الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الجزائر على فوهة بركان

هادي المختار

2018 / 11 / 24
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي


المتابع للوسائل التواصل الاجتماعي نلاحظ خروج عدد كبير من المعارضين بشكل علني دون خوف او وجل من العقاب ينتقدون النظام الجزائري وأركان حكمه، وكأن الجميع يستبصرون نهاية حقبة وراثة جبهة التحرير الجزائرية بعد ان هرمت واستغلت هذه الوراثة على حساب التعسف والسطوة على الشعب الجزائري، واستغلال واهدار للموارد الشعب الجزائري، شاركهم فيها المنافقون والمتهوسون من الأحزاب الكارتونية المتحالفة مع جبهة التحرير الجزائرية للحصول على امتيازات والمناصب الحكومية.
ان ما زاد للطين بِلًة الصراع السلبي بين اجنحة قيادات جبهة التحرير الجزائرية وخاصة بين القيادات الجهوية الشرقية بقيادة احمد قايد صالح والغربية اللذين اقالهم ليسهل الطريق لخلافة عبدالعزيز بوتفليقة، وأكثر من ذلك إقالة امين عام جبهة التحرير الجزائرية عن طريق الهاتف "انتهت مهمتك يا ولد عباس" فيصاب جمال ولد عباس بأزمة قلبية ينُقل على أثرها الى مستشفى ويُعلن استقالته دون علمه، ويُقال ان الإقالة الهاتفية كان من السعيد بوتفليقة، اذا كان هذا صحيحا، فهل توجد دولة في العالم يُقال فيها امين عام الحزب الحاكم عن طريق مكالمة هاتفية من شخص لا يملك اية صفة قانونية في الدولة سوى انه اخ لرئيس عاجز حتى عن الكلام.

لا نحتاج الى المنجمين ليخبرونا عن الجزائر في 2019، بل نجد نتيجة واضحة إذا قيمنا النقاط التالية:
1. ميزانية الدفاع (جبهة احمد قايد صالح) أكثر من 10 مليار دولار قرابة ضعف ميزانية مصر التي تحارب الإرهاب في سيناء وفي داخل المدن المصرية وفي الصحراء الغربية وحماية حدود مصر البحرية في البحر الأبيض والبحر الأحمر وتقدم خدمات كبيرة للشعب المصري، فاذا لم تكن وزارة الدفاع تستغل هذه الميزانية لتمويل شراء ذمم الاحزاب الانتهازية وكسب الأصوات لتولي الرئاسة، فلتذكر وزارة الدفاع قائمة بالعمليات العسكرية الكبيرة التي ستقودها بهذه الميزانية الضخمة.
2. الصراع بين المراكز القوى المختلفة، ظهرت للعيان من خلال الإقالات الجنرالات وامين عام حزب الحاكم، وخاصة بين جناح السعيد بوتفليقة واحمد قايد صالح.
3. بعد الرد البارد من الرئيس عبد العزيز بوتفليقة على دعوة الملك محمد السادس لفتح «حوار مباشر» مع الجزائر ينهي الخلافات العالقة بين الدولتين، تقدمت وزارة الخارجية الجزائر، جناح احمد قايد صالح، بطلب عقد اجتماع لمجلس وزراء خارجية "دول اتحاد المغرب العربي"، أي وجود تنافس بين قيادة الجيش والرئاسة في أخذ القرارات الاستراتيجية تناقض بعضها البعض.

إذا لم تتدارك المراكز القوى الخطر المحدق بالجزائر ويستمرون في صراعهم الخفي والظاهر على خلافة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، فأن الجزائر داخلة في حرب أهلية، فاذا بدأت الحرب فلن تنتهي قبل مضي عقد من الزمان وبعد ان ودعوا الحياة من تسببوا في إثارتها، فلا يحصلون حينها على شيء من ما عملوه او كسبوه بل على لعنات الشعب الجزائري والخزي والعار على صفحات التاريخ تكتب بحروف حمراء بدماء الجزائريين.

على المراكز القوى إعادة التوازن بين القوى الجهوية المؤثرة على الساحة الجزائرية، بإعادة الاعتبار إليها قبل ان يسبق السيف العذل، بدل التنافس السلبي بلي الاذرع، فان للصبر حدود، فاذا انقلبت الأوضاع ضد مصالح المراكز القوى الجزائرية الفاعلة في يومنا هذا، فلا دولة اوربية تقبلهم كزين العابدين بن علي وستُجمد أموالهم واستثماراتهم في اوربا كما حصل لعائلة محمد حسني مبارك ومعمر القذافي وزين العابدين بن علي، وستصادر ممتلكاتهم واستثماراتهم في الجزائر.

تحذيري أعلاه ليس حرصا على القيادات الهرمة لحزب الجبهة التحرير الجزائرية التي تمتعت بامتيازات فلكية لأكثر من نصف قرن وكأنهم من سكان كواكب أخرى، ولكن حبي للشعب الجزائري وخوفي ان تقضي الفوضى القادمة على مليون آخر من الجزائريين تخلف الملايين من اليتامى والارامل والامهات الثكلى وتتولى أحزاب المتاجرة بالإسلام حكم الجزائر وتأسس دولة داعش جديدة (داجم - دولة الاسلامية الجزائر المغرب) في الجزائر.

فهل يعيان احمد قايد صالح والسعيد بو تفليقة خطورة اللعبة التي يديرانها ونتائجها؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماذا نعرف عن انفجارات أصفهان حتى الآن؟


.. دوي انفجارات في إيران والإعلام الأمريكي يتحدث عن ضربة إسرائي




.. الهند: نحو مليار ناخب وأكثر من مليون مركز اقتراع.. انتخابات


.. غموض يكتنف طبيعة الرد الإسرائيلي على إيران




.. شرطة نيويورك تقتحم حرم جامعة كولومبيا وتعتقل طلابا محتجين عل