الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


(امرأة حياتي)

سلام محمد المزوغي

2018 / 11 / 21
الادب والفن


في عالم تحكمه ثقافة الأديان بشرفها وعفتها، يبقى الجنس حقل ألغام عادة ما يخرج منه الرجل فارسا مغوارا والمرأة عاهرة بلا شرف ولا عفة.. هكذا هي الأمور كلما وُجدت الأديان والآلهة والثقافات التي تنتج عنها والمجتمعات التي تخضع لها..
الجنس بين إثنين، في هذه الثقافة، يكون "غايةً" مهما زعم الطرفان؛ الكبت الذي يعيشانه وخصوصا المرأة يجعل الجنس عندهما غاية غصبا عنهما وإن زعما العكس:
المرأة ستختفي وراء الحبّ وحلمها أن تحمل وتُكون أسرة، لكنها سرعان ما تُكشف حقيقتها إذا ما تزوجتْ "بعد حب" وحملت ولم تشبع جنسيا فتنسى خرافة الحبّ والعائلة السعيدة لتعود إلى غايتها: ذلك البركان الذي لا يهدأ بين فخذيها. وعادة ما يكون أمامها إما "طريق الشرف والعفة" لتُواصل عيش الحرمان الذي سيؤثر على كل مفاصل حياتها وإما "طريق العهر والمُتعة المحرمة" من إلهها ودينها وثقافتها ومجتمعها. قال أستاذ السيكولوجي مازحا أن تفوق البنات على الأولاد مرجعه أن الأولاد يمارسون كثيرا عادتهم السرية عكس البنات اللاتي يوجهن طاقة الليبيدو لأماكن أخرى فيتفوقن أدبيا وفنيا وذهنيا على الأولاد، أراه وفرويد الذي نقل عنه مخطئين لأنه تحت "ثقافة الشرف والعفة" في تونس اليوم (ومع "تحضر" و "تمدن" التوانسة ومع عدم حجب المواقع الجنسية منذ نهاية عهد "التحول المبارك" وبداية عصر "الثورة المجيدة") البنات عندهن صولات وجولات في تخصص العادة السرية والتي....
لا أعلم لماذا تسمى هكذا فكل الأرض تعرفها وكل الأرض تمارسها، يقال أنها "سرية" لأن الشخص يمارسها وحده خفية عن الآخرين وأقول أن الجنس بين إثنين أيضا يمارس بعيدا عن الآخرين فلماذا لا يسمى "عادة زوجية سرية".. غريب لماذا يوصف "المفضوح" لكل البشر بـ "السري"، مع ملاحظة أن العبارة تعكس ثقافة اللغة العربية والتي يستعملها من يكتب باللغة العربية غصبا عنه وإن كان لا ينتمي لثقافتها، تمعن هذه الكلمة: (Masturbation)، ستجدها "محايدة" تصف الفعل دون أن تحمل أيّ ثقافة كانت، قد يخطر ببالك لفظ (الاستمناء) وقد تقول أنه "محايد" لكن لا يجب أن يفوتك أنه يحمل ثقافة ذكورية حيث يقصد به للوهلة الأولى الرجال دون النساء، وإذا ما فكرتَ في حمله على النساء فتلك مصيبة ستعيدنا إلى "العلوم" العربية الإسلامية حول "مني النساء"، فتأمَّلْ....
أضع نفسي مكان تلك "الشريفة" التي عمرها الآن ثلاثين أو أكثر ولم تتزوج، وأتساءل هل يمكن أن تصدق مزاعمها أم أنها كلها مجرد قناع لعقدة الجنس الذي لا تزال محرومة منه وربما كان شاغلها الوحيد طوال يومها؟
أما الرجل فأمره بيّن، في هذه الثقافة غالبا ما يكون صادقا مع نفسه، فهو الآن يريد أن يمرح بالمرأة أو "يستمتع بها" على رأي من قال، وفي المستقبل سيبحث له عن "بنت أصل وشرف" لتكون الزوجة وأم أولاده.. "صدقه" بينه وبين نفسه بالطبع وإلا فهو سيكذب على كل من سيعرف وسيزعم لهن نفس المزاعم التي سيقولها لهذه التي ستكون زوجته.. "عقله يسكنه قضيبه" يعترف الرجل بينه وبين نفسه ولا يستحي من ذلك لأن ثقافته تُمجّده وتجعل منه ذلك الفارس الهمام.. بعد أن يتزوج، عادة ما يتنازل عن كثير من ممارساته القديمة مع زوجته ويرى ذلك "لا يجوز"، ليكتشف مع الوقت أنه "محروم" و "في نقص" ليجد أمامه ثلاثة حلول.. الأول أن يعود لسالف نشاطه وفي هذا الخيار الأول تكون الزوجة "ممارسة إيروتيكية" وغيرها "بورنوغرافية"، الثاني أن يلتزم بتلك المبادئ التي زعمها لزوجته أي أن يبقى وفيا لها، لكن بحرمانه وبؤسه وذلك القضيب المنتصب الذي سيملأ رأسه حتى يخرج من أنفه وأذنيه، والمشاكل بينهما لن تتأخر ونقصه الجنسي سيعكّر صفو حياته الزوجية والعائلية "السعيدة"، الثالث أن يعيش مع الزوجة "الشريفة" ما عاشه مع "العاهرات" اللاتي سبقنها وهنا لن تغيب عنه الشكوك حول الزوجة "الشريفة"/ "الخبيرة" وماضيها.
طبعا أنا هنا لا أعمّم، لكني أستطيع أن أزعم أن ما قيل يشمل أعدادا كبيرة جدا ممن يعيشون بثقافة "الشرف والعفة"/ "الحلال والحرام" ممزوجة بزعم "التحضر" و "التمدن" و "التفتح" – وأذكر من يقرأ أني أتكلم عن مجتمعي التونسي - والذين سأزعم أيضا أنهم بذكورهم وإناثهم "غايتهم" جنس لا غير بالرغم من كل ادعاءاتهم الكاذبة.
لا مشكلة عندي أن يكون الجنس غاية، ونسبة هامة من التونسيين يعيشون ذلك.. الجنس غاية كأن تدفع لـ "عاهرة"، لكن الجنس غاية كأن تعيش مع امرأة "جنسيا" فقط دون أي التزام آخر، لا أتكلم هنا عن "الخيانات الزوجية" بل عن رجل أعزب وامرأة عزباء لا يرغب أي منهما في ارتباط "الشرف والعفة" بل يعيشان علاقة قد تكون صداقة أو شراكة عمل أو لا، مع جانب جنسي لا التزام فيه. هناك كثيرون تجاوزوا "قدسية الجسد" ومحظورات العربان المسلمين ليعيشوا في سلام مع أنفسهم ومع غيرهم... سأفضل توظيف رجل أو امرأة من عالم "العهر" على غيرهما من عالم "الشرف"، سأضمن على الأقل تركيزهما وإنتاجيتهما أحسن ممن يأخذ نصفه الأسفل حيزا مهما من تفكيره ذكرا كان أو أنثى.
ربما يكون فيما أقوله في هذا المنشور تلميحات للمنشوريْن السابقيْن، وقد ذكرت في تعليقٍ أن كل ما أنشره مرتبط بعضه ببعض، لأضيف بعض الخربشات الجنسية/ "الحُبِّيّة" لـ "سيدتي" الجميلة التي تقرأ لي الآن:
"أكيد يحبني وإلا كيف فعل كل ذلك"، "حتى رجلي قبّلها"، "عندما انتهينا ضمني وقبّلني" تحكي "سيدتي" لصديقتها على الفايس بوك أو غيره - ومن مظاهر "التحضر" و "التمدن" اليوم نشر غسيل غرف النوم ويقال أن ذلك "نورمال" -، وأتساءل عن الغرابة في ذلك؟ فيكفي أن تكون "سيدتي" جميلة ليُعاش معها كل ما تحلم به وكل ما شاهدته في أفلام البورن ممزوجا برومنسية مسلسلاتها المصرية والتركية بل وأكثر من ذلك، قد أفعل معكِ أكثر من ذلك كله ليس لأني "أحبكِ" بل لأني "ذكي" و "أعرف كيف أحيا"... تشبيه غير لطيف: سيارتي فيها 10 خدمات، أستطيع استعمال 4 أو 5 فقط وعندها سأكون "غبيا" كأن أذهب إلى تطاوين صيفا دون أن أُشغِّل المكيف، لكن أكيد عندما أستعمل العشرة لن يقال عني أني "أحب" سيارتي.
من الأقوال الغبية لـ "سيدتي" أيضا - والكلام ينطبق على الرجال أيضا -: "أنا امرأة حياته" "أنا الوحيدة المالِكة لقلبه" "لن يغيرني بكل نساء الأرض".. أضحك وأقول هل حقا لن يغيركِ؟ هل عنده الخيار؟ ضعي نفسكِ بجانب من تفوقكِ سنوات ضوئية في كل ما تفتخرين به وتساءلي: "هل حقا سيبقى معكِ؟".. أعطيكِ إجابتي "سيدتي": إن كنت متدينة سأختار الملحدة، وإن كنت "جميلة" سأختار من أجمل منكِ، وإن كنت مستعربة سأختار من تعرف أصلها، إن كنت باك+10 سأختار باك+50، إن كنت فقيرة سأختار من أغنى منك، إن كنت... سأختار... وهكذا.
عندي امرأة "سيدتي" لن أختار عليها غيرها، امرأة بالأرض ومن عليها، لا يقف أمامها حبي لبلدي، لا تقف أمامها رفيقة ولا أم ولا أب ولا أصدقاء ولا عمل ولا أمازيغية ولا حقوق إنسان ولا أي شيء.. يُخطئ العالم بأسره في تجزئة الحب فيرى الجميع أن حب الأم والأب والأهل والأبناء يختلف عن الحبيبة ويقصدون الرفيقة/ الزوجة، كذلك حب البلد حب العمل حب الإنسانية جمعاء وكل ذلك كوم وحب الحبيبة كوم آخر.... لا أرى رأي هذا العالم، الحب كالله - عند أتباعه - "واحد"، الحب توحيد، الحب مركزية، الحب الحقيقي يأخذه شخص واحد أو شيء وحيد أما غيره فمهما كانت "قوته" ومهما كان "عمقه" فعندي يبقى شيئا جميلا لكنه ليس حبّا.... وعليه، قد أموت من أجل تونس/ رفيقتي لكني لا أحبها، قد أموت من أجل أمي لكني لا أحبها... والكلمة تبقى ثقيلة جدا عندما تمر بخاطري أو تُقال أو تُكتب لغيرها، لأنها الوحيدة التي أستطيع أن أقول أني (أحبها).








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - توضيح أخير.
سلام محمد المزوغي ( 2018 / 11 / 20 - 23:51 )
التعليق المذكور تجده على المنشور http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=618393

ليكن توضيحا أخيرا لمن وقع أول مرة على كتاباتي، المرأة المقصودة رقمها 1 في التعليق المذكور.

لا أدعوك أن تكون مثلي، لكن إذا جاز لي أن أدعوك لشيء فسيكون لأن تتساءل عن كل شيء سمعته وعشته منذ جئت إلى هذا العالم؛ عالم مبني برمته على الخرافات والخزعبلات، أكيد فيه الكثير من (البديهيات) التي ربما تستحق منك المراجعة.

اخر الافلام

.. كل يوم - لقاء في الفن والثقافة والمجتمع مع الكاتب والمنتج د/


.. الفنان أحمد سلامة: الفنان أشرف عبد الغفور لم يرحل ولكنه باقي




.. إيهاب فهمي: الفنان أشرف عبد الغفور رمز من رموز الفن المصري و


.. كل يوم - د. مدحت العدل يوجه رسالة لـ محمد رمضان.. أين أنت من




.. كل يوم - الناقد الرياضي عصام شلتوت لـ خالد أبو بكر: مجلس إدا