الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


-فوضى خلاقة- أم مخططات ارهابية - عنصرية تدميرية (3)

خليل اندراوس

2018 / 11 / 10
مواضيع وابحاث سياسية



نصيبها الفشل
حكام امريكا واسرائيل والسعودية يطرحون بدائل استراتيجية جديدة من خلال اقامة تحالفات استراتيجية وتطبيع بين اسرائيل ودول الخليج والسعودية بدون أي طرح عادل لحل القضية الفلسطينية بحجة مواجهة ايران الشيعية، ولكن هذه المشاريع ايضا سيكون نصيبها الفشل لأن عدم حل القضية الفلسطينية يجعل الشعوب العربية ترفض هذه السياسات ولن تُركع الشعب العربي الفلسطيني، لذلك نستطيع ان نقول بان ما يجري في العالم العربي من احداث ليس صدفة تاريخية


وهناك من يظن بان ما فعلته وصنعته امريكا بالعراق من احتلال وتمزيق وقتل وارهاب امر مفاجئ جاء وليد الاحداث التي انتجته، وما حدث في ليبيا وما يحدث الآن في اليمن وسوريا له دوافعه واسبابه المحلية ولكن الحقيقة المطلقة والكبرى هي بان ما يحدث الآن هو تحقيق وتنفيذ للمخطط الاستعماري الذي خططته وصاغته واعلنته الصهيونية والصليبية الرأسمالية العالمية لتفتيت العالم العربي والقضاء على القضية العادلة للشعب العربي الفلسطيني ويمثل برنارد لويس مرشد عام الصقور – المحافظين الجدد كهنة الحرب – وكتاب برنارد لويس "اين يكمن الخطأ" و "ازمة الاسلام" حققا اعلى المبيعات في امريكا، ونصائح هذا الصهيوني تشكل الارضية الفكرية لصقور السياسة الامريكية ونظرتهم الى العرب والمسلمين.
والآن انتقل الى المدعو جورج سوروس وتمويله الفوضى والدمار الخلاق في العالم العربي، فقد كتب المحلل السياسي "توني كارتالوتشي" تقريرا يؤكد فيه ان الربيع العربي وما شهده من ثورات اسقطت الانظمة المستبدة في العالم العربي، هو مجرد خدعة من الالف الى الياء، وهناك الكثير من الاثباتات تؤكد ان الولايات المتحدة الامريكية هي الراعي الاساسي لما يحدث من ثورات؟! التي تسمى بالربيع العربي، وهي أي الولايات المتحدة هي التي مولتها وتمولها ماليا بشكل خفي، فمثلا الرئيس التونسي منصف المرزوقي والذي أتت به الثورة التونسية امض عقدين من عمره في فرنسا في المنفى وهو ايضا مؤسس ورئيس اللجنة العربية لحقوق الانسان وهي المؤسسة التي تتعاون مع منظمة "NED" الامريكية في مجال الدمقراطية والتي اهتمت بنشطاء حقوق الانسان في المنفى فضلا عن جهوده في جمعية "اسلحة الدمار الشامل" WMD برعاية NED وجمعية "سوروس" المملوكة للملياردير الامريكي ذي الاصول الصهيونية "جورج سوروس" وهيئة المعونة الامريكية، واتهم توني كارتالوتشي المرزوقي بالتعاون مع الولايات المتحدة التي خططت وهندست الانقلابات العربية على الحكام جنبا الى جنب مع نظيره الليبي عبد الحكيم الكيب، اللذين عملا رسميا في معهد البترول برعاية شركة البترول البريطانية BP وشركة سشل وتوتال الفرنسية وشركة نفط اليابان وابو ظبي الوطنية للنفط تلك التحالفات التي تعاونت لاسقاط الانظمة العربية اما عسكريا او بالفتنة الداخلية على يد عملائها كما حاولت ان تفعل في سوريا.
وهنا لا بد ان نذكر بان وكالة المخابرات المركزية وحليفتها الصهيونية العالمية، تعمل في جميع انحاء اوروبا الشرقية وفي مختلف انحاء آسيا، خدمة لمصالح طبقة رأس المال العالمي وفرض الهيمنة السياسية من اجل تحرير استراتيجية اقامة حلف اوروآسيا بهدف الوصول حتى الى الصين ولكن استرداد شبه جزيرة القرم من قبل روسيا وفشل المؤامرة على سوريا سيفشل هذه المشاريع الجهنمية ولكن الثالوث الدنس امريكا واسرائيل والسعودية يطرحون بدائل استراتيجية جديدة من خلال اقامة تحالفات استراتيجية وتطبيع بين اسرائيل ودول الخليج والسعودية بدون أي طرح عادل لحل القضية الفلسطينية بحجة مواجهة ايران الشيعية، ولكن هذه المشاريع ايضا سيكون نصيبها الفشل لأن عدم حل القضية الفلسطينية يجعل الشعوب العربية ترفض هذه السياسات ولن تُركع الشعب العربي الفلسطيني، لذلك نستطيع ان نقول بان ما يجري في العالم العربي من احداث ليس صدفة تاريخية، وخلال السنوات الاخيرة انفقت الولايات عشرات ملايين الدولارات من اجل تدريب عملائها وناشطيها في العالم العربي والذي يبلغ عددهم بالآلاف وتعقد لهم اجتماعات وجلسات تحضير وتدريب تستمر اسابيع قبل عودتهم الى تونس ومصر وسوريا ولبنان، وبرأيي هذا ما تفعله اسرائيل في العالم العربي وهنا داخل البلاد، وهذا ما فعلته المخابرات المركزية في روسيا عندما دفعت الملايين ليلتسين عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي السوفييتي لكي يصل الى السلطة، ولكن النظام الحالي في روسيا بزعامة بوتين يرفض سياسات الولايات المتحدة في اوروبا خاصة في اوكراينا وعالميا، ولعل الهدف القادم للاخطبوط الامبريالي الصهيوني العالمي هو الصين، ذلك المارد الذي يرعب الغرب حتى اكثر من روسيا كل ذلك بهدف السيطرة المطلقة على العالم من قبل طبقة رأس المال العالمي وكهنة الحرب قوى اليمين العالمي في الولايات المتحدة واسرائيل وتدخل اسرائيل لدى الولايات المتحدة للدفاع عن محمد بن سلمان السعودي هدفها ليس الحفاظ على الاستقرار في المنطقة والعالم كما قال نتنياهو بل الحفاظ على انظمة الاستبداد في السعودية ودول الخليج العربي لا بل الامريكي الحليفة الاستراتيجية للولايات المتحدة واسرائيل، وهناك العديد من الدراسات، والكثيرون حول العالم يرون بجورج سوروس داعما للنشاطات التخريبية والصراعات المحلية في المنطقة وحول العالم وهو رجل اعمال امريكي يهودي ورجل البورصة الامريكي الذي يعتلي مرتبة متقدمة في قائمة اغنى رجل في العالم وتزيد ثروته عن تسعة مليارات دولار يعني من زمرة الرئيس الامريكي ترامب.
جورج سوروس المولود في شهر آب عام 1930 وهو يهودي هنغاري المولد امريكي الجنسية رجل اعمال ومستثمر، رجل البورصة، عرف بدوره في محاربة الشيوعية وبدوره الفعال في مرحلة انهيار الدول الاشتراكية وتحول المجر الى النظام الرأسمالي، وقد ظهر اسم سوروس ايضا في دعم ما اطلق عليه "الثورة البرتقالية" في اوكرانيا التي نجحت في تنصيب فيكتور يوشنكو الحائز على لقب "اصلاحي" وفق التعريف الامريكي والمعادي لروسيا، وكان ضمن اعضاء المجلس الاستشاري لمنظمة "المركز الدولي للدراسات السياسية" الممولة من قبل الحكومة الامريكية عبر "مبادرة التعاون بين بولندا وامريكا واوكرانيا"، وهي مؤسسة تدعمها وكالات امريكية وتشرف عليها مؤسسة "فريدوم هاوس" التي تقدم المنح للنشطاء. وبدأ نشاط مؤسسات جورج سوروس في روسيا بعد انهيار الاتحاد السوفييتي وبموجب اقوال ابن جورج سوروس، اليكس بان والده انشأ فرعا لمؤسساته في روسيا وبموجب ما يقوله الابن الخطة فشلت، وقدم جورج سوروس الدعم لاندريه زاخارف وغيره من المنشقين في الحقبة السوفييتية. لكن كل هذا التحرك قد انتهى عندما اغلق بوتين الطريق امام جورج سوروس في روسيا بعد ان هاجم جورج سوروس بوتين بصورة علنية ودعمه أي دعم سوروس "للثورة البرتقالية" لا بل الصهيونية الامريكية في اوكرانيا. وهنا لا بد ان نذكر اتهام الرئيس الجورجي المخلوع ادوارد شيفارنادزه رجل الاعمال الامريكي ورئيس مؤسسة (المجتمع المفتوح) جورج سوروس بتقديم دعم مالي للجهات المناوئة له التي اجبرته على التنحي من منصبه. وقال شيفارنادزه في لقاء مع التلفزيون الروسي ان مخطط اقالته اعد له وعمل على تنفيذه بعناية فائقة سوروس نفسه. وكانت قوى المعارضة الجورجية قد اجبرت شيفارنادزه تحت ضغط جماهيري وصفته بثورة الورود او الثورة المخملية على التخلي عن منصبه وتقديم استقالته.
وقد جاء في كتاب صادر عام 2002 لمؤلفه جورج سوروس ممول الثورات الملونة التي كانت ترعاها الولايات المتحدة بهدف تغيير الانظمة من الداخل وفرض انظمة موالية للغرب تعمل على الريموت كونترول الامريكي: "لا يمكن فرض الدمقراطية والمجتمع المفتوح الا من الخارج لأن مبدأ السيادة يشكل عائقا امام التدخل الخارجي.. والواقع يصعب التدخل في الشؤون الداخلية لدولة ذات سيادة. ولكن من الضروري الوقوف على اصل المشكلة وضمن هذا السياق فقد شكلت الاموال ومنذ وقت طويل التي يضخها جورج سوروس عبر مؤسسته المعروفة تحت اسم معهد التحالف الدمقراطي لمشروع المجتمع المفتوح ويشار اليه اختصارا OPI اداة من اجل نزع السيادة عن الدول وذلك عبر ملء صناديق المؤسسات التي تدعي السعي الى واحة الحرية والدمقراطية، وهذا ما جرى وبات مفضوحا في الثورة البرتقالية في اوكرانيا التي اصبحت دولة معادية لروسيا وثورة الزهور في جورجيا، فهناك مجموعة من المؤسسات الامريكية والصهيونية التي تؤثر وتتحكم وتسيطر في الاقتصاد والسياسة العالمية وعلى رأسها مؤسسة ادارة الازمات العالمية بقيادة الملياردير اليهودي الصهيوني الذي اسمه جورج سوروس بالتعاون مع المخابرات الامريكية وبعض المؤسسات الداعمة الاخرى اسسوا مجموعة من المؤسسات تتولى عملية التغيير ونزع سيادة دول وشعوب العالم ومن خلال السيطرة والهيمنة على ثروات الشعوب، خاصة العربية بطريق مباشر او غير مباشر يعني بالتواجد على الارض او بالاحتلال الفكري والمدني والسياسي وتقسيم وبلقنة الدول على اسس عرقية ودينية نحو ما يسمى بالنظام العالمي الجديد والاصح تسميته عالم الهيمنة والسيطرة الامبريالية والصهيونية على العالم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أصفهان... موطن المنشآت النووية الإيرانية | الأخبار


.. الرئيس الإيراني يعتبر عملية الوعد الصادق ضد إسرائيل مصدر فخر




.. بعد سقوط آخر الخطوط الحمراءالأميركية .. ما حدود ومستقبل المو


.. هل انتهت الجولة الأولى من الضربات المباشرة بين إسرائيل وإيرا




.. قراءة عسكرية.. ما الاستراتيجية التي يحاول جيش الاحتلال أن يت