الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المعادلة الجديدة للنجاح – الفاشينيستة و الأنفلوسر –

جمال الدين بوزيان

2018 / 11 / 16
الصحافة والاعلام


المتابع للإعلام المرئي و ما يبث عبره خاصة القصص الخفيفة و الترفيهية أو البرامج الثقافية و الفنية و المنوعات يلاحظ بدون بدل جهد كبير أنه أصبح يتم تداول كلمات و مصطلحات جديدة و دخيلة تم تحويرها و إعادة تشكيلها من كلمات أجنبية فرضتها العولمة و الشكل الجديد للإعلام المرئي و الإلكتروني و التطور الهائل و السريع للانترنيت في السنوات الأخيرة، مثل كلمة أنفلوسر – influencer و معناها "المؤثر" كما هو واضح، و كلمة فاشينيستا – Fashionista التي تعني في الأصل الشخص الذي لا يتبع الموضة و ينسق اللباس بطريقته الخاصة، لكن حاليا أصبحت تطلق على كل من تصور نفسها و تنشر صورها على مواقع التواصل الاجتماعي.
هناك تسارع كبير في تغير أشكال و أسباب النجاح و الترويج، لم تعد الطرق التقليدية فقط هي السبيل الوحيد الذي يمكن من الوصول إلى نجاح الكاتب أو الممثل أو المغني أو عارضة الأزياء، بل أصبحت تبدو هذه الطرق التقليدية بمثابة عائق أو على الأقل طريقة بطئية لا تناسب متطلبات الشهرة السريعة جدا، حيث أن شركات الإنتاج الضخمة و إن كانت لا تزال تحتفظ بهيبتها و مكانتها إلا أن دورها أصبح في المرتبة الثانية لأغلب المبدعين و غير المبدعين ممن لا تتاح لهم دائما فرصة التواصل العادي مع تلك الشركات أو فرصة القبول ببساطة في المسابقات التي يتم عبرها اختيار المبدعين.
الأنترنيت أصبح وسيلة للفت انتباه شركات و إجبارها بطريقة غير مباشرة على مشاهدة العرض أو قراءة النص بدون تقديم طلب مشاركة أو دون الوقوف بباب تلك المؤسسات و انتظار الدور.
حاليا الأنترنيت هو الخطوة الأولى للشهرة لدى كل الموهوبين في كل المجالات الحقيقية سواء في التكنولوجيا و الرياضة أو الرقص و الإغراء و حتى المجالات التافهة المستحدثة مؤخرا مثل الفاشينيستات، و يختلف طلاب الشهرة بين موهوب حقيقي و بين طالب للمال و الربح فقط و بين من يجمع بينهما و بين أمور اخرى، لا يوجد نموذج واحد للشخص المؤثر على النت، و منهم من لم يطلب الشهرة أو التأثير بتلك الطريقة أو الحجم، بل وجد نفسه أمام شكل جديد من الترويج و الشهرة لم يكن يقصده بقدر ما كان يسعى للتعريف بقضية معينة أو مساعدة فئة من الناس او ممارسة هوايته و إشباع شغفه.
و الاختيارات أمام طالب الشهرة كثيرة جدا، فايسبوك، تويتر، يوتوب، سناب شات، انستغرام .... إلخ
و في الوسط الفني حاليا تبرز أسماء لنجوم جدد حققوا نجاحا كبيرا على أرض الواقع و كانت انطلاقتهم الأولى عبر اليوتوب أو مواقع التواصل الاجتماعي أو المدونات و غيرها من الوسائل التي يتيحها الأنترنيت بسهولة لكي يعرف كل شخص بنفسه بكل بساطة و يصل إلى أكبر عدد ممكن من الناس بدون صرف أي مال باستثناء الاشتراك في النت بسعر بسيط ربما.
في مصر مثلا باسم يوسف كانت بدايته عبر اليوتوب ليصبح اليوم أشهر إعلامي ساخر في الوطن العربي.
أما في الجزائر فلا شك أن أمير دي زاد هو أشهر أنفلوسر سياسي اجتماعي حاليا، و هو أفضل مثال، كذلك المغني ريفكا هو أحسن مثال لشاب غير معروف أبدا استطاع حشد الآلاف في عيد ميلاده من خلال تأثيره عبر اليوتوب، ليؤكد و دون أن يدري للكثيرين بمن فيهم أصحاب القرار السياسي أن زمن الترويج القديم قد ولى، و أن التحريض يمكن أن يكون عبر طرق أخرى أكثر سرعة و فعالية.
أما في العالم فلا يوجد مثال أحسن من جستين بيبر الذي بدأ هو الآخر من اليوتوب ليصل إلى كل الجماهير و يسيطر على سوق الغناء و أخبار الفن.
حتى في ميدان الأفلام الجنسية يعرف هذا الوسط حاليا نجوما جدد تعاقدوا مع شركات إنتاج ضخمة تم استقدامهم من فيديوهات الهواة و أحيانا حتى من بلدان فقيرة و غير معروفة في مجال الإنتاج الخليع و من بينها دول عربية، السبب هو الانترنيت.
الشهرة عبر الانترنيت متاحة للجميع و في كل المجالات و ليست الفنية فقط، حتى في مجال حقوق الإنسان و الأعمال الخيرية و الإنسانية أصبحنا نرى جيلا من الناشطين الشباب و المراهقين ممن يحاولون منافسة أنجلينا جولي في التقاطهم للصور مع الفقراء و المحتاجين و يعملون على محاكاة الليدي ديانا و مشاهير اليونسيف في توثيق كل عمل خيري يقومون به و لو على حساب كرامة الفقير و دون مراعاة للتبعات المضرة بحياة العائلات الظاهرة في الصور، بينما الأولية يجب أن تكون هو لكيفية وصول الفائدة للمحتاج بغض النظر عن القيام بذلك في السر أو العلن، و عدم إعطاء الأولوية للصورة كغاية كبيرة في حد ذاتها، الأولى لكل هؤلاء هو استغلال الشهرة الصغيرة التي أعطتهم إياها مواقع التواصل الاجتماعي و استغلال المصداقية التي اكتسبوها من النت لجلب الدعم أكثر و مساعدة الناس.
و بصفة عامة التأثير الإيجابي هو ما نتمناه من كل هؤلاء المؤثرين و مشاهير مواقع التواصل الاجتماعي بغض النظر عن مجال النشاط أو الاهتمام.
و أختم مقالي بعبارة أعجبتني جدا قالتها الإعلامية الأردنية "عروب صبح" في مقال لها يتحدث عن نفس المضمون: "لا تجعلوا الأغبياء مشهورين".








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. توقيف مساعد نائب ألماني بالبرلمان الأوروبي بشبهة التجسس لصال


.. الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين تهز عددا متزايدا من الجامعات




.. مسلحون يستهدفون قواعد أميركية من داخل العراق وبغداد تصفهم با


.. الجيش الإسرائيلي يعلن حشد لواءين احتياطيين -للقيام بمهام دفا




.. مخاوف من تصعيد كبير في الجنوب اللبناني على وقع ارتفاع حدة ال