الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عودة الى موضوع استفتاء تقرير المصير

صلاح بدرالدين

2018 / 11 / 16
القضية الكردية





عودة الى موضوع استفتاء تقرير المصير
صلاح بدرالدين

ستبقى تجربة اجراء استفتاء تقرير المصير في كردستان العراق , ومهما طال عليها الزمن , حدثا قوميا , استراتيجيا , بارزا , يحتذى بها في حاضر , ومستقبل , مسيرة حركة التحرر الوطني الكردستانية , وسابقة متقدمة على صعيد حركات التحرر بمنطقة الشرق الأوسط برمتها , وستبقى وثيقة المجلس الأعلى للاستفتاء , السياسية , ( 24 أيلول 2017 ) " لضمان حقوق المكونات القومية والدينية في كوردستان " , نقطة مضيئة هامة , تعبر عن المفهوم الكردي الديموقراطي الأصيل , والمتقدم , لحل المسألة القومية , ولايغيب عن الأذهان خطوة مماثلة جرت في أوروبا - التي من المفترض - أن تكون متقدمة في الحياة المدنية ومجالات حقوق الانسان والشعوب , وتحديدا في اقليم ( كتالونيا ) الاسبانية والتي لم ترى النور وخنقت بالمهد للأسف تماما كماحصل في العراق .
في الذكرى السنوية الأولى لاستفتاء استقلال كردستان العراق أقول :

هناك لدى جميع شعوب العالم أبطال الاستقلال منهم من قاد شعبه وحقق حلم الحرية والاستقلال وهو على قيد الحياة ومنهم من كافح عقودا ولم تساعده الظروف الموضوعية والذاتية لتحقيق الحلم مثل الزعيم الراحل مصطفى بارزاني ولاتخلو دولة في العالم الا ولها أبطال قيض لهم قيادة شعوبهم نحو بناء الدولة وتخلدوا في تاريخها وأقيم لهم التماثيل مسعود بارزاني هو بطل استقلال كردستان العراق أبا عن جد وعندما أخص بالذكر ذلك الجزء الجنوبي العزيز ولا أشمل كل الأجزاء فلأن الرجل لم يدع يوما أنه سيحرر أجزاء كردستان الأربعة ولم يفرض نفسه ( قائدا قوميا عاما ) مثل آخرين بالرغم من أنه موقع تقدير معظم أكراد العالم ولأنه يمثل برنامج حزبه الديموقراطي الكردستاني الذي يترأسه الذي يتضمن العمل والنضال في اطار كردستان العراق ومهما قيل وتردد من جانب ( اصدقاء الكرد المفترضين ) من أن التوقيت الذي اختاره مسعود بارزاني لاجراء استفتاء تقرير المصير غير ملائم ومهما ظهرت من عقبات داخلية كردية من جانب ( خونة ) وشامتين وانتهازيين ومهما أظهرت أنظمة العرب والترك والعجم من حرص مزعوم ونصائح تخفي أغراضا معاكسة فان البارزاني كان على حق عندما أجرى الاستفتاء ليتعرف على ارادة شعب كردستان العراق ( الكرد والتركمان والكلدان – آشورييون سريان أرمن عرب ) ومعرفة قراره حول مستقبله ولو توفرت العوامل الذاتية والموضوعية الناضجة أو لم تتوفر حينها فان استقلال كردستان العراق ارتبط باسم البارزاني الذي يحظى ليس باحترام شعبه الكردستاني فحسب بل غالبية الشعب العراقي أيضا وكذلك الرأي العام العربي والأطراف الدولية .
في صبيحة يوم الثلاثين من ايلول - سبتمبر المنصرم , ونحن نتابع في اربيل عملية الانتخابات الى مجلس نواب اقليم كردستان , كان يحدونا الأمل بنجاح القوائم الملتزمة بالنهج القومي الديموقراطي , الذي دشنه الزعيم الكبير مصطفى بارزاني , من منظمات حزبية , ومدنية , والتي تمثل المكونتات الكردستانية ( الكرد والتركمان والكلدوآشور سريان والأرمن والعرب ..) , حيث أن نجاح أصحاب هذا النهج , سيشكل قاعدة راسخة لكردستان قوية تقوم بدورها الرائد في التوافق الكردي العربي , وتعزيز العملية الديموقراطية السلمية , في عراق مستقل , فدرالي , متطور موحد , معافى , كما ستساعد في تحقيق الوعود التي أطلقها القادة السياسييون الكرد , من أجل تحسين مستوى المعيشة , والتقدم الاقتصادي , والقضاء على الفساد , واصلاح البيت الكردستاني , الى جانب تمنياتنا باعادة النظر في ملف العلاقات القومية عموما , واجراء المراجعة اللازمة بخصوص الملف الكردي السوري على وجه الخصوص , بعد انقضاء ثمانية أعوام , وما تراكمت من مستجدات , وتطورات , تقتضي المعالجة على ضوء المصالح القومية لكل الأطراف .
على ذكر اليوم المشؤوم ( 16 أكتوبر ) , أعيد الى الأذهان ماورد في وثائق ( البارتي اليساري الكردي ثم الاتحاد الشعبي الكردي في سوريا بعد تبديل اسمه ) , الذي تشرفت بقيادته خلال أكثر من أربعة عقود , أو مدرسة الخامس من آب لعام 1965 كما يطيب لنا تسميتها , من تقييم علمي سليم , للحركة القومية الكردستانية منذ أكثر من نصف قرن , باعتبارها يتنازعها نهجان : الأول – قومي ديموقراطي معتدل , يتصدره البارزاني الخالد , ثم السائرون على خطاه في كردستان العراق , وروافد في الأجزاء الأخرى , وتمثلت حينها ب ( بمدرسة آب في سوريا , ومجموعة د شفان بتركيا , وجناح أحمد توفيق بايران ) , والثاني – قومي , شعبوي , مغامر , انتهازي , كان يقوده ( أوك ) في كردستان العراق , ثم انتقلت القيادة الى ( ب ك ك ) , مع تيارات موالية في الأجزاء الأخرى , مثل اليمين وآخرين في سوريا , والنهج الأول مازال في اطار استراتيجية سليمة , مع ضعف في التنظيم والتكتيك , والتعامل الخاطيء مع الملف الكردي السوري , في حين أن الثاني وصل الى درجة الاضرار بالقضية الكردية , وافراغ الحركة من مضمونها الديموقراطي المشروع , ولكنه متقدم في الضبط والربط , وحبك المؤامرات , والتواطىء مع الأعداء الغاصبين , والمقامرة على المصير , نعتقد أن التقييم السابق مازال صائبا ونحن في بداية الألفية الثالثة .
هناك ضرورات من أجل تعزيز مواقع النهج الأول , ( القومي الديموقراطي المعتدل ) , واعادة تموضعه , وهيكلته , ومراجعة تجربته الغنية , في سائر أجزاء كردستان , خصوصا في اقليم كردستان العراق , وبشكل أخص قاعدته التاريخية الفاعلة , ومرجعيته الأصيلة المتمثلة بالسائرين على نهج البارزاني الكبير , وذلك بمعالجة علمية , موضوعية , نقدية , للتوصل الى اعادة رسم استراتيجية واضحة للعمل القومي الكردستاني , على قاعدة التنسيق , والعمل المشترك , واحترام خصوصيات البعض الآخر , ومغادرة أشكال , ووسائل العلاقات السابقة البالية , التي لم تعد مجدية , بل تلحق الضرر بوشائج التاريخ والجغرافيا , وبذلك وبهذا التوجه , يمكن وقف مخططات النهج المغامر , المدمر , الذي كاد أن يقضي على انجازات شعب كردستان العراق , وفي الطريق الى تدمير آمال , وطموحات , شعب كردستان سوريا والأجزاء الأخرى .
.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. جيش الاحتلال يستهدف النازحين الذين يحاولون العودة لشمال قطاع


.. إسرائيل تواصل الاستعدادات لاقتحام رفح.. هل أصبحت خطة إجلاء ا




.. احتجوا على عقد مع إسرائيل.. اعتقالات تطال موظفين في غوغل


.. -فيتو- أميركي يترصد عضوية فلسطين في الأمم المتحدة | #رادار




.. مؤتمر صحفي مشترك لوزيري خارجية الأردن ومالطا والمفوض العام ل