الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في أعقاب لقاء أردوغان بترامب، قضية خاشقجي توقفنا على أعتاب حربٍ إعلامية

سندس القيسي

2018 / 11 / 10
الصحافة والاعلام


في أعقاب لقاء إردوغان بترامب
قضية خاشقجي توقفنا على أعتاب حربٍ إعلامية

لعل الواشنطن بوست بنشرها باللغتين العربية والإنجليزية آخر مقال لخاشقجي تعلن أن الصحفي المغدور هو شهيد حرية التعبير. وحسبما جاء في آلبي بي سي، فإن المقال والذي جاء تحت عنوان مفارق : "أمس ما يحتاجه العالم العربي هو حرية التعبير"، نشر في 18 أكتوبر/ تشرين الأول أي بعد أكثر من أسبوعين من دخول خاشقجي القنصلية التي لم يخرج منها حيًّا أبدًا.

صحيفة الواشنطن بوست هي من أهم الصحف الأميركية والتي تشتهر بتحقيقاتها وبخاصة فضيحة ووتر جيت. وهي الصحيفة التي كان يعمل فيها خاشقجي مراسلاً. لهذا، فمقتل خاشقجي أصبح قضية رأي عام وهو فضيحة سياسية بكل المقاييس. وأمريكا لا بد أن ترى أن خاشقجي صوتًا حُرًا قد أخمد ومحبي الحرية في العالم يؤمنون بالنضال. وبالتالي قد يتشكل تيار شعبي في الولايات المتحدة للوقوف وراء حق خاشقجي يطالب بالعدالة له.

منذ أن انتشرت القصة في وسائل الإعلام، أصبحت القصة الرئيسيّة في العالم والقصة التي يرتقب الجميع تفاعلاتها والجميع في انتظار التحقيق وكيف ستعاقب السعودية.ولا أحد يعرف ما سيحدث تمامًا بسبب تضارب التحليلات. مع ذلك، فالسعودية ردت بقوة وبسرعة مهددة بتغيير سياساتها وقلب موازين القوى. وهي تعاملت كأي دولة عندها سيادة ترفض التدخل الخارجي. ولكن ستظهر سيادة السعودية عندما توضع على المحك أي عندما تواجه التحقيقات والمحاكمات الدولية. ولا زالت الماكنة الإعلامية السعودية في حالة تأهب لدعم الرواية السعودية. وفِي المقابل، تجعل الجزيرة من هذه القصة قصتها الرئيسيّة وتغطيها من جميع زواياها، ربما للإنتقام من المملكة العربية السعودية التي شنت هجومًا على قطر في السابق. ولطالما كانت قطر على خلافٍ واختلافٍ مع السعودية. بل إن الجزيرة خرجت للنور لتأتي بمنظور جديد في مشهد الإعلام العربي المملوك في معظمه للسعودية.

لقد كانت جريمة خاشقجي جريمة دولية على مرأى ومسمع الجميع بفضل وسائل الإعلام. بدأت قصة دولية انطلقت من اسطنبول ودوت في العالم، هل تهز كيان الدولة السعودية؟ هذا سيعتمد على سياق التحقيقات، فالبعض يتكهن بإن ترامب لن يفرض عقوبات على السعودية، بينما يوجد هناك من يفترض عكس ذلك. في الواقع، فإن تركيا تحاول
أن تحاكم السعودية في المحاكم التركية. وبالطبع، السعودية لن تخضع لذلك مما سيؤدي بتركيا إلى اللجوء لشركائها في الناتو فرنسا وألمانيا والولايات المتحدة بهدف محاكمة السعودية في المحاكم الدولية لحقوق الإنسان. تركيا لا تريد أن تكرر السعودية مثل هذا السلوك وقامت تركيا بعمل تحقيق جنائي في قضية خاشقجي لكن بقي سؤال: "من أطلق الأوامر" وتريد تركيا التحقيق مع ال18 شخص المتهمين بقتل خاشقجي لكن دون جدوى من السعودية.

نستطيع أن نقول أن تركيا سوف تسهم في تدويل الأزمة مع السعودية ودليل ذلك إسماع الرئيس التركي رجب طيب إردوغان شريط التسجيل للجريمة لعددٍ من الدول. وهو بصدد لقاء عدد من زعماء العالم في باريس ومن ضمنهم الرئيس الأمريكي ترامب حيث سيطرح الرئيس التركي الأزمة مع السعودية حول مقتل خاشقجي. بالإمكان القول بأن القضية بدأت بالتحرك على مستوى اللاعبين الكبار أي رؤساء الدول مما يعني أن قرارات جدية ستخرج عما قريب. وعلى الأغلب، فإننا سنشهد حربًا إعلامية بين كل من الإعلام العربي، والأمريكي والتركي. وهناك العديد من الدول تملك محطات إخبارية عربية. هذه حرب إعلامية حول الحقيقة ومن يملكها وقصة خاشقجي أصبحت عالمية.

الولايات المتحدة الأمريكية وإن أوعزت باحتمالية عزل بن سلمان، فإنها ذكرت بمصالحها مع السعودية ولم توضح إن كان عزلاً لآل سعود أم عزلًا لإبن سلمان. أما موقع سي إن إن بالعربية، فقد ذكر أن مايك بومبيو وزير الخارجية الأمريكي قال إنهم سيتمكنون من الحصول على أدلة كافية ليفرضوا عقوبات على أفراد مسؤولين عن مقتل الإعلامي السعودي جمال خاشقجي. وكان بومبيو قد طلب من السعودية إجراء تحقيق شامل عن خاشقجي يتسم بالشفافية وتعد العلاقات السعودية الأمريكية في أزمة، وسوف تزداد الأمور تعقيدًا مع بدء التحقيقات الدولية التي ترفضها الرياض.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تحشد قواتها .. ومخاوف من اجتياح رفح |#غرفة_الأخبار


.. تساؤلات حول ما سيحمله الدور التركي كوسيط مستجد في مفاوضات وق




.. بعد تصعيد حزب الله غير المسبوق عبر الحدود.. هل يعمد الحزب لش


.. وزير المالية الإسرائيلي: أتمنى العمل على تعزيز المستوطنات في




.. سائح هولندي يرصد فرس نهر يتجول بأريحية في أحد شوارع جنوب أفر