الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ولدنا كي نعيش

نادية خلوف
(Nadia Khaloof)

2018 / 11 / 21
المجتمع المدني


كلما فقدنا عزيزاً نسأل إن كان للحياة قيمة حقيقيّة، وما الفرق بين أن تكون عبداً تقليديّاً وعبداً من النّمط الحديث؟
في إعادة لقصة مونيكا ليوفنسكي من جديد على التلفزيون الأمريكي ظهر ثلاث عشيقات لكلينتون ، لكن مونيكا التي مثّلت العنصر الأضعف. قالت في المقابلة : "كنت صغيرة وغبية. أحببته حقيقة، ودام حبنا ثلاث سنوات، وعرضت صوراً وهدايا، كما عرض التلفزيون استقبال كلينتون لعائلة مونيكا في البيت الأبيض. كانت تعتقد أنهما لبعضهما البعض "ولم تفكر بهيلاري التي يقول التلفزيون أنّها كانت الحاكمة الحقيقيّة للبيت الأبيض ، وهيلاري ليست أنا على كلّ حال، وربما أنا في بعض الأحوال لو تجرّدت من السلطة والمال. لكن غدر الرؤساء لا يفرق بين بنت العشرين والخمسين فقد كانت مونيكا في العشرينات، لكن هيلاري لن تهتم للأمر فلديها طموحات مالية، وسلطوية، ولن تسأل عن زوجها إلا بما يفيد مصلحتها. لذا لم تكسرها الخيانة، لكنها كسرت مونيكا. حيث طلب منها الرئيس أن تتكتم على العلاقة ، وعندما ينجح ثانية سوف يعيدها إلى البيت الأبيض، وكشفت قصة مونيكا عن طريق فتاة أخرى تعرضت لنفس الموقف، وجرى معها تحقيق من قبل المخابرات -أعني مونيكا-، وكان يمكن أن تكون مارلين مونرو أخرى تقتل دون أن يعرف القاتل، لولا أنها تواصلت مع والديها.
مونيكا لا زالت جميلة، لكنّها ضحيّة، ومع أنها ليست فقيرة فعائلتها غنيّة لكنها وقعت في حضن السلطان.
تحدثت عن مونيكا كي أقول أن هؤلاء هم من يحكمون العالم، فبينما كانت مونيكا تتعالج من الصّدمة ، ومن إرغامها على جلب ثوبها. كانت جماعة كلينتون يؤلفون له كتاب اعتذار من هيلاري، ومقابلة مع أوبرا.
من يحكم العالم هم نسبة لا تتجاوز الواحد في المئة، وجميعهم بنظافة الرئيس كلينتون، وفي أحسن الأحوال بنظافة ترامب لا فرق بين جمهوري وديموقراطي.
إذا كانت اللعبة السّياسية بيد هؤلاء، فما نفع نضالنا؟
لا أرغب أن أفلسف النّضال، وأعطيه أبعاداً غير حقيقيّة، لكنّني لابد أن أتنهد بعد كلّ آه ، فإذا كان كلينتون يفعل ذلك ماذا نقول نحن العرب لشخص بحجم سعد لمجرد؟
تعلّق النساء بأنّهن يتمنين على علاقة جنسية معه، وأن من يقمن عليه الدعاوى كاذبات.
إذا كان العالم يعيش في ظل عبودية حديثة، فإننا نعيش عبودية ما قبل التاريخ، لكن ليس بيننا سبارتكوس. بيننا المقتول، المسجون، الجائع، المشرّد ، وبيننا من يسمي العبودية حرية، فيركع أمام الأسد، أو يمثّل المعارضة. اللعبة في يد المال والسلطة، والمال والسلطة خارج سورية ربما في السعودية مثلاً . حيث يتبدل علم " الثورة" بعلم الإسلام، وتحاول الفضائيات التسويق لها كثورة إسلامية، وقريباً سوف يكون لنا دستور إسلاميّ تقرّه الأطراف الخارجية بتمويل عربي، وسوف يقال أنّه دستور مدني مأخوذ من تاريخنا. قريباً سوف يهاجر من تبقى من المسيحيين، وقريباً سوف تكون كانتونات وفق الدستور، وقريباً سوف نبدأ نضالاً جديداً .
هل ولدنا كي نعيش ونموت مثل الخروف الذي يعدّونه للذبح؟ نحن لا نعرف الفرح. نمجّد الفقر، ونتحدث بتخاريف عن الوطن. إننا عبيد حتى اللحظة. هل سوف نجد مساحة لنا تحقّق بعض طموحنا قبل أن نغادر الحياة كما أتيناها؟ لا أعتقد. مكتوب علينا الألم








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. جيش الاحتلال يستهدف النازحين الذين يحاولون العودة لشمال قطاع


.. إسرائيل تواصل الاستعدادات لاقتحام رفح.. هل أصبحت خطة إجلاء ا




.. احتجوا على عقد مع إسرائيل.. اعتقالات تطال موظفين في غوغل


.. -فيتو- أميركي يترصد عضوية فلسطين في الأمم المتحدة | #رادار




.. مؤتمر صحفي مشترك لوزيري خارجية الأردن ومالطا والمفوض العام ل