الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مقارنة بين مدارس الامس ومدارس اليوم مقارنة ونداء امام انظار وزيري التربية و الصحة

وليد خليفة هداوي الخولاني
كاتب ومؤلف

(Waleed Khalefa Hadawe)

2018 / 11 / 15
حقوق الاطفال والشبيبة


عندما كنت في السابعة من عمري ، كان العام 1954 ، كنت حينها طالبا في الصف الاول الابتدائي ، في قرية القبة التابعة لمركز قضاء بعقوبة في محافظة ديالى ، وكان نظام الحكم في العراق ملكيا حيث كان الملك فيصل الثاني ملكا للملكة العراقية وعبد الاله هو الوصي ونوري السعيد رئيسا للوزراء .واتذكر جيدا بعضا من الاسهامات لوزارتي التربية والصحة ، التي فقدت مع الزمن ، لا بل ان اوضاع بعض المدارس الان تعرض على وسائل التواصل الاجتماعي والطلاب يفترشون الارض ، فما الذي حصل ياترى ، وكما يلي :
1- كل عام كانت تزورنا فرق من وزارة الصحة وكانت تلك الفرق تقوم بفحص التلاميذ واحدا بعد الاخر ويشمل الفحص النظر لمكافحة الرمد والسمع واخذ اشعة للصدر لمكافحة التدرن للذين يبدون بصحة ليست جيدة ، ويتم علاج المرضى مجاناوكذلك اية اعراض لامراض اخرى.
2- كل عام تزورنا وقبل حلول موسم الشتاء ، فرقا من وزارة التربية ، مع سيارة نقل مملوءة ملابس ،لتقدم "معونة الشتاء" وتشمل الستر والبناطيل والقمصان والاحذية ، لمعونة الفقراء من الطلاب ، بحيث يأخذ فقير ومحتاج وكل من يلاحظ ان ملابسه ، ليست على ما يرام، وان حالته فقيرة، كسوة شتائية كاملة تقيه برد الشتاء ، ويعود لا هله انسانا اخر ، ربما افضل ملبسا من ملابس الاغنياء. واتذكر في احد الاعوام اني لم اكن ارتدي الملابس الشتوية في فصل الشتاء ، كوني اشعر بانها ثقيلة عندما كنت في الثامنة من عمري ، فلاحظ الاستاذ المشرف على توزيع الملابس ان ملابسي ليست مناسبة لفصل الشتاء فأخرجني من الصف واعطاني سترة مع بنطلون وقميص وحذاء وجوراب، فهمس مدير المدرسة بإذنه بان هذا الطالب -وكان يقصدني- عائلته غنية وليس محتاج ، فأجابه ان عيني ميزاني ، اي اني احكم وفقا لما ارى .
3- كل يوم بعد الاصطفاف يجلس الطلاب في صفين متقابلين لتناول وجبة الافطار وكانت تتضمن كوبا من الحليب مع الفاكهة (الموز او التفاح او البرتقال )وحبة من "دهن السمك" فينتامين يقوى المناعة على ما اتذكر .
فما الذي حصل ، بين الماضي والحاضر ،يا اصحاب المعالي ، لكي يجلس طلابنا على الارض في بعض المدارس لا لكي يتناولو التغذية المدرسية ولكن لكي يشرح لهم المعلم الدرس ، وماذا حصل لكي تقطع التغذية المدرسية ولكي تقطع معونة الشتاء ولكي تقطع الرعاية الصحية . لقد ادى انخفاض اسعار النفط ان يكون كل شيء بثمن ،فحتى مراجعة المستشفى الان بثمن . والكثير من الطلاب المتسربين يستكدون المارة واصحاب السيارات عن حاجة حقيقية او ضمن عصابات منظمة فهذه ليست مسؤولياتهم انما مسؤولية اولى الامر من اصحاب المعالي، ان الله تعالى يقول في سورة الصافات " وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ{۲٤) الم تعود اسعار النفط لسابق عهدها ، ارفعوا اجراءات التقشف يرفع عنكم الله مسؤولية بلاء هذه الامة.
هؤلاء اولادنا والذين هم زينة الحياة الدنيا والذين هم جيل المستقبل وقادته واعجبني هذا الكلام للدكتور بدر عبد الحميد حيث يقول "اولادنا هم القطعة الغالية من قلوبنا وأرواحنا ، هم دمنا وأكبادنا التي تمشى على الأرض ، هم امتدادنا في هذا الوجود، أولادنا هم تلك السنابل الخضراء في صحراء حياتنا ، هم العين الثرة الصافية والوحيدة في صحراءنا هم الظل الوارف الذي نفئ إليه عند الهجير ، هم النور الذي يتلألأ في أعيننا فنبصر ونرى وقد لا يتمنى الإنسان الحياة لنفسه ؛ لكنه يطلبها لأولاده ، قد لا يطلب السعادة لنفسه ؛ لكنه يرجوها لأولاده فهم زينة الحياة الدنيا ، وفتنة واختيار يرى الله من خلاله نجاحنا أو فشلنا . هم قرة أعيننا ، ومهج أرواحنا ، إذا حللنا كانت سعادتنا في أن تمتع أعيننا كل لحظة برؤيتهم ، لا نشبع إلا إذا شبعوا ، ولا ننام إلا إذا ناموا ، ونكسوهم ونتعرى ، ندفئهم ولا نبالى أن يأكلنا البرد ....".
الى كل من يدرس اطفاله في مدارس خاصة قطاع خاص ، ببدل اشتراك لا يقل عن مليوني دينار سنويا ، من اجل ان ينالو ا الرعاية التامة ، من المسؤولين والميسورين، هل من نظرة والتفاتة لوضع اطفال العراق ، لماذا لا يزور صاحب المعالي المدارس في الفرى والارياف ويطلع على حال ابناؤنا الطلبة، وهل من محفزات لإعادة المتسربين من المتسكعين الاطفال في الشوارع الى مقاعد الدراسة بدلا من ان تخرجهم الشوارع مجرمين وقتلة وعصابات وارهابيين .
الا هل بلغت اللهم فاشهد؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. يونيسف: نحو 4 ملايين طفل دون الـ 5 يعانون من سوء التغذية


.. مراسل الجزيرة: أي غارة إسرائيلية على رفح توقع شهداء وجرحي لت




.. لحظة اعتقال مواطن روسي متهم بتفجير سيارة ضابط سابق قبل أيام


.. واشنطن: طرفا الصراع في السودان ارتكبا جرائم حرب




.. عام على الحرب.. العربية ترصد أوضاع النازحين السودانيين في تش