الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عودة نوعيّة لمهرجان الفيلم الفلسطيني في لندن

عدنان حسين أحمد

2018 / 11 / 21
الادب والفن


بعد سنتين من الانقطاع يعود مهرجان الفيلم الفلسطيني في لندن الذي انطلق عام 1998 لاستئناف دورته الجديدة التي ستبدأ في 16 نوفمبر 2018 وتنتهي في الثامن والعشرين منه حيث سيتم عرض أكثر من 30 فيلمًا روائيًا ووثائقيًا وقصيرًا في عدد من الصالات السينمائية والمنابر الثقافية وهي باربيكان، كيرزن سوهو، فينيكس، ريّو، معهد الفنون المعاصرة، وجامعة سواس. ويستضيف المهرجان هذا العام أسماءً فنية وفكرية لامعة أبرزها المخرجة مي المصري، والمخرج كمال الجعفري، والباحث والمهندس المعماري إيّال وايزمان والناشطة المعروفة بيلا فرويد. ثمة فعاليات موازية للعروض السينمائية مثل المحاضرات، والحلقات النقاشية، وترويج بعض الكتب السينمائية الصادرة حديثًا.
وسوف يُفتتح المهرجان بفيلم "اصطياد أشباح" للمخرج رائد أنضوني الذي رُشح لمسابقة الأوسكار لأفضل فيلم أجنبي لعام 2018. تتمحور ثيمة الفيلم على مجموعة من سجناء سابقين يُطلَب منهم إعادة تمثيل الأحداث المؤلمة، والتجارب المريرة التي تعرضوا لها في سجن المسكوبية، وهو مركز الاستجواب الرئيسي في إسرائيل حيث كان المخرج نفسه سجينا في سن الثامنة عشرة. وسوف تحاوره بعد العرض وعبر الشاشة الدكتورة كرمة نابلسي. أنجز أنضوي عددًا من الأفلام أبرزها "ارتجال" و "صداع" الذي حاز على التانيت الذهبي في أيام قرطاج السينمائية.
خُصص اليوم الثاني من المهرجان للمخرج مهدي فليفل المقيم في النرويج حيث ستُعرض له على مدى 71 دقيقة خمسة أفلام قصيرة وهي "غريب"، "رجل يغرق"، "رجل يعود"، "وقّعت على العريضة" و "عشرون مصافحة للسلام"، وسوف يحاوره بعد العرض الناقد السينمائي كليم أفتاب. حاز فليفل على عدد من الجوائز أبرزها "الدٌب الذهبي" عن "رجل يعود" 2016، كما تُوِّج "عالم ليس لنا" باللؤلؤة السوداء في مهرجان دبي السينمائي 2012.

أفلام تجريبية
يحتشد اليوم الثالث بفعاليتين للمخرج التجريبي كمال الجعفري حيث يحاضر في الساعة الثالثة بعد الظهر في جامعة سواس في موضوعات "الأفكار والصور والإجراءات التقنية". ثم يُعرض له فيلم "استذكار" الذي يزيل فيه الشخصيات الرئيسة من اللقطات الأصلية تاركًا المجال للأشخاص الذين يظهرون في الهوامش. أنجز الجعفري سبعة أفلام نذكر منها "سقف"، "شرفات"، و "ميناء الذاكرة".
يتوزع اليوم الرابع على فيلمين أساسيين وهما "دقيقة واحدة" لكن مدته 11 دقيقة للمخرجة دينا ناصر ، وفيلم "البُرج" لماتس غرورد الذي يرصد فيه فتاة فلسطينية تخشى أن يفقد جدها الأمل بالعودة إلى المنزل الذي أُقتلع منه فتعمد إلى تسجيل شهادات عائلتها من جيل لآخر كي يظلوا ملتزمين بحق العودة إلى الوطن الأم.
كُرس اليوم الرابع لسينما الثورة الفلسطينة حيث ستُعرض خمسة أفلام وهي "زهرة المدائن" لعلي سالم، و "فلسطين في العين" لرائد السينما الفلسطينية مصطفى أبو علي، و "النداء المُلٍّح"، و "وهج الذكريات" لإسماعيل شموط، و "الهُوية الفلسطينية" للمخرج العراقي قاسم حول.
يحتفي المهرجان بفيلم "3000 ليلة" للمخرجة مي المصري حيث تركز في هذا الفيلم على "ليال" وهي مدرِّسة فلسطينية تزجها قوات الاحتلال في السجن بتهمة لم ترتكبها، وتُمارس عليها ضغوط شديدة حتى تصبح جاسوسة على زميلاتها في السجن. بلغ رصيد المصري عشرة أفلام من بينها "يوميات بيروت"، "أطفال شاتيلا" و "أحلام المنفى".
يُعرض في اليوم السادس فيلمان، الأول "آيناي" للمخرج أحمد صالح الذي يدور حول الفقد، والتغلب على الصدمات، والثاني "مادة سحريّة تسري في داخلي" للمخرجة جُمانة منّاع الذي يتناول حياة اليهود الأكراد والمغاربة واليمنيين والسامريين والبدو والمسيحيين الأقباط الذين يتواجدون في المجمعات الريفية والحضرية الفلسطينية مع التركيز على الجوانب الموسيقية.

إصدارات سينمائية
يتمحور اليوم السابع على محاضرة تحمل عنوان "نحو سينما فلسطينية ثالثة" تقدمها الكاتبة ورئيسة قسم الدراسات الآسيوية بجامعة نورث كارولينا في تشابل هيل، نادية يعقوب، وسوف تركز على المخرج مصطفى أبو علي، وتحلل بعض أفلامه. وسوف يعقب المحاضرة حوار تُديره المخرجة والأكاديمية عزّة الحسن.
فيلمان مهمان كُرس لهما اليوم الثامن وهما Bonboné و Dégradé، ففي "بونبونه" ثمة امرأة فلسطينية تزور زوجها في سجن إسرائيلي لكنها لا تستطيع الحصول على زيارة زوجية منفردة تلبي حاجتها الإنسانية فتبتكر طريقة غير متوقعة للحمل. الفيلم من إخراج راكان مياسي وبطولة صالح بكري ورنا علم الدين. أما الفيلم الثاني فهو "ديجرادي" من إخراج محمد وأحمد أبو ناصر وهو يدور في صالون تجميل بمدينة غزة يكتظ بعشر نساء من مختلف الأعمار والخلفيات الاجتماعية، وبينما تنهمك المصففتان بأعمال التجميل يبدأ إطلاق النار فنكتشف أن شرطة حماس تقاتل عصابة في الشارع سرقت الأسد الوحيد من حديقة الحيوانات.
ثلاثة أفلام للمخرجة لاريسا صرصور وهي "هجرة إلى الفضاء" ومدته 5 دقائق تعكس فيه تأثرها بالمخرج ستانلي كوبريك لتطور الإنسان وتقدّم تقنياته العلمية حيث ينطلق أول فلسطيني إلى الفضاء ليحقق "قفزة عملاقة للبشرية". أما الفيلم الثاني فهو "مبنى الأمة" الذي هو عبارة عن ناطحة سحاب عملاقة تضم كل الفلسطينيين في أحد منازلها. فيما يذهب الفيلم الثالث "وفي المستقبل أكلوا من أرقى أنواع الخزف" إلى خلق أسطورة بهدف التأثير على التاريخ ودعم المتطلبات الأساسية لأراضيهم المتلاشية.
حصة اليوم العاشر خمسة أفلام قصيرة وهي "الرئيس" لليلى عباس، و "آفي ماريا" لباسل خليل اللذين يدوران في فلك العادات والتقاليد الاجتماعية والدينية، أما الفيلم الثالث "بلا سقف" لسينا سليمي فهو يستدعي أجواء الحرب التي تشنها إسرائيل ضد الفلسطينيين بأشكال متعددة. فيما يتناول الفيلم الرابع "نادي التزلج" لميكي يامين وفيليب كْنات عزلة مدينة غزة وانقطاعها عن العالم الخارجي. أما الفيلم الأخير فيحمل عنوان "اليوم الذي مات فيه أبي" لنايف محمود فيتحدث عن موته روحيًا وإن كان حيًا على الصعيد الجسدي.

وحشية مفرطة
يشتمل اليوم الحادي عشر على فيلمين وهما "صيف حار جدًا" للمخرجة أريج أبو عيد تصور فيه أجواء الحرب في غزة حيث يتعذر النوم بسبب الحر الذي لايطاق وكأن الجحيم فتحت أبوابها على أبناء هذه المدينة التي تعيش في أجواء شديدة القساوة والرعب. أما الفيلم الثاني فهو "سيارة إسعاف" لمحمد جبالي ولعل عنوانه يوحي بمضمونه الذي يعكس عنف الطرف المعادي ووحشيته المفرطة.
يُعرض في اليوم الثاني عشر فيلمان وهما "القهوة لكل الأمم" للمخرجة وفاء جميل التي رصدت شخصية عبد وعائلته التي اضطرت لترك منزلها القروي والعيش في مخيم الدهيشة ثم تتقاطر عليهم الأخبار المفرحة والحزينة. أما الفيلم الثاني فهو "منصّة خشنة" لتوماس جارفيت الذي يروي قصة "ماهر"، المهندس الكهربائي الذي يريد أن يقدّم عرضًا راقصًا في رام الله رغم معارضة الأهل والأقرباء فيشتد الصراع بين أحلامه من جهة والعادات والتقاليد من جهة أخرى.
أما مسك الختام فسيكون مع فيلم " 194نحنا ولاد المخيّم" للمخرج سامر سلامة الذي يتتبع فيه رحلته الاضطرارية للانضمام إلى جيش التحرير الفلسطيني في سوريا قبل شهر من بدء انتفاضة الشعب السوري. ومع تصاعد الهجمات الوحشية للنظام السوري على مخيم اليرموك يوثق المخرج ما عاشوه من صراعات وانكسارات وارتحالات متكررة داخل حدود الوطن وخارجه. إنها عودة نوعية، واختيارات دقيقة للأفلام، والندوات، والحلقات النقاشية التي تؤكد على حِرفية القائمين عليه، والماضينَ به إلى الأمام.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ


.. كيف أصبحت المأكولات الأرمنيّة جزءًا من ثقافة المطبخ اللبناني




.. بعد فيديو البصق.. شمس الكويتية ممنوعة من الغناء في العراق


.. صباح العربية | بصوته الرائع.. الفنان الفلسطيني معن رباع يبدع




.. الأسود والنمور بيكلموها!! .. عجايب عالم السيرك في مصر