الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


النجدة .... سيقتلون الله (قصة قصيرة)

عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)

2018 / 11 / 24
الادب والفن


النجدة ... سيقتلون الله

ما زال محمود سعيد يدور بين الأصدقاء لينذر من محاولة البعض أغتيال الله أو على الأقل الزج به في سجن يوسف، صار محل تندر وأستهزاء لمن يسمع كلامه ونعتوه بالخبل، الرجل لم يكن أكثر من داعية يخشى على ربه من أن يمسه السوء، قليلون جدا من أنصتوا له ولكن لا أحد يجرؤ أن يسأله كيف سيكون ذلك الأمر ومن هم الذين يسعون له، البارحة وفي عقب صلاة الجمعة وقف مشدودا أمام باب الجامع ليبلغ شيخه أن هناك أيادي خبيثة تريد الشر برب العالمين، تاخر الشيخ كثيرا وما زال كريم يسطر أفكاره بعناية فائقة ليخبر ذلك الرجل العارف بامور الرب ما يجول بخاطره...
_ شيخي العزيز أولا ليس هناك شك بأنك تعرف أن الله رب السماوات والأرض ضروري أن يبقى كما هو وكما نعرفه لتستمر الحياة على الأقل في شكلها المعتاد....
_ وهو كذلك يا رجل لا يمكن أن يتغير الله أو يتخلى عنه طالما نحن على أعتاب طاعته نسأله الرحمة.
_ لكن يا شيخي هناك من يريد أن يجعل الأمر سيء جدا... إنهم يخططون لقتل الله أو أسره ليكون لهم عبدا.
_ ماذا دهاك يا رجل أذهب وتوضأ واسجد لله وأستغفره هذا كلام مجانين لا يعقل ... إذهب .. إذهب سريعا لا يمكنني سماع هذا الكلام ... كيف يكون لعبد أن يقتل سيده أو يأسره... لا شك أنك مخمور أو منتشيا بفعل المنكران... اذهب بعيدا عني... أستغفر الله لقد ظهر الفساد في البر والبحر.
أسرع محمود ليتحاشى غضب الشيخ الذي احمرت وجمناه وتطاير الشررمن عينه ليفهم أن لا أحد يصدقه ولا أحد يريد الأستماع له، كان بالقرب من مكان اللقاء رجل تبدو عليه المسكنة والفقر لكنه مستمع جيد لما دار من حديث، أسرع باللحاق بمحمود ليستفهم منه عن كلامه وما دار...
_ تعال يا رجل انا من يفهم ما تقول ... كلمني...
_ لا لا لن اكلم اليوم إنسيا فالكل لا يصدقون أن الله في ورطة... (قالها بنوع من اللا مبالاة مع الرجل)...
_ نعم كلهم يعتقدون أننا مجانين أو على الأقل أنصاف كفرة... دعهم وهات حدثني عما تخشاه.. (توقف ليدع الرجل يلحق به بعد أن بدد الكلام ما كان يعتريه من خوف).
_ يا سيدي لا احد يريد أن يفهم أن الله في خطر واننا هنا على الارض سنكون سبية بيد الاشرار.
_ نعم أنا أفهمك ولكن دعني أفهم كيف أدركت ذلك؟.
_ منذ أشهر وأنا أتابع ما يحدث في مناطق كثيرة من العالم وأخرها ما يحصل في بلاد المؤمنين بالله.. يقتلون الناس ذبحا ثم يذهبون للمساجد يشكرون الله على ما منحهم من قوة... يا سيدي أنا أعرف الله عن قرب وأرى ملامح وجهه العبوس المنزعج في كل مكان حتى أنني شاهدته يبكي اكثر من مرة أنه لم ولن يقول لهم ذلك... ومع ذلك يصرون على أن الله هو زعيمهم الذي علمهم القتل...
_ نعم هذا صحيح وها أنا واحد من تلك النماذج المذبوحة بسكين الله كما يزعمون.
_ سيدي لي ابن يقول أنه سيعمل على إلقاء القبض على هذا (الله) الذي يأمرهم بما يقولون وسيودعه السجن ولو تمكن منه سيقتله ... إني أخاف على الله من أبني.
_ أه يا صديقي وأنا كذلك سأفعل لو كانت لي قوة أو أقتدار وولدك محق في طلبه.... لكن لا تخاف سينجو الله من هذه الورطة إنه أذكى بكثير....
_ ولكن أبني مصر على فعل ذلك...
_ إذا شجعه وقف معه فهو على الحق.
_ أقول لك يريد أن يعتقل الله وأنت تقول على حق.... ماذا دهاك أيها الأحمق؟.
_ أسمع يا رجل مني...
_ لا ... لا .. لا أريد أن أسمع شيئا...........
_ يا سيدي كان ما كان في قديم الزمان أمة أمتهنت الكفر بكل القيم والأخلاقيات وعبدوا الحجارة ولم يتركوا أمرا مخالفا للعقل إلا وفعلوه، فقام شاب بعمر أبنك أو أقل وحطم ربهم بفأس وذهب للنار برجلية بعد أن حكموا عليه بالحرق.... فوجد الله معه في النار فأحتضنه ولما خب أوار سعيرها خرج الإثنان بدون ضرر، الله صعد للسماء والشاب أصلح الدار وسكنها وذريته أما المحتفلون حول النار فقد بادوا برمادها ولم يبقى منهم من ذاكر.... أحيانا نحتاج إلى أعتقال الله المزيف بل ونقتله كي نمنح الإنسان فرصة أن يلتقي بالله الحقيقي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تكريم إلهام شاهين في مهرجان هوليود للفيلم العربي


.. رسميًا.. طرح فيلم السرب فى دور العرض يوم 1 مايو المقبل




.. كل الزوايا - -شرق 12- فيلم مصري يشارك في مسابقة أسبوع المخرج


.. الفيلم اللبنانى المصرى أرزة يشارك فى مهرجان ترايبيكا السينما




.. حلقة #زمن لهذا الأسبوع مليئة بالحكايات والمواضيع المهمة مع ا