الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


The Bridges of Madison County:ضد -الحب الرجعي-؟

محمود الصباغ
كاتب ومترجم

(Mahmoud Al Sabbagh)

2018 / 11 / 20
الادب والفن


مكالمة لطيفة هذا الصباح؛وحديث عن جسر ماديسون ,فقمت فبحبشت فعثرت على كلمات، فوجدتها قديمة , فعدت للفيلم ،وها أنا مع كلينت إستوود و ميريل ستريب والجسر
..........

‏هذا فيلم ينبغي اكتشافه و ليس وصفه أو مشاهدته فقط .
فرانشيسكا. لوليتا الكبيرة,تلصص الطفولة على يقينية عمر مضى, و اليقينية هنا ليست إخفاق لفكرة الامتلاك الذكوري الذي قدمته لوليتا الصغيرة, بل هي حب يأتي على شكل جنون لامثيل له أو كما يقول روبرت" هذا النوع من اليقين الذي لا يأتي سوى مرة واحدة في العمر".هنا الحياة على المحك, خبرة الحياة المتراكمة ورؤية العالم وجنوح خيال يمتلكه روبرت و فرانشيسكا فيجعلهما قادرين على الحب، لكن خصوبة هذا المتخيل وفعاليته تختلف لتباين خلفياتهما, وحبال الخيال تطوحهما بعيداً نحو ما هو مشتهى ,يقابله نزعة استهلاكية للصورة كاستجابة لحاجات و رغائب غريزية داخلية تتفاعل وتتصادم مع محيطها,تلك هي ضريبة لابد أن يدفعها المشهد السينمائي في محاولته نقل الواقع أو الاستعاضة عنه بما هو أقرب إلى الواقع , فتظهر فرانشيسكا رغم هدوئها و بساطتها غامضة , متلبسة للصورة والخيال بآن معا فتضعها الكاميرة أمام المفاضلة(بين العائلة و الحبيب)؟ ماالخيارات المتاحة.ما معيار المفاضلة؟سيقول لها روبرت أ"ننا رهن خياراتنا التي صنعناها".حدة المشهد لاتقتصر على الرغبة فقط.ثمة أمور أخرى لايكون الحب فيها الأقوى.
لحظات حب شفافة كدنا نفتقدها في السينما،تبدأ مثل الكثير من قصص الحب التي نعرفها أو سمعنا عنها او قرأناها(صدفة اللقاء ثم العشق بجنون)، قصة حب لأربعة أيام تعيشها فرانشيسكا و روبرت في الريف الأمريكي وعلى أحد الجسور هناك كانت كافية لفرانشيسكا لتكتشف ،بل لتلمس معنى الحب وتعيشه -وهي المتزوجة و الأم لطفلين-أربعة ايام فقط بقياس ساعات الزمن، لكن في الحب لا ينتهي الزمن.أربعة أيام هي عمر كامل عاشته مع روبرت بتفاعل و تشابك على جسر بلدة ريفية.
تتصاعد اللحظة الدرامية حين تصل إلى لحظة الاختيار بين زوجها و حبيبها الذي يأمل أن تمضي معه،ويساهم هطول المطر والضباب الرمادي مع موسيقى البيانو في تصعيد حدة المشهد و لحظاته.
كيف يمكن لصناعة السينما أن تبهرنا بهذا القدر أو ذاك؟ كيف يمكن لقصة عادية أن تثير فينا كل هذه المشاعر؟ إنها بلا شك كيمياء خاصة ,بحيث نرى الواقع أكثر عمقا مما نتخيل و أكثر ألما أيضا. عندما تفور العاطفة ,فمن غير المسموح لها أن تتراجع وهذا ما يحزن روبرت حين تقرر فرانشيسكا البقاء مع عائلتها , إنه أقرب إلى الشعور القسري المزيف منه إلى حقيقة مشاعرها نحوه. هذا هو تأثير البساطة البصرية التي يمكنها أن تجعل أصغر التفاصيل لحظات لا تمحى .
وعندما ماتت فرانشيسكا،قام أولادها بفتح صندوقها الخاص ليجدوا مذكراتها التي تروي فيه قصة حبها لروبرت مع وصية تقضي بحرق جثمانها ونثر رمادها من على الجسر الذي عاشت فيه أجمل أربعة ايام في حياتها. يتردد أولادها في البداية ،لكنهما ينقادان أخيراً لرغبة الأم .
رغبة جعلت منها تعيش جسداً بلا روح بعد رحيله.تقول فرانشيسكا لهما "‏إنه لأمر صعب أن أكتب لكما تلك القصة ‏.‏ لكن هناك شيئ أقوى وأجمل من أن يموت معي‏.‏ وإن كنتما تعرفا أمكما بجانبيها المعتم والمنير فلابد أن تعرفا ما سأخبركما به‏".‏ وتبدأ فرانشسكا بسرد قصتها مع روبرت, قصة لم تدم في حيز الزمن العادي إلا أياما أربعة لكنها في حيز الزمن الحقيقي دامت دهراً بأكمله‏.‏ فوحده الحب يستحق أن نتغير لأجله. ووحده أيضا يستحق أن نتنازل لأجله,فكيف إذا كان هذا الحب مدفونا بين صفحات مذكرات سيدة عجوز عشقت ذات زمن! وما نستطيع أن نلتقطه من ثنايا اعترافاتها و-أو كما يريد الفيلم ان يخبرنا,أنها لا تتحدث عن الحب أو الجنس –بوصفهما علاقة- بل عن وحول فكرة الحب و الجنس أحداهما أو كلاهما. فكرة لقاء الصدفة و كيمياء الحب ثم الواقع الذي يمنعهما من الاستمرار معا.لم تكن الرغبة(فقط) ما يحركهما،ولو كانت كذلك فقط لما استحق الأمر كل هذا العناء،فالجنس في متناول اليد لمن مثلهما.
إنه فيلم من نسيج عاطفي عالٍ يجعلنا نغوص عميقا في شخوصه للتعرف على الدوافع الحقيقية لرغباتهم.هل يستحق روبرت وفرانشيسكا هذا الحب؟ كيف يجدان سعادتهما الشخصية فيه ثم ينوسان تحت وطأة قبوله أو تجنبه , لايتعلق الأمر بما نعرفه،بل بما نستطيع أن نثبته،وعلى هذا ليست كل الأشياء التي تجلب لنا السعادة في لحظة ما تكون هي الأهم في حياتنا. تبدو القصة مقنعة لنا، من السهل قول ذلك, ولكن ليس من السهل شرح الدوافع و الأسباب و الرموز .كل ما نعلمه أن فرانشيسكا تحب روبرت وهو يحبها. إذن لنكتف بهذا الحب الجميل و الرائع ,ألم تطلب منه البقاء "لتناول العشاء"؟ ألم يقبل دعوتها بخجل واضح ؟
لم يكن عشق فرانشيسكا عادياً, بل ضرب من الجنون، ولم يكن روبرت رجل عادي من ذلك النوع الذي يمارس الهراء البيروقراطي الذكوري لموظف محترف في مؤسسة ما،وعلى الصعيد الذاتي غير مرتبط بعبودية مؤسسة العلاقات الاجتماعية التقليدية(زواج،أسرة..)و قد أطلق العنان لنفسه بممارسة هوايته أو "هوسه" بالتصوير الضوئي، بالإضافة إلى عشقه للسفر و تعلقه بالأمكنة التي يزورها إلى الحد الذي يجعله يمضي الليل بأكمله يسرد ما حدث معه في إحدى الغابات في إفريقيا! ناهيك عن تخلصه من كل مفاهيم وقيم أخلاقيات المجتمع الرأسمالي ،وحتى التصورات الإنسانية البطريركية كتلك المتعلقة بمفهوم الشرف و العفة،وهو بهذا المعنى له، في كل مكان بالعالم، صديقة (بالمعنى الحر للصداقة.). أما فرانشيسكا ففي أعماقها إمرأة مثقفة طموحة تحب الحياة و الموسيقى و الجمال لكنها كانت ضحية لفكرة الحب البرجوازي الذكوري أيضاً ذو النزعة الأنانية التقليدية الذي يتحول (أي الحب)فيما بعد إلى زواج فاتر! فالرجل الذي كان البارحة عشيقها الذي يخفق له قلبها لمجرد سماع اسمه أصبح "الآن وهنا"مجرد شريك لها بالبيت و الأولاد و أحياناً الفراش! و طبعاً لم يوفر الأولاد أي فرصة لقمعها و دفن مواهبها.وربما هذا أحد رسائل الفيلم ,معنى ظاهرة الزواج المبني على "حب تقليدي" تلك الفكرة الفارغة الرجعية( كما عبر عنها فريدريك إنجلز)التي ترى أن الزواج في المجتمعات البرجوازية هو زواج طبقي لا يصدر عن الحب الفردي بسبب ارتباطه العضوي بعلاقات الملكية التي خلقها الإنتاج الراسمالي والتي مازال لها كبير الأثر في اختيار الزوج و الزوجة.
ولكن ؛كيف يكون الحب؟أو تجربة الحب؟
الحب؛عدا عن كونه شرط إنساني ،هو بناء عقلي فوقي مثل البنى الفوقية الأخرى كالسياسة و الدين و الأخلاق و الفن و العلم وغيرها،كما يعبر جدلياً عن مدى تطور شكل ومضمون العلاقة بين طرفي البشر"المرأة و الرجل"عبر تاريخهما الأرضي الطويل المرتبط لاشك بتطور العقل و اللغة و الفكر الإنساني فضلاً عن ديناميكيات التطور الفيزيولوجي،ويحدد موقف الرجل من المرأة-كما يرى ماركس- درجة تحوّل سلوك الانسان "الطبيعي" إلى سلوك "انساني".ولكن هذه الأريحية في فهم للحب (بوصفه من صميم العلاقات البرجوازية في الاقتصاد والمجتمع) لا تعني على الإطلاق إباحية العلاقات الإنسانية كرد فعل على "بؤس الزواج البرجوازي".ففي رسالة بعثها إلى بول لافارج(الذي سيصبح زوج ابنتن لاورا) بتاريخ ،13 آب، 1866 يقول فيها " يتم التعبير عن الحب الحقيقي بالتحفظ ، وبالتواضع ، بل وحتي بالخجل من جانب المحب إزاء محبوبه ، وليس بتطرفات مزاجية أو تودد سابق لأوانه لأبعد حد ...."،وبهذا المعنى أدان إنجلز التمرد الفوضوي على الزواج البرجوازي ، فالحب من وجهة نظره هو تلك العلاقة المنفتحة المتفتحة للشرط الإنساني للبشر ،بعيداً عن العبودية المجتمعية الطبقية و الاشتراطات الغريزية،فالحب في نهاية المطاف علاقة ذات مضمون تحرري إنساني عميق المعنى وأرقى العلاقات شكلاً بين الرجل و المرأة ضمن شرط المساواة الإجتماعية. وكما يقول إنجلز"عندما يتحرر الحب من جميع عناصره الحيوانية والاكراه المكشوف أو المقنّع، ويتحول في لحظةٍ من الاتحاد الروحي المتحقق بفضل المساواة التامة بين الرجل والمرأة، آنذاك فقط تولدُ أسس شكل جديدٍ هو اسمى أشكال الزواج الوحداني".
يقول سارتر (كل ما يصدق عليّ يصدق على الغير).ولكنه حين أخفق في الحب ؛أو ربما في فهمه لعلاقة الحب ؛جعل هذا الإخفاق شاملاً يغمر كل البشر ؛ولكي لايرى في نفسه هذا التناقض استنتج زاعماً أنّ الحب نفسه محكوم عليه بالإخفاق ومصيره الموت بالضرورة، فالحب في التحليل الأخير، (وجود) لابدّ من أنْ ينتهي إلى الهلاك والاضمحلال والعدم، الذي هو الوجه الضدي للوجود.يقينية سارتر هذه تدخل الإنسان في دائرة الوهم و حكم القيمة اللا موضوعي في سياق العلاقات الإنسانية .وحتى ضمن أضيق إطار هنا لا تستقيم مثل اليقينية مع تجربة الحب الفردي حين يرى كل عاشق أن تجربته فريدة و مميزة وهي السردية الجديرة بالتدوين فضلاً عن تناقضها مع رؤية إنجلز السابقة التي تقيم عالياً الفروق البشرية :الطبيعية، الأخلاقية، الفكرية، الثقافية، القيمية، المعيارية، الاجتماعية والطبقية عموماً،وهي رؤية قاصرة لا تلحظ أنّ الإنسان معطى متحرّكاً متحوّلاً قابلاً للتغير والتغيير.و أنّ الإنسان لا يسير وفق ديناميات وأنظمة ومقولات جامدة ثابتة، وإرادات خارجية، وقوانين أرضية وسماوية لا يحيد عنها قيد شعرة.فضلاً عن مسألة غابت عنه وهي عدم اهتمامه للتناقضات الإنسانية الأزلية، فالتناقض داخل الكيان الواحد كان ـ ومازال ـ يفعل فعله في الإنسان عبر مسيرته التاريخية..يقول نزار قباني"التناقض وحده هو الذي يميز الإنسان عن حجر الطاحون. إذا حاولت حبيبتي أن تكتم أنفاسي بشعرها الليلي الطويل.خرجت بمظاهرة احتجاج ضد اللون الأسود."
يتردد في الفيلم صدى فكرة الإحساس بالذنب, وهو ما ترصده الكاميرة في مشاهد عديدة فتبدو فرانشيسكا في لحظات عدة مختلفة كأنها تنضد رغباتها , إن جاز القول, فلا ينفك إحساس الذنب يتعاظم , ولاتجد بداً من تبرير ذلك بأولادها على أمل أن يغفرا لها حبها لروبرت فتتملكها رغبة عميقة في الاعتراف ويخيم عليها هاجس الكتابة/الاعتراف, وكأن الحب ذنب , وكأن الحب يعترف بالتراتبية و بالأول و الثاني.لقد تركت العنان لنفسها أربعة أيام كاملة وهي مدة كافية -باعتقادها- لأن ترى أن النزوع الأخلاقي لها بدأ في التلاشي فتغوص في المرارة التي ترفض أن تعترف بها.ويمكن لنا أن نتجول في أرجاء الفيلم لنرصد المزيد من الأوصاف المتناثرة و التي تعبر عن هذا الاندفاع الأهوج للحب الممزوج بالمتعة و الألم , الذي يفضح , ربما عن غير قصد, العصاب المدمر للحياة حين تكون الرغبات هي المسار الوحيد للاستجابة كنوع من الهروب من الرقابة الصارمة التي تفرضها قيود المعيش اليومي.
الجسر ركيزة المشهد المكاني للفيلم , ولنا أن نتخيل ما يحمل من دلالات في وعينا. هل هو عبور لمرحلة جديدة؟ هل هو قطع مع الماضي.أم قفز طائش على الحاضر للعبور نحو المستقبل المجهول؟ كم جسر (سواء مادي أو معنوي)في حياة كل منا؟.كم عدد الجسور التي عبرناها(مجازاً)؟ نحن لا نصطدم بالجسر-حرفيا أو على سبيل التشبيه- هكذا بدون انتباه. الجسر موجود دائما .وما علينا سوى الوصول إليه كي نراه و نواجهه.وقد يتحطم بنا أثناء محاولتنا عبوره , ماذا يخلق مشهد الجسر من محفزات رمزية تتراوح بين الرغبة و الكبت و الخوف و الانفتاح نحو عالم جديد ..مشاعر عديدة متناقضة يحملها كرمز ما يجعلنا ننظر له في الفيلم نظرة مغايرة لما هو في الواقع , لاسيما أن عنوان الفيلم يستند أساسا على "الجسر" , وهنا يكتسي الرمز أهمية قصوى لفتح مغاليق الفيلم , فالجسر اسم , اسم مشترك , اسم عام , وهو ليس صفة هنا.وهكذا يستحيل الرمز-الاسم إلى ما يشبه العلامة اللغوية , فيفقد تعدديته و يمسي متحولا فيفقد صلابته , يزداد هشاشة كلما انتقلت الكاميرة نحوه , تعددية قيمته و دلالته تجعله قابلاً للتأويل بطرق متعددة ليصلح موضوع خلافي في نهاية المطاف.
ولكن مهلاً هل هكذا هو الفيلم ؟هل هو مجرد علاقة خطية جافة بين روبرت و فرانشيسكا؟.أليس الجسر دعوة, ألايمكن أن يكون دعوة , دعوة لشيء ما.أي شي؟ وليستمر إن شئنا علامة لغوية "اعتباطية" أو حتى ليتحول إلى أسطورة , ألايكفيه أن يكون دعوة ؟ليستمر و يدوم بوصفه رمز لا بوصفه علامة لغوية.
لاتكمن أهمية الجسر في الفيلم -باعتقادي- في خطه السردي البصري فقط إنما أيضاً في معناه الرمزي فهو يتدحرج في داخلنا ، لكن سرعان ما يبتعد عنا ويحلق في الفضاء بفضل كثافته الرمزية.
‏وهكذا بعد الانتهاء في مشاهدة الفيلم ألا يخطر على بال المشاهد ولو للحظة أن يتضامن مع فرانشيسكا حتى لو كانت أمه؟ هل لدينا مثل هذه الجراة على التضامن؟ التضامن ليس موقف مجاني , وليس موقف مبني على اللحظة الراهنة. التضامن شعور إنساني عميق وتكلفته غالية الثمن،من يرى عكس ذلك عليه مشاهدة الفيلم اكثر من مرة،ولنتذكر ما قاله روبرت "نحن رهن خياراتنا التي صنعناها بأيدينا".... "عندها...خطرت لي أفكار عنه،لم أدر ماذا افعل بها وتمكن من قراءتها جميعا..كل ما شعرت به،وكل ما أردته...فانصاع لرغباتي عندها اختفى كل ماكنت اعرفه عن نفسي..تصرفت وكانني امراة اخرى..ومع ذلك كنت ذاتي أكثر من اي وقت."
هكذا حبست فراشيسكا نفسها رهن خياراتها بإثارة بالغة كأنها تريد أن تقول لنا أن بعض الأهواء أبدية حتى لو كانت لا تدوم إلى الأبد أو ليس مقدراً لها أن تدوم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الحكي سوري- رحلة شاب من سجون سوريا إلى صالات السينما الفرنسي


.. تضارب بين الرواية الإيرانية والسردية الأمريكية بشأن الهجوم ع




.. تكريم إلهام شاهين في مهرجان هوليود للفيلم العربي


.. رسميًا.. طرح فيلم السرب فى دور العرض يوم 1 مايو المقبل




.. كل الزوايا - -شرق 12- فيلم مصري يشارك في مسابقة أسبوع المخرج