الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما هي قواعد معايير قياس السلوك والأخلاق عند المثقفين والسياسيين العراقيين العرب ومن يسير في ركابهم؟

محمد مندلاوي

2018 / 11 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


أمر مسلم به لا يقبل الارتياب، أن الكثيرين من المثقفين والسياسيين العراقيين، وتحديداً العرب بسنتهم وشيعتهم يفتقدون إلى قيم الأخلاق النبيلة، التي من أولويات مبادئها الأساسية الصدق والأمانة وأحكام الضمير لمعرفة الحق والباطل، التي تتوافق مع قناعات الشخص المتحضر، الذي يقول الحق ولو على نفسه. عزيزي القارئ اللبيب، بعد هذه المقدمة المختصرة سندخل مباشرة في صلب الموضوع، الذي نحن بصدده، إلا وهو التعامل مع الآخر قولاً وفعلاً وفق معايير الأخلاق الحميدة أو المنحطة.
سنتناول في هذا المقال عدد من العراقيين العرب.. كسياسيين أو مثقفين أو معدين ومقدمي برامج، التي تؤثر سلباً على الشارع العربي والعراقي. من أولئك الذين سنتناولهم أولاً في هذا المقال، مقدم برنامج "شهادات خاصة" الدكتور حميد عبد الله. إن هذا الشخص الأكاديمي، من عادته أن يقاطع ضيفه إذا كان في كلامه شيء من عدم الدقة، إلا فيما يخص الشعب الكوردي ووطنه كوردستان، إذا تجاوز ضيفه كل الخطوط الحمر عن الكورد، ومس القامة الكوردية بسوء تنبسط أسارير وجهه تعبيراً عن الارتياح، ولا يقاطعه، لا بل في أحيان كثيرة هو أيضاً يشارك ضيفه بشيء من السخرية عن الشعب الكوردي وعن تاريخه وتراثه الخ. في إحدى المرات، استضافة في برنامجه المذكور أحد من القياديين الشيوعيين، ودار الحديث بينهما عن شخص عزيز محمد سكرتير الحزب الشيوعي، وهو مواطن كوردي من جنوب كوردستان، وأثناء استرسال الضيف بالحديث قاطعه حميد عبد الله بجملة تهكمية: إن عزيز محمد بعد أن ترك سكرتارية الحزب الشيوعي ذهب إلى السليمانية ولبس الشروال الكوردي الخ. إن حميد هذا شخص عربي ومتمكن من لغة العرب، ليس مثلي كوردي لا يستسيغ اللغة العربية، ولا يستسيغ من يتكلم بها بدافع عنصري. أضف أنه أكاديمي وحاصل على أعلى شهادة جامعية، يعني يجب أن يختار مفرداته بدقة متناهية، لا عذر له فيما تخص اللغة المستخدمة في برنامجه، إلا يعرف أن هناك في اللغة العربية مصطلح الزي بدل الشروال، وهو الأنسب والأصلح للجملة، لماذا لم يقل لبس عزيز محمد الزي الكوردي، أم الحقد الدفين الذي يحمله بين جوانحه عن الشعب الكوردي الجريح هو الذي دفعه لتلفظ مثل هذه الأقوال التي يجب أن لا يقال لا في التلفزيون ولا في غيره. وفي حلقة أخرى من برنامجه استضافة باحث تاريخي اسمه فايز الخفاجي. هو الآخر حين أحرجه حميد عبد الله في أمور ليس لها أية علاقة بالشعب الكوردي، زعم ضيف قائلاً: ماذا تسمي من يطلق الرصاص على الجيش العراقي. قصد به البيشمركة. من أجل أن يخرج من المأزق الذي وضعه فيه المحاور، حاول الضيف المشاكس أن يلصق تهمة بالبيشمركة وكأن قواتها أطلقت الرصاص على الجيش العراقي المجرم حين غزى مدينتي خورماتو وكركوك الكوردستانتين، مع أن القوات المهاجمة التي غزت خورماتو وكركوك كانت قوات الحشد الشعبي المجرم. لكن المحاور الذي عاهدناه بأنه لا يسكت عن الكلام الخطأ إلا أنه لم ينطق بكلمة واحدة هنا لأن كلام ضيفه.. مس مؤسسة مقدسة من مؤسسات الشعب الكوردي إلا وهي قوات البيشمركة الباسلة!!. وفي مرة أخرى استضافة حميد عبد الله في ذات البرنامج شخص يدعي أنه من الأقلية التركمانية.. التي من مخلفات الاحتلال العثماني البغيض، لكنه كبقية من يدعون أنهم تركمان في كركوك لا ملامحه تركمانية، ولا اسمه واسم والده واسم جده تركماني، ولا زيه تركماني، إلا في شيء واحد وهو حقده الدفين على الشعب الكوردي المسالم، واسم هذا المخلوق.. صبحي ناظم توفيق، وأيضاً عند اجتراره عن الكورد ترك له الدكتور حميد الحبل على الغارب لهذا الطوراني حتى يفرغ ما في جوفه من تدليس. إلا في نقطة واحدة حين سمى قوات الحركة التحررية الكوردستانية (البيشمركة) بالعصاة. ثم قال أن الطريق كانت تنقطع بسبب سيطرة العصاة عليه. بالله عليكم هل توجد عصاة تستطيع قطع طريق على جيش جرار مزود بجميع أنواع الأسلحة!!، أم هؤلاء قوات وطنية باسلة تقاتل جيش العربي المحتل لكوردستان؟. وقال: كل من يرفع السلاح بوجه الدولة هو عاصي متمرد. لا يريد هذا الدعي أن يفهم أن جنوب كوردستان وطن الشعب الكوردي محتل من قبل الكيان العراقي المصطنع، الذي خطت حدوده حراب جيش الاستعمار البريطاني (الكافر). ثم قال: إن التركمان يحبون البعثيين لأنهم ضد عبد الكريم قاسم والشيوعيين!!. بالمناسبة، بعد انتهاء اللقاء به كتبت مقالاً رديت فيه على كل تزعماته، إلا أنه بسبب خلل فني لا زال المقال مقفل لا يفتح. على أية حال، من جملة أكاذيبه الرخيصة، زعم: أن التركمان في مدينة كركوك كانوا يشكلون 90% والكورد 10%. واصبح الرقم مائة بالمائة، نسي هذا.. نسبة العرب المستوطنين واليهود والسريان والكلدان والآشوريين والأرمن في كركوك، ثم نسي أو تناسى أن الانتخابات البرلمانية العراقية التي بدأت عام 1925 إلى عام 1958 في كل الدورات كان الكورد يفوزون في كركوك بـ 75 أو 80% من الأصوات، وبعدد 6 مقاعد للكورد الكركوكيين الأصلاء، مقابل مقعدين للأقلية التر كمانية القادمة من آسيا الوسطى. إلا يعرف الدكتور حميد الملم بالتاريخ هذا التاريخ حتى يذكر به ضيفه العبثي؟.
من المؤسسات الإعلامية التي تصبح مطية لكل رئيس مجلس وزراء يأتي إلى السلطة هي "شبكة الإعلام العراقي" التي فتحت قسم يبث باللهجة التركمانية، وكذلك تصدر الشبكة المذكورة صحيفة أسبوعية بالتركمانية، مع أن الكوردية والعربية كما جاء في الدستور الاتحادي وفي مادته الرابعة تقول: هما اللغتان الرسميتان في العراق وكوردستان. السؤال هنا، إذا لم يكن هذا العمل العدائي موجه ضد الكورد، لماذا لم تفتح الشبكة المذكورة أقسام أخرى تبث للطوائف التي تقيم في كركوك قبل مجيء الطورانيين إليها من طوران، كالسريانية والآشورية والكلدانية والأرمنية؟، لماذا فقط لهؤلاء التركمان؟ الذين استقدموا منذ البدء كجنود مرتزقة لكوردستان والعراق. ثم، لماذا الكتل الشيعية التي تضم في صفوفها بعض التركمان.. تتركهم يتكلمون في البرلمان وكأنهم فازوا في الانتخابات الاتحادية كمرشحين للأقلية التركمانية؟ بينما هم أعضاء في هذه التنظيمات غير التركمانية كحزب الدعوة.. ومجلس الإسلامي الأعلى الخ ليس لهؤلاء أحفاد تيمورلنك أية علاقة مباشرة بالأقلية التركمانية في كركوك حتى يتكلموا باسمها سوى عضو واحد يمثل ما يسمى بالجبهة التركمانية، وفي الانتخابات الأخيرة حصلت الجبهة على مقعدين فقط ومقعد ثالث بالتزوير، وحصل الكورد على 6 مقاعد. من الأمور الأخرى التي تحز في النفس أن بعض نواب وسياسيين شيعة العرب في لقاءاتهم التلفزيونية يتكلمون عن القيادات الكوردستانية خارج عن حدود الأدب واللياقة، منهم نائب.. يدعى هيثم الجبوري في لقاء تلفزيوني مع غزوان جاسم الذي هو الآخر ليس أفضل من هيثم الجبوري والذي تجاوز كثيراً على الرموز الكوردية بكلام قاسي ورخيص لا يليق إلا بهما وبقادتهما ومراجعهما. ومن هؤلاء الأشياع حين يتكلم عن الشعب الكوردي يقول دون حياء ولا خجل: شعبنا الكوردي. كأن الشعب الكوردي ملك له حتى يصفه بهذا الوصف غير اللائق به كشعب عريق قائم بذاته.
في الحقيقة أنا لم أشاهد ولم أسمع في طيلة حياتي التي تجاوزت ستة عقود تياراً عربياً أو مجموعة بشر من بين ثلاث مائة مليون إنسان أنصف الشعب الكوردي كما ينصف الشعب الفلسطيني، أو شعب الصحراء الخ، للأسف الشديد،هذا يدل على أن هذا الشعب العربي عنصري حتى النخاع، لا يميز الحق من الباطل.
هناك الكثير من الأسماء العربية السنية الشيعية، التي ظهرت بعد عام 2003 يلقي الكلام من غير فكر ولا روية بأن هذه الألفاظ التي تخرج منه تعكس عما بداخله. إلا أننا لعدم الإطالة نكتفي بهذا القدر.
"اتّبع احترام ثلاثة: احترام الذات، احترام الآخرين، احترام جميع أفعالك"
19 11 2018








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. توقيف مساعد نائب ألماني بالبرلمان الأوروبي بشبهة التجسس لصال


.. الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين تهز عددا متزايدا من الجامعات




.. مسلحون يستهدفون قواعد أميركية من داخل العراق وبغداد تصفهم با


.. الجيش الإسرائيلي يعلن حشد لواءين احتياطيين -للقيام بمهام دفا




.. مخاوف من تصعيد كبير في الجنوب اللبناني على وقع ارتفاع حدة ال