الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تهافت القران في اثبات الوحدانية

انور سلطان

2018 / 11 / 20
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


هذا الموضوع يحتاج الى مراجعة وتنقيح وتوسيع أكثر. ويمكن العودة اليه في المستقبل ان أمكن. وأنشره اليوم حتى لا يتأخر أكثر، والهدف هو ايصال الفكرة، التي يمكن العودة لها بتفصيل أكثر ان سمح الوقت.

الى الموضوع:


يمكن نقد القران في خمس نقاط. الأولى: فساد استدلاله (منطقه)، والثانية: تناقضاته، والثالثة: خرافاته، والرابعة: أخلاقه. والخامسة: تشريعه.

سنتحدث في هذه المقالة عن فساد منطق القران.
قد يفهم البعض العنوان خطأ كالتالي وهو ان تهافت القران في اثبات الوحدانية يعني صدق تعددية الالهة، كلاهما خطأ، اذ فكرة الالهة فكرة خرافية. ولكن عندما يدعي القران اقامة الحجة فيجب ان تكون حجته نفسها سليمة خالية من التهافت، وهذا ما لم يكن.

والى صلب الموضوع

الاله في اعتقاد الانسان القديم هو كائن يتمتع بقدرات خارقة تمكنه من احداث كل أو بعض الظواهر الكونية. وهذا الاعتقاد كان محاولة تفسيرية للظواهر الكونية، انتهت بعبادة هذه الكائنات المتخيلة.

الالهة كما عند كثير من الشعوب جزء من الكون وليست أصله، تتحكم في ظواهره وتستحدثها ولم تخلقه. وعندما أرادت بعض الشعوب تعظيم نفسها عظمت الهتها الخاصة بها ونسبت لها، أو لكبيرها، خلق الكون كما في قصة الخلق البابلية. وانتقلت فكرة الخلق الى اليهود والعرب، أو استحدثوها كما حدث في بابل. فقد كانت العرب، وخاصة وسط الجزيرة العربية، تؤمن بوجود خالق للكون مفارق له، مع الايمان بالهة أخرى مقربة من الخالق، يمكنها النفع والضر. 

وقد سمت العرب الخالق بالله، واعتقدت بان الكون ينقسم الى قسمين أرض وجسم يقابلها بمثابة السقف لها سمته، لعلوه، بالسماء. (وبالتالي فان كلمة "سماء" لها معنيان، الأول: وصف لما ارتفع، والثاني: اسم جنس للسقف الذي يقابل الأرض والذي يظهر باللون الأزرق نهارا).
واعتقدت أن الله يسكن في السماء.

لقد كانت فكرة وجود خالق وحيد للكون مسلمة لدى العرب، لم يكن أحد يجادل فيها. كذلك فكرة الألوهية. وتعني ضرورة عبادة كائن خارق أو أكثر، أي التضرع واظهار الخضوع له والتقرب له بأنواع من القرابين، لاستجلاب رضاه ونفعه ودفع غضبه وضره.

واستند القران في الاحتجاج على قريش على مسلمة أن الله هو الخالق، ومسلمة ضرورة العبادة (الألوهية)، وقال أن الاله لا بد أن يكون قادرا على النفع والضر، ولا يقدر على النفع والضر الا خالق،  ولأنه لا خالق  يستطيع النفع والضر الا الله فلا اله الا الله. وربط مفهوم الالوهية بالخالقية. فالاله هو الخالق والخالق هو الاله. ثم نفى القدرة على الفعل بدون عون الله، حتى ينفي قدرة الانسان على احداث النفع والضر من تلقاء نفسه وبارادته. نفى الارادة الحرة والقدرة عن الانسان، ونسب كل شئ لله. حتى الاعتقادات. ولهذا السبب وقع في تناقضات كبيرة.

ويمكن ابراز استدلال القران على وحدانية الاله كالتالي:
لان الاله لا بد أن يكون خالقا لكل شئ، ولأنه لا خالق الا الله، فلا اله الا الله.

واضح أن هذه الحجة تقوم على مسلمة بلا دليل علمي. أي تقوم على مصادرة على المطلوب. فالمطلوب اثباته أولا هو وجود خالق مفارق للكون، وهذا وحده لا يكفي، فلا بد من اثبات أن هذا الخالق يطلب من الناس عبادته. فلا يوجد لزوم بين وجود خالق وكونه الها. فالخالق الحقيقي لا يحتاج أن يعبده الناس. ان فكرة الألوهية فكرة بشرية، وكانت مسلمة عامة. ولم يفرق محمد في قرانه بين المسلمة والحقيقة. لانه ابن بيئته، وقد سلم عقله بمسلمات بيئته واعتبرها حقائق لا تحتاج الى نقاش، ولم يناقشها ولم يخطر على باله أنه سيظهر من ينفي هذه المسلمات.

أن ترد في القران حجة فاسدة واضحة الفساد تدل على أنه لا يمكن أن يكون من انسان يفهم أسس الحجة الصحيحة، ناهيك أن يكون من خالق مطلق العلم والحكمة.

سيعترص معترض ويقول قد أقام القران الحجة على وجود الله (الخالق الوحيد للكون) وذلك في الاية التالية: (أم خلقوا من غير شئ، أم هم الخالقون، أم خلقوا السموات والأرض، بل لا يوقنون).

هل فعلا هذه الاية هدفها اقامة الحجة على وجود الله، أم مثل غيرها من الايات التي تقيم الحجة على وحدانية الله؟

لم يتعامل القران على أن وجود الله مسألة تحتاج لاقامة دليل. والقول أن هذه الاية هي استدلال على وجود الله كانت من اسباب شكي في الاسلام نفسه. كان وجود الله مسلمة لدي، وعندما أصبح مسألة تحتاج استدلال،وذات طبيعة فوق الاثبات العلمي (فوق الحس)،وليست كأي شئ عادي خاضع للاثبات العلمي، وقع الشك في حقيقة وجوده. فطالما كان مسألة لا علمية تتطلب استدلالا منطقيا لاثباتها فلن تكون الا مسألة مشكوك فيها على الأقل، وستظل على الأكثر مسألة مشكوك فيها ولن تخرج من دائرة الشك، وهذا يتناقض مع ما يتطلبه الاسلام وهو التصديق الجازم.

لكن في حقيقة الأمر فان الاية كغيرها، استدلال على وحدانية الله لا على وجوده. وهي سؤال استنكاري، أي كيف لا يؤمنون بوحدانية الله وهم لم يخلقوا أنفسهم وليسوا خالقين ولم يخلقوا السماوات والأرض؟ ذلك أن القران يربط بين الألوهية والخالقية.

ويؤكد هذا المعنى أنه لو حولنا الاية الى استدلال على وجود الله سوف يكون استدلالا فاسدا كالتالي:

لم يخلقوا من غير شئ، ولم يخلقوا انفسهم، ولم يخلقوا السموات والارض، اذن هم مخلوقون لخالق (باعتبار ان النتيجة محذوفة يجب تقديرها).

هل هذا استدلال صحيح أم استدلال فاسد؟

ان عدم خلق الناس لانفسهم او الكون لا يعني بالضرورة ان الكون، بما فيه من ناس، مخلوق لخالق.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - القران
بلبل ( 2018 / 11 / 20 - 10:28 )
كل انسان يقرا القران بعقله وليس بعاطفته يكتشف ان هذا الكتاب الغير متراص هو مجرد هلوسات لانسان غير سليم عفليا ولو افترضنا ان هناك الاه فهذا الكتاب يسيئ له اكثر مما يمجده فالقران كله تناقضات وخرافات ولغو وتكلف وعدم وضوح

اخر الافلام

.. مزارع يتسلق سور المسجد ليتمايل مع المديح في احتفال مولد شبل


.. بين الحنين والغضب...اليهود الإيرانيون في إسرائيل يشعرون بالت




.. #shorts - Baqarah-53


.. عرب ويهود ينددون بتصدير الأسلحة لإسرائيل في مظاهرات بلندن




.. إيهود باراك: إرسال نتنياهو فريق تفاوض لمجرد الاستماع سيفشل ص