الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


( نظرية تضافر القرائن والعامل النحوي) حواريات حيدر مكي

حيدر مكي الكناني
كاتب - شاعر - مؤلف ومخرج مسرحي - معد برامج تلفزيونية واذاعية - روائي

(Haider Makki Al-kinani)

2018 / 11 / 16
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


وجدته متأملا في المجهول كأنه يرى مالانراه مايجعله متواجدا معنا حركة اصابعه على منضدته ..
- مرحبا صديقي
- تضافر ؟
- ماذا ؟
- قرائن ؟
-اي تضافر وأي قرائن ؟
- كُلفنا بكتابة بحث عن نظرية العامل و تضافر القرائن , فطار لبّي ..
- على مهلك صديقي (كل عقدة ولها حلّال ) كما يقال .
- الا نظرية العامل حتى اللحظة لااعرف لماذا الغوا العامل ولماذا عادوا ليعملوا به مالغاية من كل هذا ومالنا نحن وكل هذا ؟
- صديقي لاتضجر .
-حسنا ماذا يعني تضافر القرائن ؟
- هي نظرية عن العامل سميت بــ( نظرية تضافر القرائن) .
- من اسسها ولماذا ؟
- اما من اسسها فلولا وجود (سيبويه) لقلنا هو (سيبويه ) انه المبدع (تمام حسان ) التي دعا إلى تبنّيها بديلاَ عن نظرية العامل (تمام حسان )
- هل يوجد نص يثبت نظريته ام هو تنظير فقط ؟
- صديقي يبدو انك متشنج من العامل (يضحك) نعم يوجد نص وهو كتابه الرائع (اللغة العربية معناها ومبناها) .
- هل قرأته ؟
-طبعا , ودرسته وها نحن نتحاور في مضمونه .
- ماذا اراد ان يقول بالضبط هل يمكن اختصاره بجملة او بضعة اسطر ؟
- يمكن صديقي جدا , هو يريد ان يقول " أن اللغة العربية مكونة من ثلاثة أنظمة:
1- النظام الصوتي .
2-النظام النحوي.
3-النظام الصرفي .
- وهل هذا شيء جديد ؟
-طبعا , حتى نظرية (تمام حسان ) لم تكن هذه الأنظمة بهذا الشكل .
- هو مبدع اذا , لكن ابداعه جعلنا نعاني من واجبات مدرسية كثيرة(يضحك).
- جيد مادمت ضحكت ستتيسر كل الأمور وانا منصت لك تفضل .
- اذا هو قسم وبوب اللغة العربية الى ثلاثة انظمة , هذا فقط ؟
- لا صديقي اضافة الى الأنظمة الثلاث قام بأضافة قائمة من الكلمات المعجمية التي تكون معيناً صامتاً للأنظمة الثلاثة.
- هل هذه النظرية معترف بها , اقصد راي النحاة وعلماء اللغة بها ؟
- " هي اول دراسة في تاريخ النحو العربي كله تقيّم منهجا على اساس فكرة (التعليق ) فحوّلَتْ الدرس النحوي بهذا من منهجه اللفظي المتمثل في الأعراب القائم على فكرة العامل الى منهج قرائن التعليق الذي يضع المعنى في المقام الأول )
- يبدو اني ضعت مرة أخرى هناك مفردة (تعليق ) وقرائن (تعليق) لم افهم ؟
- صديقي انشغل النحاة بقرينة واحدة فقط اتعرف ماهي ؟
- لا .
- قرينة العلامة الأعرابية واقاموا فكرة العامل والمعمول وبكل ماجاؤا به كان انطلاقهم من قرينة (العلامة الأعرابية ) .
- اذا العلامة الأعرابية يعدها قرينة .
- اجل صديقي .
-وماهي فكرته اذا هل يلغي الحركات الأعرابية ؟
- لا .. صديقي اساس فكرة (تضافر القرائن ) تعتمد على أن المعنى النحوي لايتعين بقرينةٍ واحدة مهما كان خطرها .
- اذا ماذا ؟
- (يضحك)
- لم تضحك ؟
- تذكرت احدهم دائما يتلفظ بماذا , المهم , تتعاون مجموعة من القرائن وتتضافر ركز تتضافر لأجل بيان المعنى .
- يبدو اني تقربت من نيل وجه الحقيقة .. تقصد ان النحاة كانوا يعتمدون بل يتجادلون على قرينة واحدة هي (العلامة الأعرابية) ثم جاء (تمام حسان) فدعى الى عدة قرائن تتضافر لتبين المعنى ولابأس ان تكون القرينة اقصد العلامة الأعرابية من ضمن القرائن .
- بالضبط هي جزء لكنها ليست كل شيء .
- وحدها لافضل لها ؟
- نعم بالضبط يجب ان تكون القرائن حزمة واحدة فيكون بيان المعنى راجعا الى اجتماعها وتضافرها فلا فضل لواحدة منها على الأخريات .

- وما حجته في ان النحاة قد اخفقوا في اعتمادهم على قرينة واحدة (العلامة الأعرابية ) ؟
- حين يتكلم النحاة عن لزوم الرتبة في : ضربَ موسى عيسى . يعني من الضارب ومن المضروب او شذوذ حذف الرابط في قول الشاعر :
( من يفعل الحسنات الله يشكرها ) لايوجد رابط وربما لو تواجدت (منكم ) مثلا لكان الرابط موجود في جملة النص , فيرى ان الحركات الأعرابية قاصرة وحدها في تفسير المعاني النحوية .
- كيف تكون الحركات الأعرابية قاصرة عن تفسير المعاني النحوية ؟
- سؤال مهم , بل هو ثيمة حواريتنا , انظر صديقي وركز ,ساسألك وستتبين لك الحقيقة من السؤال والجواب , المعربات التي تظهر عليها الحركات الأعرابية اكثر ام المعربة بالحذف والتقدير اكثر ؟
- والله .. لااستطيع ان اجيب .. لكن ربما المحذوف اقل ..
- لا صديقي هناك المعرب المحذوف بالتقدير والأعراب بالحذف والأعراب بالتقدير والأعراب للثقل ولأنشغال المحل وهناك المحل الأعرابي للمبنيات والمحل الأعرابي للجمل وكل هذا لايتم بالحركة الأعرابية .
- والله صحيح كيف غاب عني هذا ؟
- بل قل كيف غاب عن النحاة ذلك , هل توجد اشكالية اخرى عن الحركة الأعرابية الواحدة ؟
-نعم
- سنصادف صعوبة اخرى تتمثل ان الحركة تدل على اكثر من باب واحد فكيف نتعامل مع الحركة لو افترضنا ان الأعرابات تعتمد على الحركة الظاهرة فلايوجد هناك اعراب تقديري ولا محليّ وسنكون في لبس كبير باعتبار العلامة الأعرابية اكبر الدوال على المعنى .
- نعم خصوصا ان النحو كله مبني عليها , لكن وردت مفردة تعليق او تعليق نحوي كيف تعامل معها (تمام حسان ) وفق نظريته (تضافر القرائن) ؟
- سؤال مهم جدا وكيف لم افكر فيه , يبدو انك استمتعت بحوارياتنا وصرت تتفاعل , المهم صديقي ,ان مبدأ تضافر القرائن يفسر التعليق النحوي الذي نادى به (عبد القاهر )على حين لايفسر العامل النحوي منه الا قرينة واحدة وهي العلامة الأعرابية مما يبقي الباب مفتوحا للتأويل والتقدير وهي امور فردية بلاضابط .
-بلا ضابط ؟ كيف هذا ؟
-لعدم اعتماد النحاة على قرائن اخرى متضافرة مجتمعه ستفتح باب التاويل والتقدير وليس هناك حدود في مبدأ تضافر القرائن لأن كل شيءٍ محدود او ملفوظ .
- اين امسى العامل بعد كل هذه القرائن المتضافرة وما هو التعليق في كل هذا ؟
- هذه المرة سأطلب منك ان تدون ما اكتبه لأني ارغب منك ان توصله من يتعرض لكل هذا دارسا كان او مطلعا .
- وانا مستعد .
- ولأن التعليق لم يكن مشروحاً عند عبد القاهر بصورة واضحة، فقد رأى (تمام حسان) أن يدرس التعليق تحت عنوانين:
1- العلاقات السياقية.
2- والقرائن اللفظية.
"ولأن العلاقات السياقية متعلقة بالمعاني لذلك كان التعليق يعتمد على القرائن المعنوية والقرائن اللفظية، وبتضافر هذه القرائن يتم تحديد المعاني النحوية والعلاقات بينها.
ثم شرح القرائن المعنوية، وهي : ( الإسناد والتخصيص وما يتبعها من معانِ فرعية بحيث شملت كل المفعولات والحال والتمييز والمستثنى) و(النسبة وما يتبعها من معانٍ فرعية هي النعت والعطف والتوكيد والإبدال).
أما القرائن اللفظية عنده فهي:
( العلامة الإعرابية والرتبة والصيغة والمطابقة والربط والتضام والأداة والنغمة)."
- هل من كلمة اخيرة نختم بها حواريتنا هذه ؟
- سأختم ياصديقي بما قاله (تمام حسان ) عن العامل حيث قال :
- وسأقف عند حديثه عن العلامة الإعرابية حيث نقد تمام النحويين القائلين بنظرية العامل، فقال:
- (لقد كانت العلامة الإعرابية أوفر القرائن حظاً من اهتمام النحاة، فجعلوا الإعراب نظرية كاملة، سموها نظرية العامل، وتكلموا فيها عن الحركات ودلالاتها والحروف ونيابتها عن الحركات، ثم تكلموا عن الإعراب الظاهر والإعراب المقدر والمحل الإعرابي.
- ولا أكاد أمل ترديد القول: إن العلامة الإعرابية بمفردها لا تعين على تحديد المعنى، فلا قيمة لها بدون ما أسلفت القول فيه تحت اسم "تضافر القرائن" وهذا القول صادق على كل قرينة أخرى، وبهذا يتضح أن العامل النحوي وكل ما أثير حوله من ضجة لم يكن أكثر من مبالغة أدى إليها النظر السطحي والخضوع لتقليد السلف والأخذ بأقوالهم على علاتها.)








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أمجد فريد :-الحرب في السودان تجري بين طرفين يتفاوتان في السو


.. -تكتل- الجزائر وتونس وليبيا.. من المستفيد الأكبر؟ | المسائي




.. مصائد تحاكي رائحة الإنسان، تعقيم البعوض أو تعديل جيناته..بعض


.. الاستعدادات على قدم وساق لاستقبال الألعاب الأولمبية في فرنسا




.. إسرائيل تعلن عزمها على اجتياح رفح.. ما الهدف؟ • فرانس 24