الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ديمقراطية القشور، تونس مثلاً!.

احمد كانون
كاتب عقلاني حر

(Ahmed Kanoun)

2018 / 11 / 20
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


ان ما يسمى بالانتقال الديمقراطي في تونس لا وجود له دون انتقال اقتصادي اجتماعي و ثقافي. و لكن يعلم من اعادوا انتاج نظامهم على انقاض الثورة التونسية، ان السبيل الوحيد للقضاء على كابوس الثورة هو بإدماج الثائرين او المؤمنين بالثورة منطلقاً و غايةً و أسلوباً في لعبة مفخخة الا و هي لعبة الديمقراطية على الشاكلة النيوليبيرالية.بمعنى ان التغيير الآن، و بعد تحول تونس الى ماكينة حكم ديمقراطي يختار فيه الشعب بالاغلبية من يحكمه في ابهى تجليات ديمقراطية القشور و الشكل دون لب او مضمون او جوهر حيث لا عدالة اجتماعية و لا توزيع عادل للثروة، صار فقط بالانتخابات. و هذا ما ضرب الحراك الاجتماعي في مقتل حيث انعدمت امامه كل السبل لمجابهة السياسة التي تنتهجها الحكومة حيث هذه الاخيرة لا تزعجها التظاهرات السلمية بل تعتبرها غثاء احوى و هي المتأكدة و لها علم اليقين بكونها تحالفا فئويا و طبقيا سيحكم للأبد.
ليست الزيادات في الأسعار هي التي تصنع الثورة، بل وعي المواطنين بالعلاقة السببية بين تزايد الاسعار و مقاربة السلطة في التعامل معهم و وضعيتهم وسط لعبة الهيمنة، هي التي يمكن ان تجعلهم يتذمرون و يحولون هذا التذمر من غثاء أحوى الى ممارسة سياسية ملموسة قادرة على تغيير قواعد اللعبة. ليست الزيادات ما ستجعل الجموع تنتفض، بل وعي هذه الجموع بأنهم ضحايا لخضوعهم و تفرقهم و تصحرهم الفكري و السياسي و غرقهم في ما يسميه "ماركيز" البعد الاحادي/الواحد للانسان : البعد الاستهلاكي...حيث أصبحت الاغلبية حشدا من المستهلكين العميان يقودهم نظام عازف للناي السحري..
ان ديمقراطية المجتمع الغربي هي ديمقراطية الواقع التكنولوجي و الراسمالي التي ترعى فيه الأحزاب مصلحة راس المال وأي إسقاط منسوخ لهذا النظام على دولة كتونس سيكون نتيجته عمَالة و فساد للرأس المال الخارجي على حساب المزيد من التباين الطبقي و الفقر و التهميش.

و ربما، من باب الحيطة و استباق الاحداث نظراً لتجارب مضت، يجب ان يقوم التونسيين بثورتين في آن ، ثورة سلمية فكرية نقدية بضغط مجتمعي ضد فساد النظام و مرتزقته و اعلامه و ثورة ضد الرعاع و الهمج الذين سيستغلون ثورة المهزومين ليهزموهم بسرقة المغازات و حرق مستودعات السيارات.

انها ثورة كرامة قبل ان تكون ثورة جوع. هذا شعار اي ثورة تعلم ان السيد عدو ،لكن العبد عدو لدود أيضاً.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قميص -بركان- .. جدل بين المغاربة والجزائريين


.. مراد منتظمي يقدم الفن العربي الحديث في أهم متاحف باريس • فرا




.. وزير الخارجية الأردني: يجب منع الجيش الإسرائيلي من شن هجوم ع


.. أ ف ب: إيران تقلص وجودها العسكري في سوريا بعد الضربات الإسرا




.. توقعات بأن يدفع بلينكن خلال زيارته للرياض بمسار التطبيع السع