الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مشاعر الكترونية

نورالهدى احسان

2018 / 11 / 20
المجتمع المدني


مشاعر الكترونية

الكثير من التفاصيل في حياتنا فقدت جماليتنا وصدق مشاعرها في ظل التطورات التكنلوجية وعصر السرعة والانترنيت ومنها الرسالة ومحتواها لقد فقدت حلاوتها فعندما كانت تكتب الحروف على سطور الورق ويضع فيها المرسل أقصى مشاعره وأصدقها ويرسلها لأحدهم وينتظر بفارغ الصبر الرد على هذه الرسالة والمستقبل يكون بنفس هذه المشاعر الحقيقية فيستقبل الرسالة بكل حب وشوق بغض النظر عن محتواها ان كانت رساله بين مغترب واهله او حبيب وحبيبته او صديق وصديقه ، ايضا كانت فكرة السفر والغربة تخيفنا سابقا، فمجرد التفكير بالسفر يسبب لنا الخوف والرعب ...
فكيف سنتواصل مع اهلنا!؟
كيف يمكننا معرفه اخبارهم!؟
والكثير من الأشخاص غلبت عليهم عواطفهم وتجنبوا فكرة السفر والهجرة، سابقا لا يوجد إنترنيت ولا هواتف محمولة، اما الان وبوجود مواقع التواصل الإجتماعي أصبحت فكرة الابتعاد عن من نحب فكرة طبيعية جدا، بإمكاننا التواصل مع اي شخص في اي وقت ، ورغم هذه الفائدة التي جاءت بها مواقع التواصل الإجتماعي وقرب الكثير من الأشخاص التي تفصلنا عنهم قارات الا انها اصطحبت معها سلبيات كثيرة ومنها الإدمان والعزلة وغيرها الا ان الصفة السلبية التي يجب التركيز عليها هي عدم مقدرتنا على التمييز بين الأشخاص الصادقين بحبهم لنا وبين الأشخاص الذين يمتلكون حب زائف ، فمنْ الذي يحبنا بصدق ومن الذي يحبنا وبداخله العكس لنا ؟!
أصبحنا غير قادرين على التمييز بين الأصدقاء والاعداء فالجميع يسأل عنّا والجميع يرسل لنا رسائل كل صباح نستيقظ ونجد عشرات الرسائل من عدة أشخاص على مختلف مواقع التواصل كلها ذات محتوى واحد :
(شلونكم اليوم؟ شخباركم؟ شو ماكو اليوم؟).
هل هؤلاء يحبوننا فعلا؟ ام لأن الإنترنيت مجاني؟
ماذا لو انقطع الأنترنيت من العالم؟
هل هؤلاء سيحاولون التواصل معنا مثل ما كانوا عليه في وجود الأنترنيت ام سيختفون معه؟
وقد حدثني احد الأشخاص عن تجربة حدثت معه وقد ترك الأنترنيت لمده 4 اشهر متواصلة وما حدث كان مصحوب بصدمة، لقد صُدم ببعض الأصدقاء والأقارب، فكان يقضي معهم اكثر من نصف يومه بتبادل الرسائل، وعندما اختفى لم يفكروا أبدا بالسؤال عنه، وعند عودته سألهم ما السبب؟ فكان الجواب : (ماعدنه رصيد !)
اصبحت حياتنا مرتبطة بنشط الان...
السؤال اصبح إلكترونيا، والحب اصبح إلكترونيا، وكل حياتنا اصبحت عبارة عن هاتف محمول بين أيدينا ، الموت ايضا اصبح إلكترونيا.
سابقا وقبل الإنترنيت إنْ سمعنا بوفاة شخص ما، نذهب للعزاء والحزن يملؤنا، الان أصبحنا نكتفي بمشاركة منشور ننعى فيه المتوفي ونرسل برسالة على احد المواقع نعزي فيها ذويه.
ايضا الأعياد واجتماع الاقارب وتبادل التهاني والأجواء العائلية الجميلة كلها تلاشت، وربما اختفت أصبحنا وقبل ليلة العيد نصمم بوست يحتوى على جملة " كل عام وأنتم بخير " ونحدد الأشخاص، ونرسل هكذا اصبح عيدنا! سابقا كنّا نشعر بدفيء الحياه الأسرية، عند نهاية كل يوم يجتمع الأب مع أسرته لتبادل الحديث والنصائح وحل المشكلات، الآن اصبح الأب يشتري لأطفاله الأجهزة الإلكترونية كي يتخلص من عبئ التربية، أصبحنا نهيئ جيل لا يفهم سوى الفيس بوك والأنترنيت ، اصبحت مشاعرنا باردة جدا، فهناك أشخاص يبتعدون عنا، أصبحنا لا نشتاق لهم كثيرا نكتفي بالاطمئنان عليهم من خلال ما ينشروه أو برسالة نبعثها لهم ونكمل يومنا بلا تلك اللهفة والشغف لإنتظار الرد كما في الرسائل الورقية سابقا ، حتى عقولنا اصبحت ضعيفة لا نسعى، لا نبحث، اعتدنا على الحصول على كل شي من خلال الإنترنيت حياتنا اصبحت فسبوكية وتكنلوجية بحتة ، وقد نلاحظ الفرق في المشاعر قبل التكنلوجيا وبعدها. فقبلها كان هناك أشخاص لا تجمعنا معهم سوى صدفة وبعد دخول الهواتف النقالة وتعبئة الرصيد زاد الحب وزاد السؤال بنسبه قليله، اما عند دخول الإنترنيت اصبح الجميع يسأل ويحب ويقلق فأصبح نفس الشخص الذي تجمعنا الصدفة معه سابقا الان كل يوم يرسل رسالة، كلها حب واشتياق واطمئنان. هل هذه فعلا مشاعر صادقه نابعه من انسان محب، أم ان الإنترنيت يحمل صفه مجاني!؟ فالرسالة لا تكلف دفع مبلغ مقابل ارسالها. ماذا لو كلفت الرسالة مبلغ كبير هل سوف يرسلها كعادته مثل كل يوم؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تطنيش مجاني
ماجدة منصور ( 2018 / 11 / 23 - 04:15 )
صدقيني أيتها المحترمة،،،،،لو كانت الرسالة ستكلفه سنت واحد أو حتى ربع قرش أعور..لما بعثها0
شكرا لأبو بلاش0
شكرا للمجاني
وكلو ماشي يا سيدة نور الهدى0
طنشي....فالتطنيش أيضا مجاني
احترامي

اخر الافلام

.. اعتقال موظفين بشركة غوغل في أمريكا بسبب احتجاجهم على التعاون


.. الأمم المتحدة تحذر من إبادة قطاع التعليم في غزة




.. كيف يعيش اللاجئون السودانيون في تونس؟


.. اعتقالات في حرم جامعة كولومبيا خلال احتجاج طلابي مؤيد للفلسط




.. ردود فعل غاضبة للفلسطينيين تجاه الفيتو الأمريكي ضد العضوية ا