الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قصة قصيرة ...موقف !!

زهور العتابي

2018 / 11 / 13
الادب والفن


لم تكترث أبدا لما سمعته من أن مواجهات تحصل الآن بين الجيش ومجموعة من الارهابيين.. الذي هالها فعلا وأزعجها هو غلق جميع الطرق التي تؤدي الى المستشفى وتلك القوات المنتشرة من الجيش والشرطة التي أخذت تأمر المركبات بالعودة من حيث أتت...تألمت لهذا الحال كثيرا إذ كيف يتسنى لها أن تصل للمستشفى حيث يرقد فلذة كبدها منذ اكثر من السنة والنصف غائبا عن الوعي لاحول له ولاقوة !؟ هي تركته البارحة فقط لتقف على احتياجات البيت والأولاد وها هي تعود اليوم ولكن كيف السبيل والأوضاع هكذا ؟ ...قالت لزوجها بعد أن استدار ليعود أدراجه ...ليش ترجع لعد الولد شلون !! منو اله !؟ قال لها ولكن الطرق مغلقة !؟ توسلت اليه أن يدخل أحد الفروع ليوقف السيارة هناك ولنجعلها سيرا على الأقدام ...دخل الفرع فعلا لأن همه وهمها كان واحدا هو كيف لها أن تصل المستشفى لاسيما وأن ابنها العليل اليوم ليس كما يرام إذ أنها تلقت عدة مكالمات من اخيه الذي أستبدلها أنه اليوم ليس كما يجب وان الكادر الطبي بدا يتناوب عليه ولايعرفون بالضبط مابه فدقات القلب في تسارع شديد والضغط متذبذب بين صاعد ونازل ..كل هذه الأمور استحوذت على تفكيرها ..لذا أخذت تمشي مسرعة وزوجها إلى جانبها وما أن رأهم الجيش منعوهم من السير وبعد إلحاح الزوج طلب منهم الضابط أن يذهب أحدهم فقط فاختارت ان تكون هي لانها هي المرافق له وهي من تعتني به ..سلمت على زوجها وطلب منهم أن يساعدوها... .أخذت الأغراض وأطلقت العنان لقدميها بينما كانت المناوشات مستمرة ولكنها لم تابه لها الذي أزعجها واتعبها ليس صوت الرصاص ولا تلك الصيحات المتكررة انما ثقل الأغراض التي تحملها اذ انها هذه المرة جاءت بالكثير من الأحتياجات لان زوجها معها هذه المرة وهو اكيد سيساعدها في حملها لكن الان وبعد ان اصبحت وحدها صار لزاما عليها ان تحملها كلها في ظرف يتطلب منها أن تمشي بخطا أسرع ..استجمعت قواها واخذت تسير مهرولة وهي تسمع أزيز الطلقات من جانبها ومن فوق رأسها ..التقت بمجموعة أخرى من الجيش ..انتي مخبلة !؟..قالها أحدهم وهو يدنو منها ..انتي مدتسمعين الطلق..متخافين على روحج !؟ ردت عليه تخنقها العبرات ...والله ياأبني ياريت أمووت ...اني مو افضل من الي نايم صارله سنه ونص بين الحيا والموت شاب بعمر الورد !!! خليني فدوة لطولك أمر ترة ابني وضعيتة اليوم جدا صعبة....بينما رن هاتفها النقال ...شوف ديدك علي أخوه ..فتوقفت واخرجت الهاتف وأجابت ...ها ماما اني بالطريق وأعطته الهاتف ..هاك اسمع بنفسك ..تعاطف الشاب معها وذهب ليقنع الآخرين بينما همت هي مسرعة وسط اشتداد المناوشات وصوت الطلقات ..جاءها زميله على عجل وقال بعصبية جيبي العلاكة لخاطر الله ...اويلي عليجن يل الامهات شتشوفن بعد أكثر بهالعراق...حمل الأغراض عنها وأخذ يهرول أمامها..إذ أن المسافة ليست بالقصيرة...يله بسرعة امي التفت اليها وشاهد أن ماتحمله من أغراض أثقل بكثير مما يحمله هو فأخذته الغيرة حماه الله ...هاج هاي العلاكة جيبي الي بيدك وأسرع تتبعه هي حتى وصلا مدخل المستشفى أعطاها الأغراض ..يله خالة بسرعة ادخلي ..مرت سلامات الحمدلله..الله وياج ...شكرته كثيرا وأثنت عليه لانه كان فعلا منتهى التفاني والطيبة معها...دخلت المستشفى ولسان حالها يقول ..ياربي المصاعد تكون فارغة الان ...وفعلا ما أن وصلت لاح لها مصعد فارغ دخلت وضغطت على الزر حيث الطابق السابع (العناية المركزة )....ما أن دخلت التف حولها الجميع ..شلون وصلتي..جان انتظرتي..شنو هالمناوشات !؟ و...و لم تعلق فكل همها أن ترى ابنها وتطمان عليه ..وضعت الأغراض جانبا ...ها شلونه اخوك ..خاطبت ابنها..كان بشار ومحمد..من أفضل الكوادر الطبية (معاونين طبييين ) قال لها بشار الله يساعدك جيتي بهالظروف التعسة ...الحمدلله وصلت ..قالت هذا وهي تنظر لولدها الذي بان على وجهه آثار التعب فعلا كان يتلوى من شيء ما ! سرعان ما فهمت ماهو ... لانها طوال رقدته كانت هي من تشرف عليه . وتعني به...تتابع حالته وتفعل له كل شيء دون الاستعانة بأحدهم الا بالحالات النادرة جدا ...فهي على تماس معه تعرف حالته ووضعه اكثر من اي شخص اخر ..لذا ما ان نظرت اليه مليا فهمت على الفور مابه فقد بان بانه بعاني الما في معدته ويريد الاستفراغ لكن الأنجي( الصوندة التي في معدته ) تمنعه من ذلك ...فما ان زالت السداد عن( الأنجي ) أفرغ ما في معدته ...وما هي إلا ثواني حتى هدأ تماما وارتاح وبدأ الجهاز يببشر بعودة دقات القلب وكذا الضغط لوضعها الطبيعي...قال لها بشار معتذرا بعد ان رائ ما فعلت ..الله يا أم الدكتور. شلون فإتتني..تعرفين المسكين من الظهر هذي حالته ...واحنه واكفين عالاجهزة نراقب نكول شبيه !! عفيه عليك خالة والله نعم المرافقة انتي..إجابته متقصر بشار..ما الومك لأن اني قريبة منه أكثر منكم .المهم الآن هو أفضل ..خرج بشار ومعه ابنها خلدون سحبت البردة فغسلت له وجهه.. غيرت ملابسه ثم فراشه فبدأ بأجمل حلته جلست بجواره واخذت تداعب خصلات شعره فخانتها دموعها واخذت تهمس في أذنه ..اسفة يا اعز الناس لن اتركك بعد اليوم ابدا ..فبكل ماحملته من تعب وما مر بها من حدث اليوم لكن المها وحزنها الآن أكبر بكثير من كل تلك المتاعب.. فالذي يرقد أمامها كان يوما شابا يافعا متحمسا يملأ البيت القا وحراكا وفرحا وزهوا.. كان يعاملها بمنتهى الذوق والحب والاحترام.. ينعتها بأروع الصفات.. ويسمعها أجمل الكلمات..الآن بات كالشبح لا يمتلك الا بقايا من ملامح ..أصبح لا يقوى حتى أن ينطق ليقول مابه ومما يشكو !! واويلاه !! كم تمنت أن تتبادل معه الأدوار فهي أحق أن ترقد وهو الذي يراقب ويعالج ويساعد !! اليس هو الطبيب .الشاطر المجتهد !؟ بتلك الكلمات بينها وبين نفسها كانت تهجوه لأنها تعرف أنه يسمع جيدا فان سمعها ستتعبه كثيرا كلماتها فقد قالها يوما بل أكثر من مرة قبل أن تسوء حالته ويفقد النطق تماما....((اسف ماما ...اني تعبتك هواية انتي متستاهلين التعب !! ما اعرف شلون اجازبك حبيبة )) لذا بكته طويلا وبصمت عندها لاح لها وجه ابنها من وراء الستارة وهو بحمل الموبايل..هاله حال امه لكنه استطرد لأن أباه كان على الخط....ماما هذا بابا يسأل عنك....أخذت الموبايل وردت عليه اطمأن وصلت بسلام والحمدلله ...وابننا هو الاخر بخير ......أطمأن .....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيلم -شقو- بطولة عمرو يوسف يحصد 916 ألف جنيه آخر ليلة عرض با


.. شراكة أميركية جزائرية لتعليم اللغة الإنجليزية




.. الناقد طارق الشناوي : تكريم خيري بشارة بمهرجان مالمو -مستحق-


.. المغربية نسرين الراضي:مهرجان مالمو إضافة للسينما العربية وفخ




.. بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ