الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل هو بكاء على عرفات أو على حال الباكي ...

مروان صباح

2018 / 11 / 16
مواضيع وابحاث سياسية



أحياناً الغياب أو الموت يفلح على نحو مدهش في إسقاط اللثام عن نواحي هي بالغة السلبية ، بعضها بذئ مستعصي الإصلاح وآخر يقع في نهوج الجاذبية والاشتهاء والإثارة والحفاوة ، فهناك شخصيات أصابها الداء وتحولت إلى حالات مرضية ، وعلى طريقتها الخاصة تتغني على نحو مبتكر بياسرهِا وياسر قد قام بعمله بغض النظر ما عليه وما له فأمره كله إلى الله ، وهنا يتساءل المراقب عن فلكلور سنوي يتصاعد ثم يختفي بسرعة ، والسؤال يبقى عن حال المتغني بالياسر ، ماذا عنه ؟ ، فالراحل لم يكن يتصور أو يرغب بالتأكيد أن تحوله الأيام إلى شمعاعة يعلق المتغني عليها عجزه بقدر ما كانت رغبته أن تستمر فكرته التى كان يرددها على حافة قبر كل شهيد ، بأن العهد هو العهد ولا حياد عن الطريق مهما كانت الظروف وطالت الأيام وإذا كان القدر جعلهم سابقون فأننا بكم لاحقون لا محالة ، هكذا كان يردد حتى صدق القول ، أما المتغنيون بالياسر ، يثير التغني تساءل لدى المتابع مع كل ذكرى ، ألم حين الوقت للانتقال من التغني إلى الفعل ويصدقون القول كما حال المتغني به ، أم سيبقون يمارسون التعليق على شماعة الرجل في كل سنوية وَكَفَى الله شر النضال ،

دهشة قارئ التاريخ تماماً كما الناظر إلى الحاضر يجد من الصعب ايجاد تشابه بين مناضلين الماضي مع الحاضر ، لأن الثورات جميعها تحمل قدر واحد أما النصر أو الموت ، إذاً كيف يكمن فهم عودة الثوار من نصف الطريق طالما الانتصار لم يتحقق وكيف نفهم العويل على فكرة تخلى عنها من يتباكى على الزمن الجميل .

صحيح في المقابل ، هناك في الوعي ايضاً سن رشد تماماً كما هو في العمر ، فإذا كان الماضي خالي من رشادة الوعي إذاً مازالت الطفولة كامنة في الحاضر ، لهذا نجد أن جوهر الفكرة كان يتعارض من حيث المبدأ مع الفهم التابعين العريض ، الذي يجعل الماضي جميل دون الحاضر أو هو كل شيء بينما الحاضر ليس سوى موت مع وقف التنفيذ ، أي حسب المصطلح الشائع شعبياً ( عايش ميت ) ولأن الرشد ليس قولاً فقط بل فعل ايضاً ، تماماً كما أظهره ابو جندل في مدينة جنين ، فالرجل لم ينتظر تعليمات ياسر عرفات من أجل أخذ قرار الاشتباك أو فتح معركة مع الإحتلال ، بل كان حالة إنقاذية نادرة لأبو عمار من بين قواته وتنظيمه في وقت تخلت عنه الدنيا .

لهذا تتلاش يوم بعد الاخر مسألة الهامات ، لأن هذه الهامات تشكلت في ميادين القتال والكفاح من أجل استعادة حقوق الأمة وعندما فرغت الساحات والميادين من النضال ، بدأت هذه الهامات تتقلص شيئاً فشيء حتى عادت إلى طفولتها العارية من أي تقدير فعلي ، ويصح القول ايضاً بأن أغلب من يتباكي على ابوعمار في حقيقة بكائه ليس على الراحل تماماً ، بل على عودته لطفولته بعد ما ظن وصوله إلى سن الرشد أو كما تقول العبارة الشهيرة ، يظل الرجل طفلاً حتى تموت أمه فإذا ماتت شاخ فجأة فأضاع رشده ولم يحافظ على براءة طُفولته . والسلام








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وزير الخارجية التركي: يجب على العالم أن يتحرك لمنح الفلسطيني


.. غارات إسرائيلية تستهدف بلدتي عيتا الشعب وكفر كلا جنوبي لبنان




.. بلومبيرغ: إسرائيل طلبت من الولايات المتحدة المزيد من القذائف


.. التفجير الذي استهدف قاعدة -كالسو- التابعة للحشد تسبب في تدمي




.. رجل يضرم النار في نفسه خارج قاعة محاكمة ترمب في نيويورك