الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
الفلسفة في الجزائر ...
حمزة بلحاج صالح
2018 / 11 / 17العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
" الإنتساب كشرعنة و اكتساب مجد في حقول الفلسفة و المعرفة و الفكر "
لا بأس كمدخل من كلمة في" النبهاني كريبع " رحمه الله و في الفلسفة و الفلاسفة في الجزائر...
يذكر التاريخ أن الجزائر كان لها من الحاملين هموم الفلسفة و المعرفة أسماء كثيرة منهم من واصل و تطور إلى حد كبير أومحترم و لائق ..
و منهم من اكتفى بالبدايات فامتصته الوظائف و شؤون الحياة ..
و منهم من لم يزد على موضوع " الدكتوراه " الهام و الحساس أحيانا إضافة أخرى هامة تستحق الإلتفات و التنويه..
و منهم من لم يتقدم في حقل البحث العلمي و التأليف النوعي بما لهم و ما عليهم لكنهم عرف عن كثير منهم أنهم ذوي قدم راسخة في العلم ..
و في حدود حقول تخصصاتهم و ما يعرفون و يعلمون و لا يقفزون على ما لا يعلمون..
نذكر منهم " النبهاني كريبع " إبن بسكرة رحمه الله الذي كان واسع الإطلاع و مهوسا بالبحث و الحفر و السؤال..
و كان كثير الحديث عن " العقل العلمي الجديد " ل "غاستون باشلار" و أحيانا عن " القطيعة الإيبستمولوجية " و غيرها...
و لا يتوقف عن ذكر لقاءاته ب " غاستون باشلار" لكن البون كان شاسعا جدا بين الماهية و الدقة و التمكن و الإبداع الذي ميز "غاستون" فيلسوفا ...
و ما كان عليه " النبهاني" محبا للفلسفة و " متفلسفا " و مطلعا عل الفلسفة يقرأها متمكنا من بعض أو كثير من دقائقها ومفاهيمها..
تذكرت هذا و أنا أقرأ منشورا يتعلق ب "غاستون" حول القراءة (قراءة كتاب)..
و كنت قديما لما أسمع " النبهاني" يتحدث عن " باشلار" بصفة مسرفة أتذكر قول القائل " و كل يدعي الوصل بليلى و ليلى لا تقر لهم بذاك " غير أن مكانة النبهاني تبقى محفوظة ...
أردت أن أقول محترما جهود النبهاني كريبع الفلسفية و الفكرية أنه يجب أن نعلم بأنه ليس كل متحدث عن قامة علمية ما ومن غير " تصنيم " أو " صنمية " و تقديس قد تواصل معها أو جالسها أو أقترب منها محادثة و مجالسة و سؤالا
أو حتى أشتغل معها أو درس عنها ..
لا بد أن يكون لزوما من جنسها و مستواها و من منزلتها العلمية و من نفس مستوى رسالتها المعرفية فهما و قراءة و تحكما وعطاء و قامة علمية...
و إنه لضروري إستبعاد " التصنيم" أو " الصنمية " و " التقديس" الذي يحيلنا على شرعنة القول و الفكر و على التبرك و التحدث بالإسم و النعت و الصفة
و استعمال " الكاريزما " العلمية مطية للإشهار و الشهرة و الإنتساب ..
فهي لا تذهب بأصحابها بعيدا في حقل الإبداع لأن الباحث عن " الشرعويات " في العلم يشبه ما يقوم به السياسوي تماما في نزوعه و تحدثه عن النسب و الإنتساب القبيلة و العشيرة...
لن يتقدم أصحاب هذا المسلك بعيدا إلا في " تصنيم" غيرهم بدل تسجيل حضورهم و ذاتهم معرفيا و ممارسة وظيفتهم النقدية بأمانة و حياد علمي بعيدا عن التهويل و التضخيم و المدح و التبجيل و المجاملات ..
لقد استوعبت الجزائر أسماء من رجال المعرفة و الفكر من أمثال الدكتور " الربيع ميمون " و "عبد المجيد مزيان" و " النبهاني كريبع " و "حمودة الساعي" و "مالك بن نبي" و غيرهم .. الخ
فرحمة الله على على الذين رحلوا عنا و حفظ الله من لا زالوا بيننا مع تباين رؤاهم و مستوياتهم العلمية و المعرفية ...
و كذلك في حقول معرفية أخرى غير الفلسفة أذكر مثلا لا حصرا الصديق رئيس المجلس الاسلامي الأعلى " أبو عمران الشيخ " ( الراحل عنا بعد صدور هذا المقال )..
والذي كانت له أطروحة متميزة حول المعتزلة من جامعة السوربون فرنسا أيام زمان لكنه لم يضف عليها و كان يمكن أن يكون قامة علمية هامة ..
و قد اقترب من " روجي أرنانديز" بفرنسا و أركون كما كان " السعيد شيبان" بطبعه و مزاجه الصعب و الحاد ..
كان قريبا و صديقا ل" أرنانديز" يعرف و يفهم جيدا أركون و " أرنانديز" ما لا يعرفه مطبلون كثيرون للفلسفة الغربية و لأركون ..
لكن في كل الأحوال من جالس " أرنانديز" أو " أركون" أيضا ليس بالضرورة بالقامة العلمية التي تبلغ قامة من جالسهم مهما اختلفنا معها ...
و أعني كل من " أرنانديز" و " أركون" فجلوسه إليها لا يجعله قد أخذ عقلها و انتحل شخصها و الية تفكيرها و رسوخ قدمها في العلم و منهجيتها فسرقها منها ..
بيت القصيد " الدعوة في سحنون و ليس في تعراق النون " كما يقول المثل الشائع و " كل يدعي الوصل بليلى و ليلى لا تقر لهم بذاك "..
ليس الإنتساب و النسب بصفة هوسية سوى نوع من شرعنة الذات و تسويقها و إخفاء عوراتها اكتساب مجد على حساب الغير ..
و ليس هذا من العلم و أخلاق العلم في شيء ..
صدق ميشال فوكو لما قال " دع المقال وحده يتحدث "..
المنجز وحده دون الإنتساب هو من يتكلم و ينطق و يقول ..
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. تجنيد اليهود المتشددين قضية -شائكة- تهدد حكومة نتانياهو
.. غانتس يجدد رفضه الإبقاء على التشريع الذي يعفي اليهود -الحريد
.. تسجيل صوتي لمحمد الضيف يدعو الشعوب العربية والإسلامية للزحف
.. من أحد رؤوس الكفر إلى أهم الصحابة.. من هو الصحابى الذى دخل ا
.. الملكة كاميلا تنوب عن زوجها في القداس السنوي بكاتدرائية ووست