الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الخليج الذى ذهب ؟!

سعيد علام
اعلامى مصرى وكاتب مستقل.

(Saeid Allam)

2018 / 11 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


بدءاً بنزع ريش "الديك" السعودى، استعداداً لألتهامه.
القاهرة، السبت 17/11/2018م

لن يكون من المبالغة فى شئ القول بان، دول الخليج لن تعود الى ما كانت عليه بالامس، ابداً. ان الانظمة الاستبدادية، ملكية وجمهورية، التى تعمل جاهدة على تدجين شعوبها على مدى عقود طويلة، وتنكل بقادتها، بالقمع والاعتقال والاخفاء القسرى والقتل، لم ولن تجد الظهير الشعبى الذى تحتاجه بشدة فى حال معركتها كـ"مستغل محلى"، مع المستغل الاجنبى عندما يسعى بكل الطرق للاستحواذ على اكبر قدر من ثروات هذه الاوطان؛ لقد ازاحت هذه الانظمة المستبده من الطريق، القوى الوحيدة التى من مصلحتها الدفاع عن ثروات اوطانها فى وجه اى طامع خارجى.


هكذا كل نظام استبدادى، لا يقمع ويدمر طاقات شعبه، وخاصة فئاته النشطة، فقط، بل هو يدمر فى الطريق، وطنه. ان الجشع الذى يتملك كل مستبد، لا يوقفه سوى الدمار الشامل. ان وضع شعب الجزيرة العربية وثرواته الوطنية تحت مقصلة حكام عالم اليوم، اسياد النهب والاستبداد، ومدرائهم التنفيذيون من رؤساء الدول، الذين لن يترددوا للحظة فى التهام هذه الاوطان؛ هكذا قدم النظام المستبد للعائلة "المالكة" السعودية، "بئر النفط العميق"، شعب الجزيرة وثرواته على طبق من ذهب لحكام عالم اليوم، فقط، من اجل اعفاء فرد واحد من عقوبة ما عن واحدة من جرائمه المتعددة. انه النموذج الاسطع عن مآلات النظام الاستبدادى القمعى.





لابد من الاسراع فى تحقيق الارباح، قبل ان يجف الدم على الاسفلت !

من يعتقد ان الفورة الحالية فى الضغط على النظام السعودى، هى بدوافع اخلاقية وانسانية، عليه ان يعلم انه، ليس فى هذا العالم. الكلام هنا ليس عن المشاعر الانسانية، وانما عن توظيف هذه المشاعر الانسانية ذاتها.

ليس هناك من هدف للضغط على النظام السعودى الاستبدادى، من قبل القوى الحاكمة لعالم اليوم، سوى الحصول على تنازلات وقبول ما لم يكن من الممكن قبوله قبل الضغط، لا اوهام حول استيقاظ مفاجئ للضمير العالمى فى مواجهة الجرائم التى يرتكبها النظام الفاشى السعودى منذ عشرات السنوات، لا فى اليمن ولا فى خاشقجى، انها بالنسبة اليهم، هى مجرد فرصة يجب استغلالها لمزيد من السيطرة والنهب ونزح الثروات.


ان مراجعة سريعة للمليارات التى انفقها بنك فيصل الاسلامى فى مجاهل افريقيا واسيا، لتشكيل كيانات وجماعات "اسلامية" متطرفة، يدرك جانب من الجرائم التى ارتكبها، ومازال يرتكبها النظام السعودى، والتى يعلمها جيداً وبالتفصيل الدقيق، ومن زمن طويل، حكام عالم اليوم. النظام المستبد للعائلة "المالكة" السعودية ، لم يكتفى بنزح ثروات شعب الجزيرة العربية الى حسابات خاصة فى المؤسسات المالية الغربية، المملوكة لحكام عالم اليوم، والتى تقدر بالترليونات، بل ومثلها، كرشى على مؤسسات صنع القرار فى الغرب، عند نفس الحكام، من اجل استمراره فى الحكم والنهب المحمى بالاستبداد.






التستر على القاتل جريمة، وتضليل العدالة، جريمة آخرى !

تركيا غير مستثاه، كما قطر، "الجزيرة"، ايضاً، من المشاركة فى تسهيل وتفعيل الضغط الدولى على النظام السعودى، من اجل جملة من المصالح بالدولتين، اولها توثيق علاقتهما بحكام العالم الحقيقيون؛ فى هذا السياق تستمتع تركيا بان "تلعب" بالسعودية فى مشهد مآساوى، يآخذ طابع هزلى، كما يلعب القط بالفأر قبل ان التهامه، يزداد الهاءً وازلالً كلما مر الوقت. والذى يعود فى جانب منه الى ميراث الانتقام للامبراطورية العثمانية من القيادة السعودية "التاريخية" التى ساعدت بريطانيا العظمى على تدمير امبراطورية الرجل المريض، كما هو انتقام للأمس القريب، فى ذكرى دعم الانقلاب الفاشل على نظام اردوغان، وفيها منافع اخرى، كالدعم المباشر او الغير مباشر لتركيا فى صراعها مع حق الشعب الكردى فى تقرير مصيره، تسليم رجل الدين فتح الله جولن الاجئ بامريكا، غريم اردوغان حالياً، واستاذه سابقاً، والذى تتهمه تركيا بالمسؤلية عن الانقلاب الفاشل، زيادة حظوظ تركيا فى الانضمام للاتحاد الاوروبى، الاستثناء من العقوبات الامريكية على ايران، حماية هيبة وسمعة تركيا فى قدرتها على حماية افراد المعارضة من الاخوان المسلمين الموجدين بكثرة على اراضيها، (وهو نفس السبب الذى من اجله اختار بن سليمان تركيا لتنفيذ جريمته الفضيحة)، والاهم تثبيت مكانة تركيا اردوغان كقوة اقليمية كبرى. كذا رفع الحصار الخليجى عن قطر، قطر، حليف تركيا العقائدى.


يدحرج النظام التركى النظام السعودى، من جريمة الى اخرى، كمن يخرج من "نقره" ليقع فى "دحضيره"، فبعد ان كانت جريمة النظام السعودى هى جريمة اغتيال، "قتل" خاشقجى، فقط، اضيف اليها جريمتى التستر على قاتل، وتضليل واعاقة العدالة.





تحت الضغط، يمكن قبول ما لا يمكن قبوله !

لن يعود الخليج العربى بعد اليوم الى ما كان عليه بالامس، ابداً. مع الاجهاز تحت الضغط العنيف، على "الثور الابيض"، العربية السعودية، الدولة المركزية فى المنطقة، يصبح التهام "الثور الاحمر"، باقى دول الخليج العربى، امراً محسوماً، حتى دولة الامارات الصاعدة بقوة لمنافسة العربية السعودية على زعامة المنطقة، هى من اكثر الدول الخليجية التى يدرك قادتها قوانيين حكام عالم اليوم، عالم العولمة والاسواق المفتوحة، استهلاكاً وتملكاً، لذا فهى لا تمثل مشكلة فى التهام الخليج العربى.


تبدأ مرحلة جديدة من استنزاف مقدرات منطقة الخليج العربى والفارسى معاً، الغنى بالبترول، فى تفعيل صراع عسكرى، فعلى مباشر، والانتهاء من مرحلة استخدام ايران كفزاعة لاستنزاف دول الخليج، والانتقال الى المرحلة الاعلى من استنزافه بصراع عسكرى مباشر بين الخليج العربى والخليج الفارسى، وهو ما يؤدى فى نفس الوقت، بالاضافة الى زيادة مبيعات السلاح بشكل غير مسبوق، الى انهاك كلا الطرفين، الخليجى، العربى والايرانى، وبذا يكون قد تم الاجهاز على المراكز القوية العربية فى الشرق الاوسط، العراق، سوريا، ليبيا، اليمن، ليأتى من بعدها الدور على مصر، الجائزة الكبرى، الدولة الوحيدة الكبرى التى ماتزال متماسكة فى قلب الشرق الاوسط، ليتحقق جوهر صفقة القرن، بالقيادة الاسرائيلية لمنطقة الشرق الاوسط،القيادة الميدانية.


ليست ادعاءات ترامب حول الحفاظ على مبيعات الاسلحة الامركية لسعودية بن سليمان، سوى محض زيف وكذب مفضوح، بما فيها الحفاظ على الوظائف وعددها، حيث لا يخرج موقف ترامب عن كونه دفاع شخصى عن مصالح عائلية خاصة مع سعودية سليمان وابنه، وهو ما يدركه جيداً "وحوش" حكام عالم اليوم فى عالم المال والاعمال، فى العالم بآسره، شرقاً وغرباً، وفى مقدمتهم الامريكان، والذين يدركون ايضاً، وبكل وضوح، ان القادم هو التهام منطقة الخليج بأكملها، العربى والفارسى، وليس فقط مجرد بيع اسلحة للجانب العربى، اياً كان حجمه، واياً كان اسم المشترى.

إعلامى وكاتب مستقل
[email protected]
http://www.facebook.com/saeid.allam
http://twitter.com/saeidallam








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وسام قطب بيعمل مقلب في مهاوش ????


.. مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأمريكية: رئيس مجلس ا




.. مكافحة الملاريا: أمل جديد مع اللقاح • فرانس 24 / FRANCE 24


.. رحلة -من العمر- على متن قطار الشرق السريع في تركيا




.. إسرائيل تستعد لشن عمليتها العسكرية في رفح.. وضع إنساني كارثي