الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
مأساة الحروب في القرن الحادي والعشرين(حرب اليمن مثالا)
ماجد احمد الزاملي
باحث حر -الدنمارك
(Majid Ahmad Alzamli)
2018 / 11 / 20
مواضيع وابحاث سياسية
مأساة الحروب في القرن الحادي والعشرين(حرب اليمن مثالا)
بعد أربع سنوات من الحرب، باتت اليمن في الواقع مقسمة إلى عدة مراكز قوى متنافسة. يحتفظ الحوثيون بالسيطرة على الشمال الغربي، بما في ذلك صنعاء. وتسيطر مكونات حكومة هادي المتحالفة مع السعودية على مأرب، شرق صنعاء. القوى المتحالفة مع الإمارات العربية المتحدة تركز على أراضي اليمن الجنوبي السابق، والذي كان دولة مستقلة قبل العام 1990. التحالف الذي تقوده السعودية والمكوّن من كتلة واحدة رسمياً وحلفاؤه اليمنيون منقسمون في الواقع، حيث يسود الخلاف بين القوات الجنوبية المتحالفة مع الإمارات العربية المتحدة من جهة وحكومة هادي من جهة أخرى، خصوصاً حول السيطرة والنفوذ في عدن. الحرب على اليمن أبعد ما تكون عن أن تضع أوزارها. وليس ثمة مؤشرات دالة على أن مصائر الجولة الجديدة من المعارك على "الحديدة" ستكون أفضل من مآلات الحملة السابقة على مطارها ومينائها. وثمة تطورات يمنية ودولية، تزيد في حرج قيادة التحالف السعودي وحربه المفتوحة في اليمن، لعل أهمها اثنان: الأول؛ أن الحرب الاقتصادية التي شنها التحالف على خصومه الحوثيين، بعد نقل البنك المركزي لعدن من صنعاء وضخ كميات هائلة من العملة المحلية في الأسواق وقطع الرواتب عن الموظفين العمومين في الشمال لم تترك تأثيرات سلبية على الحوثيين وبيئتهم الحاضنة فحسب، فقد اندلعت التظاهرات والاحتجاجات جميع المحافظات الجنوبية، وعلى نطاق أعنف وأوسع مما حدث في الشمال، مما يهدد بتقويض سلطة هادي ويفقدها ما تبقى من شعبيتها في المحافظات "المحررة".
وتقدر الامم المتحدة ان 82% من السكان بحاجة الى مساعدة انسانية وان 320 الف طفل يعانون من سوء التغذية. و "حجم المعاناة في هذا البلد في تزايد". ان "الخدمات الاساسية والبنى التحتية على وشك الانهيار في اليمن". وتابعت اليونيسف ان قرابة عشرة الاف طفل تقل اعمارهم عن الخمس سنوات ماتوا نتيجة امراض بسبب غياب اللقاحات او لعدم حصولهم على الرعاية الطبية اللازمة. واضافت ان هؤلاء يضافون الى قرابة خمسين الف طفل يموتون سنويا في اليمن قبل ان يبلغوا عامهم الخامس. ومضت تقول ان قرابة ثلاثة وستين مركزا طبيا تعرضت لهجمات العام الماضي وان ثلاثة منها تمت مصادرتها لغايات عسكرية. بحسب فرانس برس. تشير التحركات الأخيرة لمبعوث الأمين العام للأمم المتحدة الى رغبة واضحة في توسيع دائرة اتصالاته بالاطراف اليمنية . الأوضاع الإنسانية الكارثية المتفاقمة تهدد من تبقى بالموت جوعا في ظل صمت عربي ودولي مريب وعجز عن إيصال المساعدات بفعل الحصار السعودي المحكم جوا وبحرا وبرا.
وعلى الأمم المتحدة إثارة الموضوع الإنساني في اليمن بكل أبعاده. هناك مأساة ليس بعدها مأساة تطال ثلاثة عشر مليون إنسان يعانون من الجوع والأمراض المستشرية. هذا ما سعت إلى التنبيه إليه ممثلة الأمم المتحدة في اليمن ليز غراند التي اعتبرت ما يشهده أفقر البلدان العربية “الكارثة الإنسانية الأكبر” في عصرنا هذا.
” العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية” ( واليمن دولة طرف فيه), ينص في المادة 9(3) على أنه من حق كل شخص يتم احتجازه بتهمة جنائية أن يقَّدم إلى المحاكمة خلال فترة معقولة من الزمن أو أن يطلق سراحه في انتظار بدء المحاكمة, وأنه لا ينبغي أن تكون القاعدة العامة وضع الأشخاص الذين ستجري محاكمتهم قيد الحجز. وما إن تبدأ المحاكمة, ينبغي أن لا يتجاوز الاحتجاز فترة المحاكمة, التي تنتهي حكماً مع جلسة النطق بالحكم من جانب المحكمة الابتدائية. ويؤكد العهد الدولي أيضاً في المادة 14(1), على أنه من حق أي شخص توجه إليه تهمة جنائية أن يفترض أنه بريء إلى أن تثبت إدانته بموجب القانون, وبما يعني ضمناً أن يحاكم دون تأخير ( المادة 14 (3) (ج). ويعني واجب احترام الحق في افتراض البراءة والحق في الحرية أنه إذا ما جرى احتجاز الشخص المتهم في انتظار محاكمته, فإن الدولة ملزمة بإعطاء الأولوية للقضية, والإسراع في مباشرة إجراءاتها القانونية.
فلكل شخص يقبض عليه أو يجرى توقيفه, وكل شخص يواجه تهمة جنائية, الحق بموجب القانون والمعايير الدوليين, في تلقي المساعدة من مستشار قانوني أو محام, لتمكينه من حماية حقوقه والشروع في إعداد دفاعه, وكذلك لتمكينه من الطعن في قرار احتجازه. ويشكل هذا الحق ضمانه مهمة ضد التعذيب وغيره من ضروب المعاملة السيئة, وضد انتزاع ” الاعترافات” بالإكراه. ويشمل الحق في المشورة القانونية قبل المحاكمة الحق في الاتصال بمحام , وفي الحصول على الوقت الكافي للتشاور مع المحامي في جو من الخصوصية, وحضور المحامي أثناء الاستجواب وتمكين المتهم من التشاور معه أثناء ذلك. وبينما لا ينص العهد الدولي صراحة على الحق في تلقي المساعدة من محام أثناء الاحتجاز والاستجواب والتحقيق الأولي, إلا أن ” لجنة حقوق الإنسان” قد أوضحت, في تعليقها العام رقم 32 بشأن الحق في محاكمة عادلة, وفي ملاحظتها الختامية حول تقارير الدول الأطراف, أن ذلك أمر لازم, حتى تتم ممارسة الحق في محاكمة عادلة بصورة ذات مغزى, وفق ما تقتضيه المادة 14 من العهد.
-----------------------------------------------------------------------------------------------------
(1)انظر, مثلاً , القرار الصادر عن ” محكمة الدول الأمريكية لحقوق الإنسان” في قضية باريتو ليفا ضد فنزويلا, (2009) الصفحات 120 – 122
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. الانتخابات الرئاسية في السنغال: باسيرو فاي ينال 54,28% من ال
.. إسبانيا: النيابة العامة تطالب بسجن روبياليس صاحب القبلة القس
.. نتنياهو يأمر بشراء عشرات آلاف الخيم من الصين لإنشاء مخيم في
.. كامالا هاريس تصفق لأغنية إسبانية داعمة لفلسطين خلال زيارتها
.. قناة إسرائيلية: إدارة بايدن طلبت من إسرائيل السماح لضباط أمر