الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حركة الجيش العراقي في 14/ تموز/ 1958 تحولت من انقلاب إلى ثورة

فلاح أمين الرهيمي

2018 / 11 / 21
مواضيع وابحاث سياسية


في القاموس السياسي تعتبر حركة الجيش ضد نظام الحكم في الدولة يطلق عليه (انقلاب عسكري) حيث تجرى تغيرات صورية في رجال السلطة. أما في العراق فإنها كانت ثورة عارمة شملت جميع المرتكزات والأسس القديمة والرجعية السياسية والاقتصادية والاجتماعية. من الناحية السياسية أصبح نظام الحكم جمهوري بعد أن كان ملكي كما أن المتغيرات التي أحدثتها الثورة كان العراق دولة شبه استعمارية وشبه إقطاعية فتحولت إلى دولة وطبيعة وطنية ديمقراطية. أصبح وطنياً لتحرره سياسياً واقتصادياً من الاستعمار الانكلو – أمريكي حينما تحرر من حلف بغداد الاستعماري العدواني وارتباطه وانحيازه سياسياً إلى الاستعمار الانكلو – أمريكي عالمياً. وأصبح ديمقراطياً لأن طبيعة قوانين الدولة وطبيعة الروابط والمجتمع تنبثق من طبيعة رجعية وقوانين إقطاعية تمثل مرحلة قديمة ل تنسجم مع طبيعة الحياة وتطورها فسنت الثورة قوانين الإصلاح الزراعي وتوزيع الأراضي على الفلاحين بما ينسجم وطبيعة تطور المجتمع. كما سنت حكومة الثورة قانون فك ارتباط الاقتصاد العراقي بالعملة الاسترلينية للحكومة البريطانية. كما سنت قانون رقم (80) الذي يحدد مناطق أراضي العراق لاستثمار النفط من قبل الشركات الأجنبية التي تستثمر وتستخرج النفط في العراق. من الناحية الاجتماعية فقد سلكت الثورة في العراق على وفق قوانين التطور المادي والروحي بعد التغييرات الثورية في العراق وسنت قوانين اجتماعية جريئة خاصة بحقوق المرأة ومساواتها بالرجل.
كما وضعت الثورة دستور مؤقت لفترة محددة من الزمن بعدها تجرى انتخابات لأعضاء مجلس النواب وتأليف حكومة للبلاد واختيار نظام الحكم للدولة العراقية. أطلقت الحريات الديمقراطية وتأسست المنظمات والجمعيات الديمقراطية وأصبحت الأحزاب تمارس نشاطها بحرية. وأصبح العراق دولة يشع منها بريق وشعاع الوعي والديمقراطية والتقدم وأصبح الشعب يرفل ويعيش أجواء الفرح والاطمئنان والاستقرار والمستقبل المشرق السعيد. وأصبحت العلاقة بين الشعب والدولة يسودها الاحترام والتقدير والمحبة والثقة. وعلى ضوء ذلك استطاعت الدولة من خلال اعتمادها على الشعب من خلال الرابطة الحميمة والاحترام بينها وبين الشعب أن تحقق إنجازات كبيرة كان الشعب يبتهج بخروجه في التظاهرات المليونية بعد كل قرار للحكومة تتخذه ضد الاستعمار وعميلته الرجعية وأصبح الشعب يحميها ويصونها من جميع المؤامرات الاستعمارية والرجعية.
بعد سنة واحدة من عمر الثورة المجيدة التي حققت فيها إنجازات أثارت إعجاب العالم بدأت الثورة تتعثر في مسيرتها بسبب قيادتها البورجوازية ذات الصفة المتذبذبة والمترددة والمتخوفة وكأنها تقول للشعب قد شيدنا وأنجزنا لك كل ما كنتم تتمنوه وترغبون وتناضلون من أجله ووصلنا بكم إلى الحدود التي لا يمكن تجاوزها خوفاً من استفزاز دول الجوار والاستعمار العالمي. أصبحت الدولة تعيد وتقيم جميع الانجازات التي قامت بها وحققتها للشعب فتراجعت عن بعض الانجازات والمكاسب التي تحقق للشعب لترضيه والتقرب من العناصر التي أصابها الضرر فسادت سياسة توازن القوى والمعادلة بين القوى التقدمية التي جعلت من نفسها طود شامخ والبذل والعطاء والتضحية ونكران الذات في إنجاز الثورة وحمايتها وتحقيق انتصاراتها وبين العناصر المتآمرة والمتضررة وكان من إفرازات هذه السياسة المترددة قيام الدولة في محاربة وإضعاف القوى التقدمية والديمقراطية وإحالة عناصرها الذي يشغلون ويمارسون مناصب مهمة في قيادة الدولة عسكريين ومدنيين على التقاعد وتعيين عوضاً عنهم عناصر رجعية ومتآمرة على الدولة عملية امتصاص البطالة والفقر والجهل وللأمية والقضاء على الأمراض من خلال المشاريع الإنتاجية مثل المصانع والمعامل والمستشفيات والمشاريع الزراعية ووسائل تطورها والاهتمام بها وبناء النوادي والمسارح والمؤسسات العلمية والأدبية والاهتمام ورعاية العلماء والأدباء والمفكرين وذوي الكفاءات والمبدعين والمتفوقين وفتح الاهتمام بالنوادي والمؤسسات الرياضية والاعتماد والاهتمام والرعاية والتشجيع بالرياضيين وجميع أبناء الشعب.
وكيف يكون ذلك ؟
يكون ذلك عن طريق تشكيل لجان بحث وتخطيط وتنظيم مركزية ومناطقية حسب كل محافظة بمشاركة وإشراف مجالس الحكم في كل محافظة من محافظات العراق تتكون فيها لجنة من أصحاب الاختصاص والكفاءة والنزاهة والإخلاص ونكران الذات وتنظم هذه اللجنة ذات الاختصاص بالتخطيط والبحث والتنظيم عن طريق المسح الميداني في كل محافظة بما يتوفر فيها من مواد زراعية أو حيوانية أو معدنية وأيدي عاملة وفنيين. ومن خلال تقارير لجان المحافظات إلى لجنة التنظيم والتخطيط والبحث المركزية يتم توزيع وإنشاء المصانع والمعامل والمؤسسات والنوادي والملاعب وكل ما يتعلق بصحة الإنسان وعمله ودراسته وأدبه ورياضته وترفيهه وتطوير وتنمية الأبدان والعقول وبناء الإنسان عقلياً ونفسياً وجسمياً حسب ما تمتاز به كل محافظة من محافظات العراق بدعم ورعاية واهتمام وتشجيع من قبل الدولة. بهذه الطريقة يكتفي العراق ذاتياً ويحافظ ويصون أمنه الغذائي.
من أين تمول وتشيّد هذه المشاريع وهذه الخطط ؟
يكون الاعتماد في إنجاز هذه المشاريع المختلفة من عائدات النفط والضرائب المختلفة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مهاجمة وزير الأمن القومي الإسرائيلي بن غفير وانقاذه بأعجوبة


.. باريس سان جيرمان على بعد خطوة من إحرازه لقب الدوري الفرنسي ل




.. الدوري الإنكليزي: آمال ليفربول باللقب تصاب بنكسة بعد خسارته


.. شاهد رد مايك جونسون رئيس مجلس النواب الأمريكي عن مقتل أطفال




.. مظاهرة أمام شركة أسلحة في السويد تصدر معدات لإسرائيل