الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شيء عن الحقيقة ..

رزكار نوري شاويس
كاتب

(Rizgar Nuri Shawais)

2018 / 11 / 13
المجتمع المدني


* لا يتمكن أي مجتمع من المجتمعات البشرية أن يواجه تعقيدات و العقبات التي تعترض دروب تقدمه و تطوره بنجاح و هو قابع في قاع صندوق مغلق محشو بقيم و افكار تكرس الخرافات و الأساطير الغابرة و الآيديولوجيات المتزمتة و الجامدة ، قوانينا صارمة للنظام الأجتماعي و التي تعد مخالفتها جريمة عظمى وانتهاكا خطيرا للمقدسات ..!
كل جيل اذا سعى لأكتشاف الحقيقة ، بأمكانه المساهمة بشيء من تغيير واقع حال مجتمعه و أن يكون المعلم و المرشد الذي يضيف المفيد على خبرات الجيل الذي يسبقه و ان يملك من الوعي ما يردعه من ان يغلق الأبواب بوجه الجيل الذي يليه الذي يعد طاقة استمرارية مسيرة التقدم ، و التحرر من القيود التي تمنع عن مجمل المجتمع المزيد من الرقي ، و هذا لا يمكن إلا بتبني ( الحقائق ) ركائزا و اسسا تبنى عليها خطط و مشاريع التطور و النماء .

* لنبحث عن الحقيقة دائما ، فهي فغالبا ما تُغيّب ، و من يبحث عنها يجدها ، فالحياة لا تفتقر ابدا لحقائق جيدة ، أفضل و أكثر وضوحا من السابقات ، و اكتشاف الحقيقة المجردة النقية من الشوائب يعني التحرر من اشكال منوعة من الاوهام و يأتي حافزا و ملهما للبدء بمسيرة تجاوز حالة تخلف و ركود نحو واقع افضل .

* و متى تمكن ( ابن آدم ) من فهم و استيعاب ( حقيقة ) ان مصلحته كفرد تكمن في وضوح مسارات ( بناء انسانيته ) و جعل هذا الفهم منهاجه السامي في الحياة فانه سيحقق سعادته .

* لكن اكتشاف الحقيقة و عدم التعامل معها بحكمة و اخلاص ، ستكون معضلة بعواقب وخيمة ، ( فمرحلة ما بعد الحقيقة ) تهيّج ظروفا يكون التوجه فيها نحو العاطفة ..!
و عدم التعامل كما يجب مع الحقيقة بموضوعية و بالتالي شل قدرته كعنصر مؤثر في تشكيل فكرة جديدة بناءة و تكوين رأي عقلاني سليم و فقدان القدرة على تقديم فعل مفيد و اجراء حاسم وفعال .
* و الحقيقة قرينة الحق و من الجور استخدامه و سيلة أو مبررا من مبررات استخدام القوة الغاشمة ، فهي ( أي الحقيقة ) و من دون التعامل معها بأمانة و نزاهة ، تفقد قيمتها الأيجابية كأداة بناء و كركيزة لتحقيق العدل لتتحول الى عنصر فوضى و هدم . فالحقيقة سلاح ذوو حدين و السلبيون المناهضين لقضايا التغيير و تقدم المجتمع و تحريره من كل اشكال التخلف و تخبط الأفكار و لا وضوحها في متاهات التعتيم و ضجيج ابواق الديماغوغيا ، يحاولون بكل ما يملكون من وسائل و دعم ظلامي ، محاربتها و تغييبها بالخرافات و كل الوان الشعوذة و الدجل و أن لم يفلحوا فبإستثمارها بتشويه جوهرها أو بتزييفها و تحريفها و تغيير مسارها نحو الهدف من اعلانها .
ان مشكلة الشعوب التواقة للتحرر و اعاقة مسيرتها ، كانت دائما مع الديماغوغيين طوابير و أبواق قلب الحقائق و تحريفها .

* الكل يبحث عن الحقيقة ، و عندما يكون الأمر هذا هما و سعيا جماعيا ستكون اولى ثمرات اكتشافها التضامن و بناء وحدة فكر مجتمعية و هما من القوى الفاعلة التي تمكن كل مجتمع من تحقيق المزيد من الرقي و النماء .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيليون يتظاهرون ويشعلون النيران أمام منزل نتنياهو ليلة ع


.. شاهد: لاجئون سودانيون يتدافعون للحصول على حصص غذائية في تشاد




.. تقرير أميركي.. تدهور أوضاع حقوق الإنسان بالمنطقة


.. واشنطن تدين انتهاكات حماس لحقوق الإنسان وتبحث اتهامات ضد إسر




.. الأمم المتحدة: الأونروا تتبع نهجا حياديا وإسرائيل لم تقدم أد