الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العقوبات الامريكية على ايران والقرار العراقي

عدنان جواد

2018 / 11 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


إن أسلوب الحصار أسلوب قاسي وهمجي ، وهو يستهدف الشعوب ولا تتضرر منه الحكومات، ورأينا ذلك في العراق في التسعينات من القرن الماضي، وكيف استفاد أعوان النظام من زيادة أموالهم ، وكيف زاد عدد المرضى والجياع بين الناس البسطاء خصوصا الأطفال وكبار السن، وزادت نسبة الرشوة ، وزيادة الروتين في دوائر الدولة من اجل الحصول على المال، عارضت الشعوب الأوربية وروسيا والصين وتركيا وجميع دول العالم، الحصار على إيران، باستثناء إسرائيل والسعودية والبحرين والإمارات، لكن هناك دول تعتمد اعتماد كلي على ايران كافغانستان والعراق والهند والصين ومن اجل عدم ارتفاع اسعار النفط، اضطرت الولايات المتحدة الامريكية ، استثناء بعض الدول من تلك العقوبات وطبعا العراق واحد منها، ودفع السعودية لتصدير المزيد من النفط، صحيح إن سياسة ترامب الاقتصادية زادت النمو وقللت البطالة والتضخم الى أدنى مستوى في أمريكا، لكن بالمقابل هناك تطرف في السياسة الخارجية الامريكية ، وإنها تسير وفق أهواء ومنهج اسرائيل وهو أمر يفقدها على المدى البعيد ثقة دول العالم في التعامل معها، وهذا ما يصرح به الديمقراطيين الذين حصدوا اغلبية في الانتخابات النصفية في مجلس النواب الامريكي مؤخرا، ولو ان السياسة الامريكية ثابته وشخص الرئيس مجرد منفذ كما يقول كبار المحللين السياسيين، فهي تتخلى عن صديقها بسرعة فائقة خاصة بعد ضعفه وعدم وجود المال، فقبل عدة سنوات كان الاتحاد الأوربي وبعض الدول في اسيا تسير وفق توجيهات الولايات المتحدة بدون اي اعتراض، لكن اليوم جميع الدول قالت كلمتها وفق مصالحها ماعدا بعض الدول العربية التي تعتبر أمريكا سبب استمرا ملكها وحكمها على شعوبها والتي تعتبر اسرئيل صديقة وإيران العدو الأول.
إن ما تتمتع فيه ايران من موارد وتعدد المنافذ والمصادر، وهي بالأصل تعاني من الحصار واستطاعت ان تبني دولة مستقلة في قرارها، فهي تصنع سلاحها بيدها، وتزرع ما تاكل ، وتصنع ما تستعمل ، وان الحصار سوف لن يثنيها أو يكسر شوكتها، ففيها قائد شجاع ملهم ، وقادة مطيعين له وشعب ملتف حوله يتمتع بوطنية واضحة أذهلت الجميع، واغلب التوقعات بان ايران سوف تعاني من صعوبات اقتصادية كبيرة، لكنها في نهاية المطاف سوف تتجاوزها ، ويفقد سلاح التجويع والتهديد بالعقوبات سلاح ترامب قوته ، فيصبح جعجعة بدون طحين، وهذا الأمر يزيد الدول الأخرى التمرد على قرارات الولايات المتحدة الأمريكية وبالتالي تفقد هيبتها ونفوذها.
أما بالنسبة للعراق، فهو دولة لم تكتمل أركانها ، ليس لديه صناعة يعتمد عليها ولا زراعة ، ولا انتاج شيء واحد يدخل في حياة الشعب، ولديه عدة قادة تحكم ، وكتل سياسية متعددة الولاء، فالبعض يقول ان من مصلحة العراق ان يقف مع الولايات المتحدة الأمريكية، أو على الأقل مسايرتها، لان العراق ليس له القدرة على الوقوف بوجه الولايات المتحدة الامريكية، وإنها عندما تشعر بان العراق منحاز لإيران سوف تسبب له الكثير من المشاكل وهو في غنى عنها، أما البعض الآخر يقول إن إيران البعد الإستراتيجي للعراق، وهي من ساعدتنا في التخلص من داعش، وإننا لدينا شريط حدودي طويل مع ايران ، والمنافذ الحدودية في ديالى وواسط وميسان والبصرة التي تدخل منها المواد الغذائية والصناعية، فإذا أغلقنا الحدود مع إيران وسوريا ، فكيف تستمر الحياة في بلدنا، فقبل فترة منعت ايران تصدير الطماطة الى العراق فحدثت ازمة حتى اصبح سعرها ينافس سعر اللحم، وهنا يأتي دور رئيس الحكومة الجديد ، فهل يستجيب للطرف الأول أم الثاني او يأخذ موقف وسط، وقادم الأيام تبين ذلك وهو في موقف لايحسد عليه.
ينبغي على الحكومة توضيح موقفها للناس وبدون مواربة وإخفاء، وبعيدا عن التصريحات الرنانة البعيدة عن الواقع، والتي تثار بالإعلام بحجة العزة والكرامة، التي فقدانها من زمن صدام عندما تم تحطيم جيشنا والبنى التحتية للبلد بنيران أمريكا وحلفائها، وإنها عاجزة عن معارضة أمريكا ، وإنها في نفس الوقت لاتستطيع التخلي عن العلاقة مع ايران وفي كافة المجالات، وإنها تسلك مسك العصا من الوسط حتى تنجلي عاصفة ترامب، وأي قائد يستند على شعبه وأهل العقل في اتخاذ القرار سوف ينجح ومن يتفرد او يأخذ رأي الأحزاب المنافسة له سوف يخسر .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تنشر أسلحة إضافية تحسبا للهجوم على رفح الفلسطينية


.. مندوب إسرائيل بمجلس الأمن: بحث عضوية فلسطين الكاملة بالمجلس




.. إيران تحذر إسرائيل من استهداف المنشآت النووية وتؤكد أنها ستر


.. المنشآتُ النووية الإيرانية التي تعتبرها إسرائيل تهديدا وُجود




.. كأنه زلزال.. دمار كبير خلفه الاحتلال بعد انسحابه من مخيم الن