الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ضفاف عراقية -الحلقة الحادية عشر-

عبدالله ماهر محمود
كاتب وصحافي

(Abdullah M. Mahmoud)

2018 / 11 / 15
مقابلات و حوارات


البرنامج الصحفي
"ضفاف عراقية"


إعداد وتقديم
"عبدالله ماهر محمود"

الحلقة "الحادي عشر"


مع الكاتبة والقاصة "نهى الصراف"



حزمتُ أمتعتي وعلى لوحي الخشبي انطلقتُ شاقاً بحور الأدب، والفن، والثقافة، باحثاً عن ضفاف عراقية أرسي عندها أتحاور معها، املى قارورتي من خبرتها، وعلمها، وثقافتها، فكانت أحدى ضفافي الكاتبة والقاصة "نهى الصراف"

عندما يكون الواقع المعاش مادة خام له مساحة واسعة لرسم الحروف، ومع وجود الشخص المناسب في المكان المناسب، هنا تنهمر علينا الكلمات مكونة قصص ومغامرات بأدوات لغوية بسيطة، وتقنية سردية متميزة، مكونة كتابات مثيرة للاهتمام وجلب النظر، لقد استطاعت نهى الصراف تجسيد واقعها بقصص ذات اُسلوب سردي سلس، تمكنت من خلاله ان تلتقط لنا بعض الصور عن بشاعة الحرب، وعن أشخاص بحثوا عن الحياة…. نهى الصراف لنتعرف عليها.




-حللت اهلا ونزلتِ سهلاً سيدتي، لكِ مني اجمل باقة ورد، ونبدأ ببطاقة تعريفية عنكِ، كيف تعرفين نفسكِ للقراء؟

* مرحبا بك. الصحافة، المهنة التي أحب.. فهي التي أرى الحياة من خلالها .. أجدها مثل مصباح حارس المغارة يساعده في الكشف عن المناطق المظلمة وغير المأهولة في الحياة.

________

-هل تؤثر البيئة على الهام الكتاب، وما مدى تأثيرها عليكِ؟

* بالتأكيد، الكتابة هي الأفكار التي تبدأ ببذرة ثم تنمو إلى شجرة كبيرة مورقة وهي تحتاج إلى وسط لتنمو فيه .. مكان جغرافي وبيئة اجتماعية ونفسية معينة. كنت وما زلت أتأرجح بين مكانين وزمنين؛ المكان الذي ولدت وتعلمت وعشت فيه نصف عمري وهو العراق. والمكان الذي أعيش فيه الآن في بريطانيا، أعمل وأتنفس ما بقي لي من سنوات. ومثلما هو عمري الموزع بين المكانين فإن كتاباتي أيضاً ابنة بيئتين، مكانين وزمنين.
_________

-مر الزمان وانتِ بعيدة الوطن وخصوصاً مسقط رأسك البصرة، ما مدى اشتياقكِ للوطن، وماذا تفتقدين بالبصرة، وهل لديك مشروع عودة لارض الديار؟

* عام واحد بعيد عن الوطن بمثابة ألف عام.. اشتاق كثيراً للبصرة تحديداً وأكثر ما أفتقده فيها وجوه الأهل والأحبة.. يخيّل إلي بأنني في اليوم الذي أعود فيه إلى البصرة سأجد أمي بانتظاري وقد عادت للحياة.
________

-لبدايات التكوين الأدبي قصص واحداث ومواقف، فكيف كانت نشأتكِ وتكوينكِ الأدبي، ومن اثر أو ترك أثراً فيكِ؟


* لا أذكر بدايات معينة، فكل مرحلة مع تجربتي في الكتابة كانت بداية. كل يوم هو بداية جديدة، ليس على مستوى الكتابة فحسب بل على مستوى الأمل والحياة. كل من التقيت بهم في بداية عملي الصحفي أثروا في تجربتي.. حتى الصديقات والأصدقاء، الجارة والجار، زميلات وزملاء الدراسة, لكني مدينة تحديداً إلى الصديق الشاعر والناقد الراحل حسين الحسيني، فقد تعلمت منه الكثير خاصة ما يتعلق بقراءاتي المبكرة .

__________


-لمن تقرأين، ومالذي يثير إعجابك بالقراءة، وهل هنالك قراءات أثرت في حياتك بصورة عامة؟

* قرأت الكثير من الكتب، لا أذكر عددها التقريبي ولم تكن في مجال محدد . كنت أقرأ في الأدب، الجغرافيا، السياسة والتاريخ أيضاً، وابتعدت عن قراءة كتب الدين لمبدأ كنت وما زلت أؤمن به.. أما أهم قراءاتي وأقربها إلى قلبي فهي كتب التاريخ. القراءة تمثل لي هروباً لذيذاً من الواقع وما أجمله من هروب.
________

-كيف تقيمين المشهد الأدبي العراقي، وأين هو من الأدب العربي والعالمي، وما مدى قربكِ من الساحة الأدبية العراقية، ام انكِ بعيده عنها؟

* هناك نتاج أدبي كثير ومتنوع، ومع وجود تباين في المستوى الإبداعي إلا أن هذا لا يمنع من أن الحضور العراقي بات واضحاً. وما يتعلق باهتماماتي فأنا أجد بأنه قد أعيد الاعتبار إلى القصة القصيرة مثلاً، هذه الزاوية المنسية من الإبداع التي تعرضت للكثير من الإهمال، من خلال خارطة الجوائز لهذا العام على المستوى العربي ووجود أكثر من منجز لمبدع عراقي في دائرة الضوء. على الرغم من أن الجوائز ليست عاملاً حاسماً.
________

-في ظل الزخم الادبي الذي يشهده الشارع العراقي، "من وجهة نظري المؤلفات المطروحة لا تفتقر الى شيء قدر افتقارها للنقد الأدبي الحقيقي" ماهو رأيك، وكيف تصفين النقد الأدبي العراقي؟

* وجهة نظرك صحيحة . وهذه محنة كبيرة، فالزخم الجماهيري على كاتب أو كتاب معين لا يكفي ليكون مرجعاً لهذا الكاتب، الجمهور مهم طبعاً، لكن ينبغي أن تمّر هذه الأعمال في أفران النقد لتنضج تجربتها وتجعلها قابلة للهضم . من غير نقد موضوعي وبناء، كيف يمكن للكاتب أن يعي مكانه ضمن خارطة كبيرة ومشتتة فيها مبدعين .. أو أنصاف كتاب.. أو حتى أناس مرّوا على عجالة ووضعوا أقدامهم بالمصادفة في أرض هي ليست أرضهم بالتأكيد.

_________

-ما رأيك بالومضة القصصية، وهل تؤمنين بها؟

* لكل شكل من أشكال الكتابة ميزاته ، كنا إلى وقت قريب ننظر للقصة القصيرة (جدا) نظرة متأنية ومشككه..
وهذا لا يعني التقليل من شأنها.. لكن لكل شيء جديد بريقة حتى يثبت العكس.
________

-كيف تصفين مجموعتكِ القصصية "بيت التراب"، وهل حازت على ما تستحق، وهل التراب يكفي لبناء البيت؟

* بيت التراب هو ذاكرتي .. ذاكرة الحرب التي عشتها طفلة وتعثرت بها شابة.. دونت فيها لقصص أناس طواهم النسيان.. فقراء، بسطاء، مغلوبين على أمرهم، سحقتهم الحياة ثم الحرب وعاشوا على هامش السلام .
مؤكد، لا أستطيع تقييم ما أنجزته وأترك القراءة للآخرين.. لكني أجد بأن الكتاب لم ينل الاهتمام المطلوب وكان تسويقه ضعيفاً. التراب لا يكفي لبناء بيت .. التراب يبني قبراً يمكن أن يكون بمساحة وطن، وهذا هو ملخص المعنى.
________


-معظم الكتاب يهربون من القصة الى الرواية خوفاً منها، فما هي أدوات القصة المتكاملة، ومتى تكون القصة فخاً، وكيف يكون تفادي الوقوع في فخها؟

* لا أظن ذلك، فالقصة لا تقل بريقاً عن الرواية .. في رأيي لكل نوع أدواته وميزاته، الأهم أن يجد الكاتب نفسه في قالب معين يحقق له الاستقرار النفسي المطلوب ليحلّق في عالم الإبداع. القصة أو الرواية هي الإطار الذي يتحرك فيه المبدع. ومع ذلك، وعن تجربتي، أجد بأن القصة القصيرة فن السهل الممتنع.. وحين نفكر بأدواتها أو محدداتها فإننا نضع أنفسنا في هذا الفخ الذي تتحدث عنه.. الكتابة هي ممارسة الحرية في أقصى مدياتها ومتى ما وضعناها داخل شروط وقوالب فإنها تفقد أهم أسسها. بدأت من القصة القصيرة ومررت بالمقالة وأعود بين الحين والآخر لكتابة القصة.. وأجد في كل ذلك متعة ومغامرة في كل مرة.. المغامرة التي أسعى للوقوع في فخاخها وأنا مبتسمة.
__________

-لو اصبحتِ وزيرة للثقافة العراقية، فما هي اول أولوياتكِ؟


* من وجهة نظري المتواضعة.. لا أحبذ أن يسمح الكاتب لأي منصب مهما علا شأنه.. أن يقيد حريته ويضع القيود على طقوسه اليومية في الكتابة. لا أجد أن الوظائف (المرموقة) تناسب كل من يشتغل في حرفة الكتابة.. فهي تعيده وتسمرّه على أرض الواقع في كل لحظة. تسرق خياله ولحظات جنونه.
ومع ذلك، فإن أول ما يخطر في ذهني عندما أسمع بوزارة ثقافة.. أياً كانت تسميتها ، فإن مهمتها الأساس تبدأ وتنتهي بالكتاب.. دور نشر وتسويق.. مطابع.. معارض كتب.. ترجمة .. الخ

__________

-وصف سريع لكل من…

الغربة - وهم.. الغربة الحقيقة هو أن يكون المرء فقيراً وقليل الحيلة في بلده


الوطن - أناس تحبهم ومنزل دافئ


المرايا – أتجنبها كثيراً .. ليس خوفاً من التجاعيد طبعاً.. لكني أخاف من المرايا التي تكشف عن ما يدور داخل روحي


الحب - لحظة ضعف تباغتنا لفترة قد تطول أو تقصر.. لكننا في النهاية ننجو


السلاح – طائرة الشبح وهي تحوم في السماء .. (ما زالت تحوم فوق رأسي)

________

-في الختام هل لديكِ مشروع أدبي جديد تحبين الإعلان عنه عن طريق ضفاف عراقية؟

* لدي عدة مشاريع .. لكن مثلما يقول المثل العين بصيرة واليد قصيرة.. طموحي في الكتابة أكبر بكثير من سنوات عمري.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مداخلة الجنرال مارك كيميت مساعد وزير الخارجية الأميركي الساب


.. بعد أن قالت إن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية في غزة.. أستاذة جا




.. عقوبات أوروبية جديدة على إيران.. ما مدى فاعليتها؟| المسائية


.. اختيار أعضاء هيئة المحلفين الـ12 في محاكمة ترامب الجنائية في




.. قبل ساعات من هجوم أصفهان.. ماذا قال وزير خارجية إيران عن تصع