الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ماهية العشوائية والصدفة فى إنعدام الغائية والترتيب والخطة

سامى لبيب

2018 / 11 / 16
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


- نحو فهم الحياة والوجود والإنسان (89) .

- هناك مفاهيم مغلوطة عند التعاطى مع مصطلحات كالعشوائية والصدفة ممن يطلقون أسئلة ساذجة مغلوطة تدافع عن وجود منظم , فيفهمون العشوائية أنه مشهد أو فعل غير معلوم المسببات ولا النتائج ولا يمكن رصدها ولا تخضع لقانون طبيعى لتعتبر فيزياء الكم نموذج للعشوائية , لا بأس من هذا التعريف ولكن لا أراه وافياً لمفهوم العشوائية فى تفسيرها للوجود والحياة , فالجهل بالأسباب والقانون الطبيعى لا يصح أن يكون وسيلة تعريف للعشوائية , فما نجهله يمكن أن نجد له علاقة ما مستقبلاً ولكن يبقى مفهوم العشوائية معنياً بإنعدام الغاية والترتيب والهدف والخطة وهذا ما يجب التعاطي معه , فإنعدام الغاية والقصد والترتيب والتصميم يسقط فكرة الإله فالأمور لا تحتاج لوجوده .

- هناك مفهوم شائع لدى المؤمنين بنظرية الإله المصمم الخالق تعتبر أن رافضى فكرة الإله يؤمنون بالصدفة لينهالوا بطريقة ساذجة تنم عن هشاشة تفكير ورغبة فى خلط الأوراق بتقريع الصدفة , والحقيقة أن مفاهيمهم مغلوطة ومشوهة هذا إذا كانت لديهم مفاهيم أصلاُ , فلا يوجد شئ اسمه صدفة , فالصدفة تعنى ندرة تكرار الحدث بشكل لا يمكن رصده , فلا أعلم كيف يستعملون كلمة الصدفة فى السخرية من فكرة عدم غائية الحياة , فبالفعل لا يوجد بل يستحيل تكرار وتطابق مشهد ما مهما كان نادراً فالماء لا يجرى فى النهر مرتين , فيستحيل أن تتطابق نفس الجزيئات التى مرت بالأمس مع الجزيئات التى تمر اليوم وهذا يدل على أن الطبيعة عشوائية غير مُنظمة تنتج مشاهدها دون تطابق فيستحيل أن تتوفر نفس المواد بنفس العدد من الذرات والجزيئات والظروف وإذا توفر جدلاً فعامل الزمن كفيل بإستحالة التطابق , فلا صدفة لأى مشهد وجودى بمعنى إستحالة تكرار تطابق مشهد وجودى بكل جزيئاته مع مشهد وجودى آخر حتى لو إبتعدت الأزمنة والأمكنة فما نراه هو تشابه أو تقارب , لذا لم ولن تتواجد وحدة وجودية تتطابق مع وحدة وجودية أخرى .. إذا دعونا نقول أن مفهوم الصدفة الذى يلوكونه فى ألسنتهم يقتصر على عدم وجود خطة وغاية وهدف وخطة وترتيب معين .
من هنا تكون جوهر قضيتنا وبحثنا بأننا أمام البحث فى ماهية الطبيعة والحياة والوجود لنرى هل لدى الطبيعة والوجود غاية وهدف ووظيفة وخطة وترتيب أم أن الأمور تسير بشكل طبيعى بلا غاية وخطة ولا تعمد , لنقوم نحن بإسقاط رؤى شخصية على الوجود الطبيعى .

- أنظر إلى النجوم فنحن نقول عنها أنها مصابيح وفقا للميثولوجيا الإسلامية , فهل جرم بمثابة موقد نووى بحجم الشمس وظيفته أن يكون نقطة مضيئة فى سمائنا أم نحن من منحنا الوظيفة لمشهد النجم وفق لإنطباعاتنا وزاوية رؤيتنا وخيالنا ومعارفنا المحدودة .. كذا إستخدام النجوم للرصد الفلكى والملاحة البحرية فهل تم رصها بهذا الشكل لتكون دليلنا عند الملاحة وإدراك الأماكن أم أننا تعاملنا مع وضعية عشوائية للنجوم لننتج علاقات وإتجاهات يتم التعارف عليها .

- بديهيا من السهولة بمكان إدراك أن كل المشاهد الفيزيائية ذات حراك غير غائى ولا هادف ولا مخطط ولا مرتب فيستحيل ان تجد مشهد فيزيائى وراءه غائى يدفعه نحو الفعل والوظيفة , ومن يتوهم ذلك فهو نتاج الجهل بالظروف المادية الفاعلة .. فكل الظواهر الطبيعية هى نتاج تفاعل القوى الفيزيائية فى الطبيعة , فالأمطار والعواصف والأعاصير والبراكين والزلازل وقوس قزح ألخ هى نتاج لتفاعل قوى فيزيائية بدون أى تخطيط أو تدبير فعندما تواجدت تفاعلت لتنتج لنا المشهد الطبيعى .

- لا يجرؤ دعاة الغائية عند التعاطى مع الوجود الفيزيائى القول مثلاً أن غاية الاكسجين هو صدأ الحديد , كذا غاية الرياح إسقاط الأمطار , فسيكون كلامهم مهترئ عابث , فالوعى السائد عن المادة أنها غير واعية بينما السلوك الهادف صفة الواعى , وبالتالى لا يمكن أن تكون الطبيعة هادفة علاوة أن المادة ذات سلوك حتمي لا تحيد عن الخط الحتمي المعروف إلا تحت تأثير سبب خارجى مادي طبيعي آخر .

- عن الأكسجين أيضا نقول أنه يتحد مع ذرتى هيدروجين لتكوين جزئ ماء , فهل هذا الإتحاد مع الهيدروجين أو الحديد ذو ترتيب من الأكسجين .. القول العلمي والعقلي يقول أن الأكسجين عند إتحاده مع الحديد سينتج صدأ وحال تواجد الهيدروجين سينتج ماء .. فهكذا الطبيعة عشوائية بلا خطة ولا غاية ولا خطة ولا ترتيب ولا وظيفة لتنتج حالات مادية فى أدائها وفقاً لما تقابله لتتفاعل معه .

- من هذا الفهم الخاطئ للوجود المادى يصيغ أصحاب الميتافزيقا القوانين الفيزيائية بصيغة غائية تتناسى الحتمية المادية والفعل المادي الغير واعي , لنسمع من يقول أن الحامض يتحد بمركب قلوى من أجل تكوين الملح وهذا قول خاطئ , فكأنما هناك إرادة وغائية ووظيفة للحامض لإنتاج الملح , بينما صوابه القول أنه في حالة تفاعل حامض مع قلوى ينتج ملح , فالعلم يرصد حالة مادية ولا يضيف إليها رأى ووجهة نظر أو وظيفة أو شيئا من خارجها , بينما يسقط الميتافزيقيون الغائية والوظيفة بالباراشوت تعسفاً وبدون إثبات وبشكل مهترئ كونهم يريدون إرساء منهجية تفكير ساذجة باحثة عن إسقاط الأنا لإثبات فعل غائية مجهولة أو تمرير فكرة الإله الغائى.

- المرتع الخصب لأدعياء الغائية تكون فى البيولوجيا ولا يكون هذا إتكاءاً على منطق أو علم يقدمونه بل لكون البيولوجيا شديدة التعقيد والغموض وعصية على الفهم وتحتاج لجهد جهيد وأبحاث كثيفة عميقة لإدراك عمق وجذور وقدم الظواهر البيولوجية لذا تجد الأسئلة تندفع فى السؤال عن كيفية تكوين الخلية الحية والعين والبروتين وهكذا .
يظهر بعض اللاهوتيون بثوب يتمسح بالعلم كأصحاب نظرية التصميم الذكى الذين لا يقدمون أى رؤية علمية بل أسئلة ودهشة وغموض وأفواه مفتوحة تنثر ملاحظات كثيرة عن التعقيد فى الحياة , لنقول كان حرىّ بهؤلاء الذين يسألون أسئلة الدهشة والحيرة أن يقدموا نظريتهم وفهمهم ويشرحوا لنا شرحاً دقيقاً بخطوات كيف تكون البروتين والخلية الحية والعين بواسطة فاعل غائي , ولكن ستجد بالفعل إفلاس وفشل تام فثقافتهم ظنية تلفيقية لا تعدو قصة الخلق الطينية الخرافية لتكون وسيلتهم اللعب على جهل الإنسان وإبهاره بالتعقيد .

- القول بأن وظيفة الجلد حماية الأنسجة الداخلية من عوامل الوسط الخارجى هو مفهوم غائي مهترئ , كأن الجلد موجه لوظيفة وهدف بينما يمكن القول أن وجود الجلد بين الوسط الخارجى والأنسجة الداخلية تسبب في عزل عوامل الوسط الخارجي عن الأنسجة كحال استخدامنا للمواد العازلة للرطوبة والحرارة والصوت فى البناء , فلا يمكن القول أن هذه المواد وظيفتها العزل بل حال وجودها تقوم بعزل الرطوبة والحرارة فهكذا طبيعتها الفيزيائية الكيميائية .

- عندما يقال أن وظيفة الكلوروفيل فى النبات تصنيع النشا يكون هذا القول قولاً غائياً منح الكلورفيل فعلا إرادياً وظيفياً , بينما القول أن النشا يتكون حال وجود الكلوروفيل هو قول حتمي يرصد الحالة بدون إدخال فرضيات ليست فيه كالقول السابق بأن الحامض يتحد بمركب قلوي من أجل تكوين ملح , فكلمة (من أجل) هذه تفتح الباب أمام الغائية بينما الأمور بالنسبة للكلورفيل والملح غير موجهة بل حالة وأداء وتفاعلات طبيعية أنتجت حالة مادية عند إجتماعها بشكل عشوائي لنستطيع أن نميزها ونعطى لها معنى بعد ذلك .

- تكوين الإنسان نفسه يتم بعشوائية تامة أى بلا غائية , فالجنين يتكون من إمكانية تلقيح حيوان منوى واحد من ملايين الحيوانات المنوية فى إختراق جدار البويضة وقد يخفق وهذا يعنى أن هناك فعل طبيعى بحت غير صارم ولكنه يحمل اللاحتمية والحتمية فى آن واحد , فاللاحتمية فى عدم وجود صرامة الإخصاب عندما يتوفر أى حيوان منوى , والحتمية هو أن التفاعل مادى حتى لو إتسم بالعشوائية وقلة الإحتمالية .

- الإنسان تعامل مع المفاهيم الميتافزيقية الخاطئة ردحاً من الزمان ولازال حتى الآن توجد آثار ميتاقزيقية سلبية كالقول بالوظيفة , فكلمة الوظيفة تعنى الفعل العاقل الواعى الإنسانى حصراً لتعمم هذه الكلمة فنقول وظيفة الكلورفيل والعصارة المعوية ووظيفة الكبد واللعاب والمعدة والأسنان والضروس ألخ وهذه أقوال خاطئة نتاج التفكير الغائى , فالمواد الطبيعية ليس لها وظيفة تؤديها كونها تفتقد للفعل الواعى بل أدائها من تجمع ظروف مادية معينة كحال تلاقى الأكسجين مع الحديد أو ذرتى هيدروجين .

- من المفاهيم المغلوطة أيضاً الفصل الميتافزيقى للوجود المادى ليكون هناك فصل بين العمليات والقوانين البيولوجية والفيزيائية , ففكرة الوظيفة نشأت في سياق تفسير العمليات البيولوجية بدون الرجوع إلى القوانين الفيزيائية الأساسية , أي بدون رد البيولوجيا إلى الفيزياء كما نشأت أيضا في سياق فلسفة العقل الغائي الذي يهدف تجاوز المشكلات التي قابلت تفسير العقل الإنساني .

- من العبث القول أن للطبيعة غرضاً وهدفاً بالمعنى الإنساني لهذه الكلمة , لأن كل من يقول بوجود هدف معين فهو يفكر في وجود نموذج سابق يستقى منه رؤيته ويطلب تحقيقه بينما تكوينات النموذج السابق واللاحق هو فكر عقلى بشرى فى النهاية بكل مراحله وفقا لظرفه الموضوعى , فما هى علاقة الطبيعة هنا بنماذج الإنسان ؟!

- من المفاهيم المهترئة القول أن الوظيفة فى الطبيعة سابقة للعضو وأتصور سبب هذا الفهم الغبي هو إسقاط الإنسان لرؤيته التصميمية على الإنجاز بالرغم أنه لا يوجد شئ إسمه تصميم ووظيفة من لا شئ , فنحن نصمم كعملية تركيب وتعديل وتنسيق للمشاهد المادية فقط ووفق قوانينها , ونستقى أفكارنا الإبداعية التصميمية بما هو موجود ومتاح من صور مادية .. ومن هذا السياق يكون من الخطأ القول بالإله الخالق والمصمم فى ذات الوقت.

- مثال آخر فاللغة كتابة أو نطقا ليست ذات معنى ودلالة فى ذاتها , فهى مجرد ذبذبات صوتية إتفقنا على التفاهم بها نطقاً , كما هى رسومات عشوائية إتفقنا على رسمها فى كتاباتنا .. نحن فى وجود عشوائى لا غاية فيه ولا معنى لنخلق نحن نظامه ومعناه , فكل حياتنا هو التعاطى مع عشوائية أو إنتاج عشوائية ليست ذات معنى وغاية لنسقط معانى وغايات ووظائف عليها , فلتنظر لشئ شائع فى وجودنا يمثل حجر الزاوية لوعينا وتطورنا وحضارتنا وهى اللغة فستجد أى لغة عبارة عن كلمات , والكلمات ذات حروف متلاصقة عشوائية بذبذبات عشوائية قمنا بلصقها مع بعضها بشكل عشوائي لننتج كلمة نمنحها معنى ودلالة , فالحروف المتشابكة ليس لها أى بناء أو تنظيم خاص فى كينونتها , بل النظام والبناء جاء من الإنسان الذى اتفق على تشابك حروف بشكل عشوائى ليعطى له معنى ودلاله معينة .. فيمكن لأى انسان ان يشبك مجموعة مختلفة من الحروف , وهذا ما يحدث بالفعل من إختيار أسماء للمعدات والأجهزة والأدوية , فهذا التشبيك العشوائى نترجمه لدلالة وإشارة ومعنى معين حتى تكون شفرة بيننا بإدراك ماهيتها , من الأهمية بمكان التركيز أن أى كلمة لغوية يمكن ان تكون بأى حروف أخرى , اى اننا أخذنا من الوجود العشوائية وأنتجنا نظام .

-نعم الطبيعة تنثر احرفها فى الهواء بعشوائية يكون الإنسان هو الجامع لهذه الحروف ليخلق منها صيغة يعتبرها نظام ,أى يتفق على مجموعة معينة من الحروف والمشاهد ويعطى لها معنى من ذاته ليخلق نظام من فوضى , فماذا نفهم عندما نقول كلمة "أسد " سنقول على الفور إنه الحيوان المفترس ملك الغابة الخ ولكن سؤالى فى كلمة أسد كمفردات صوتية تتكون من أ , س , د فهل كان يمكن أن تكون التفوه بأى كلمة صوتية أخرى لهذا الحيوان ؟ نعم بالطبع يمكنك ذلك فهناك كلمات أخرى فى كل لغات العالم وهذا يعنى أننا من اخترعنا معانى الكلمات العشوائية بأن شبكنا بعض الحروف بشكل عشوائى لنتفق على معنى محدد أى انتجنا النظام من العشوائية.

-عند إستقبالى لنظرية التطور توقفت أمام آلية حدوث التطور , فلم أستطع تمرير مقولة أن الكائنات الحية تتكيف مع الطبيعة ولم أستطع تمرير مقولة أن الكائنات تتطور لتتكيف مع الظروف المحيطة فليس من العقلانية والمنطق تصور أن الكائن الحى عزم على التطور وتغيير كينونته لينسجم ويتوائم مع الظروف المحيطة وكأن له إرادة تقول : هيا نتطور علاوة على عدم وجود إمكانيات ذاتية يتم إستخدامها من قبل الكائن الحي ليتطور!
شكلت هذه النقطة إشكالية فى فهمى للتطور لأجد بعد زمن أن هذه الإشكالية كانت تحير تشارلز داروين نفسه عن آلية التطور والظروف المادية التى تدفعها لحالة تطورية , ليكشف العلم الحديث آلية التطور عن طريق تغير النسخ فى ال D,N.A والطفرات الجينية .
علمنا من علم الجينات أن الجينات لا تنسخ نسخ متطابقة من نفسها وهذا قولى بإستحالة وجود التطابق .. الطفرات البسيطة عند النسخ تنتج كائنات ذات صفات مغايرة عن الكائن الأصلي وهذا يفسر التباين فى الشكل بين الأخوة والتشوهات الخلقية والجنينية , وهذه الصفات قد تكون بلا تأثير على الكائن الحى أو ذات تأثيرات إيجابية أو سلبية ليمارس الإنتخاب الطبيعى فعله فإذا كانت الصفات الوراثية الجديدة منسجمة مع الطبيعة بقى الكائن الحى وتكاثر ونقل صفاته الوراثية أما إذا كانت المستجدات الوراثية غير منسجمة مع الطبيعة قلت فرص تكاثر الحى وبقاءه وهذا يفسر عدم شيوع مجتمعات لأصحاب التشوهات الجسدية .
من هنا نفهم آلية التطور وكيف تتشكل لنتوقف عند رصدنا لتطور الكائنات الحية .. ومن هنا نفهم أيضا أن التطور عشوائي غير هادف ولا موجه فهناك تغير عشوائي غير مقصود فى عملية نسخ الD.N.A فمن يتوائم مع الظروف الطبيعية وتمكن من الغذاء والتكاثر بقى وكل هذا نتاج حالة عشوائية فى تكوين جيناته . من هنا نؤكد فكرة أن الوجود والحياة والطبيعة لم تخطو خطوات مُنظمة مُرتبة مُخططة ذات غاية وهدف بل هى محصلة تفاعلات مادية غير غائية .

-العشوائية فقط هى التى أنتجت الوجود فلا مشهد نظامى مُعتنى ولا يعنى هذا غياب السببية بل قل أننا لا نستطيع ان نتلمس سببيتها , فكل مشهد وجودى عشوائى له سبب انتجه ولكننا نجهل آلياته ولا نجد له إنتظام فى إنتاج مشاهده , فالعشوائية تعنى جهلنا بالأسباب وإعترافنا بقصور التعرف على أسبابها .

-العشوائية مشهد مادى فى النهاية يخضع لظروف المادة فى لحظة معينة .. نقول عشوائية وفوضى لعدم تكرار المشهد وغموض أسبابه وتوقع حدوثه .. النظام جاء كحالة إستثنائية من العشوائية بتقييم وإنطباع إنسانى لنتشبث به كوننا لا نستطيع العيش وسط حالة من الفوضى واللاتوقع ,فنحن لا نتحمل العيش بمنهج الإحتمالات المفتوحة الغير متوقعة فهو الجنون بعينه أن نعيش اللانظام . نحن نحتال على الأشياء لنخرج منها بصيغة نظام!

- الوجود المادى غير معنى ان يصدر لنا مشاهد مرتبطة ببعض بل نحن من نحاول إيجاد علاقات فيما بينها قد نصيب أو نخطأ وهذا يتوقف على قراءتنا للمشهد وزواية رؤيتنا وكلما إقتربنا أكثر من العلاقات المادية بدون أن نقحم تصورات ليست من المادة أمكن ان نجد سببية اكثر ديمومة .

-نحن ندرك أن هناك عشوائية نواريها بكلمة غموض وسر الوجود فنرى أن الكثير من أشكال الحياة طائشة بلا معنى أو رابط للإنسان .. الكثير من أشكال الحياة لا تؤدي لنتيجة محددة هادفة للإنسان وبالتالي في الكون الكثير من اللاإرتباط بالإنسان وهذا يعنى أن الكون عشوائي حتمي وغير مُوجه بخطة .

- النظام ليس معناه وجود فعل وفاعل نظامى , فالنظام تقييمنا نحن للأشياء , فالأشياء ليست منظمة أو غير منظمة فى ذاتها بل نحن من رصدنا علاقات لنقول عن هذه العلاقات منظمة , أى هى تقديرنا وزاوية رؤيتنا وإنطباعاتنا نحن لتكون مشكلتنا فى فهم الوجود أننا تغافلنا أننا من قيمنا الأشياء ونسبناها لمنظم .

- يمكن فهم علاقتنا بالوجود والحياة وماهية القوانين والعلاقات التى نتعاطى بها بملاحظة علاقة الملاح بالنجوم فهو يكون علاقات إستدلالية مع النجوم وفقا لحالها ومنها يهتدى لطريقه , فالنجوم لم يتم رصها عمداً فى الفضاء على هذا النحو لكى تدل الملاح على طريقه , ولكن الملاح أنشأ علاقات افتراضية رياضية تجاه ظواهر مادية كماهى لينتج قانون وفقا لما هو متاح ذو ثبات نوعى .

- كذلك عندما نحدد طريقنا من الغابة إلى المنزل فنحن ننثر أحجار على الطريق كعلامات إرشادية للوصول من النقطة أ إلى النقطة ب , فهنا نحن من أوجدنا العلاقة لنتطور بعد ذلك فى إختيار أفضل الطرق لوضع الأحجار فلا يكون الأقصر فحسب بل الأقل وعورة والأكثر أمنا مثلا .. ما أريد قوله أن المادة فى الوجود لا تخبأ سراً ونظاماً ونحن نكتشفه بل نحن من نخلق علاقات تكون سبيلنا لفهمها والتعاطى معها .

- مشكلتنا فى فهم الوجود أن الأحجار التى ألقيناها بعشوائية فى الطريق من النقطة ألف إلى النقطة باء وإستدلالات الملاح بالنجوم إعتبرناها علاقات خارجة عنا تمنحنا النظام , بينما ما نراه نظاماً ما هو إلا مٌنتج من رحم الفوضى ونحن من أسبغنا عليه نسق النظام بحكم إيجاد علاقة يكون فيها اللحظي قياس لسرمدية الزمكان .

- النظام مفهوم ومنطق إنسانى بإيجاد علاقة لمشهد حياتى ذو وضعية زمنية مكانية , ويمكن تمثيل هذا بخط مستقيم متعرج شديد الطول فعند أى جزئية من هذا الخط سنجد أننا نسير فى خط مستقيم منتظم , فالإستقامة تحققت من كون الإعتناء برصد جزء محدد من الخط المستقيم ولكنه فى الحقيقة منحنى .

- النظام نسبي تكيفى إنسانى يخرج من رحم الفوضى الكونية كإسقاط إستدلالات إنسانية , فالنظام ماهو إلا جزء من قدرتنا فى إيجاد علاقة مرتبة من الفوضى الكبرى .. إذاً النظام لحظة أسقطنا عليها الترتيب فى فوضى.

- من المعروف رياضيا أن أي مجموعة من الأرقام تشكل دالة ما , أي أننا نستطيع استنباط نظام من أي مجموعة أرقام نختارها بعشوائية , وهذا يجعلنا نتساءل حول معنى كلمة نظام, هل هي نظام فعلاً أم هي مفهومنا عن الأشياء .. أرى أن وجهة النظر الثانية هى الصحيحة وهو ما تؤيده العلوم والواقع المادى والإستدلالات الرياضية .

- عند الذهاب إلي الشاطئ نجد أحجاراً متناثرة ليست بعبثيّة الترتيب بل تتدرج من الأكبر إلي الأصغر كلما بعدنا عن الشاطئ , ليقول قائل أن هذا الترتيب المنظم لايمكن أن يكون حدث بدون تدخل أحدهم ، فلا يمكن أن يحدث الأمر صدفة !
الذي يتسائل عن ترتيب الاحجار يظل معتقداً أن هناك من رتّب تلك الاحجار ويرفض كل محاولة للشرح أو المكوث لبضع ساعات ليري أن الأمواج العشوائية هي التي نظمت كل هذا ! فالأحجار الكبيرة نسبياً تسقط قريبةَ من الشاطئ بينما تذهب الأصغر إلي مكان أبعد .. هذا كافٍ لمن يسأل عن ترتيب الاحجار , ولكن المشكلة لا تكمن في الحقيقة إطلاقاً أو الوصول إليها بل فيمن يريد معرفتها فتراه بعد مشاهدة الامواج العشوائية ترتب الاحجار وإدراكة تمام الإدراك أنه لايوجد من يرتبها يتحول إلي سؤال من الذي أتي بالامواج ومن كوّن المياه ؟ ومن أوجد الاحجار في ذلك المكان ؟ وكأن أحدهم قام بهذا كله من أجل ترتيب بعض الاحجار علي شاطئ مهجور ! ..الكون وما يحتويه لم يُخلق ولم يُصنع ولم يتدخل أحدهم لا من قريب ولا من بعيد فيه .!

- أنظر للصور الجميلة فى الطبيعة , فلاشك أنك شاهدت منها الكثير لتعزيها إلى خالق مُبدع بدون تفكير , ولكن لو تمعنت قليلاً من منظور اللاغائية واللاترتيب فلن تجد خالق ولا يحزنون , فلن نجد عاقل سيقول أن هناك ترتيب فى ذرات الغيوم مع الضوء لينتج لنا مشهد غروب جميل تستحسنه عيوننا بل هي جزيئات ماء متناثرة عشوائية بلا أى ترتيب مع حزمة ضوئية غير منظمة وغير موجهة , كذا الطبيعة لم ترص الجزيئات على ظهر فراشة وسمكة وعصفور لتبدو جميلة , وليس هناك من إستخدم الألوان والفرشاة والأزميل لرسم ونحت مشهد طبيعى , كذا مشهد البحر الجميل والشلال لم يتكون من حسابات لتدافع جزيئات الماء بشكل محسوب بل من عشوائية صرفة .

- لا يوجد غاية أو قصد من الطبيعة أن تقدم لك مشهد جميل فهى حركة وتفاعل وأداء ذراتها وجزيئاتها العشوائى لتتشكل هكذا مشاهد لتجد القبول والإستحسان أو القبح وفق رؤيتك الذاتية وتفاعلك مع المشهد العشوائي , ولنا بحث سابق عن فهم ماهية الجمال سيفيد في إدراك لماذا نُقيم الأشياء بالجمال أو القبح .

- هذه هى العشوائية والفوضى يا سادة التى تنتج هكذا منتجات بلا ترتيب ولا غاية فتستحسنونها , ورغم أن المشاهد شديدة العفوية شديدة الصراحة فلا تفطنون أن الطبيعة عشوائية لتضعون العربة أمام الحصان لتتخيلوا وهماً وتعسفاً أن ورائها غاية وليتصور البعض بوجود من يرسم بريشته ويحفر بأزميله .!!

- نحن نتصور ونتوهم بأن هناك نظام ما يحكم الوجود ليرتبه ويقدره ويغمره بحكمته وتدبيره فلا يوجد شئ خارج السيطرة والهيمنة , بينما الحقيقة أنه لا نظام ولا ترتيب ولا حكمة بل الأمور تنحو نحو العشوائية واللانظام واللامعنى , فنحن من نتخيل فقط بأن هناك نظام ما وحكمة ما تُصمم هذا المشهد الوجودى بينما الأمور لا تعدو سوى تصور لحظة نظامية وسط فوضى عارمة .. لحظة هدوء من العشوائية والفوضى مجهولة العلاقات لنتلمس منها علاقة مثل علاقات النجوم للملاح والأحجار للباحث عن طريق لمنزله .

- مشهد المدقات على الطريق أو الأحجار التى ننثرها لتهدينا للطريق يمكن منها فهم علاقتنا مع الوجود العشوائي فلدينا نقطتان ألف وباء نريد التحرك من أ إلى النقطة ب ولا يوجد لدينا وسائل إيضاحية بحكم جهلنا فنلقى بمجموعة من الحجارة أثناء سيرنا من أ إلى ب , لقد اصبحت لتلك الحجارة معنى بينما هى حجارة ليست ذات مدلول كما أننا خلقنا نظام من فعل عشوائى ليصبح الطريق من أ على ب نظاماً .!
بالطبع يمكن أن نثبت الحجارة أو نزرع أشجار أو نرصف الطريق من أ الى ب أو نقلل من المسافات المهدرة لنختصر الطريق ثم نقوم بعد ذلك برسم خريطة لوضع الاحجار التى ألقيناها بعشوائية ونضع قانون لزاوية انحراف كل حجر عن الآخر لنتوهم بعد ذلك أن الوجود منظم .!

- عندما نحاول البحث فى الوجود فهذا يعنى البحث عن رؤية الإنسان وإحساسه وإنطباعاته وإنفعالاته , فهو الكائن الوحيد الذى يستقبل الوجود بوعى ليسقط عليه رؤيته وأحكامه وتقييماته وإنطباعاته وأحاسيسه المتأرجحة بين قطبى الوعى واللاوعى وبين الألم واللذة , لذا يكون فهمنا للوجود هو البحث فى أبعاد الإنسان النفسية وآفاق ومحددات تفكيره ومدارات وآليات الدماغ ومواطن الألم واللذة لتتحرك آليات وعيه حصراً لإيفاء حاجاته الجسدية والنفسية بإنتاجها للأفكار والخيالات والأوهام .

دمتم بخير.
-"من كل حسب طاقته لكل حسب حاجته " أمل الإنسانية القادم فى عالم متحرر من الأنانية والظلم والجشع .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - جعلتنا
ماجدة منصور ( 2018 / 11 / 17 - 12:10 )
جعلتنا نمسك القرد بأيدينا ...أستاذ سامي
تشكر جهودك الجبارة في عملية تنوير شاملة للعقل البشري0
لقد أضفت الكثير لحياتنا بإسلوب رشيق و سهل و واضح للغاية
احترامي الكبير لك و للأساتذة الذين يزيدون المقال غنى وثراء0


2 - جعلتنا
ماجدة منصور ( 2018 / 11 / 17 - 12:11 )
جعلتنا نمسك القرد بأيدينا ...أستاذ سامي
تشكر جهودك الجبارة في عملية تنوير شاملة للعقل البشري0
لقد أضفت الكثير لحياتنا بإسلوب رشيق و سهل و واضح للغاية
احترامي الكبير لك و للأساتذة الذين يزيدون المقال غنى وثراء0


3 - أيات بينات
نور الحرية ( 2018 / 11 / 17 - 20:07 )
قالها ذات مرة المتنبي لقد أسمعت كلماتي من به صمم .أيعقل بعد كلما ذكرته أستاذ سامي من بينات وما ذكره من قبلك أغلبية الفلاسفة والمفكرين عبر العصور من أنه لا يمكن أن نشك ولو لبرهة واحدة من أن خرافات المتدينين السماوية ما هي الا محض هباء واستغفال للعقول الجامدة. أعجبتني كثيرا مقاربتك عن اللغة من أنها مجرد ذبذبات صوتية متفق عليه عبر أجيال حتى وصلت الينا كما هي حاليا


4 - عشوائيه الكون
على سالم ( 2018 / 11 / 17 - 22:01 )
لاجدال ان هذا الوجود عشوائى مافى ذلك شك , ظاهره التصاق الاطفال فى الولاده , يعنى فى احيان كثيره نجد ان طفلين تمت ولادتهم ملتصقين , ربما يكون الالتصاق من ناحيه البطن او الظهر او الجانب , يتدخل الطبيب الجراح لفصل الطفلين فى حالات قليله عن بعضهم ويستقلوا بذاتهم , لكن فى احيانا كثيره يكون الانفصال صعب تحقيقه , الحاله لطفلتين توأم فى اميركا كانوا فى جسد واحد لكن ذو رأسين , كل رأس تختلف عن الاخرى اى انهم شخصين مختلفين تماما لكنهم يشتركوا فى جسد واحد , هذه الحاله من المستحيل ان يتم فصلهم , يعنى قدر لهم ان يعيشوا مع بعض فى جسد واحد , احيانا يريدوا الانفصال لكن صعب حدوث هذا , عشوائيه الكون , حاله اخرى وهى ان الشخص ممكن ان يولد وله الاعضاء التناسليه المذكره والمؤنثه , هنا يسموهم فى اميركا افروديت , يعنى الشخص رجل وامرأه فى نفس الوقت وتكون الكروموسومات متساويه, هذه عشوائيه اخرى


5 - ممنون لدعمك وتقديرك سيدتى ماجدة منصور
سامى لبيب ( 2018 / 11 / 18 - 14:31 )
تحياتى استاذة ماجدة منصور وممنون لحضورك وتقديرك ودعمك.
أنا أعشق الكتابة فى هذه المواضيع عن نقد الأديان والمتدينيين بالرغم إدراكى أنها لاتجذب إليها تعليقات السادة الدينيين بالرغم أهميتها! فهم يعشقون ويهتمون بمواضيعهم الدينية وصراع الديوك فالأولوية لديهم لمحمد ثم الإسلام والقرآن ثم الإله فى النهاية أما البحث فى ماهية الوجود والحياة والإنسان فهى خارج نطاق البحث والتفكير.
سأظل أكتب فى هذه المواضيع حتى لو إفتقدت حضور التعليقات , فمعرفة ماهية الحياة والوجود والإنسان هى الجديرة بالبحث والفهم والتنوير .
ممنون لدعمك الدائم وتقبلى محبتى وتقديرى.


6 - لسنا سوى فئران اختبار
لوسيفر ( 2018 / 11 / 18 - 18:10 )
تحية استاذنا .اولا سأسالك ماذا حدث في مقالك السابق و لماذا تم حذف غشرات تعليقات الاخوة ؟
ثانيا استاذي انا اؤمن بخالق عرص يتلذذ بمعاناتنا و يراقبنا عن كثب و سياتي اليوم و رح يشيل الشريط من الحائط و سنصبح نسيا منسيا
صدق يا استاذ ايماني بخالق لا يعنى اتي احترمه بل استحقره لانه ليس سوى كائن سادي مريض يتلذذ بمعاناة البشر و مشاكل العالم من حروب و فقر و امراض و كوارث الخ
يوجد كثير من الامور العشوائية في الوجود لكن يوحد اشيلء منظمة متقنة بعيدة كل البعد عن العشوائية فلماذا لا نأخذها بعين الاعتبار ؟
استاذ سامي دائما افكر بشيء ان كان الكون يتوسع الى ما لا نهاية و لا حدود للكون و هذه حقيقة علمية و العلم لخد الان لا يعرف حدود كوننا لماذا لا ينطبق هذا الكون على الاله ؟ نحن نؤمن بكون لا محدود فلماذا لا نؤمن بخالق لا محدود ؟ لماذا لا نؤمن بان هناك خالق و خالق لهذا الخالق و خالق للخالق حتى لا نهاية ؟ هل هذا شيء مستحيل ؟ ارجوك خذني على قد عقلاتي


7 - التفسيرات الغير منطقية
مهاجر ( 2018 / 11 / 19 - 07:31 )
تحية عطرة أستاذ سامي

صراحة لا أفقه الكثير في الفلسفة أستاذ سامي ، لكنني على يقين أن كل التفسيرات الغير منطقية من خلال الدين للكون والإنسان ومصاهرتها عنوةً بخالق أو باللـه سوف يتجاوزها البشر في السنوات القادمة ( طبعاً أتكلم عن بلداننا ) ، وكما يقول الفيلسوف الملحد كاي نيلسن ( أنظر ويكيبيديا ) الصداقة والتضامن والحب وتحقيق المرء لإحترام الذات أشياء إنسانية صالحة حتى في عالم يخلو تماماً من وجود اللـه .

وكما يقول أينشتاين بما معناه لا أتذكر الصيغة بالضبط ( لماذا نحدق بالنجوم إذا لم نكن بالفعل مقتنعين بوجودها ؟؟ )

كوكب الأرض ليس إلا مثال على ترليونات الأمثلة الموجودة في هذا الكون الشاسع ، أعطاء تفاسير طفولية من قبل أديان مهترئة سوف لن يغير من واقع وتمدد وحركة الكون .

أتمنى أنني عبرت بتعليقي في صلب مقالتك أستاذ سامي

فائق الإحترام


8 - تطور وشيوع العلم سيزيح فكرة الإله فلن نحتاج وجوده
سامى لبيب ( 2018 / 11 / 19 - 11:50 )
أهلا أستاذ نور الحرية
الإنسان ينحاز للإجابات السهلة التى تريحه بغض النظر عن حقيقة هذه الأفكار..ففكرة الإله الواجد والصانع هى فكرة مريحة وسهلة تريح دماغ الإنسان وتبعده عن الخوض فى الكثير من المصاعب الفكرية..إنها إستخدام خاطئ ومغلوط وساذج لنصل أوكام الذى يعتبر أن الوصول لمنطق وفكرة من أقصر الحلول أفضل من إستخدام رؤى كثيرة لينتهج الإنسان المؤمن فكرة الخالق والصانع وبلاش وجع دماغ! ولكن أقصر الطرق والفرضيات هى فعل الطبيعة والمادة بدون إقحام فكرة الإله.
التعاطى مع فكرة الإله كخالق الوجود والحياة له ضريبته وفاتورته فسيتم تمرير كل الخرافات الساذجة والمعلومات المغلوطة ولكن المؤمن يتغاضى عنها حتى لا يدخل فى لغز الحياة والوجود خارج فكرة الإله.
الوحيدون الذين يحاولون التوفيق بين سر الحياة والوجود ووجود إله هم الألهيون فهم ينحازون للحل السهل بوجود إله صانع وخالق ولكن يرفضون الأديان بسذاجتها وبداوتها وقصصها ونواميسها فالإله غير مهتم.
أتصور أن تطور وشيوع العلم سيعطى نتائج إيجابية فى إزاحة فكرة الإله وتفسير العالم ماديا فنحن لسنا بحاجة لإله.


9 - عشوائية الحياة وعشوائية الفكر الإيمانى
سامى لبيب ( 2018 / 11 / 19 - 14:32 )
أهلا أستاذ على سالم
تتناول فى مداخلتك مظاهر التشوهات البشرية الماثلة أمام عيوننا لتدخل بها إلى قضية حساسة ومحرجة.
العلم يفسر لنا التشوهات بأنها نتاج خطأ فى نسخ الجينات جاء نتيجة تأثر المرأة الحامل بأشعة ومواد مضرة وماشابه ذلك وهذا يعنى أننا أمام ظروف مادية موضوعية أنتجت هكذا حالة طبيعية مشوهة فلا إله ولا يحزنون .
الفكر الإيمانى يقع فى مأزق خطير فهو يعتمد ما يقوله العلم كونه علم من جهة كما يخلص إيمانهم من الحرج , فوفقا للإيمان فالإله هو من خلق حالات التشوه الخلقية فهكذا هى إرادته وترتيبه ولا شريك ولا معوق لإرادة الإله ولن تفعل الظروف الطبيعية فعلها بدون إرادة وأوامر الإله فهكذا هو الإيمان بالإله.
هذا الفهم بأن الإله هو من خلق هكذا حالات تشوه يجعل الإله شرير وقاسى لا يعرف الخير والرحمة والرأفة وهذا يصيب المؤمنين بالحرج والإرتباك ليحاولوا تبرير هذا بأن هذا إختبار الإله لذويهم او كعبرة لمن يعتبر وكأن هؤلاء الأطفال والبشر فئران تجارب!
نرجع للعقل والعقلانية والعلم لنقول أن هكذا تشوهات هى نتاج الطبيعة الغير عاقلة ولا المريدة ولا المرتبة ولا الرحيمة لنخرج من هذا التناقض والإشكال.
سلامى


10 - هل الكون منظم أم عشوائى أم يحوى الحالتين؟
سامى لبيب ( 2018 / 11 / 19 - 21:35 )
أهلا أخ سعيد من الجزائر ويسعدنى حضورك
أراك تتعامل مع موضوع الثوابت كما أراك فهمت مقولتى:فالأشياء ليست منظمة أو غير منظمة فى ذاتها بل نحن من رصدنا علاقات لنقول عن هذه العلاقات منظمة. بشكل خاطئ.
موضوعى هذا ثرى فى رؤاه وسيحتاج منا لحوار عريض ولكن فلتتعامل مع أطروحات المقال أولا ,ففكرتى الجوهرية هنا أننى أعرف العشوائية والصدفة بإنعدام الغاية والترتيب والقصد والتخطيط والوظيفة فكلها أشياء محصورة فى الإنسان الواعى حصرا وطرحت أمثلة كثيرة فإذا كنت ترى أن للأشياء المادية والكائنات غاية ووظيفة وتخطيط فلتعلن عن ذلك موثقا رؤيتك.
بداية لم أنفى النظام فى الحياة والوجود بالطبع وهذا موضوع رغم بساطته يطول لأريد أن أحدد أرضية للحوار بيننا أبدأها بسؤالك هل الكون منظم أم عشوائى أم منظم يحتوى على فوضى أم فوضى تحتوى على نظام..قد تنحاز للكون منظم فما رأيك لمظاهر العشوائية فيه ومنها تفسر التشوهات الخلقية مثلا.
من الأهمية بمكان أن تتناول الفكرة المطروحة بكل أبعادها لتفندها من محتواها أما موضوع الثوابت فله مجاله وسنتطرق إليه بعد أن تقدم مفهومك عن الثابت الكونى وعلاقته بمنظم كما تقدم بشكل علمى وجود غائية وشكرا.


11 - لا يصح القول بغير المحدود لأنه سيلغى وجودنا بوجوده
سامى لبيب ( 2018 / 11 / 20 - 11:21 )
أهلا أستاذ لوسيفر
تسألنى عن حذف عشرات المداخلات فى مقالى السابق ولا أعرف عن ماذا تشير فمقالى السابق كان به 22مداخلة فقط تم حذف مداخلة واحدة من المراقب وقمت بإعادة نشرها.
الواضح يا حبيبنا لوسيفر أنك لا تؤمن بوجود إله الأديان الشخصانى ولك تحفظات كثيرة عليه ولكنك تميل لفلسفة الربوبية الألوهية أى تعتقد بوجود إله خالق عظيم منظم لايتدخل فى حياة البشر منزه عن التوافه.
تعتبر الكون به عشوائية ولكن يوجد به نظام وهذا صحيح وأشاركك الرأى ولكن ماهو مفهومنا عن النظام وألا يمكن إعتباره حالة توزان تمت وسط الفوضى فالبداية كانت الإنفجار العظيم ليحدث فوضى عظيمة مازالت قائمة ومنها حدثت حالة توزان أطلقنا عليها نظام كما أن النظام تقدير بشرى وإيجاد الإنسان علاقة بين الأشياء فنحن من نحكم ونقيم العلاقات والملاحظات والإنطباعات وقد ذكرت هذا فى إحدى مقالاتى السابقة.
تسأل لماذا لا نؤمن بخالق غير محدود لأقول لك أن الغير محدود سيلغى وجودنا تماما لأننا سنحد وجوده بوجودنا ولكننا موجودون!
تسأل لماذا لا يكون هناك تعدد الخالقين فهذا السؤال موجه للخلقيين أما لى فلا يوجد خلق من أساسه حتى يكون هناك خالق واحد أو عدة خالقين.


12 - الخلق عملية إلهية كما تؤمن فلا تستهين بالتشوهات
سامى لبيب ( 2018 / 11 / 21 - 10:45 )
الأخ سعيد من الجزائر
للأسف مازلت تبتعد عن جوهر الموضوع وقضيته فأنا طرحت رؤيتى عن العشوائية كإنعدام الغائية والقصد والهدف والوظيفة والترتيب والخطة ومن هنا يأتى نقدك لأطروحاتى فهل ترى أن الأشياء تحمل غاية ووظيفة وهدف وخطة.
سألتك عن طبيعة الوجود والحياة فهل تراه منظم فقط فماذا عن العشوائية وكيف تُعرفها وكيف ترصدها فهذا ألف باء حوار فى هذا الموضوع.
تناولت فقط التشوهات الخلقية لترى أنها ذات نسبة ضئيلة ولكن هذا ليس رد منطقى فأنت تتحدث عن كلى الحكمة والمعرفة والتصميم والكمال وليس عن إنتاج مصنع بشرى فلا يجوز ان يكون هناك أى خلل وتشوه فى الصنعه والإنتاج أليس كذلك؟!
بالنسبة لتعاملك مع النظام فتقول ان الذرات منظمة.. بداية حكمنا على النظام هو فى المجمل فهل توجد غاية وترتيب ووظيفة فيه أم هو مشهد طبيعى فى النهاية , كما أن الحركة ليس حكم على النظام فطبيعة المادة هى الحركة سواء أكانت منظمة أم عشوائية .. وفى النهاية المستوى الأساسى الذى يتمثل فى مستوى الجسيمات والذرات والذى يُعرف بفيزياء الكم لا يوجد فيه نظام.


13 - علينا الإعتماد على العلم فحسب لفهم الحياة والوجود
سامى لبيب ( 2018 / 11 / 22 - 11:57 )
اهلا أستاذ مهاجر
قولك صحيح :(كوكب الأرض ليس إلا مثال على ترليونات الأمثلة الموجودة في هذا الكون الشاسع ، أعطاء تفاسير طفولية من قبل أديان مهترئة سوف لن يغير من واقع وتمدد وحركة الكون)
نعم لم يبقى مكان للتفسيرات الدينية البائسة للحياة والكون بعد أن قال العلم كلمته الموثقة .. الدين يعبر عن المرحلة الطفولية للإنسان كما ذكرت حضرتك , مرحلة يلفها ويكتنفها الجهل والعجز الإنسانى ليستعين بالخيال والظن والأسطورة لإيجاد إجابة للغز الحياة والوجود.
لا أرى أن وظيفة الدين الأساسية هو إعطاء إجابة لأسئلة وجودية كبيرة , فالدين نشأ كهوية مجتمعية تسيدها الأسياد والنخب والملاك ليعتبروا تشريعاتهم من السماء ومن هنا جاء التطرق لمشاهد وجودية وحياتية رغماً عنهم فنشأت الأسطورة,
علينا إعتماد العلم فحسب عند التفكير فى أسرار الحياة والوجود وحينها سننصرف عن الخرافة ونضحك عليها .


14 - منطقيا
omar ( 2018 / 11 / 23 - 01:51 )
احتمال وجود خالق لايخرج عن احتمالين..اما ان له غاية من الخلق وهذا نقص، او بدون غاية وهذه عبثية..لايوجد احتمال ثالث..انتهى


15 - جوهر مقالى أن العشوائية إنعدام للغايةوالخطة والهدف
سامى لبيب ( 2018 / 11 / 24 - 18:37 )
الأخ سعيد من الجزائر
تقول(هل تطرقي الي موضوع العشوائية الذي هو في صميم عنوان مقالك والذي هو الاساس الذي بنيت عليه افكارك عن إنعدام الغائية والقصد والهدف والوظيفة والترتيب يعتبر خروجا عن الموضوع)
ومن قال لك أن هذا خروج عن الموضوع فهو فى جوهره ولبه ولكن حضرتك لم تقترب خطوة واحد لتخوض فى الغاية والوظيفة والخطة والترتيب اللاتى أنفيهم فأين تطرقك لهم!
موضوع العشوائية والنظام يتحمل الكثير من الجدل ولاأعتبر أى تناول لجزئية ما خروجا عن الموضوع ولكنى طلبت بداية تناول أفكارى ورؤيتى التى بالمقال علاوة على تعريفك للعشوائية,وهل لايوجد فى عالمنا أى مشهد عشوائى من منطلق الرؤية الفلسفية للعشوائية كإنعدام الغائية أو حتى الرؤيةالعلمية كإنعدام النظام.
أما قصة التشوهات الخلقية والتى أرى أنك تدرك مدى الحرج والإشكالية فيها فلا ينفع قولك أن ننصرف عن نقاشها فنحن نتناول مشهد وجودى فج يتم إنسابه لكلى الكمال والنظام والتصميم.
سؤالك:كيف انتجت عشوائية فيزياء الكم كونا محكما منظما علي اعلي المستويات.لأقول لك لاأعلم ولتعطينا إجاباتك العلمية أنت إذا كنت تعلم فنحن هنا لتبادل المعارف العلمية ولتثبت نظريتك بدلا من السؤال


16 - النسبية هي الفصل والحكم
مروان سعيد ( 2018 / 11 / 24 - 22:08 )
تحية محبة للاستاذ اللبيب سامي وتحية محبة للجميع
بالحقيقة كنت انتظر مثل هكذا موضوع ولكن سررت لقلة المهللين للعشوائية والصدفة
ومن هلل فقد هلل باستحياء وهذا اعتبره صحي
ولكن استغربت من الاخت ماجدة التي هي من شركاء الله في هذا النظام لاانه حملت وانجبت وعانت تطورات الجنين الى مراحل متقدمة من انشاء بنتها حفظها الله لها
ايها اللبيب لا يلزمنا منظار هابل ولا مجاهر تكبر الاف المرات نظرة لحولك ولجسدك ستجد الجواب
نحن كل واحد منا مصانع متحركة بدقة متناهية ونظام رائع اي خلل بسيط نحتاج لعلاج وعمليات
مثلا عملية الهضم مرتبة بشكل تساسلي رائع تبداء بالفم اللذي يشب مطحنة وعجانة تقلب الطعام باللسان وينتج اللعاب ليساعد على الهضم مع ملايين البكتيريا التي تساعد على هضم المواد الصعبة وتابع المرحلة الى النهاية اني اذكرك بها فقط ستجدها بدقة رائعة
العشوائية يا استاذ ستنتج اسنان في المعدة واللسان في المؤخرة والشعر في الفم
انظر عملية التكاثر ومراحل الولادة والاوقات والازمنة يقلب الجنين في وقنه يفتح الرحم بوقته ياتي الحليب بوقته
يتبع رجاء


17 - السؤال ما نسبة العشوائية بالنسبة للنظام
مروان سعيد ( 2018 / 11 / 24 - 22:34 )
نعم يوجد عشوائية بتفكيرنا فقط ولااننا لانعرف ما اهدافها وعملها مثلا النحل هو حشرة بسيطة كانت ستقضي بانقراضها على نصف البشرية
https://www.youtube.com/watch?v=jM62Ed0cI2M
العنكبوت نتعجب لكثرته وانواعه وما فائدته ولكن بقلته ستزداد الحشرات الاخرى
وهكذا في الغابة وفي المدنية وفي القرى الكل بحاجة للفرد والفرد للكل
ويشبه العلماء هذا النظام بسنفونية رائعة منتظمة بدقة عالية
واذا ارتفعت درجة حرارة الارض درجة واحدة سيبدء العد العكسي
ولو كان وجودنا عشوائي لما كانت درجة حرارة الانسان 37 بشكل عام
ونجد في النهاية نسبة العشوائية ضئيلة جدا
ومودتي للجميع


18 - السؤال : هل رؤيتنا للنظام جاء بعد المشهد أم قبله؟!
سامى لبيب ( 2018 / 11 / 25 - 15:40 )
أهلا بالحبيب المحترم مروان
أنا أحب الحوار معك بالرغم أن حوارنا غير مجدى فقد كتبت مقال خصيص لك عن المنظم المصمم لأتناول عدم منطقية ومعقولية فكرة المصمم لأجدك تنصرف عن عشرات الحجج التى قدمتها لتقدم لنا مشاهد من الطبيعة تراها ألغاز دون أن تقدم لنا آلية هذه المشاهد.
هذا المقال يتناول العشوائية من منظور إنعدام الغاية والهدف والخطة والوظيفة لتقدم لنا أيضا مشاهد من الطبيعة تراها لغزا!
شوف يا حبيبنا لن يوجد أحد مهتم بفهم لغز الطبيعة والحياة مثلى فأنا أنفق كل يومى فى فهم آلية هذه المشاهد بتفسير علمى وكم هذا مرهق للغاية.
أنت تشاركنى هذا الإهتمام بالطبيعة ولكنك تعتنى بالقول سبحان الله والمجد للرب كسبيلك لإنهاء اللغز وتأكيد إيمانك.
مداخلاتك فتحت الطريق لأكتب مقال جديد فكرته:هل رؤيتنا للنظام والتصميم يأتى بعد المشهد أم قبله لأطرح مثال للتقريب بإستطالة رقبة الزرافة لتبلغ أوراق الأشجار لم تأتى من مصمم بل جين وطفرة عشوائية من زرافة ليتوائم هذا مع الطبيعة فتبقى وتتكاثر.
هذا المثال يوضح فكرة فلسفية فإستطالة رقبة الزرافة جاء صدفة لتكون هذه الطفرة مفيدة ليرى البعض المشهد النهائى متصورا أن هناك مصمم ما!


19 - تأملك الرائع ينبئ بكاتب متميز فلتستمر
سامى لبيب ( 2018 / 11 / 25 - 20:18 )
اهلا بالأخ omar على صفحتى
جاءت مداخلتك :(احتمال وجود خالق لايخرج عن احتمالين..اما ان له غاية من الخلق وهذا نقص، او بدون غاية وهذه عبثية..لايوجد احتمال ثالث..انتهى)
رائع جدا فهذا التأمل يتوافق وينطبق مع رؤيتى ونقدى وصدقنى كنت قد كتبت تأملات بنفس صياغتك المختصرة الموجزة فى مقالى بعنوان :خربشات ومشاغبات فى فكرة الإله وسأنشره لاحقا.
يسعدنى أن أحظى على كاتب مفكر ومبدع يصيغ هكذا تأملات وأتمنى أن تواظب وتستمر على هذا المنوال متوسما أن نحظى على كاتب رائع بالحوار.
مودتى وتقديرى .


20 - لقد استفدت منك اكثر مما استفدت مني
مروان سعيد ( 2018 / 11 / 26 - 20:32 )
تحية مجددا للبيب سامي الحبيب وتحيتي للجميع
هل تعرف لبه انا استفدت اكثرلااني لست متصلب في رائيي
انت مقتنع بكل ما هو علمي مئة بالمئة وحتى بالفرضيات العلمية ودليلي هو الزرافة وكان لم يكن لها رقبة وهي بهذه الضخامة
يا استاذ لاتصدق كل شيى وحتى لو اتفق عليه اكثرية العلماء
ان جسم الزرافة هو هو لم يتغير الا القليل من التطور يعني ممكن زاد او نقص حجمها ارجع للديناصورات العاشبة وشوف كم طول رقبتها وحجمها وهذا من الويكيبيديا
إن أضخم وأثقل الديناصورات المعروفة ذات الهياكل العظمية الأكثر حفظًا هو الديناصور الزرافي العملاق جيرافاتايتن. اكتُشفت بقايا هذه الديناصورات في تنزانيا خلال الفترة الممتدة بين عاميّ 1907 و1912، وقد جُمعت عظام عدّة أفراد صغيرة الحجم منها في هيكل عظمي واحد يُعرض الآن في متحف همبولت في برلين بألمانيا؛[71] ويصل ارتفاع هذا الهيكل إلى 12 مترًا (39 قدمًا)، ويبلغ طوله 22.5 أمتار (74 قدمًا)، ويُقدّر وزنه لو أضيفت إليه جميع الأعضاء الداخلية والأنسجة الحيوية بما بين 30000 و 60000 كيلوغرام
وانا بانتظار موضوعك مشكورا
ومودتي للجميع


21 - تحية طيبة للاخ سامي لبيب
omar eld ( 2018 / 11 / 28 - 11:22 )
بالفعل عزيزي..هذا ما توصلت اليه العقول ..ومنطقيا نعم، وجود اله او صانع اوو الخ..لايخرج عن هذين الاحتمالين..سعيد جدا بردك..تحياتي واحترامي لجنابك..متابع لمواضيعك

اخر الافلام

.. هل بدأ العد العكسي لعملية رفح؟ | #التاسعة


.. إيران وإسرائيل .. روسيا تدخل على خط التهدئة | #غرفة_الأخبار




.. فيتو أميركي .. وتنديد وخيبة أمل فلسطينية | #غرفة_الأخبار


.. بعد غلقه بسبب الحرب الإسرائيلية.. مخبز العجور إلى العمل في غ




.. تعرف على أصفهان الإيرانية وأهم مواقعها النووية والعسكرية