الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المفهوم الإفتراضي لمعنى قوله تعالى : [ فلا أقسمُ بالخنس ، الجوار الكنس ] – التكوير 15 ، 16

الشيخ إياد الركابي

2018 / 11 / 21
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات



 مفهوم القسم في الكتاب المجيد لا يكون حقيقياً وملزماً إلاَّ في تلك الصيغة - أقسم - ، ولا يصح القسم في غيرها من الصيغ والتي توهم في الإدعاء بها فقهاء التراث وتوابعهم ، وهذا الإستهلال هو بيان وتقديم : لمادة القسم على المقسوم والمقسوم عليه وبكونها ثابتة وصادقة ومعلومة اليقين ، والصدق والثبات واليقين هي صفات موضوعية أعتمدناها هنا ، و ليس ذلك نفياً لمبدأ النسبية في الصفات ولكن لعظمة المقسوم عليه وأهميته ، وهذا التعميم جئنا به من أجل التأكيد على نظر كل واحد منا للشيء في ذاته ، وفي الكتاب المجيد تكون دلالة لفظ فعل ( أقسم ) على معناه واضحة ، وهي معلومة في السياق والإشارة ، وبحسب القراءة الموضوعية لمفهوم اللفظ لا نجد شيئاً أدل منه على التوكيد سواه ، ولهذا لا يصح بل لا يجوز القسم بغيره ، وهذا ما سنمر عليه في سياق البحث لاحقاً ، وفي الكتاب ورد اللفظ مفرداً هكذا - أقسم - وفي نحو سبع مواضع بإضافة الرقم 15 ، 16 من سورة التكوير ليكون العدد ثمانية ، و هي كالتالي :
قال تعالى : [ فلا أقسم بمواقع النجوم * وإنه لقسم لو تعلمون عظيم ] - الواقعة 75 ، 76 . .
و قال تعالى : [ فلا أقسم بالخنس * الجوار الكنس ] - التكوير 15 ، 16 .
وقال تعالى : [ فلا أقسم بما تبصرون * وما لا تبصرون ] - الحاقة 38 ، 39 .
وقال تعالى : [ فلا أقسم برب المشارق والمغارب إنا لقادرون ] - المعرج 40 .
وقال تعالى : [ لا أقسم بيوم القيامة * ولا أقسم بالنفس اللوامة ] - القيامة 1 ، 2 .
وقال تعالى : [ فلا أقسم بالشفق * والليل وما وسق * والقمر إذا أتسق ] - الإنشقاق 16 ، 17 ، 18 .
وقال تعالى : : [ لا أقسم بهذا البلد * وأنت حل بهذا البلد ] - البلد 1 ، 2 .

وقد ورد لفظ - أقسم - ولكن بصيغة الجمع ، وهو في هذه الحالة جاء وصفاً لا تقريراً ، في خمس مواضع من الكتاب المجيد ، في سورة الأنعام النص 109 ، وفي سورة المائدة النص 53 ، وفي سورة النحل النص 38 ، وفي سورة النور النص 53 ، وفي سورة فاطر النص 42 ، وعلى النحو التالي : ( وأقسموا بالله جهد أيمانهم ) ، وهي في الجميع لا تعدو وصف حال في الموجب أو السالب ..
.
ولفظ - أقسم - في اللسان العربي يأتي مفرداً ويكون جمعاً و أصله رباعي صحيح قال أبن فارس ، وأما دلالته فعلى التوكيد والإثبات ، أي جعل المقسوم به أو عليه ثابتاً ومؤكداً ، وقد أستخدم اللفظ في الكتاب المجيد وصفاً للصدق تارةً و للصواب تارةً أخرى ، ‏ وأما - الفاء - فيه فهي للأبتداء وما يأتي بعدها فكلام مستأنف ، وقالوا : بل هي حرف عطف‏ ودلالته على الترتيب والإشتراك ، وأما لفظ - لا - فقال البصريون هي حرف زائد لا معنى له ، وقال الكوفيون بل هي أسم إن سبقها حرف جر ، وقيل في معناها أقوال منها : [ إنها نافية للجنس ، أو ناهية للأمر ، أو أنها جواباً لسؤال ، أو تكون بمعنى غير ، أو أنها لا معنى لها ، أو أنها تعمل عمل إن أو ليس ] ، هذه التنوع الذي قال به المعجمين يجعل من التركيز حول المعنى المراد مشكل في ذاته ، لكننا مع القول بأنها نافية للجنس حال دخولها على فعل القسم نفسه هكذا نفهمها ، وتأتي مع لفظ - أقسم - للمبالغة في توكيد القسم وإثباته ، وتدلنا على إن القسم في هذه الحالة لا يكون إلاَّ على شيء مهم وعظيم ، وأما الجمع المركب من - حرف لا وفعل أقسم - فهو جمع بين النفي والإثبات ، [ فالنفي يكون على المقسم والإثبات يكون على المقسم عليه ] ، وهذا مذهب المفسرين والنحاة القدامى ، ودلالة النفي في اللفظ واضحة قال البغوي ، وفي الكتاب المجيد حين أستخدم لفظ - أقسم - أستخدمه في مجال خدمة قضية النبوة وإثباتها وتأكيدها ، هذا في الفترة المكية من حياة النبي عليه السلام ، ولكنها صارت لا حقاً قيمة تداولية لمجمل أفعال الرسالة فيما يخص العقود والمواثيق والإدارة والمسؤولية وغيرها .

وكما قلنا في البدء : - إن القسم لا يصح ولا ينعقد مطلقاً بغير صيغة - أقسم بالله - ، في كل القضايا القانونية والشرعية ( الحياتية والمجتمعية ) ، وأما ماذهب إليه الفقهاء في إعتماد صيغة - الحلف - للقسم فليست عندنا بشيء ، بل ولا تجب عليها أية تبعات وأحكام قانونية وشرعية [ إذا أعتمدت كصيغة للقسم ] ، ومعلوم إن دلالة لفظ - حلف - في اللسان العربي تعني التناصر أوالتعاهد بين أثنين أو جماعة ، ومنه جاء معنى الحلف والتحالف والأحلاف ، ولا دخل له في معنى القسم البتة .
فإن قيل : وما تقولون في معنى - حلف - الذي ورد في غير موضع من الكتاب كقوله تعالى : ( ويحلفون على الكذب وهم يعلمون ) المجادلة 14 .
قلنا : إن لا دلالة على أن - يحلفون - هنا بمعنى يقسمون ، بل الظاهر من الكلام إن اللفظ هنا دال على التناصر والتعاهد على الكذب ، ولا يدل على القسم بالمعنى المشار إليه ، ودليلنا على ذلك قوله تعالى : ( أتخذوا أيمانهم جنة ) ، فالتترس بالأيمان الظاهر من أجل الصد عن الحق هو غطاء يتخذه دائماً أهل الدعاوى الباطلة .
وللفقهاء فيما يذهبون قول عن - الحنث بالحلف أو الحنث باليمين - ، وقد ورد قولهم ذلك في سياق تدعيم فكرة - الحلف - على أنه القسم !! ، وهذا منهم ليس على ما ينبغي ، فالحنث بالحلف عندنا لا يتعدى ذلك المعنى الذي ذهبنا إليه عن المخالفة أو نقض العهد والتحالف ، ولذلك قلنا بأن مخالفة الحلف أو الخروج على قواعده ونصوصه ، فتترتب عليه أحكام وتبعات وعقوبات وجزاءات ، أي إن العقوبة تترتب على مخالفة شروط الحلف ، وليس بإعتبار الحلف قسم يجب الوفاء به ، ذلك أن المتحالف قد آمن بشروط الحلف وأمضاها ، [ كما يحصل اليوم من أنكلترا مع الإتحاد الأوربي فيما يسمى بقضية البريكست ] ، فالعقوبة أو ما تسمى بالكفارة إنما تترتب أثراً على نقض الحلف وشروطه بعد توكيده لا من حيث هو قسم ، بل من حيث كونه معاهدة يجب الوفاء والإلتزام بشروطها .

وأما معنى قوله تعالى : ( لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم * ولكن يؤاخذكم بما عقدتم الأيمان فكفارته ..ذلك كفارة أيمانكم إذا حلفتم * وأحفظوا أيمانكم .. ) المائدة 89 .
فنقول : اللغو في لغة العرب هو كل صوت أو كلام يكون من غير قصد أو إرادة ، أي إنه من حيث هو هو عبارة عن ثرثرة وكلام لا طائل منه ، ولذلك فلا يترتب عليه من الأحكام والعقوبات شيءُ ، وقد أكد النص على هذه الحقيقة بقوله - لايؤاخذ كم الله باللغو - ، أي إن الله لا يرتب عليكم تبعات وأحكام على كل قول وكلام لم تقصدوه أو تريدوه ، وعلى هذا النحو فكل قول أو كلام لم يقصده القائل أو المتكلم ليس عليه عقوبة أو جزاء ، ، [ قال الراغب : اللغو هو الكلام الذي يورد من دون روية ولا تفكير ، فيجري مجرى اللغا ، والذي هو صوت العصافير ونحوها من الطيور ، ومنه اللغو في الأيمان ] ، وأما العقد : ( فهو الجمع بين الأطراف ، ومثاله عقد الحبل وعقد البناء وعقد البيع والشراء ) ، وعليه فكل كلام إن صدر عن شخص ما من غير روية ولا تفكير فلا يترتب على ذلك الشخص أية عقوبة أو حكم ، وبحسب مبدأ المقابلة : فإن كل كلام يصدر عن روية وتفكير فعليه عقوبة وحكم ، ( وقد سما النص هذا القصد من الكلام - عقداً - ومعناه إرادة الفاعل من كلامه وقوله ) ، فالكلام المقصود والمُراد هو ذلك الذي تترتب عليه الأحكام والعقوبات ، وأما إضافة الأيمان للعقد فيكون من باب تأكيد القصد وإرادته لا غير ، [ فانت حين تشتم أحداً أو تسبه أو تدعي عليه دعوى في كلام ما ، فلازم ذلك الكلام توكيد وهذا التوكيد يسمونه عقد أيمان ] ، وإن حصل ذلك يكون العقاب ويكون الجزاء والذي سُمي بلسان النص - كفارة - ، والكفارة لغة بتشديد الفاء بمعنى التغطية أو المحو ، وهي إصطلاحاً عقوبة مقدرة ، وتكون هنا بسبب نقض العقد الذي كان بفعل الحلف ، قال تعالى : - ( ذلك كفارة أيمانكم إذا حلفتم ) - ، فالعقوبة بحسب منطوق النص تترتب وتتقدر أثراً على طبيعة التحالف ونوعيته الذي تعاقدتم عليه بشروط أمضيتموها ، والتجاوز على تلك الشروط أو نقضها لا زمه عقوبة مقدرة تكون بحسب الزمان والمكان وهي ما يطلق عليها بالتعزيرات وليست الحدود .
وأما قوله تعالى : [ ولا تجعلوا الله عرضة لأيمانكم .. ] - البقرة 224 ، والعرض هو النشر ومنه جاء المعرض والمعروض ، وكل الأشياء التي تُعرض تسمى عرضة أو معروضة ، وهو أستخدام يجري تداوله في مجال البيع والشراء ، ومن هنا جاء النهي في النص بعدم جعل الله عرضة لهذا النوع من المزايدة والتقليل والحط من قيمته وشأنه ، وظاهر النص ومراده التأكيد على الجانب الإخلاقي في التعامل مع الله أو تداول أسمه العظيم ، إذ لا يجوز بحال جعل هذا المقام العظيم بضاعة وسلعة يُعرض بها الجاهل في كل حين ، كقولهم - والله ، أو أي والله ، أو لا والله وامثالها - ، فهذا القول لا ينعقد به القسم ولا يعتد به شرعاً ولا يترتب عليه أثراً ، وإن حصل وهو حاصل بالفعل فلا يتعدى معنى - اللغو - المنهي عنه في الكتاب ، وكما قلنا فليس هذا اللفظ تبعات وأحكام ، وما قيل في هذا الشأن عند عامة الفقهاء فليس عندنا بشيء .
 
* * *
تحدثنا فيما مضى من بيان عن معنى القسم والحلف ، وقلنا متى يكون القسم صادقاً وصحيحاً ومتى لا يكون كذلك ؟ ، كما رددنا فكرة الحلف وقلنا بإنها ليست من باب القسم المشار إليه في الكتاب المجيد ، والآن سنناقش بشيء من الإيجاز معنى قوله تعالى : [ فلا أقسم بالخنس * الجوار الكنس ] من سورة التكوير 15 ، 16 ،

 والخنس : لغة من خنس فهو خانس - والخاء والنون والسين - أصل واحد قال أبن فارس في المقاييس ، ودلالتها على الإستخفاء والتستر ، و اللفظ إن جاء مُنكراً فيعنى الذهاب خفيه ، وإن جاء جمعاً فيكون أسماً دالاً على النجوم السيارة التي تستر في النهار وتطلع في الليل ، و - الخناس - صفة للشيطان الذي يوسوس في الصدور ، ..
والجوار جمع جارية وهي الريح المسرعة ، وشُبه فيها كل شيء جار ، ومنها - الجوار ( المنشآت ) في البحر كالأعلام - ، ومنها الخيول و الجبال والأنهار والبحار والشمس وكل شيء يسبح فهو جاري  .
وأما الكُنس فهي صفة مشبهة بالفعل من كنس ، وأصله صحيح من الكاف والنون والسين ، قال الجرجاني هو الكشف والإظهار ، وقال أبي عبيدة هو الإستخفاء ، والأقرب ما قاله أبي عبيدة في معنى الإخفاء .
والجملة الخبرية - فلا أقسم بالخنس* الجوار الكنس* - وردت في مقام التأكيد والإثبات ، وفي معناها ذُكرت أقوال منها :
أولاً : ما نُسب إلى الإمام علي إنه قال : - هي النجوم تجري ( وفي رواية تكنس ) في الليل وتخنس بالنهار - ، قال أبن عباس فيما ذكره الطبري وأبن كثير ، وعلى هذا أعتمد بعض المفسرين وقالوا : هي الكواكب التي تخنس أي ترجع في دورتها الفلكية ، وتجري في أفلاكها وتختفي - .

وثانياً : ماذهب إليه مناصروا فكرة الإعجاز العلمي للقرآن ، وبأن المُراد من هذا النص هو في الإشارة إلى عمل الثقوب السوداء ، في عملية تخليص جو السماء من الغبار الفضائي وما يحدث من إنفجارات كونية هائلة ، إذ لولا تلك الثقوب لأنعدمت الحياة ، وهذا الرأي لا أعتد به بل هو مرجوح عندي ، ذلك إن تحميل النصوص القرآنية ما توصلت إليه البحوث العلمية ، هي مغامرة لا نؤيدها إلاَّ غذا كانت منسجمة تماماً مع السياق والسباق ..

وثالثاً : هو الرأي الغنوصي القائم على فكرة - إن هذه الثقوب السوداء - هي مجمع أو بوابات للعالم الأخر ، العالم الخفي الذي تتجمع فيه كل العوالم ، وإليه تذهب الروح بعد الموت ، وهذا الرأي بعيد عن مضمون النص ومقتضى الحال فيه !! .

ورابعاً : الرأي البيالوجي الذي أعتمده بعض المهووسين والمغامرين ، والقائل : هو إشارة لما تقوم به الكريات البيض من تنقية للدم ، وتخليصه مما علق به من ترسبات وميكروبات وبكتريا ضارة ، على أساس إن عملها يقوم بكنس وتنظيف الدم من الرواسب الضارة عبر الجهاز البولي ، وهذا الرأي كسابقيه تحميل للنص ما لا يحتمل من المعاني والدلالات ..
وأما الرأي الراجح عندي والذي أميل إليه ، هو ما نُسب إلى الإمام علي من قول ، عن النجوم التي تجري أو تكنس في الليل وتخنس في النهار ، والذي يؤكد هذا الرأي ، دلالة النص اللاحق في قوله تعالى : [ والليل إذا عسعس * والصبح إذا تنفس ] ، وهو بمثابة الشرح والبيان ، إذ أن مفهوم عسعس أي دخل أو أقبل الليل بظلامه ، ودخول الليل يفسح المجال لرؤية النجوم حيث تنعكس أشعة الشمس من خلالها إلى الأرض ، وحين يدخل النهار تخنس النجوم أي تختفي عن المشاهدة العيانية ، وفي هذا إشارة للمعنى المُراد من الخنس الجوار الكنس ، والعطف بالليل على القسم لمناسبة جريان الكواكب والنجوم في الليل ، وتعاقب الليل والنهار هو من أجل مظاهر الحكمة الإلهية قال ابن عاشور في التحرير والتنوير ، وهذا مناسب للمقام ومنه يتبين إن الخطاب في النص يخاطب العقل في الزمان والمكان المطلق ، وأما أعتماد منتجات العلم الحديث وتعميمها على نصوص الكتاب فمخاطرة لا نقبلها ولا نوجه بالعناية بها ، إنما يمكن فسح المجال لها في باب الإستئناس لا غير ..

آية الله الشيخ إياد الركابي
12 ربيع الأول سنة 1440 هجرية  








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لاتحلف ابدا هذا ما يقوله الرب
مروان سعيد ( 2018 / 11 / 22 - 10:36 )
تحية لااستاذ الشيخ اياد الركابي المحترم
في انجيل متى 5
«ايضا سمعتم انه قيل للقدماء:لا تحنث بل اوف للرب اقسامك. 34 واما انا فاقول لكم: لا تحلفوا البتة لا بالسماء لانها كرسي الله 35 ولا بالارض لانها موطئ قدميه ولا باورشليم لانها مدينة الملك العظيم. 36 ولا تحلف براسك لانك لا تقدر ان تجعل شعرة واحدة بيضاء او سوداء. 37 بل ليكن كلامكم: نعم نعم لا لا. وما زاد على ذلك فهو من الشرير.
والسؤال الاهم هل الله يحلف وبماذا يحلف او يقسم بمخلوقات ادنى منه
وهل الله يكذب لكي يحلف حتى نصدقه
مودتي للجميع

اخر الافلام

.. ماكرون يستعرض رؤية فرنسا لأوروبا -القوة- قبيل الانتخابات الأ


.. تصعيد غير مسبوق على الحدود اللبنانية ـ الإسرائيلية مع تزايد




.. ذا غارديان.. حشد القوات الإسرائيلية ونصب خيام الإيواء يشير إ


.. الأردن.. حقوقيون يطالبون بالإفراج عن موقوفين شاركوا في احتجا




.. القناة 12 الإسرائيلية: الاتفاق على صفقة جديدة مع حماس قد يؤد