الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


امريكا القوة الاعظم في العالم,وستحقق مصالحها الاستراتيجية,شاء من شاء,وابى من ابى

مازن الشيخ

2018 / 11 / 23
السياسة والعلاقات الدولية


في البداية احب القول ,انني استوحيت موضوع مقالتي هذه من خلال تعليقات بعض الاخوة القراء على مقالتي السابقة عن الربط بين بدء سريان العقوبات الامريكية ضد ايران وانهيارالحوثيون في اليمن
بالاضافة الى المقالة التي كتبها السيد احمد العلي تعقيبا على مقالتي التي وجهتها الى السيد عادل عبد المهدي,وحذرته من تحدي امريكا
ساورد فيما يلي الكثيرمن الاجابات المباشرة وغيرالمباشرةعما جاء في طرحهم,لوجهات نظرهم
والحقيقة انني من المؤمنين بضرورة التواصل والحوار بين الكاتب والقراء,حيث ان القارئ يعتبرمراة للكاتب يعكس من خلاله,قدرته على ايصال الفكرة والمعلومة بشكل واضح وصريح
,لذلك فاود اولا ان اتوجه بالشكروالتقديرللاخوة الذين ساهموا بالتعليق,وهم
,علي الجنابي
وعبد الواحد الجوادي
وعاصم
ونوزاد قرداغي,
وللاخ احمد العلي على مقالته الموجهة لي
وعلى اسلوبهم الراقي في التعليق,خصوصا ممن كانوا مختلفين معي في الراي والقناعة
وهذا ماهو مطلوب فعلا,حوارمتحضروتبادل اراء بين الكاتب والقراء وبين القراء انفسهم,من اجل اغناء الحوارالبناء ,في طريق التعامل مع الاحداث الراهنة التي يعاني منها وطننا العراق
,الاسيرالجريح المنكوب
وقبل الخوض في غمارعنوان المقالة,اورد ملاحظة هامة,وهي ان بعض الاخوة يتصورون انني معجب بامريكا وديموقراطيتها,وقوتها الغاشمة,وذلك غيردقيق على الاطلاق,لاني اكتب من خلال قرائاتي للواقع وقناعاتي وتفسيري لما يجري,والكاتب ان لم يكن حياديا في طرحه لايمكن ان يقدم شيئا ذو فائدة للقارئ,لانه بذلك انما يغير ويشوه الحقائق,ويصيرها على شاكلته رغم ان الواقع يقرأ عكس ذلك
,بل بالعكس انا لااحب الحكومات الامريكية,لانها ليست حكومات بقدرما هي واجهة لخدمة مصالح اقوى الكارتلات الاقتصادية العملاقة التي تسيطرعلى حركة الاقتصاد العالمي وتتحكم بمصيرالدول,وشعوبها
خصوصا بعد أن نجحت بتتويج الدولارملكا ,ديكتاتوراعلى اقتصاد العالم,وورطت دول عظمى كالصين وروسيا في الاعتماد على احتياطي هائل من الدولاركفائض مالي من تجارتها الدولية,واصبحت تخاف من انهيارالدولارحتى لاتخسرما وفرته من تلك العملة
هذه هو خبث وقوة النظام الاقتصادي الذي يحكم العالم من خلال واجهة,تسمى حكومة الولايات المتحدة والتي حتى رئيسها لايعدو كونه ممثلا ,ينفذ بواسطة المخابرات والقوة العسكرية ارادة تلك المؤسسات المالية التي تهيمن على اقتصاديات العالم,ترفع وتضع,وتحدد اسعار البترول والذهب وقيمة العملات الوطنية
اهم تلك المؤسسات هي عائلة روتشيلد اليهودية والتي يقال انها تملك نصف ثروات العالم,لذلك فلااعتقدأن اي انسان واقعي ومنطقي لم يعد يدرك تماما
بأن امريكا هي القوة الاكبروالاعظم ,والتي تتحكم بمصائر الشعوب والامم
,وانه لولا تدخلها في الحرب العالمية الثانية,لما تسنى للحلفاء الانتصارعلى قوات المحور
لذلك فان هيمنتها على العالم واضحة وبينة
ولانه من الطبيعي ان لها مصالحها الاستراتيجية,فلذلك فهي
تعمل بكل عزم وجدية على تحقيقها,وغنيا عن القول,ان التجارب بينت انه ليس هناك اي اعتبارات انسانية او اخلاقية او حضارية , منعت يوما أي من حكومات الولايات المتحدة,جمهورية كانت ام ديموقراطية ,من الاقدام على اية خطوة تضمن لها تحقيق مصالحها,وكانت الميكافيلية هي ديدنها ووسيلتها الوحيدة في التعامل مع بقية الشركاء أوالفرقاء
فهي لم تتوانى عن القاء اول قنبلة ذرية على هيروشيما والحقتها باخرى على نكازاكي,فقتلت مئات الالاف من السكان المدنيين,وذلك لاجبارالجيش الياباني على الاستسلام,وبعدها لم تخسرحربا او معركة
رب قائل انها انهزمت امام فيتنام,وتلك خرافة,حيث ان امريكا حاربت في فيتنام لمدة تزيد عن الاربعةعشرعاما,ولم تترك تلك الدولة ذات الموقع الاستراتيجي الهام ,الا بعد ان سحقتها وغيرت خارطتها الطوبوغرافية,والاهم انها حققت كل اهدافها قبل ان توقع معاهدة انهاء الحرب,حيث خلال تلك المدة عملت على ايقاف وحصرالمد الشيوعي ,والذي كانت شعوب جنوب شرق اسيا ارضا خصبة, لنموه وامتداده,مما كان سيشكل قوة داعمة للمعسكرالاشتراكي المنافس
حيث كان واضحا انذاك ان بعض الحركات الثورية,والتي تحمل الافكار والتوجهات الماركسية والماوية,بدأت تنمو وتتغلغل في صفوف ابناء تلك الشعوب ,وكادت تسيطرعلى انظمة الحكم في معظمها,مما كان سيشكل خطرا كبيرا على المصالح الامريكية والراسمالية بشكل عام ,حيث ان الاحداث ,انذاك كانت تؤشرعلى ان كثيرمن الانظمة السياسية كادت تسقط بيد الماويين وانصارهم الشيوعيين في كل من كمبوديا ولاوس وتايلاند والفلبين,اضافة الى اندونسيا والتي كان الزعيم اليساري احمد سوكارنو قد تمكن من الوصول الى سدة الرئاسة فيها,وكادت ان تتحول الى الشيوعية
لقد قامت الحكومة الامريكية بتسليم ملف فيتنام الى واحد من اشهر رجال السياسة واكثرهم عداءا للشيوعية,وهوالسياسي المخضرم روبرت مكنمارا,
عينه الرئيس الراحل القتيل جون كندي وزيرا للدفاع, فقاد الجيوش الامريكية في حربها في فيتنام من الفترة بين 1961 وحتى 1968,فحقق لامريكا كل اهدافها,من اتدخل في فيتنام
واكبر دليل على انه انجح في مهمته المرسومة هومكافئته بعد تركه وزارة الدفاع بتعيينه رئيسا للبنك الدولي,
والجدير بالذكر انه خلال فترة خدمته وزيرا للدفاع وقائدا عاما للقوات الامريكية التي حاربت في فيتنام
قامت القوات الامريكية والمخابرات المركزية بالاجهازعلى كل الحركات اليسارية, في تلك المنطقة الجغرافية الستراتيجية والمهمة جدا
وفي اندونيسيا نجحت في تدبير انقلاب عسكري بقيادة حليف الغرب سوهارتو,فبطش بالشيوعيين وتحول نظام الحكم لصالح امريكا
لذلك يمكن القول انه,
فقط,بعد ان استتبت الامورفي كل دول جنوب شرق اسيا, لصالح المخططات الامريكية ,وبعد ان اطمأنت امريكا الى ان مصالحها الستراتيجية لم تعد في خطر,انهت الحرب
,وانسحبت من فيتنام,اي ان خسارتها حرب فيتنام ليست الا خرافة,لاتقنع الا من يريد الاقتناع بها تلبية لنوازعه
وللحديث بقية في الحلقة القادمة
مع تحياتي للاخوة القراء








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اضطرابات في حركة الطيران بفرنسا مع إلغاء نحو 60 بالمئة من ال


.. -قصة غريبة-.. مدمن يشتكي للشرطة في الكويت، ما السبب؟




.. الذكرى 109 للإبادة الأرمينية: أرمن لبنان.. بين الحفاظ على ال


.. ماذا حدث مع طالبة لبنانية شاركت في مظاهرات بجامعة كولومبيا ا




.. الاتحاد الأوروبي يطالب بتحقيق بشأن المقابر الجماعية في مستشف