الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الذكرى الاولى لانتهاء الحرب العالمية الاولى

سربست مصطفى رشيد اميدي

2018 / 11 / 13
الارهاب, الحرب والسلام


الذكرى الأولى لانتهاء الحرب العالمية الاولى

يوم امس 11/11/2018 جرت في باريس الاحتفال بالمئوية لوقف الحرب العالمية الاولى في مثل هذا اليوم من سنة 1918، هذه الحرب اللعينة التي أدت مقتل ملايين البشر ومثلهم من الجرحى والاسرى وتشريد الملايين. انتهاء هذه الحرب كانت بداية لنيل الكثير من الشعوب لاستقلالهم وانشاء عدد كبير من الدول، لكن ادت ايضا الى تقسيم امبراطوريات ودول اخرى، ومن ضمنها تقسيم اخر لكوردستان بين اربع دول اثنان منها دول حديثة، وادت ايضا الى احتلال مايسمى الان بكوردستان- العراق من قبل الجيش البريطاني لانه تمت السيطرة على المناطق الواقعة بعد شرقاط ومن ضمنها كركوك واربيل والسليمانية والموصل بعد اعلان هدنة رودس لوقف القتال في احداث الحرب العالمية الاولى التي كانت نهاية للحرب.
ان اثار الاتفاقيات التي وقعت بعد ذلك بين الدول المتحاربة والاحداث التي كانت مصاحبة لنهاية الحرب على الرغم من اهميتها لم تستطع ان تضع حدا لتجدد او حدوث نزاعات سياسية وعسكرية جديدة فكان العالم وخاصة اوربا تعيش على بركان سرعان ما انفجر ليدخل العالم في حرب جديدة أوسع واشد ضراوة من التي سبقتها حيث ان عدد الضحايا كان يفوقها باضعاف، واستعملت لاول مرة القنبلة الذرية من قبل الولايات المتحدة ضد اليابان في مدينتي هيروشيما وناكازاكي. وقد ايقن العالم أن اليات عصبة الامم للحد من التوتر والحفاظ على السلم العالمي كانت من الضعف، بحيث انها لم تستطع من منع اندلاع حرب اوسع حصدت الاخضر واليابس. فكانت النتيجة التوقيع على ميثاق الامم المتحدة في 26/6/1945 في مؤتمر سان فرنسيسكو كمنظة دولية من اهم مهامها الحفاظ على السلم العالمي.
واليوم حيث احتفل زعماء العالم في باريس بمرور مائة عام على انتهاء الحرب العالمية الاولى، ولكن زعماء العالم الان وفي السابق لم يتمكنوا او لم يريدوا توفير فرص فعلية لاستبباب السلم، فاندلعت عشرات النزاعات والحروب في افريقيا واسيا وامريكا اللاتينية، وحتى في أوروبا (اوربا الشرقية والوسطى). وان الامم المتحدة ورغم كل الاليات المتوفرة لديها والتي تصل الى التدخل العسكري وارسال قوات فصل بين اطراف نزاع ما، ونتيجة لتحكم الدول الخمسة التي تمتلك حق النقض في قرارات مجلس الامن فهي بدورها لم تستطع ان تضع حدا للنزاعات المسلحة. والسبب في ذلك ان الدول المحتفلة ومنذ الحرب العالمية الثانية كانت هي ولا زالت السبب في اندلاع هذه النزاعات والحروب بشكل مباشر أو غير مباشر منذ الحرب الكورية ولحد الان. حيث انها تسعى وراء مصالحها فقط دون اي اهتمام بمصير ملايين الضحايا وتشريد اضعافها من ابناء الشعوب المغلوب على أمرها، وتتسبب في العوق والفقر والبطالة والمرض لابناء الشعوب خاصة في الجزء الجنوبي من الكرة الارضية. والسؤال الذي يمكن هنا ان نتسائل هو اننا نحتفل الان بمرور مائة سنة على انتهاء الحرب العالمية الاولى، ولكن هل ان الظروف السياسية والنزاعات الموجودة في العالم يمكن السيطرة عليها حتى لا تتسبب في اندلاع حرب عالمية ثالثة؟ التي لا سامح الله لو اندلعت فانها لا تبقي ولا تذر من شيء بسسب امتلاك عدد كبير من الدول لاسلحة الدمار الشامل ومن ضمنها السلاح النووي. فنرى ان الولايات المتحدة الامريكية بقيادة (دونالد ترامب) تتعامل مع دول العالم وشركائها بعقلية تاجر جشع لا تهمها ان تسيل دماء ابناء الشعوب الاخرى، أو أن تكون سببا في أفقار أبناء الشعوب .حيث نرى أن الرئيس قد نقل سفارة بلده من تل أبيب الى القدس، ويفرض العقوبات الاقتصادية والمالية على هذه الدولة أو تلك، وأخرها الانسحاب من الاتفاق النووي مع أيران وفرض عقوبات أقتصادية صارمة عليه. بالمقابل فأن تنمر روسيا الاتحادية بقيادة ( فلاديمير بوتين) الذي يتحدى الولايات المتحدة وأوربا أيضا ودون الاخذ بأي أعتبار برد فعل الغرب تجاه خططه وبرامجه. فقد أستقطع (أبخازيا) ومن ثم (أوسيتيا) من جورجيا، وأيضا أبتلع شبه جزيرة القرم. ووضعت روسيا كل ثقلها السياسي والعسكري مع الرئيس السوري حتى يبقى في سدة الحكم، ولكن على جماجم الشعب أبناء الشعب السوري بحجة محاربة الأرهاب وداعش الاجرامي (الذي أستخدمه الجميع وفق مصالحهم ومن ضمنهم النظام السوري وكأنها شركة متعددة الجنسيات). والان يحاول أيضا أستقطاع مقاطعة (دونباس) من أوكرانيا. والمعروف أن أغلب هذه النزاعات ذات خلفيات أقتصادية. وبالمقابل فأن هنالك حروباَ عديدة مستعرة النار في مناطق متفرقة من العالم. فالقضية الفلسطينية لم تزل لم تجد طريقها الى الحل على الرغم من رفض أسرائيل لتنفيذ جميع القرارات الدولية وأستمراراها في بناء المستوطنات اليهودية في الاراضي الفلسطينية مع وقوف الولايات المتحدة بشكل دائم الى جانب أسرائيل. ولا تزال الحرب الدائرة بين أطراف النزاع في سوريا مستمرة مع عدم وجود أفاق قريبة لانتهاء هذه الازمة. وكذلك وجود حركات مسلحة في أفغانستان وأوكرانيا والفلبين، ووجود حركات قومية مسلحة في تركيا وايران والكشمير في الهند. وأستمرار القتال بين الميليشيات المتصارعة في ليبيا وغزوات (جيش الرب) و (بوكو حرام) في الكونغو وأفريقيا الوسطى ونيجيريا و مالي. بالاضافة الى أن أحزاب اليمين المتطرف تقترب من الوصول للسلطة في عدد من دول أوربا أو استلمت الحكم في عدد منها وعبر صناديق الاقتراع ، ووصل الامر الى دول أمريكا اللاتينية كما حدثت في البرازيل أخيرا. بالاضافة الى أن الارهاب يضرب عددا كبيرا من الدول في وسط أفريقيا وشمالها وفي سوريا والعراق ومصر، ويضرب بين الحين والاخر الكثير من الدول الاوربية ولتصل أخيرا الى أستراليا. ولا يزال النزاع بين الكوريتين مستمرا، وهنالك العديد من القوى الاسلامية الراديكالية تنشط في دول وسط أسيا.
كل هذا يجعلنا نعتقد أن الوضع الحالي ومنذ اكثر من ثلاث سنوات لا يختلف كثيرا عن الوضع الذي كان سائدا في العالم وخاصة أوربا قبل الحرب العالمية الاولى أو الثانية. وأن عودة الصراع الامريكي الروسي الذي أخذ منحى ًتصاعديا منذ فترة ، بالاضافة الى الصراع الاقتصادي الامريكي- الصيني، والامريكي – الاوربي. وهذا ما حدا بالرئيس الفرنسي (أيمانوئيل ماكرون) أن يدعو الى أنشاء جيش أوربي موحد للدفاع عن المصالح الاوربية أمام الاطماع الامريكية والروسية. هذه الظروف اذا تفاقمت وتطورت فأنها قد تخرج عن السيطرة وتندلع حربا عالمية أخرى ويكفي أن يكون الطرفين أو أحدهما من الدول الحائزة للسلاح النووي، حتى تكون هذه بداية نهابة العالم. وهذا القلق كان واضحا في كلمة الرئيس الفرنسي في دعوته بالحفاظ على الخطاب الاوربي الذي نما وتطور بعد الحرب العالمية الثانية من أجل الحفاظ على السلم العالمي وعدم تأزم الصراع الامريكي الروسي.
ونحن نتمنى أن يسمع زعماء دول العالم وساستها ما تضمنته كلمة الرئيس الفرنسي ويؤمنون بها ويعملون من أجلها بقوله،،،،،،،،،،،
(عالم أفضل ممكن، ان أردناه و قررناه، وبنيناه معا).








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. القادة الأوروبيون يبحثون في بروكسل الهجوم الإيراني على إسرائ


.. حراك تركي في ملف الوساطة الهادفة الى وقف اطلاق النار في غزة




.. رغم الحرب.. شاطئ بحر غزة يكتظ بالمواطنين الهاربين من الحر


.. شهادات نازحين استهدفهم الاحتلال شرق مدينة رفح




.. متظاهرون يتهمون بايدن بالإبادة الجماعية في بنسلفانيا