الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما سر انقلاب المخابرات الامريكية على آل سعود!؟

سليم نصر الرقعي
مدون ليبي من اقليم برقة

(Salim Ragi)

2018 / 11 / 18
مواضيع وابحاث سياسية


هل آل سعود عملاء لأمريكا بالفعل!؟ وما هو تفسير انقلاب المخابرات الأمريكية عليهم بتأكيدها أن الأمير محمد متورط في قتل الخاشقجي!!؟؟
(استفهام ومحاولة للفهم)
******************************
حسب نظرية المؤامرة بنسختها العربية - وهي بالطبع متفقة مع النسخة الايرانية - أن حكامنا العرب عملاء لأمريكا وخصوصًا آل سعود!!... وعملاء يعني أنهم على صلة وثيقة بجهاز المخابرات الامريكية لأنه ثابت وليس بالضرورة مع البيت الأبيض فهو متغير من جمهوري لديموقراطي ومن رئيس لرئيس!... إذن كيف نفسر هذا الانقلاب من قبل المخابرات الأمريكية على آل سعود!؟؟ واعلانها اليوم أنها تملك أدلة على أن الأمير محمد شخصيًا متورط في مقتل الخاشقجي وهو موقف يتماهى مع موقف أوردغان والمخابرات التركية!!؟؟.. منذ متى صارت المخابرات الإمريكية تهتم بمقتل الصحفيين أو تهتم بحقوق الانسان وهي ذاتها متورطة في عمليات قذرة عبر تاريخها سيئ السمعة!؟؟.. ثم ما هو الضمان أن تقارير المخابرات الامريكية صحيحة 100% وليست مفبركة ومغرضة ومسيسة على مقاس جهات نافذة في أمريكا لها أغراض وحسابات سياسية معينة؟ هل نسينا التقارير الامريكية المخابراتية (الكاذبة) التي كانت تؤكد بأنها تملك معلومات لا يتطرق إليها شك بأن (صدام حسين) يملك أسلحة دمار شامل وأنه يقيم علاقة مع القاعدة!!؟؟ فلماذا لا يكون هذا التقرير بشأن الخاشقجي ودعوى تورط الأمير كاذبًا أيضًا أو له غرض سياسي يتعلق إما بالشأن الداخلي الامريكي المتعلق بالصراع بين (ترامب) وخصومه السياسيين أو يتعلق برغبة جهات نافذة في أمريكا بابتزاز السعودية بشكل جذري وكبير وعزل الأمير!؟؟.. إذا كان آل سعود عملاء للمخابرات الامريكية فلماذا انقلبت عليهم كل هذا الانقلاب الخطير والكبير!!؟؟... سأضع هنا الاحتمالات الواردة على ذهني ويمكنكم مناقشتها أو دحضها أو وضع بدائل عنها!
***
الاحتمال الأول:
أن آل سعود ليسوا عملاء للمخابرات الامريكية ولكنهم يتعاملون معها بشكل برغماتي بما يحفظ سلطانهم وسلامة بلادهم.. فالتعامل السياسي والأمني بين الدول لا يعني بالضرورة أنه عمالة!
الاحتمال الثاني:
أن يكون (الخاشقجي) نفسه عميلًا مُجندًا لدى المخابرات الإمريكية منذ البداية وربما فر من السعودية إلى أمريكا خشية انفضاح أمره وبالتالي فإن قتله على يد المخابرات السعودية التي ارتابت في أمره أمرٌ أغضب المخابرات الامريكية وقررت الانتقام لعميلها الثمين بالتعاون مع المخابرات التركية من المخابرات السعودية بكشف المستور!!
الاحتمال الثالث:
أن المخابرات الامريكية تريد الاطاحة بالأمير محمد لأن راسمي الاستراتيجية الامريكية يعتقدون أن وصول أمير شاب وملتح للسلطة أمر غير محبب وغير مضمون العواقب!، فهذا الأمير الشاب الجديد شديد الجموح وعظيم الطموح!.. وهو بالرغم من كل ما قدمه من تطمينات للغرب فإنه قد يخرج عن نطاق السيطرة كحال الحصان الجامح ويتحول إلى حصان حرون!!.. أي كحال عبد الناصر والقذافي وصدام في بدايات حكمهم لبلدانهم وهم في عز شبابهم وتقديمهم تطمينات لأمريكا والغرب وتسهيل أمريكا طريق الحكم أمامهم بغرض استخدامهم ضد المد الشيوعي السوفيتي في المنطقة الغربية آنذاك إلا أن هؤلاء القادة الشباب سرعان ما انقلبوا عليهم وخرجوا عن نطاق السيطرة وتحولوا إلى خصوم لهم!!.. أو كحال الملك (فيصل) الذي بدوافع دينية وقومية اتخذ قرار فى 17 أكتوبر1973 بأن يستخدم سلاح البترول فى المعركة، فدعا إلى اجتماع وزراء البترول العرب «الأوابك» فى الكويت وقرروا تخفيض الإنتاج الكلى العربى بنسبة 5 % فورًا وهو ما تسبب في أزمة طاقة للغرب بشكل مؤلم!!.. ولم يقتصر دور الملك فيصل على استعماله لسلاح النفط لكن أصدر أوامره للجيش السعودي بدعم الجيش العربي في الجبهة السورية وهو ما حصل بالفعل!!.. وقد بدرت عن فيصل منذ أن كان أميرًا ووليًا للعهد سياسات تتسم بالتحرر الكامل عن الضغوطات الامريكية بل أنه في لحظة حماسة دعا إلى قطع العلاقة بأمريكا فور اعترافها بإسرائيل لكن الملك رفض!!!... لهذا ربما تخشى المخابرات الامريكية وراسمو الاستراتيجية من تكرار نموذج الملك (فيصل) الذي خرج عن نطاق السيطرة مع هذا الأمير الشاب الجموح والطموح والمتعطش للقوة والتحرك اقليميًا كما فعل في اليمن!... لهذا يفضلون العودة للنظام القديم أي أي أن يكون على رأس المملكة (ملوك عجائز منحني الظهور) لا يحبون المغامرات والقرارات الخطيرة غير مضمونة العواقب وليس شبابًا لهم طموحات ونزعات قد تجعلهم في ظرف ما يخرجون عن نطاق سيطرتهم كما فعل (فيصل) وهو أمير وولي عهد ثم وهو ملك!... لهذا لا أستغرب أن يكون هناك مخطط مخابراتي أمريكي بالتعاون مع تركيا للاطاحة بالأمير محمد بالفعل من أجل العودة لحكم الملوك العجائز والحيلولة دون استلام زمام الأمور في المملكة الملوك الشباب الذين لا يمكن التنبأ بتصرفاتهم أو التحكم فيها خصوصًا مع ظهور نزوع الأمير محمد للقوة من خلال تدخله في اليمن ورغبته في الحصول على مزيد من صفقات السلاح التي ربما إذا خرج عن السيطرة قد تشكل تهديدًا للحليف الاستراتيجي والأبدي والجوهري لأمريكا أي اسرائيل!!... ومن يدري فقد يكون هناك ((ملعوب مخابراتي)) كبير تم من خلاله توريط المخابرات السعودية وربما الأمير محمد في عملية قتل الخاشقجي مع تزيين الأمر له والزعم بأنهم سيوفرون الحماية والتغطية له بالاتفاق مع المخابرات التركية، وربما يكونوا من جهة أخرى قد شجعوا الخاشقجي عن طريق المخابرات التركية للذهاب للقنصلية منفردًا بدعوى أن الوفد سيحاوره فقط وأنهم - أي المخابرات الامريكية والتركية - سيوفرون له الحماية التامة ثم حينما يقع في قبضة القتلة لا يجدهم من حوله!!.. بعد أن تكون المخابرات التركية قد زرعت أجهزة تصنت داخل القنصلية لتسجيل الحدث لإستعماله كدليل أدانة ضد الأمير محمد!!.. فهم كانوا منذ البداية يريدون من المخابرات السعودية أن تتورط في قتله ليستعملوا هذه القضية ذريعة للاطاحة بالأمير محمد وبالتالي استعادة النظام التقليدي القديم في المملكة أي نظام الملوك العجائز منحني الظهور ولتعود السعودية لحقبة الجمود الحافظ من جديد!.. فهم يريدونها هكذا إلى الأبد!!... هل يمكن أن تكون هذه الفرضية صحيحة !!... ما رأيكم !!؟ وهل من تفسير لهذا الانقلاب الغريب للمخابرات الامريكية على آل سعود !؟؟ كيف وقد قيل لنا منذ زمن طويل أنهم عملاء للمخابرات الامريكية أم أن آل سعود وبتعيينهم هذا الأمير الشاب هم من انقلب على توجيهات ونصائح المخابرات الامريكية بعدم تغيير النظام من نظام العجائز لنظام يسمح للشباب بتولي القيادة فأرادت من خلال هذه اللعبة المخابراتية القذارة وتوريطهم في قتل الخاشقجي أن تردهم لبيت الطاعة وبيت التجميد !!؟؟.... الرأي لكم !!
سليم نصر الرقعي
17 نوفمبر 2018








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سيول دبي.. هل يقف الاحتباس الحراري وراءها؟| المسائية


.. ماذا لو استهدفت إسرائيل المنشآت النووية الإيرانية؟




.. إسرائيل- حماس: الدوحة تعيد تقييم وساطتها وتندد بإساءة واستغل


.. الاتحاد الأوروبي يعتزم توسيع العقوبات على إيران بما يشمل الم




.. حماس تعتزم إغلاق جناحها العسكري في حال أُقيمت دولة فلسطينية