الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تفجير مصر من الداخل ! لماذا الاكتفاء بحلب البقرة، لما ممكن الاستحواذ على البقرة ذاتها ؟!

سعيد علام
اعلامى مصرى وكاتب مستقل.

(Saeid Allam)

2018 / 11 / 23
مواضيع وابحاث سياسية


تفجير مصر من الداخل !
لماذا الاكتفاء بحلب البقرة، لما ممكن الاستحواذ على البقرة ذاتها ؟!





واللى اعتدى جاى بأبتسامته يعتدى
بدل البنادق، بالريات وجابلنى
بدل المدافع بالبنوك والبورصة
وجال لسمسار الوطن ليك حصة

ودا يجول كتير، وادا يجول اتوصى
وانت ما تستعناك طروف البصة

جرب اجولك
عبد الرحمن الابنودى




سعيد علام
القاهرة، الجمعة 23/11/2018م


ان الاكتفاء بقدر معين من الارباح، ليس من شيم قانون رأس المال، ان التنافس والصراع فى السوق الرأسمالى يستدعيان حتما، الجشع. ان لم تتفوق على منافسيك فى السوق، سوف تضمر وتختفى من السوق، لذا جاءت العولمة، التى ينص جوهر قانونها على، لماذا الاكتفاء بحلب البقرة لما ممكن الاستحواذ على البقرة ذاتها.


وبعد ان اجتاحت العولمة العالم كله، شرقه وغربه، لم يتبقى سوى منطقة الوسط، الشرق الاوسط، فتم الانتهاء من افغانستان والعراق وسوريا وليبيا واليمن، وباليد الغبية التى ارتكبت حماقة قتل خاشقجى، تم تفعيل ازمة حادة، اصبح عن طريقها الخليج اقرب من اى وقت مضى من تطبيق جوهر قانون العولمة بمعدلات متسارعة، غير مسبوقة، قانون تفعيل ازمة الخليج العربى مع الخليج الفارسى، لادخال الخليج بعدلات متسارعة فى منظومة العولمة، السوق/ الملكية، والتى كانت مؤجلة الى اخر الجدول، بفعل رشى حكام الخليج، منظومة الاستيلاء على البقرة وعدم الاكتفاء بحلبها.


ولان الاحتلال الاقتصادى اقل تكلفة من الاحتلال العسكرى، كان دائماً، يمكن تفعيل ازمة الى حدودها القصوى، لتسمح بتحقيق ما لم يكن من الممكن تحقيقه فى الاوقات العادية، تفعيل ازمة عرقية او دينية او طبقية، ازمة سياسية او اقتصادية او اجتماعية؛ اصبح تفعيل ازمة محلية الى حدودها القصوى، هى الطريق المفضل للاحتكارات العالمية للحضور المباشر فى المجتمعات التى انهكتها الازمات الحادة، لألتهامها، فلماذا الاكتفاء بحلب البقرة لما ممكن الاستحواذ على البقرة ذاتها. واصبح من يقتلون بالاقتصاد اضعاف من يقتلون بالرصاص، وتزايد عدد فقراء العالم ولم يتناقص، وتزايد تركز الثروة عند اعداد اكثر محدودية من الاثرياء، الذين انتقلت ثرواتهم من خانة الالاف الى الملايين الى التريليونات.


مع الازمة الحادة التى صاحبت الجريمة البشعة الغبية، بالاغتيال الوحشى الهمجى للمسالم خاشقجى، تبدأ مرحلة جديدة من الاستيلاء على مقدرات منطقة الخليج العربى والفارسى معاً، الغنى بالبترول، فى تفعيل صراع عسكرى، فعلى مباشر بينهما، والانتهاء من مرحلة استخدام ايران كفزاعة لاستنزاف دول الخليج، والانتقال الى المرحلة الاعلى من استنزافه بصراع عسكرى مباشر بين الخليج العربى والخليج الفارسى، وهو ما يؤدى فى نفس الوقت، بالاضافة الى زيادة مبيعات السلاح بشكل غير مسبوق، الى انهاك كلا الطرفين، الخليجى، العربى والايرانى، فيتم التهامها، وبذا يكون قد تم الاجهاز على المراكز القوية العربية فى الشرق الاوسط، العراق، سوريا، ليبيا، اليمن، ثم الخليج العربى والفارسى، ليأتى من بعدها الدور على مصر، الجائزة الكبرى، الدولة الوحيدة الكبرى التى ماتزال متماسكة فى قلب الشرق الاوسط، ليتحقق جوهر صفقة القرن، بالقيادة الاسرائيلية لمنطقة الشرق الاوسط،القيادة الميدانية.(1)


زرع ودعم اسرائيل فى الشرق الاوسط، ليس لدوافع دينية، "يهودية"، بل عن طريق توظيف الدوافع الدينية ذاتها، اسلامية vs يهودية، فى الصراع، والتى من خلالها تم تفعيل ازمة حادة داخل منطقة معظم سكانها ديانتهم اسلامية، ليتم استنزافها فى صراع دائم، "ازمة حادة"، على مدى اكثر من سبعة عقود متصلة، مع عدو "يهودى"، وبالاضافة لمبيعات السلاح، وتأمين قواعد عسكرية غربية فى المنطقة، امكن ايقاف اى تنمية مستدامة لمجتمعات هذه المنطقة، عدا اسرائيل بالطبع، اى الحفاظ على ان تظل هذه المنطقة هى سوق للعمالة وللمواد الخام الرخيصة، خاصة البترول، من ناحية، وسوق لمنتجات الاحتكارات الغربية، من ناحية اخرى.


بعد الانتهاء من الخليج بشقيه العربى والفارسى، خلال السنوات القليلة القادمة، يكون الدور قد حل على مصر، اكبر واهم دول قلب الشرق الاوسط. التى تشير كل المؤشرات الى ان الصراع الطبقى بين اغلبية ساحقة تزداد فقراً يوماً بعد يوم، فى مواجهة اقلية، تقل عدداً وتزداد ثراءاً يوماً بعد يوم، انه سيكون المجال الذى ستفعل فيه الازمة الحادة الى حدودها القصوى، "الازمة الحادة"، اللازمة لألتهامها من قبل حكام عالم اليوم، الاحتكارات العالمية، الشركات العملاقة العابرة للقارات. ان تفجير مصر من الداخل على ارضية صراع طبقى، اقتصادى/ اجتماعى، على رأس جدول اعمال حكام عالم اليوم، خلال السنوات القلية القادمة.

عندما تشرع فى اكل قطعة من اللحم، تقوم بتقطيعها بـ"السكينة والشوكة"، حتى يمكنك التهامها.


ان التزايد المتسارع لظاهرة الفصل الديموجرافى الطبقى، الحادث فى مصر بكثافة، خلال السنوات الاخيرة، بين الفقراء والاغنياء، هو مؤشر عن مسار وتوجهات الازمة الحادة القادمة، المطلوبة؛ ان تزايد الفصل الطبقى، "العنصرى"، بين فقراء واغنياء مصر، بين عشوائيات للفقراء وكمبوندات للاغنياء، يؤشر الى ما هو قادم. انه تفجير لمصر من الداخل، وكالمعتاد لن يدفع ثمن هذه الازمة الحادة، "الصراع"، "التفجير"، حال حدوثه، سوى الفقراء؛ انه صراع بين مصالح متناقضة، بين طرف مرتبطه مصالحه عضوياً بالاحتكارات العالمية، وبين طرف لا يمتلك من اسباب القوة، سوى كونه الاغلبية، التى لن تتحول الى قوة حقيقية، تقوى على مجابهة الحلف العالمى/ المحلى، سوى بوعيها المتراكم، وتنظيماتها المستقلة، خلال نضالها السلمى.





سعيد علام
إعلامى وكاتب مستقل
[email protected]
http://www.facebook.com/saeid.allam
http://twitter.com/saeidallam






المصادر:
(1) الخليج الذى ذهب، سعيد علام.
http://www.ahewar.org/m.asp?i=8608








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل باتت الحرب المفتوحة بين إسرائيل وحزب الله أقرب من أي وقت


.. حزمة المساعدات الأميركية لأوكرانيا وإسرائيل وتايوان..إشعال ل




.. طلاب جامعة كولومبيا الأمريكية المؤيدون لغزة يواصلون الاعتصام


.. حكومة طالبان تعدم أطنانا من المخدرات والكحول في إطار حملة أم




.. الرئيس التنفيذي لـ -تيك توك-: لن نذهب إلى أي مكان وسنواصل ال