الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عندما تخسر موقفاً تظهر سلبياتك

نادية خلوف
(Nadia Khaloof)

2018 / 11 / 23
مواضيع وابحاث سياسية


عندما تخسر تنزل أسهمك بين مناصريك، وبين أعداءك، يحاولون أن يكشفوا حقيقتك، وربما أغلب من يكشف الحقيقة هم من المقربين من الشّخص المعني.
قرأت اليوم مقالاً في الغارديان لكاتبة عمود اسمها نسرين مالك،- وتبدو من أصول مهاجرة- عن المرشحة للرئاسة الأمريكية السّابقة للرئاسة الأمريكيّ هيلاري كلينتون . عنوان المقال هو:
البرغماتية تعطي التي تبناها هيلاري كلينتون تفسح المجال أمام الشّعبوية
تقول الكاتبة "
إن دعوة قادة أوروبا إلى "التعامل مع الهجرة" لا يتعارض مع الشعوبيين - بل إنه أشبه بتأييد لهم
منذ أن خسرت هيلاري كلينتون أمام دونالد ترامب في عام 2016 ، كانت عرضة لعدم التسامح الشديد لإصرارها على البقاء في المشهد. وقد حولها البعض على اليمين إلى رمز لكل شيء يكرهونه ، ليتم تصويرها بالشيطان في مسيراتهم. وهناك آخرون ، على اليسار ، يكرهون رفضها التنازل عن الفضاء لجيل جديد ،وتبقى معلقة في الهواء مثل رائحة كريهة ، ذاكرة ثابتة في اللحظة التي سارت فيها كل الأمور بشكل خاطئ. لكن هيلاري كلينتون لن تختفي"
في مقابلة مع صحيفة "الغارديان" كجزء من مسلسلها الجديد ، أوضحت المرشحة الرئاسية السابقة هيلاري كيف أن نوعًا معينًا من السياسيين الوسطيين ليس لديه توبيخ أو رد فعل على الشعوبيين. فيما يتعلق بمسألة الهجرة إلى أوروبا ، دعت قادة القارة إلى إقامة الحواجز.
وقالت: "أعتقد أن أوروبا بحاجة إلى التعامل مع الهجرة لأن هذا هو ما أشعل الحريق. إنني معجب بالمناهج السخية والرحيمة التي اتخذها على وجه الخصوص زعماء مثل أنجيلا ميركل ، لكنني أعتقد أنه من الإنصاف القول إن أوروبا قد قامت بدورها ، ويجب أن ترسل رسالة واضحة للغاية -" لن نكون قادرين على الاستمرار في توفير الملجأ والدعم "- لأنه إذا لم نتعامل مع قضية الهجرة فسوف تستمر في تعكير الجسد السياسي "
أوردت جزءاً من حديث الكاتبة، وجزءاً من حديث كلينتون ، لكنني لن أعقب على الحديثين. سوف أتحدّث عن الديموقراطيّة ، والديموقراطية العربية. يقول الغربيون أن الديموقراطية ليت أفضل شيء. بل هي ممكنة فقط، ورغم أن اللجوء لصناديق الاقتراع قد لا يأتي بنتائج مرجوة، لكنها نفسح المجال لجولة أخرى يتمّ خلالها الكشف عن مساوئ المرحلة السّابقة-هذا بالنسبة للغرب-
الآن يتم محاكمة مرحلة حكم الرئيس كلينتون من خلال السلطة الرّابعة التي هي الصحافة، وفي برامج موثّق بالشهود الذين تضرّروا ومنهم النساء اللواتي تعرّضن للاعتداء الجنسي من قبل الرئيس كلنتون وردود فعل هيلاري.
في مقابلة مع هيلاري على أيام حكمها خلال حكم الرئيس كلينتون سئلت من إحدى المحطات عن الحدث، وكان الرئيس قد اعترف بعلاقته مع مونيكا فأجابت: " إنها مؤامرة" يا للعار! لازالت تؤمن بنظرية المؤامرة .
في البرنامج التلفزيوني الذي نشر حديثاً من خلال تصوير عشرين ساعة ظهر فيه جميع ضحايا كلنتون من النساء، وتم سؤالها عن مونيكا، فأجابت "هي مسؤولة عن أعمالها فهي بالغة راشدة"
كلينتون غردت على حسابها في تويتر أن ضحايا الاعتداء الجنسي يمكن مراسلتها على عنوان وضعته. عن أيّ ضحايا تتحدّث؟
هذا لا يمنع أن الحزب الجمهوري ق صوت لقاضي المحكمة العليا مع أنه تسبّب في إيذاء ضحيتين. إذن في السّياسة يشتغل الموقف لصالح جهة ما.
أما عن سياسة الهجرة، فقد كانت أوروبا فعلاً سخيّة بموضوع الهجرة، يمكننا فلسفة الأمر والقول: لماذا إذن لا تزيل بشار الأسد إذا كانت سوف تمنع الهجرة ؟ أو هي المتسبّب بالأزمة السورية، وهذا كلام أعتبره من وجهة نظري سخيفاً،
أغلب المهاجرين إما إسلاميين، أو مناصرين للأسد، وكان عليهم أن يختاروا إما سورية، أو قطر، السعودية، وتركيا.
غادرت سورية إلى الإمارات ، وفي مقابلة العمل التي أجريتها سألتني صاحبة المكتب عن رأيي بدريد لحام والأسد فقلت لها: أما دريد فلا أتابع أعماله التهريجية، وأما بشار الأسد فهو دكتاتور غبي. ثم سألتني : هل يوجد معارضة للأسد في سورية؟ أجبت يوجد معارضين في السجن، وباقي الأحزاب هو من صنعها، ضحكت وأعادت علي السؤال: هل أنت ضد الأسد؟ قلت: أنا ضد الأسد لكنّني لست موظّفة وقد كنت أنتمي لفصيل سياسي لا يمسّه الأسد بسوء، وعندما تركت ذلك الفصيل حاصرتني المعارضة، وقطعت برزقي بعد أن كسّروا يافطات مكتبنا، ولم نتلق الدّعم من أحد. قالت: إذن أنت هربت من المعارضة: قلت نعم.
صاحبة المكتب كانت زوجة نائب حاكم الشارقة. قالت لي نحن الإماراتيين أقل من مليون بكثير، لكننا نقول أننا مليون، وهناك فقراء أيضاً. كان ذلك عام2006

تلك المعارضة التي تعرّضت لنا في مكتبنا، وتلك المعارضة التي لجأنا لها كي نحل الأمر سلمياً فتعاطفت مع المعتدي هي معارضة مصنوعة من قبل المخابرات، وفي بعض الأحيان يسجنون أعضاءها، وهم جاهزون لتبرير العودة لحضن النّظام لأسباب وطنية إضافة إلى معارضة جديدة صبغت الثورة بالصفة الإسلامية، ولا زال في ذهني في بداية الثورة، وعندما قتل شاب مسيحي غير مشارك في المظاهرات لكنه يساعد الجرحى، وضع ناشطون على مواقعهم سبابته تشير إلى أنه قد أسلم. خسئتم ما أكذبكم!
هنا أسأل من المسؤول عمّا حلّ بنا؟
نحن يا سادة هو المسؤول. نحن نبيع بالرّخيص للأمن، للخارج، ولكل من يدفع لنا، وعندما أقول نحن لا أعني سوى طبقة السّياسيين بيننا، وهنا أعني الأحزاب، وربما قادتها، فالأعضاء لاحول لهم ولا قوة.
بقي شيء آخر سوف أقوله : لو تم الاستفتاء على دستور إسلامي سوف يصوت حتى المسيحيين الذين هم مع النظام عليه بنعم. ألم يصوت مجلس الشيوخ الأمريكي على القاضي الذي هو مجرد معتد جنسي؟ وهل نحن أفضل؟
سوف يكون دستورنا المقبل إسلامياً طائفياً فيدرالياً، فدرالياته قومية وطائفيّة، وستكون حصة الطائفة الكريمة أكثر من النصف، لكن الخوف أن المذابح قد تتم بحق العلويين كما تمّت بحق السّنة. هذا ما أتوقه متمنيّة أن يحدث العكس. . .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الأرمن في لبنان يحافظون على تراثهم وتاريخهم ولغتهم


.. انزعاج أميركي من -مقابر جماعية- في غزة..




.. أوكرانيا تستقبل أول دفعة من المساعدات العسكرية الأميركية


.. انتقادات واسعة ضد رئيسة جامعة كولومبيا نعمت شفيق لاستدعائها




.. -أحارب بريشتي-.. جدارية على ركام مبنى مدمر في غزة