الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التوانسة (عرب سنة مالكية)

سلام محمد المزوغي

2018 / 11 / 8
الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني


يقول التونسي عندما يتأمل اللبنانيين والعراقيين والسوريين وما يحدث في بلدانهم "نحن بمنأى عن المتاهات الطائفية والمهاترات القومية التي سببت خراب بلدانهم"، ويحمد إلهه لأن شعبه واحد "عربي سني مالكي".. نعم، يصرخ ابن بلدي ويقول عن السالف ذكرهم "أغبياء سمحوا للعدو الإسرائيلي وللإمبريالي الغربي بتمزيق بلدانهم وزرع الفتنة بينهم".. "الحمد لله ليس عندنا أكراد، ليس عندنا مسيحيين، ليس عندنا شيعة، كلنا عرب سنة على المذهب المالكي الوسطي"..
يشفق التونسي على الموريتاني، شفقة فيها الكثير من الاحتقار، وفي نفسه يهمس "المسكين متخلف جاهل لا يزال لم يتجاوز عصور العبودية"
مع المغربي يتعجب كيف يقبل بالملوكية وكيف يقبل يد الملك وولي عهده، الملوكية سفه عظيم لا يعقل أن يقبل به شعب في عصرنا.. ويحمد الله أن ليس عندنا "بربر" مثل المغرب والجزائر؛ مشاكلهم كثيرة ولا تحدث مظاهرة أو شغب إلا وهم فيه.. يستغرب كيف يرضى المغربي باستعمار سبتة ومليلية.. في داخله ينظر باستعلاء خصوصا بعد أن كان الإمام وموقد الثورات التي وإن وعى فشلها إلا أنه يردد في داخله بافتخار أنه قام ب "ثورة" ويرى نفسه أرقى من جيرانه بكثير..
الجزائري لا يزال يعيش أيام التونسي آخر حقبة بورقيبة، بورقيبة كان بالعكاز أما بوتفليقة فعلى الكرسي.. الجزائري معضلته أكبر، عنده بوتفليقة والعسكر عكس التونسي الذي كان عنده بورقيبة وحده فجاوزه وتجاوز من انقلب عليه..
أما الليبي فالقول عليه كثير، التونسي يحمل ثقافة تشبه النظرة التهكمية التي يحملها الفرنسي للبلجيكي لكنها أكثر تهجما واحتقارا، حيث يكون الليبي في هذه الثقافة مرادفا للغبي.. النظرة لم تتغير بعد "الثورة المجيدة"؛ التونسي لم يدمر بلده لكن الليبي فعل، الليبي بدوي لا يزال يعيش بعقلية القبيلة، مجتمع بدوي صحراوي حرص القذافي على استمراريته ليحكم، عكس التونسي.. التونسي متمدن وتجاوز النعرات القبلية، لذلك يفعل التونسي كل شيء إلا تدمير بلده..

بعد الاعتذار عن كل ما قيل، والذي قيل بإيجاز شديد خيرت عدم الاسترسال فيه وسأعود للاسترسال في وقته، أقول بإيجاز أيضا ودون اعتذار..

التونسي – وأقصد الثقافة العامة للتونسيين من أدنى إلى أرقى مستوى – هو الوحيد من مستعملي اللغة العربية ومن معتنقي الإسلام الذي إلى اليوم لا تعنيه المسألة القومية والدينية، يجهل المسألتين جهلا مدقعا ولذلك لا ولن يستطيع الرقي، وسيكون آخر من يتقدم مقارنة مع شعوب العروبة إسلام.... أكثر شعب يجهل ذاته وهويته الحقيقية، أكثر شعب يجهل دينه وأكثر شعب يصم آذانه عند الكلام في المسألتين "نحن عرب سنة مالكية" القضية محسومة عند الغالبية الساحقة من هذا الشعب.. القضية المحسومة عند هذا الشعب هي أصل شقائه وعنترياته وعنصريته وحتما ستكون السبب الأول لفنائه.. وهو شعب فان لا محالة في الجهل والفقر والتخلف والذل والضياع.

مثال عن العنصرية.. المصري مثلا يكره اليهودي لأنه تعلم ذلك مباشرة من دينه ومن دولته الدينية ومن مواجهاته المباشرة مع إسرائيل، أما التونسي فيكره اليهودي "ثقافة" لا دينا (يجهل دينه، دولته ليست دينية وتعليمه ليس دينيا، وليس له مواجهة مباشرة مع إسرائيل) حيث صارت كلمة "يهودي" صفة تطلق على السارق والكذاب والمنافق والمحتال والخائن دون أن يعرف التونسي الأصل الديني لذلك.. وعندما يسأل عن سبب كرهه يلقي قضية فلسطين كسبب رئيسي ويذكرك بالعدوان الإسرائيلي على حمام الشط لكنه يؤكد على تفريقه بين الإسرائيليين واليهود بما أنه "متحضر" و "علماني"، لكنه مع أول جملة سيقولها وسيذكر فيها لفظ "يهود" سيقول "حاشا ها المحل" وإن كان يعيش في جزيرة جربة ومنذ صغره يعيش وسط اليهود..
مثال عن لون البشرة.. يستحيل أن يقبل فرد جديد أسود اللون في عائلة تونسية وأن يعامل كما يعامل باقي الأفراد الجدد غير السود(زوج/زوجة/حفيد/حفيدة/ابن أخت/ابن أخ..) ومهما كانت جنسيته وإن كان ليس أوروبيا أو أمريكيا بل لو كان من كوكب آخر.. أبغض عنصرية لن ينكرها أي تونسي أو تونسية هي العنصرية مع الأطفال.. سأزعم في هذه النقطة بالذات أننا أكبر شعب عنصري على سطح الأرض.. ولأبناء وبنات البلد "أهلا بمن سيعترض ويدعي العكس".

ختاما.. موقعنا الجغرافي جعلنا هدفا للغزو وللاستعمار طوال تاريخنا.. لم نكن قتلة ومجرمين، لم نكن عنصريين فمن كل الحضارات التي مرت أخذنا وأعطينا وساهمنا بالكثير.. انهزمنا الكثير وربحنا القليل، لكننا بقينا "نحن" مع كل الوافدين والمستعمرين إلا واحدا معه نسينا من نكون ومن نحن.. نحن "العرب السنة المالكية" !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -تكتل- الجزائر وتونس وليبيا.. من المستفيد الأكبر؟ | المسائي


.. مصائد تحاكي رائحة الإنسان، تعقيم البعوض أو تعديل جيناته..بعض




.. الاستعدادات على قدم وساق لاستقبال الألعاب الأولمبية في فرنسا


.. إسرائيل تعلن عزمها على اجتياح رفح.. ما الهدف؟ • فرانس 24




.. وضع كارثي في غزة ومناشدات دولية لثني إسرائيل عن اجتياح رفح