الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نتائج العدوان الصهيوني على غزة صفر مكعب والمقاومة تفوز بالنصر

عليان عليان

2018 / 11 / 20
القضية الفلسطينية


نتائج العدوان الصهيوني على غزة صفر مكعب والمقاومة تفوز بالنصر
بقلم : عليان عليان
بعد مرور أسبوع على منازلة أل 24 ساعة، مابين العدو الصهيوني والمقاومة البطلة في قطاع غزة والتي جاءت إثر العملية الأمنية الإسرائيلية الفاشلة شرق مدينة خان يونس ، وبعد متابعة ردود الفعل الإسرائيلية الداخلية على المستويين العسكري والسياسي ، يمكننا الجزم بأن المقاومة حسمت معركتها التكتيكية ، بنصر لا غبار عليه في زمن قياسي ، لم يتجاوز 24 ساعة أو أكثر قليلاً ، وعلى نحو مختلف عن انتصارها التكتيكي عام 2014 على العدوان الصهيوني الذي استغرق قرابة الشهرين وأطلق عليه العدو آنذاك " الجرف الصامد ".
نقول: نصر لا غبار عليه ، وعلى نحو مختلف لعدة أسباب أبرزها :
أولاً : لأنها المواجهة الفلسطينية الأولى مع العدو الصهيوني ،التي يتوسل فيها رئيس وزراء العدو الصهيوني بنيامين نتنياهو الحكومة المصرية، التدخل لوقف إطلاق النار مع فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة ،ما يذكرنا بتوسل بعض الحكام الخليجيين مسؤولين في وزاراتي الخارجية والدفاع في واشنطن عام 2006 ليطلبوا من رئيس وزراء العدو يهودا أولمرت آنذاك ،إدامة الحرب ضد حزب الله ، ليرد عليهم المسؤولون الأمريكيون في حينه أن أولمرت نفسه يتوسل إلي واشنطن للتدخل من أجل وقف إطلاق النار.
ثانياً : أنها المواجهة الأولى بعد معركة الكرامة الخالدة التي يتحقق النصر التكتيكي فيها ضمن زمن قياسي لم يتجاوز 72 ساعة ، وتطلق المقاومة خلالها في زمن قياسي 480 صاروخاً وقذيفة ، في حين شن العدو الصهيوني 170 غارة جوية.
ثالثاً : أن حجم الخسائر ( التضحيات ) الفلسطينية في الحرب الأخيرة ، أصبح مكافئاً بشكل نسبي لأول مرة لحجم الخسائر الإسرائيلية في تاريخ الصراع مع العدو الصهيوني ، رغم الفارق الهائل في ميزان القوى بين الطرفين ، حيث ارتقى من الجانب الفلسطيني 14 شهيداً ، من بينهم سبعة مقاومين من كتائب القسام وعلى رأسهم الشهيد نور بركة قائد كتائب القسام ومسؤول شبكة الأنفاق في خان يونس، وثلاثة من كوادر الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ، وقتل من الجانب الإسرائيلي ثلاثة ما بين عسكري ومستوطن ، من بينهم قائد الوحدة الأمنية الخاصة التي تسسلت بسيارة مدنية شرق خان يونس، وأصيب من الجانب الفلسطيني 40 مواطناً ، في حين بلغ عدد الإصابات في صفوف الصهاينة 55 إصابة( هذا الرقم المعلن قبل رفع الرقابة العسكرية عن الاعلام )
وفي حين أسفر القصف الإسرائيلي عن هدم 8 بنايات في قطاع غزة ، أسفر قصف صواريخ المقاومة عن هدم شبه كامل لسبع بنايات إسرائيلية ، وإصابة خمس بنايات بأضرار جزئية.
رابعاً : أن الصاروخ الأخير الذي أطلق قبل وقف إطلاق النار كان صاروخاً فلسطينياً مطوراً أطلق على عسقلان وتسبب في تهديم شبه كامل لبناية من ثلاث طبقات ، ما يذكرنا في بحرب تموز 2006 ، حيث كانت القصفة الصاروخية الأخيرة لحزب الله وأدت إلى مصرع ما يزيد عن 20 جندياً إسرائيلياً .
الميزة الاستراتيجية لهذا الانتصار تٍكمن فيما يلي :
1-أن جهات نافذة في المستويين العسكري والسياسي اعترفت بلغة واضحة بالانتصار الفلسطيني وبهزيمة ( إسرائيل ) في المواجهة الأخيرة ، ، وبهذا الصدد نشير إلى ما يلي :
-أنه ولأول مرة يستقيل وزير الحرب الإسرائيلي جراء الهزيمة ومفاعيلها ، مبرراً الاستقالة، برفضه لوقف إطلاق النارواصفاً الاتفاق بأنه "خضوع للإرهاب".
- إعلان نفتالي بينيت من حزب " إسرائيل بيتنا" وعضو المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون السياسية والأمنية رفضه لوقف إطلاق النار مشيراً إلى أنه "بعد أشهر من البالونات والطائرات الورقية الحارقة التي تطلق من قطاع غزة، والقذائف التي سقطت في إسرائيل، باتت تملي حماس عيلنا متى نوقف إطلاق النار، هو خطأ فادح".
-تصريحات وزيرة الخارجية الإسرائيلية السابقة تسيفي ليفني بأن "نتائج جولة العنف الاخيرة مع فصائل المقاومة بغزة كانت سلبية من ناحية تآكل قوة الردع الاسرائيلية، وبالتالي يتعين على الدولة العبرية استعادة قوتها الرادعة".
- تصريح رئيس الاستخبارات العسكرية السابق، اللواء عاموس يادلين " أن الردع مقابل الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة تصدّع، وحماس غيرت المعادلة ، وإسرائيل فقدت قدرة قيادة الأحداث مقبال حماس في غز "، لافتاً إلى أن الحركة عادت للعمل ضد منطقة "غلاف غزة" على نحو لم تتجرأ على فعله في السنوات الثلاث التي تلت "الجرف الصلب". انطلاقاً من هذا التقويم، دعا يادلين (إسرائيل) إلى العمل على إعادة الردع الذي فقد فعاليته، وتجنب الخشية من جولة قتال إضافية.
- تصريح لرئيس أركان المنطقة الجنوبية في الكيان الصهيوني سابقاً غداة وقف إطلاق النار جاء فيه " لقد فقدنا تماما قدرة الردع وبتنا في حالة من الحضيض الأمني".
- إجماع معظم المحللين العسكريين في الصحف الإسرائيلية، على أن المواجهات الأخيرة مع المقاومة في قطاع غزة، كشفت بشكل كبير عن خلل في التقدير الاستراتيجي للمؤسستين العسكرية والسياسية ، بشأن القدرات العسكرية التي تختزنها فصائل المقاومة في قطاع غزة وأكدوا أن هذه المواجهات كشفت عن خلل كبير في قدرة الردع الإسرائيلية.
- المظاهرات الصاخبة للمستوطنين في مستوطنات غلاف غزة وفي " تل أبيب" والتي تخللها اشتباكات مع الشرطة الإسرائيلية ، احتجاجاً على فشل الجيش الإسرائيلي " قوات الاحتلال" في توفير الأمن لهم.
2- أن المقاومة كشفت عن مفاجآت استراتيجية أذهلت العدو وأجهزته الاستخبارية ، التي لم تتوقع أن فصائل المقاومة في قطاع غزة في ضوء الحصار المحكم عليه ،تستطيع بناء ترسانتها الصاروخية ، ما مكنها من إطلاق ما يزيد عن 400 صاروخاً على مستوطنات غلاف غزة ، في حين لم تتمكن منظومة القبة الحديدية التي يفاخر بها العدو من إسقاط سوى ربع هذه الكمية من الصواريخ ، كما كشفت المقاومة عن مفاجآت أخرى ألا وهي امتلاكها لصواريخ الكورنيت الروسية التي حصلت عليها من حزب الله ومن سورية ، واستخدام هذا الصاروخ بكفاءة عالية عندما تم قصف الحافلة العسكرية شرق غزة وإحراقها.
3- والميزة الثالثة لهذا الانتصار ، أنه وكما جاء في خطاب انتصار المقاومة للقائد يحي السنوار ، بأنه رد بالنار على التطبيع الرسمي الذي تمارسه دول النفط مع الكيان الصهيوني، ما يعني أن هزيمة العدو في هذه المنازلة هي هزيمة نكراء لمعسكر التطبيع والخيانة ، وأن هذا الانتصار أكد على وجود إمكانية ملموسة لإفشال المؤامرات الصهيوأميركية الرجعية لتصفية القضية الفلسطينية عبر صفقة القرن وغيرها.
4- والميزة السياسية الأهم هنا أن انتصار غزة وضع فصائل المقاومة جميعها في إطار محور المقاومة والممانعة ، وخاصةً إثر الانقلاب في خطاب حماس على نهج خالد مشعل ، هذا الانقلاب الذي سبق أن عبر عنه يحي السنوار- قائد حماس في قطاع غزة - في لقاء له مع فضائية الميادين ، وعبر عنه القياديان في حركة حماس وهما اسماعيل رضوان وخليل الحية غداة وقف إطلاق النار ، بتثمينهما لدور محور المقاومة في انتصار غزة ، إذ أنه ولأول مرة يجري فيه الحديث من قبل قيادات في حركة حماس عن محور المقاومة بهذا الوضوح حيث قال الحية في مقابلة له مع فضائية الأقصى" إن تيار المقاومة والممانعة سيثبت أنّه الأحقّ بالتفاف الناس حوله".
ما تقدم يشكل انقلاباُ على نهج خالد مشعل - رئيس المكتب السياسي السابق في حركة حماس - الذي انقلب على سورية عام 2011 ، وساهم في المؤامرة الرجعية ضدها، وهي التي احتضنته واحتضنت قيادة حماس بعد طردها من الأردن في نهاية القرن الماضي ، ما قد يفتح الباب أمام تجسير العلاقة بين حركة حماس ودمشق بوساطة من إيران وحزب الله .
وأخيراً نشير إلى أن هذا الانتصار التاريخي للمقاومة، شكل بقوة الوحدة والنار انتصاراً تكتيكياً نوعياً بنكهة إستراتيجية يمكن البناء عليه وعلى مسيرات العودة لكسر الحصار وما هو أبعد من كسر الحصار ، كما أنه كشف زيف طروحات أرباب نهج أوسلو في أن فصائل المقاومة في غزة وبالذات حركة حماس ، تراجعت عن العمل العسكري لصالح النضال السلمي عبر مسيرات العودة وكسر الحصار ، إذ جاءت الوقائع الميدانية لتؤكد أن فصائل المقاومة في قطاع غزة نجحت وباقتدار عبر " الهيئة الوطنية لمسيرات العودة " وعبر "غرفة العمليات المشتركة" في المزاوجة بين النضالين السلمي والعسكري المقاوم ، وأن الوحدة الميدانية التي تحققت لأول مرة في الداخل في إطار قيادة مشتركة " غرفة العمليات المشتركة كانت سبباً رئيسياً من أسباب الانتصار التاريخي، لأن التفاهم بين القيادات السياسية أفرز التفاهم بين الأجنحة العسكرية ميدانياً .
انتهى








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل بدأ العد العكسي لعملية رفح؟ | #التاسعة


.. إيران وإسرائيل .. روسيا تدخل على خط التهدئة | #غرفة_الأخبار




.. فيتو أميركي .. وتنديد وخيبة أمل فلسطينية | #غرفة_الأخبار


.. بعد غلقه بسبب الحرب الإسرائيلية.. مخبز العجور إلى العمل في غ




.. تعرف على أصفهان الإيرانية وأهم مواقعها النووية والعسكرية