الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الملف السّوري سوف يظهر إلى العلن يوماً

نادية خلوف
(Nadia Khaloof)

2018 / 11 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


هل سوف يتم الاعتذار من بعض السّوريين بعد خمسين عاماً، أو ثمانين، أو مئة عام؟
كي نعرف ماذا سوف يجري علينا أن نراجع التّاريخ.
احتفل العالم بمرور مئة عام على الهدنة في الحرب العالمية الأولى في فرنسا حيث تم إنزال النورماندي من قبل أمريكا وكندا، وخسرت فيها الدولتان آلاف القتلى، ومع هذا فلا كندا ولا أمريكا استقبلت اليهود الذين شعروا بالخوف من النازية. اليهود لا زالوا يقتلون تحت أسماء شتى، وقانون معاداة السّامية الذي يخصّ اليهود فقط وليس جميع السّاميين لا يعمل حقيقة في الغرب، فلا زال العداء، ومع ظهور النّازية الجديدة فإنّ القوانين تبطل أمام العنف المسلّح. لكن هذا لام يمنع جوستن ترودو رئيس وزراء كندا أن يقدم اعتذاراً رسمياً بسبب رفض بلاده سفينة كانت تحمل مئات اللاجئين اليهود الفارين من ألمانيا النازية عام 1939 حينما رفضت كندا استقبال 907 لاجئ يهودي بعد أن رفضتهم كوبا ، ثم الولايات المتّحدة ، وكندا فعادت السّفينة إلى أوروبا وكان مصير 254 منهم الموت في المحرقة.
ماذا يفيد الاعتذار أمام ذلك الألم الفظيع؟

النّازية الجديدة بين العرب تستقطب ما يدعى المثقفين العرب لمعاداة المسلم. ما ذنب اليهودي أنّه ولد يهوديّاً ، وما ذنب المسلم السّني أنّه ولد مسلماً سنّياً؟
هل ذلك المؤمن سواء كان سنّياً أو بوذياً، أو يهودياً يجب أن يغيّر عقيدته؟ وهل لو غيّرها سوف يختلف الوضع؟
لا شكّ أن الإبادة للسّنة تبعتها إبادة أخرى لكل من حاول أن يقول لا. سواء من الطّوائف المسلمة، أو المسيحيّة.
أرغب أن أتوجه لمن يقول أن الإسلام فرض بالقوة. نعم هذا صحيح، لكن هل تقتلعه مني بقتلي؟ وإلى أين أذهب حين أضعف سوى للعبادة، وأنتم الذين تتهمونني بسنيتي. هل أمهاتكم بعيدين عن طقوس الدّين؟
الظلم نال، وينال جميع أفراد الشعب السّوري منذ الأزل فحتى تلك الحكومات في خمسينيات القرن الماضي قد تكون ديموقراطية نوع ما، لكن النّظام كان إقطاعياً يتحكم بالبشر، والحجر، والفقر سمة المرحلة.
كل الذي يكتبه دعاة الثورة من مقالات نارية حول ابن سلمان، أو الخاشقجي باطلة، فهناك تاريخ يسجّل، ولا شكّ أنه موجود في الولايات المتحدة، ولم يحن الكشف عنه، فالاعتذار من اليهود جاء بعد ثمانين عاماً من المحرقة، وعلى أحفادنا أن يقوموا مراسيم الذكرى يوم ما.
كانت أوروبا سخيّة باللجوء على السّوريين، ولم يكن العالم سخياً على اليهود في مصيبتهم. لكن الدّول العربية التي تتبنى فكر النازية العربية الجديدة كانت قاسية، وسيبقى ذكرى ما تمّ بحق السّوري بين بني يعرب مدوّن في سجلات سرّية سوف تظهر يوماً. سوف تظهر عندما يؤمن جميع السّوريين بحق الآخر بالحياة، ويتخلصون من أحقادهم القومية، والطائفية. ليس كلّياً بل بنسبة كافية لخدمة مشروع الدّولة المدنيّة. بالطبع لن يكون ذلك في النّظام المقبل، فصناديق الاقتراع الحرّة سوف تأتي بأسد جديد، وسيكون الحال كما يوغسلافيا السّابقة، أو العراق، أو لبنان.. الخطأ يكمن فينا أيضاً، وليس في طريقة النّازية العربية التي تتزعمها الأسدية، وتدافع عنها الدول العربية في السّر والعلن. أما كراهية اليهود فهي تسود بين العرب مسلمين ومسيحيين أضعافاً مضاعفة عن الغربيين، وهذا لا علاقة له بالصراع الإسرائيلي الفلسطيني، فعندما يحين الوقت سوف تكون إسرائيل مدلّلة العرب الأولى، وهي هكذا فعلاً، ولكن لم تكشف الأوراق بعد، وسوف يذهب أصحاب القضية الأولى للمروق السّريع أمام دمّ الفلسطينيين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. احمد النشيط يصرح عن ا?ول راتب حصل عليه ????


.. تطور لافت.. الجيش الأوكراني يعلن إسقاط قاذفة استراتيجية روسي




.. أهم ردود الفعل الدولية حول -الرد الإسرائيلي- على الهجوم الإي


.. -حسبنا الله في كل من خذلنا-.. نازح فلسطين يقول إن الاحتلال ت




.. بالخريطة التفاعلية.. كل ما تريد معرفته عن قصف أصفهان وما حدث