الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أيها العرب لا تخجلوا من زيارة اسرائيل علنا

يوسف زعنون

2018 / 11 / 12
السياسة والعلاقات الدولية


زار رئيس الوزراء الاسرائيلي سلطنة عمان واستقبله السلطان قابوس امام انظار كاميرات العالم، دون خوف من ردة فعل العرب الذين اعتادوا على ان تكون الزيارت سرا. فهل ستعقبها زيارات لبلدان عربية اخرى بشكل علني؟؟؟ ام ان الامر سيستمر على ما هو عليه الان.
وكتذكير فإن زعماء ومسؤولين رفيعي المستوى اسرائليين قد زارو اغلب الدول العربية وتم استقباله من طرف اعلى هرم في السلطة.
فقد زار رئيس الوزراء مناحيم بيجين مصر سنة 1979 وتبعه اسحاق رابين ايضا سنوات 1992و1993،كما زار شمعون بيريز المغرب سنة 1993 واستقبله الملك الراحل الحسن الثاني. بنيمين نتانايهو ايضا زار الاردن سنة 1996 واستقبله الملك حسين. كما تبعتها عدة زيارات لدول عربية.وكانت الملفات التي يتم تداولها على المستوى الاعلامي هي المفاوضات الفلسطنية الاسرائلية وعملية السلام في منطقة الشرق الاوسط، لكن في خلف الكواليس كانت ملفات اخرى. كل هذه الزيارات المعلنة كانت تتخللها زيارات متبادلة للقادة العرب لاسرائيل لكن كانت بشكل سري. ذلك لكسب رضا اسرائيل التي فرضت نفسها كمؤثر اساسي ولاعب قوي في المنطقة. بمباركة امريكية لكل الخطوات ذلك ان إسرائيل هي النقطة المضيئة في سواد ليل المنطقة مقارنة مع جيرانها رعاة الديكتاتورية والقمع .سواء على المستوى الاقتصادي او السياسي ، لهذا فقد حان الوقت لاتخاذ اسرائيل قدوة لهم في مختلف المجالات.عوض شراء الاسلحة منها وتجريبها في اخوانهم المغلوب على أمرهم.
وبما اننا نتحدث عن الزيارات المتبادلة بين العرب والاسرائليين، فلابد ان نتذكر زيارة الرئيس المصري أنور السادات قبل اكثر من اربعين سنة لاسرائيل، والذي ابان عن ذكاء وحنكة كبيرة. فقد كانت تلك الزيارة مفاجئة للعديد من الاوساط السياسية آنداك لكنها كانت خطوة ذكية منه لانه ادرك بحدسه ونباهته ان اسرائيل ليست لوحدها في مواجهة الدول العربية بل وراءها قوى غربية تتزعمهم امريكا. لقد اربد العرب وازبدوا عندما راوها يخطب في الكنيست الاسرائلي امعانا في اضافة رتوش انهم ضد التطبيع مع اسرائيل، لكنه اثبت اليوم انه كان على صواب، فالإحتجاجات الاخيرة في البلدان العربية بعد احتلال العراق من طرف الولايات المتحدة الامريكية وتشتت العراق الى طوائف بعد ان كان شعار الغزو جلب الديمقراطية وحقوق الانسان، وما تبعه بعد ذلك ما سمي بالربيع العربي.اصبحت معه جميع الدول قاب قوسين من الانهيار، اتبث للعالم ان اسرائيل هي التابث في المنطقة ومن حولها من العرب هو المتغير، وان عقارب الساعة كلها تدور حول اسرائيل.ورغم ان المنطقة غنية بالثروات الطبيعية الا انها ايضا مشىرذمة طائفيا. وبإمكانها ان تنقلب رأسا على عقب في اي لحظة بعد اشارة من طرف الدول المتحكمة في المنطقة. فلبنان المتوثر دائما وسوريا الابية التي كافحت في جبهة الممانعة سقطت بعد بعد استعصاء لسنوات واليوم ثور ابيض وغدا ثور اسود .
والعراق الذي صار يحلم بالعودة خطوة الى الوراء لينعم باستقرار ما قبل التحرير المزعوم. واليمن الذي جعلو منه مختبرا للاسلحة الايرانية والاسرائلية والامريكية وذلك بمباركة اسرائلية. لسنوات مضت كان الزعماء العرب يصعدون للحكم بشعار الموت لاسرائيل وقد صدقت الشعوب العربية، لكن بعد ان خربت الدول العربية وارغم المواطنون على ترك وطنهم وبقيت اسرائيل منارة وازدادت رخاء ادركت الشعوب ان تلك الشعارات كانت فقط لدر الرماد في عيون الشعوب المغلوبة على امرها، والمتعطشة للحرية. وان فزاعة تحرير القدس من نجس اليهود لم يعد تنطلي عليهم وانما يجب التعامل مع اسرائيل كدولة وكواقع فرض نفسه. بل هي من اصبح يتحكم في مصير عروشهم ومصير كراسيهم الرئاسية.
زيارة بنيمين لسلطنة عمان بشكل علني يحتم علينا ان نتصالح مع ذواتنا ونعلن للعالم اننا هزمنا امام بلد ليس له تاريخ. لكن له ماض وحاضر استعماري عنيف، لكنه فرض نفسه علينا لهذا يجب ان نحذوا حذوه في مسيرة التقدم والتطور والنماء، اما ان نبقى متخفين وراء تلك الشعارات البائدة فما عادت تجدي نفعا مع شعب تصله الاف المعلومات يوميا عبر هاتفه الذكي، كما حان الوقت للاعتراف بان عقارب الساعة تدور حول اسرائيل، وان جيرانها العرب هم بحاجة لها لكي يحافظو على كراسيهم اكثر مما هي بحاجة لهم.
ان اسرائيل رغم ماضيها وحاضرها الاستعماري، ابانت انها قوة لا يستهان بها في مختلف المجلات. فهي رائدة في مجال برائة الاختراع بل انها تتفوق على الدول العربية مجتمعة في هذا المجال اضافة الى قوة اقتصادها وقوة صناعتها. اما جيرانها فكل ما ينتجونه هو مما جادت به الجغرافيا والطبيعة. ويتم استغلاله عن طريق شركان اجنبية. لا تخجلوا ايها الزعماء العرب من زيارة اسرائيل علنا او استقبال زعمائها اذا دعت الضرورة لذلك او كان في مصلحة تقدم الشعوب وازدهارها. اما ان تزورها سرا وتلعنوها جهرا فما عادت تجدي نفعا.
ليشطح ميخبي لحيتو.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. انفجارات أصفهان.. قلق وغموض وتساؤلات | المسائية


.. تركيا تحذر من خطر نشوب -نزاع دائم- وأردوغان يرفض تحميل المسؤ




.. ctإسرائيل لطهران .. لدينا القدرة على ضرب العمق الإيراني |#غر


.. المفاوضات بين حماس وإسرائيل بشأن تبادل المحتجزين أمام طريق م




.. خيبة أمل فلسطينية من الفيتو الأميركي على مشروع عضويتها | #مر