الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المجتمع المدني لجهة الداخلة وادي الذهب من التطوع الى الاسترزاق

جهاد بورزا

2018 / 11 / 7
المجتمع المدني


نصت الوثيقة الدستورية على الدور المحوري و الأساسي للمجتمع المدني و المساهمة القوية له في إطار الديمقراطية التشاركية، و إعداد قرارات و مشاريع لدى المؤسسات المنتخبة، و السلطات العمومية، ودوره التشاوري قصد إشراك مختلف الفاعلين الاجتماعين، في إعداد السياسات العمومية، و برامج التنمية جهويا.
وعلى الرغم من صعوبة تحديد تعريف دقيق للمجتمع المدني، فإنه يختلف بدلالات معيارية وإيديولوجية وذلك وفق الرؤية الليبرالية أو الماركسية، فإذ كان المفهوم بالنسبة لليبراليين هو الحرية الشخصية و المسؤولية الفردية وفق مجال قانوني محدد لأفراد في مواجهة بعض وظائف الدولة اﻹكراهية و اﻹلزامية.
فإن هذا عكس مايراه الاشتراكيين للمجتمع المدني إذ يربطونه بصورة سودوية والتنظيم الطبقي غير المتكافئ و المظالم للمجتمع ككل و المساهم في توسيع قوة الدولة ودورها التنظيمي.
إذ يمكن أن نطلق على المجتمع المدني مؤسسات مستقلة تظهر داخل المجتمعات و تكون العلاقات بين تلك المؤسسات قائمة على الأمور الطوعية ( جمعيات المجتمع المدني، منظمات حقوقية، أحزاب، نقابات ).
و عموما فإن المصطلح يعني تلك الأنشطة التطوعية و الغير الربحية التي تنظمها الجماعة حول مصالح و قيم مشتركة كدعم التعليم، التأثير على السياسات العامة ...
إذ تختلف أهداف المجتمع المدني الى اهداف اجتماعية، سياسية، حقوقية، ثقافية ... وذلك حسب الغاية من تأسيس هذا التنظيم القانوني .وأمام تزايد حاجيات المواطنين و عجز الدولة على تلبيتها،فسح المجال أمام المجتمع المدني ليلعب أدوار مختلفة و متنوعة،
كالقيام بدور طبي ( حملات طبية، توفير معدات أو العلاج مجانا بالنسبة للأمراض المزمنة، مراقبة الأدوية و التأكد من انتهاء صلاحيتها .....)
دور تعليمي (المساعدة في توفير أدوات و خدمات تعليمية، تطوير المناهج الدراسية، تشجيع الطلاب على الإبتكار و الابداع و الاختراع أو بناء حجرات من أجل تقليص الاكتضاض ...... )
إلى جانب مجموعة من الأدوار الحقوقية و الاقتصادية والاجتماعية والثقافية و البيئية.
لكن أمام التشريعات والقوانين المغربية التي تعطي الصلاحيات للحكومات المنتخبة من خلال الإشراف و الرقابة البيوقراطية فإن هذه التنظيمات تبقى دون استقلالية ، و تظل علاقة المجتمع المدني سوء وطنيا ( الحكومة ) أو جهويا ( المجالس المنتخبة ) علاقة تبعية .
وإذ ما أخذنا على سبيل المثال جمعيات المجتمع المدني بجهة الداخلة وادي الذهب التي لا يمكن إحصاء عددها المهول، ونظرنا إليها بشكل دقيق سنجد أن هذه الجمعيات هي جمعيات أحزاب و أعيان و شخصيات نافذة وأصحاب مصالح كبرى، مما لاشك فيه أنها تستفيد من منظومة الريع و الفساد ، الشئ الذي يرسخ ثقافة الموالات و التبعية و الخضوع و يتنافى مع الديمقراطية و مبدأ الاستقلالية، و يمكن تشبيه ذالك بالأحزاب و النقابات التي أنشئت من صناديق المال العام.
إذ تغيير أدوارها الاجتماعية و الحقوقية و الثقافية .... لتبييض صورة الأحزاب السياسية جهويا ، و من دور التأطير و التوعية و التكوين لتصريف الخطابات الحزبية البالية ، ويمكن تقسيمها جهويا إلى :
جمعيات حزبية : تستنفر الجماهير خلف حزب معين و تخلق وعي مزيف بمساعدة وسائل الإعلام.
جمعيات موسمية : ينحصر دورها في فترة معينة من أجل خلق الدعاية لشخصية نافذة ( توزيع أضحية العيد أو التكفل بقضية إنسانية خلقت رأي عام جهوي ) ويمكن تحريكها بتمويل حزبي لبعض الأنشطة التي تبييض صورة حزب معين كالأنشطة الموسمية التي تخص الوحدة الترابية للملكة و يبقى أبرز استعمالاتها هي الحملات الانتخابية.
جمعيات أسرية : تكوين ينبني على علاقة القرابة و المصاهرة و القبلية،الغاية منه تأسيس إطار قانوني من أجل الحصول على الدعم العمومي.
لهذا فلا داعي لتعجب عندما تجد بعض الإطارات الجمعوية تتبجح بعلاقة القرابة و المصاهرة و القبيلة بدلا من الرابط التنموي الذي يخدم المواطن، إذ يصبح دورها خزانا انتخابيا مما يسهل عملية الركوب على مجموعة من القضايا الجوهرية كقضايا الطفولة و التعليم و حقوق الإنسان ... وذلك لأغراض حزبية، إذ يصبح العمل التطوعي المستقل باسم حزبي كل هذا لتنال حظها من الكعكة .
جمعيات المجتمع المدني بجهة الداخلة وادي الذهب عصابات منظمة و بسند قانوني غايتها الأسمى الاسترزاق من قضايا متعددة و مختلفة، و المتأمل لها يمكنه أن يلاحظ العدد الخيالي من الجمعيات الصورية و الشكلية،التي لا وجود لها إلا في الأوراق و الأنشطة الوهمية و الفاتورات الشكلية التي تقدم لتعزيز ملف الدعم الجهوي.
إن هذا الواقع المأساوي و الذي تستفيد منه المجالس المنتخبة و أصحاب النفوذ ورجال الأعمال و المكاتب الصورية لجمعيات المجتمع المدني، يفرض على كل الغيورين التوحد لرد الاعتبار لهذا الميدان.
ولا يسعنا في الختام إلا أن ننوه بالدور و المجهودات التطوعية التي تقوم بها القلة القليلة من جمعيات المجتمع المدني بجهة الداخلة وادي الذهب .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الأمم المتحدة تحذر من إبادة قطاع التعليم في غزة


.. كيف يعيش اللاجئون السودانيون في تونس؟




.. اعتقالات في حرم جامعة كولومبيا خلال احتجاج طلابي مؤيد للفلسط


.. ردود فعل غاضبة للفلسطينيين تجاه الفيتو الأمريكي ضد العضوية ا




.. مخاوف إسرائيلية من مغبة صدور أوامر اعتقال من محكمة العدل الد