الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جيناتنا الإيمانيّة

نادية خلوف
(Nadia Khaloof)

2018 / 11 / 16
مواضيع وابحاث سياسية


عدالة الأرض، وعدالة السّماء
مهداة إلى جميع من يهدوني إلى الإيمان ، وإلى قراءة الأذكار
أرغب أن أسأل ذلك الكمّ المؤمن ، والذي لا يتوانى على مدار الثانية من التفكير بهداية الآخرين وكأنّ الله كلّفه بذلك. لماذا تعذب نفسك؟ دعهم يذوقون عذاب النّار. أرغب أن أستشهد بحادثة جرت معي وكنت في العشرين حيث عشت أيام "الميني جيب والمكرو جيب"، ولم يكن في كليّة الحقوق كلّها سوى بضع فتيات محجبات، لكنّهن منفتحات في العلاقات الاجتماعية، عندما تزوجت، وعشت مع عائلة زوجي لفترة. كانت النّساء تأتي إلى أم زوجي من أجل شرب القهوة، وقد حرضنها عليّ مرّة حيث كنت أسمعهن بينما أعدّ القهوة، كنّ يعترضن على الميني جيب، وبعد أن أنهت النسوة حديثهن أجابت أم زوجي قائلة " إنها مستورة، وجعلت ابني يعود إلى عقله، ثمّ إن هذا نميمة. لا تهدي من أحببت. إن الله يهدي من يشاء" كان ذلك في سبعينيات القرن الماضي، وقد كانت تقول لي أنت أكثر إيماناً من إمام الجامع حيث كنت أقوم بإعطائها الحقن، وكلما أعطيتها حقنة كانت تدعو لي.
هي حادثة عرضية، لكن حادثة أخرى جعلتني أشعر بمدى فهمها للدّين. كان القس يأتي ليعايدها في عيد الإسلام كون والد زوجها فدى البطرك بليرات ذهبي، وفي مرّة كانت الدنيا ماطرة موحلة ، وقبل أن يصعد الثلاث درجات وقع، وتدمم وجهه. رأيتُه. أمسكت بيده، وأدخلته، مسحتْ له جروحه ، وهدّأته وجلست إلى جانبه تجامله، وتدعو له باسم المسيح. كانت امرأة عادية، وربما هكذا كان أغلب البشر.
لم يكن في سورية عصر ذهبي، ولا ديموقراطية، فقد كان الإقطاع ينخر بجسد المجتمع، وتم الانتقال من الإقطاع إلى البعث مباشرة حيث صدر قانون الإصلاح الزراعي الجائر، ووزعت الأرض على بعض الفلاحين الذين لهم حظوظ في السلطة، وظلم الإقطاعي حيث أصبح الفلاح الناصري أو البعثي الذي استلم أرضه يغتني منها، ويجلب له ما يقدر بربع الإنتاج. أصبح الفلاح بسيارة مرسيدس، وهج الكثير من الإقطاعيين. أتحدث بشكل عام ودون ذكر حالات معينة.
اليوم انتهى دور البعثي، وحل محله دور الدّاعية المسلم الذي يرشدنا إلى الطريق القويم، والكثير من أصدقائي على الفيس من هذا النوع . هم يبشروننا بالجنة، كأنّهم ضمنوا الجنّة لهم ويعرفون أين تكون ،ويعرفون أيضاً أنّك قد لا تكون سمعت بتعاليم الدين فيهدونك إلى السّراط المستقيم. أخي المؤمن: ابتسم من فضلك، ف"الابتسامة صدقة" ولا تهوّل علينا الأمر. إن كان لديك حلّ حول العدل في الدنيا فلا بأس شريطة أن لا تصرع رأسنا بأن الدين صالح "لكل الأزمنة والأمكنة"، فهذه المقولة تسري في دمنا، وفي التحليل تحمل جيناتنا كلمة الله أكبر في إحدى جهاتها والسّيف في الجهة الأخرى.
أتحدث عن أصدقائي السّوريين الذين أكنّ لهم الودّ، وحتى أكون أمينة فإنّني خلال مسيرة حياتي تلقّيت الدّعم من أناس مؤمنين بسطاء أكثر من مدّعي العلمانية، ولم أتعرض لسؤال منهم، ولكن لماذا يلعب الآخر بعقولنا، فهل هناك من فرق بين السعودية وقطر ومصر. مصر تقتل الأقباط بواسطة داعش، أو ماعش، وسورية تقتل الجميع، والسعودية أسست طالبان، وقطر أسست الإخوان، والحريرين والخاشقجي فقط هم من ظهر للعيان، أما الباقون فقد قطعوا أحياء. الآلاف في هذا الوطن العربي الكبير، والأمة العظيمة. لاتعرف أماكن قبورهم. هم لم يذّوبوا بالحمض بل رميت جثثهم إلى الكلاب. لن نزايد في الكلام، فالقضية السورية محفوظة في أروقة الزمان، والعار السّوري الذي سمم أغلب الأبدان لن ينتهي خلال يوم أو يومين. نحن نعيش في النّار كشعب الله المختار، ولا يمكن أن تحرقونا مرّتين.
عزيزي المؤمن. لا تتلصص على صور الفيس بوك، ولا تقم بهداية الناس. اعمل فالله يطالبك بالعمل والعمل فقط، والعمل الصّالح هو أن تغني أهل بيتك من الجوع، وتترك الحرية لزوجتك وابنتك في اللباس والكلام فأنت لست رباً. لهم رب يعاقبهم أو يسامحهم، والله "غفور رحيم"
وأخيراً وليس آخراً أنا لا أقرأ رسائل الفيس بوك. لذا أنصحك بإرسال الأدعية والأذكار إلى شخص متفرّغ .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نتنياهو: حماس تمارس إبادة جماعية ورفضت جميع المقترحات المتعل


.. الدكتور مصطفى البرغوثي: ما حدث في غزة كشف عورة النظام العالم




.. الزعيم كيم يشرف على مناورة تحاكي -هجوماً نووياً مضاداً-


.. إيطاليا تعتزم توظيف عمال مهاجرين من كوت ديفوار وإثيوبيا ولبن




.. مشاهد جديدة وثقتها كاميرات المراقبة للحظة وقوع زلزال تايوان