؟
هل هو داء الغرور العقلي ..الذي يدفع العقل نحو الترفع والتعالي ..وهل هو الشعور بامتلاك حقائق لايمتلكها العوام ..
ام نزوعا فلسفيا للتمهيد في وضع قيم جديدة ومستحدثه لتغيير قيم بالية لم تعد تجدي نفعا في حقبة جديدة ..تتطلب سلوكيات ومسارات غير تلك التي الفناها ..؟
ربما ان الكثير لم يعد يفهم الانسانية بابعادها الشاملة .. بحيث ان قياساتها يجب ان تكون ليس كما تناسب مقاساتنا ..
ان احد اخطائنا في انتاج ديمومة حضارية كانموذج يقتدى به ..هو ان نتاجنا يكون وفقا لمقاساتنا ..ذلك نتفاجا بعد مرور زمن ما ..بان هناك عقما حضاريا وقصورا يظهر كتناقض اجتماعي او ثقافي او اي شكل آخر ..وغالبا مانعزوه للمتلقي ونعفي انفسنا من تبعات ذلك القصور ..حتى تتفاقم العوامل المصاحبة . ومن ثم يتم وأد ذلك المنتج بعد ان لن يعود قادرا في ديمومته ..
فالانسانية ..ليس مصطلح فلسفي وسلوكي وحضاري فحسب ..
بل هي محموعة قيم تؤدي للارتقاء بالانسان ..دون مصلحة لفئة على حساب اخرى ..
الانسانية بمعناها ومضمونها الشامل ..هي عولمة القيم ..فلو حصلت كارثة في بلد ما او مدينة ما .. يجب ان تراجع مفاهيم القيم الانسانية في كل مكان ..لان ثغرة كهذه ..من الحتم ..ستسري في ربوعنا كالنار في الهشيم ..
فالحضارة لم تعد حصرا وقاصرة على مجموعة ما او عرق معين ..
والا ستعد مجرد شعار ترددها الالسن ..دون دخوله حيز التطبيق ..
متى ستتحقق القيم الانسانية بشموليتها . لتحل كحاكم وصمام اخلاقي يسود المجتمع الانساني ..؟؟
للاسف نحن مازلنا في مرحلة التصارع القيمي والحضاري ..
فصراع القيم والحضارات مازال هو العنوان السائد في مفهوم الثقافة القيمية ..
مازال النزوع نحو الدين ..او العرق او العنصر .. هو ساري المفعول .. وهذا يعد عاملا معطلا ومثبطا ..لبزوغ فجر القيمة الانسانية . في السمو والرقي ..
هناك مراحل يجب ان تتحقق لكي بتم تنمية وترسبخ القيمة الانسانية الشامله بصيغتها الفلسفية .. واولى هذه المراحل هي ضرورة ان يسود نظام انساني قيمي جديد يقوم على اسس العدالة ..
اي بجب ان تتلاشى مرحلة الرأسمالية ..باساليبها الجشعة فهي تكرس قيم الطمع لفئة ما ..وان المتحكم هو رأس المال المعدني وليس راس المال المعرفي ..
اذا لابد من تغيير نمط التعامل ..والا تكون عملة الورق او الذهب هي المقياس في البنوك ..او في التعامل . فهي اساس الفقر ..
هل نشهد بروز قيم اقتصادية تعتمد على راس المال المعرفي ..وتسخيره لخدمة الانسان كاقة دون حصره لفئة محددة ..؟ اعتقد ان الكثير لم يفهم نظرية ماركس ..
كما لم تفهم فلسفة فريدريك نيتشه في بناء الانسان القوي عقليا ..فالانسان العقلي هو حجر البناء الانساني ..ان اختيار الجنس الراقي والنخبوي بات ضرورة ملحة ..فالكم هو مصدر الفقر والامراض والنقص ..بينما بمثل النوع ارتقاءا حضاريا ومعرفيا وانسانيا ..
فيما يحتاج الكم الى افيون الدين وافيون العقل وافيون الجسد ..نتيحة تراكامات الغريزة والعوز والحاجة ..فان النوع يعمل على تلاشي تلك الامراض ..
ان الكم يعني الفقر ..ويعني الحاحة الى طوطم او اكثر ..يعني التعلق المفرط بالله ..وهو يفضي لتجارة الكهنة ..وعندما يتربع الكهنة ..فلابد من فقراء ..ولابد من جوع لكي تعلو فكرة الحاجة والخوف ولابد ايضا من ترسيخ فكرة القدر والحاجة الى قيم السماء،.. وقيم السماء حتما ستناقض قيم الارض ..لان قيم السماء مجهولة المصدر وتتصف بالثبات ماعدا القداسة ..وغالبا مايكون وراء قيم السماء المجهولة الهوية .. رغبات كاهن ..وسطوة معبد يقوم على جماجم الاضحيات ..
ان موت الله هو ان يموت الكاهن وان تبور تجارته ..هذا هو هدف نيتشه وهذه قيم الانسان الفذ السامي التي حاول التبشير بها ..لا قيم الكاهن التي تعتمد السيف والخوف ..العصا ..والجزرة ..
ان البراغماتية الراسمالية مرت بعدة مراحل تكتيكية .. ..منها ..
..محاربة الماركسية لانها تهدد مفاهيمها ..وتعد خطرا ينذر بزوالها..
ثم مارست استثمار ثروات الشعوب تحت مبررات وحجج شتى ..
ثم تعاملت مع التطرف في محاربة خصومها ..
ولكنها اليوم . لم تعد ذلك المنهج والنظرية اللتان يمكن بواسطتهما . قيادة العالم ..فثمة معضلات كثيرة خلفتها القيم الراسمالية ..
لابل عمقت صراعات كثيرة .. تحت مسمى الصراع الحضاري ..
ماهي القيم التي يمكن ان تسود ويكتب لها النجاح ...؟
ان ديمومة البناء الحضاري ..هو ليس رغبة او نوعا من التبطر .. او التبغدد ..فهي ضرورة من الضرورات الوجودية الحتمية ..اذ تشكل تحديا وجوديا ..
صحيح ان البناء الحضاري ..يتشكل بهندسة عمودية .فاساس هذا التشكل والبناء هو العقل بالدرجة الاساس . ومن ثم الموارد الاخرى ..على عكس ما سار عليه البناء الحضاري السالف اذ يعتمد الموارد المادية كأساس بنيوي ....
وبالنتيجة فان اعتماد العقل كحجر بناء فان ذلك يتطلب كذلك ..قيما اخلاقية تجعل الغاية الاساس هو ترسيخ القيم التي ترتقي وتسمو بالسلوك الانساني ..رغم اهمية وضرورة المادية ..ولكن ان تسخر المادة لخدمة البناء الانساني في قيمه وسلوكياته ..بحيث تتعدى اطار الجنس لتتوسع اتساعا نحو الغاية الوجودية المثلى ..
ان المرحلة القادمة ..هي الانتقال العظمى لولادة منظومة قيم قبلة للدوام . وتبشر بانماط واسلداليب سلوكية ..تقترب الى فكرة وغاية التلاقح والتكامل الحضاري والمعرفي .وتجاوز وتخطي مرحلة الصراع والتضاد بما خلفه من مآس ..كثيرة ..
فهل نحن على اعتاب ..مرحلة تحمل في طياتها ..
تلك الآمال الانسانية في الرقي ..وقدرة الانسان لتهيئة عوامل فعالة ونابغة في تنظيم الوجود .....اظن ذلك ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بايدن يوقع حزم المساعدات الخارجية.. فهل ستمثل دفعة سياسية له


.. شهيد برصاص الاحتلال الإسرائيلي بعد اقتحامها مدينة رام الله ف




.. بايدن يسخر من ترمب ومن -صبغ شعره- خلال حفل انتخابي


.. أب يبكي بحرقة في وداع طفلته التي قتلها القصف الإسرائيلي




.. -الأسوأ في العالم-.. مرض مهاجم أتليتيكو مدريد ألفارو موراتا