الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تحالف طبقى سفيه يريد إحتكار التعليم لابنائه

حمدى عبد العزيز

2018 / 11 / 14
مواضيع وابحاث سياسية


وزير التربية والتعليم جاءت تصريحاته الأخيرة بشأن مجانية التعليم في غاية الإتساق مع طبقة مهيمنة تريد إحتكار التعليم وحصره داخل صفوف شرائح إجتماعية محددة ، وتحويله من كونه حق من حقوق الإنسان - ناهيك عن أنه حق دستوري - إلي كونه سلعة رأسمالية لايحصل عليها إلا من يستطيع ..

وهذا ينسجم تماماً مع الأفكار التي تربي عليها خريجي المؤسسات الدولية (تلاميذ النيوليبرالية) الذين تعتمد عليهم الطبقات المهيمنة في تشكيلات الحكومة منذ تسعينيات القرن الماضي كجزء من التكيف الهيكلي الذي يجري علي أساس الإندماج التام في السوق الرأسمالية ، واعتبار إطلاق حرية السوق هي المعيارية الأولي والأخيرة لإدارة السياسات ، والدكتور طارق شوقي وغالبية أعضاء حكومات الرئيس السيسي هم من هؤلاء ، فضلاً عن كونها تستعين بخبراء من نفس هذه المدرسة من أمثال يوسف بطرس غالي ، ومحمود محيي الدين ، وحازم الببلاوي وآخرين علي نفس الشاكلة ..

عملياً تصريحات الوزير طارق شوقي تدل أن النية تتجه إلي المزيد من تسليع عملية التعليم تحت غطاء الدعوة المستمرة للتطويره ، (مع عدم إنكار أنه بالفعل يحتاج إلي تطوير كخدمة تقدمها الدولة ، وليس كسلعة رأسمالية تتحدد قيمتها بالعرض والطلب ووفقاً للقدرة الشرائية) ..

هذه هي السياسات التي تسير عليها إدارة الدولة ..
تصريحات طارق شوقي ليست بعيدة أيضًا عن الإلتزام السلطوي بتنفيذ مشروطيات صندوق النقد الدولي ، والتي تقضي بالمزيد من ضغط الإنفاق علي الخدمات العامة كالصحة والتعليم وكافة أوجه الرعاية الإجتماعية ..

ولاعزاء للفقراء ، وطافحي الكوتة من أجل توفير حد أدني من سبل الحياة ، ومتوسطي الحال المستورين بالكاد وهم الغالبية الساحقة من هذا الشعب .. عندما يغلقون في وجوههم التعليم كطريق للتخلص من الجهل ، وإكتساب الوعي ، وكفرص للترقي الإجتماعي والتخلص من الفقر الذي أرادت له الطبقات المهيمنة أن يظل أرثاً يحمله الفقراء ويرثه أبنائهم فأبناء أبنائهم لتتعاقب أجيال الفقراء علي فقرها وتحتفظ أجيال الأثرياء بثرائها ..

هؤلاء الذين وقف طه حسين ، وقبل ثورة يوليو مدافعاً عن حقهم في التعليم باعتباره كالماء والهواء بالنسبة للإنسان ، وضرورة لتقدم الأمة المصرية ، ووقف الملك وسلطة كبار ملاك الأراضي الزراعية أمامه للحيلولة بهذا الحق علي بحجة أن العلم في يد هؤلاء سيكون إنتاجاً للألاف من الشيوعيين ، وهذا سيقوض نظام الحكم وإستقراره (هذه المعركة حدثت بالفعل مابين 1949 إلي ماقبل 1952) ..

ثم لايجب أن تتحدث السلطة فيما بعد محاربتها للإرهاب ، لإن حرمان الفقراء من التعليم وتعسيره علي متوسطي الحال سيؤدي إلي انخفاض مستوي الوعي العلمي لشباب هذه الشرائح وإلي تدفقهم من ماكينات إنتاج البلطجة إجتماعية والدينية والإرهاب إلي مجتمع سيعلم الله وحده إلي أين تفضي به السبل ..

ــــــــــــــــــ
حمدى عبد العزيز
12 نوفمبر 2018








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ملف الهجرة وأمن الحدود .. بين اهتمام الناخبين وفشل السياسيين


.. قائد كتيبة في لواء -ناحل- يعلن انتهاء العملية في أطرف مخيم ا




.. وسائل إعلام إسرائيلية تناقش تداعيات الرد الإيراني والهجوم ال


.. إيران وروسيا والصين.. ما حجم التقارب؟ ولماذا يزعجون الغرب؟




.. مخلفا شهداء ومفقودين.. الاحتلال يدمر منزلا غربي النصيرات على