الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بون شاسع

كمال تاجا

2018 / 11 / 14
الادب والفن


غداً سيصبح
البون شاسع جداً
بين قصر يد
بشر تنام على الطوى
وطول باع
غنى فاحش يتجشأ
ببصاق
كل أنواع
فاخر الطعام
-
وتتسع الهوة
بين ضيق
صدر مدى منخفض
وسعة أفق
مرتفع
-
وستتزاحم مسافات
السعي بطلب الرزق
وتتوقف الغرغرة
أسفل الحلق
في اختناقات الطرق
-
وسنختلف عند
تحصيل أتعابنا
البخسة القيمة المعنوية
بعدما صار الفقير
يباع ويشترى
في بورصة العبودية
بلقمة عيش
بالكاد تساوي
حفنة دولارات
-
ولنتعارك على سرقة
أتعاب
مجهودنا
في منازعة الفساد
-
وسنقف وجهاً
لقفا
في حث السير
على خارطة تضاريس
العيش المضني
المتفاوتة الحدة
-
وسينضعط الإنسان
يتقزم في بوتقة
ليصبح صفر- مطلق- يدين
في حساب
محصلة
الإنفجار السكاني
-
والمسافة تجاوزت
نهاية المطاف
بألف ألف خطوة
طيّ مدى
عهد قديم
-
والحراك يتعاظم
كسفينة نجاة ضخمة
آخذة بالغرق
-
وستعدو أحصنة الريح
راكبة صهوة
سطح الماء
كجيوش خضم
جرارة
لتستولي
على رمال الشواطئ
كما في عاصفة شرسة
-
وسنشاهد عيوننا تنفقئ
كأعمدة كهرباء
مقطوعة
أحرقت أحداق منطفئة
في شرارة حارقة
في كل بلاد الغربة
-
وستمد اليابسة
بسط تضاريسها الصلبة
كفريسة لتلاطم
الخضم
في كل تعقب لهرووبنا
بجلدنا
من أثر السياط
-
حتى استولى علينا
الذعر
من هدير الأمواج
ليذكرنا
بنهش أسماك القرش
للحمنا الشامي الطري
الطيب المذاق
-
عندما كان النظام العالمي
يقدمنا
بأطواق نجاة
عاجزة عن إنقاذنا
كطعام مثالي للسمك
-
حتى ألفت مجاذيف
نفوسنا
كل أساليب
الغرق
-
وسيصبح قوم البشر
غرقى
أطواق نجاة
خلبية
لا تصلح الحال
-
والنفخ بالقرب
لا يجدي نفعاً
في حشد الهمم
والصلح
أوغل بالخصام
وفي عدم تدارك الأهوال
-
ونحن أسرى
هجر
ونأي
وبعاد
من فراق
ذات البين
-
في وطن يترعرع
فوق الجرود
كجلمود صخر
ثابت جنان
التضاريس
حطه التلاحم
على رأب الصدع
من علّ
~
ونحن كشعب
لم يتولى من قبل
ولا من بعد
عن أطيافه قط
-
مع مواطن
عاجز عن الحركة
بين جرود جبال
تجاوز بارتقائه
كل طلب إنساني
لسلامة عبور
لضفة حياة مناسبة
وهو الذي أختبر مناخ
الأقاصي البعيدة
في كل القارات
المحروسة بالتضاريس
الشامخة
-
شعب مشلوح
كثوب مهلهل
على حبال غسيل
شرف عالمي
خلا من أي تأنيب ضمير
-
عاجز عن جذب ريح
تلويح
بعد سقوط ورقة توت
عن عوارات
مجتمعات مدنية
مراوغة
لتسليك مخازي
الفضيحة المدوية
على قض مضاجع
شرف الإنسانية
الساقطة
على عدم نصرتنا
-
تاه رجاله
فوق تضاريس الوهاد
كصيد ثمين
لقناص رؤوس
مواطنين عزل
لا على التعيين
-
أو فقد حياته
في منية غافلة
لإنفجار
عبوة ناسفة
بين أرجل سكان آمنين
-
وخسرت أمهاته
تحت القصف
نخبة
من فلذات أكبادها
حتى نصبت
سرادق العزاء الشامي
في كل بيت
-
لشعب
طاح مستقبله
على أسلاك وطن شائكة
نسي نتف من لحمه الممزق
عالقه على كل الحدود الدولية
~
شعب ظل
دهراً
يغذي السير
على سكك العبودية
ويغض نظره
عن أي إخلاء سبيل
وارد
إلى خارج الحدود
~
ويتوجع
على الحواجز
من التردي
وعلى كل جانب
-
ويتقلى
على مشهد
فوهات البنادق
الموجهة نحوه
في كل هجوم
طارئ
~
ويفقد حماسه
تدريجياً
كحمار هزيل
يحمل أسفاراً
عدم انتماء
إلى ما فوق طاقته
الوطنية
-
ويحرن
كبغل غبي
على مفارق
وعورة اجتياز
حفر انفجارات
تحولت إلى
خنادق حرب
دمرت كل شيء
بعد أن سوت أسطح
نصف بيوت السكان
بالأرض
فخسر نصف المواطنين
شقاء عمرهم
تحت القصف
بنيران صديقة
للبيئة الأهلية
فاقت الوصف
-
ويتلكأ على عكاكيز فاقة
كأفكح عوز
وكمشلول عاجز
يتلوى في مطب
فقر مدقع
ويطب كخوار وقع
في مكب
أمس الحاجة
-
ويتصبب بالعرق
وعند التنقل حراً طليقاً
بين مفارز الحراسة
مهما تحلى
بربطة عنق
جأش
جعلكته أصابع
أطبقت على عنقه
كخناق
من إضعاف روح وطنية
منزوية
-
ومع أنه خضع
ليشهر الجندي
حربة في وجهة
دون سبب
ليفتح بها رأس المواطن
وليطلع على نواياه
من خفايا معارضة
-
ولذلك كان يمر شعب أعزل
مهشم الوجه
مفدوغ الرأس
إلى الجهة المقابلة
لسلامة السلطة
دون أي اعتراض يذكر
على صفع
ولا على ضرب كفاً
بكف
تأييداً للسلطة
-
ثمة عشاق
وطن
وقفوا في مواجهة بعضهم البعض
دون نعرات طائفية
يتطلعون بعيون مشوبة
بالمحبة
ليتناولوا حلوى
النظرات الوفية
لأقامة أود
نقاء قلب
وعلى العهد
لتمتين روبط
لحمة
العروة الوثقى
-
لتباغتهم صفعة
قوية
تلوّي رقابهم
عكس الأتجاه
-
وأنت أيها الوقت المنفض
دون ألفة
لا تقل أنني
لن أنسى الدموع
التي ذرفتها
في محارم الفراق
من أجلك
في كل غصة
حنين
ومن يد فراق
تلوي عنق
النأي عنك
يا شام

كمال تاجا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كلمة أخيرة - هل الفنان محمد علاء هيكون دنجوان الدراما المصري


.. كلمة أخيرة - غادة عبد الرازق تكشف سر اختيار الفنان محمد علاء




.. كلمة أخيرة - الفنانة سيمون تكشف عن نصيحة والدها.. وسر عودتها


.. كلمة أخيرة - محدش باركلي لما مضيت مسلسل صيد العقارب.. الفنان




.. كلمة أخيرة - الشر اللي في شخصية سامح في صيد العقارب ليه أسبا