الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المسألة العراقية إلى أين ؟ ما هي الحلول ؟

فلاح أمين الرهيمي

2018 / 11 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


حينما يختلي الإنسان مع ذاته ويدخل معها في حوار كأنه يجلس مع إنسان آخر يدخل معه في حوار وبعد أن أصبحت المسألة العراقية وتجربتها المرة والمؤلمة التي أناخت بكابوسها عليه بعد مرحلة التحرر من سلطة الحكم الدكتاتوري السابق والتجربة الفاشلة التي استمرت خمسة عشر عاماً تشغل وتؤرق فكر كل وطني عراقي غيور على وطنه وشعبه تحرك كل هواجسه وتشحن كل طاقاته نحو الطريق الأمثل الذي ينقذ وطنه وشعبه من عنق الزجاجة الذي حُشر فيها وانطلاقه إلى الأجواء الرحبة لبناء المستقبل المشرق السعيد.
أطلقت العنان لقريحتي لتقول ما تفيض به روحي بكل حرية ورحابة صدر في الحوار المفتوح بيني وبين ذاتي التي حلقت بي إلى وطني المستباح وشعبي المذبوح بعد أن عاد بها الشوق والحنان فانبعثت تبكي وتهتف أحياناً بشكواها فكان السؤال الأول منها .. هل العراق دولة فقيره ؟
كان جوابي لها : كلا .. إن العراق ليس دولة فقيره فهو يمتلك وتزخر أرضه باطنها وظاهرها بمختلف المعادن والمزروعات إضافة إلى الأيدي الغنية والعاملة ... كما يزخر من شماله إلى جنوبه بالتراث التاريخي الزاهر حيث الأماكن والآثار للحضارات عبر آلاف السنين كانت تعيش في وادي الرافدين إضافة إلى مراقد الأئمة والأعلام الطاهرة. لو استغلت هذه الظاهرة لأغراض سياحية لأصبح العراق من الدول المتقدمة في مجال السياحة وتدر عليه مبالغ كبيرة إضافة إلى قيامها بتشغيل كثير من أبناء الشعب العراقي التي تعيش في مستنقع البطالة والفقر.
السؤال الثاني ... كيف نقضي على الإرهاب ؟
هنالك روافد تصب في حفرة الإرهاب وتكون الحاضنة له وتنميته وديمومته وهذه الروافد السلبيات التي تخلق الفجوة بالعلاقة الطبيعية الإنسانية بين الدولة والمجتمع وبين أبناء المجتمع الواحد وهي البطالة والفقر والجهل والأمية والمرض والطائفية والتفاوت الطبقي الفاحش بسبب الفساد الإداري والإهمال من قبل الدولة وعدم رعايتها لأبناء الشعب وبالدرجة الأولى يجب أن تدرك الدولة بجميع مكوناتها ومؤسساتها أنها مؤسسة خدمية وجدت لخدمة ورعاية الشعب. ويتحمل المجتمع أيضاً مسؤولية في معالجة هذه السلبيات.
وكيف يكون ذلك ؟
أولاً :- يكون ذلك عن طريق العقل .. لأن العقل ذات دور وفعل جبار لأنه نشاط كوني مشابه للطبيعة وهو الذي يوحد الوجود الإنساني مع الفكر الإنساني ليرتبط بالآخرين ومن ثم فإن هذا العقل يتعدى المثالية الموضوعية والكلاسيكية التقليدية البالية.
ثانياً :- أن يكون الرجل المناسب في المكان المناسب الذي يمتلك المعرفة والمقدرة على إنجاز العمل الذي يوكل إليه بالاعتماد على العقل وفكره لأن المرء في هذه الحالة يمكن أن يرضي الآخرين إذا كان يستطيع أن يرضي نفسه. واختيار الإنسان المخلص والمتفاني الذي يمكن أن ينجز عمله من خلال تفاعله وانصهاره وقناعته لخدمة الآخرين إذا كانت لديه القدرة على إنجاز عمله. لأن الإنسان لا يمكن أن ينجز عمل إذا كان لا يمتلك الاستعداد النفسي والمقدرة والمعرفة ويكون مثل التيار الذي يحملنا بعيداً دون مقاومة أو رادع ديني أو اجتماعي أو إنساني ويرمينا إلى المجهول والضياع.
ثالثاً :- ما هي الأعمال والمشاريع التي يجب إنجازها لردم حفرة الإرهاب والقضاء على البطالة والفقر والمحاصصة الطائفية والفساد الإداري والقضاء على جميع السلبيات في المجتمع والانتقال إلى بر الأمان والاستقرار والطمأنينة ؟ هذه العملية يمكن القيام بها وإنجازها عن طريق تشييد وبناء المشاريع الانتاجية والمؤسسات المختلفة التي تدخل في سلوكها الديمقراطي وأصبحوا قادة عسكريين كانوا أم مدنيين. وقد استعانت الدولة بعناصر من البلطجية وقطاع الطرق في قتل ومحاربة القوى التقدمية وإضعافها إضافة إلى أن السجون والمعتقلات امتلأت بهم نتيجة وشايات وتلفيقات يحالون على ضوئها إلى المجالس العرفية التي شكلتها حكومة الثورة.
إن محاربة القوى التقدمية والديمقراطية لم تقتصر على مدينة بغداد فقط بل شملت جميع مدن العراق ومن مهازل القدر أن القوى الرجعية والمعادية للثورة (كانت في بداية الثورة تتآمر عليها وتشتم قادتها أصبحت الآن لها الحرية الكاملة وإنما تجاوزت هذه الحرية بحقدها على الثورة والمخلصين لها وأصبحت تمارس عملية ملاحقة القوى التقدمية وإلقاء القبض عليها وتسليمهم إلى الشرطة بحجة (شتم الزعيم أو حرق القرآن الكريم) وقد ذهب ضحية هذه الأعمال كثير من التقدميين والديمقراطيين وغيرهم. كما أخذت هذه العناصر الرجعية والمعادية للثورة بإقامة المآتم الحسينية في المساجد والجوامع وتلقى فيها الشعر والخطابات المعادية والمحرضة ضد الثورة والقوى التقدمية والديمقراطية وكانت هذه التصرفات تجري بموافقة وعلم الدولة وتغض النظر عنها من أجل ترضيتهم وكسب ودهم وكان موقف الدولة هذا يقوم على حسابات خاطئة لأن هدف وغاية هذه العناصر الرجعية والمعادية للثورة التي سببت الأضرار لها هو عزل الثورة عن المخلصين والمساندين لها ومن ثم القضاء عليها أي كان هدفهم القضاء على الجمهورية العراقية المتمثلة بشخص الزعيم عبد الكريم قاسم وهو ما حدث فعلاً في يوم 8/ شباط/ 1963 الأسود.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة الفرنسية توقف رجلاً هدد بتفجير نفسه في القنصلية الإير


.. نتنياهو يرفع صوته ضد وزيرة الخارجية الألمانية




.. مراسلنا: دمار كبير في موقع عسكري تابع لفصائل مسلحة في منطقة


.. إيران تقلل من شأن الهجوم الذي تعرضت له وتتجاهل الإشارة لمسؤو




.. أصوات انفجارات في محافظة بابل العراقية وسط تقارير عن هجوم بط