الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حكاية الطليعة الوفدية

عطا درغام

2018 / 11 / 24
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات


حكاية الطليعة الوفدية
تأليف: إسماعيل زين الدين
انبثقت عن حزب الوفد تيارات تقدمية خرجت من عباءته، تمثلت في تيار تقدمي أطلق علي نفسه" الطليعة الوفدية"بعد أن فشل الحزب، وخصوصا بعد توقيع معاهدة 1936 التي دافع عنها مكرم عبيد دفاعا شديدا باعبارها معاهدة االشرف والاستقلال في إعطاء مضمون اجتماعي يتيح له قيادة الحركة الوطنية بمختلف اتجاهانها.
وقد لعبت " الطليعة الوفدية" دورا هاما ومؤثرا في أحداث الحركة الوطنية التي شهدنها اليلاد بين عامي 1945-1956 ، كما قدمت لحزبها من خلال العديد من المقالات والدراساتمضمونا اجتماعيا للاستقلال الوطني، وأساسا اجتماعيا للحركة الوطنية حيث ربطت بين الاستقلال الوطني وتحقيق العدالة الاجتماعية للمواطنين
.
وكذلك وقف هذا التيار بالمرصاد لكل من قام سواء من رجال حزب الوفد أو حكومات الأقلية- بمحاولةالاعتداء علي الحريات العامة أو الدستور، وإضافة إلي طرح صورة تقدمية لحزب الوفد ، تمثل في انتهاج بعض السياسات الاجتماعية كتقرير مجانية التعليم وإقرار مشروع الضمان الاجتماعي، هذا إليب جانب الضغوط المستمرة التي مارسها هذا التيار التقدمي علي قبادته التقليدية ، وفي تعبئة الجماهير لحملها علي إلغاء معاهدة 1936 واتفاقيتي 1899 الخاصة بالسودان.
وعلي الرغم من اختلاف التركيب الاجتماعي للطليعة الوفدية عن قيادات الحزب من الجناح اليميني المحافظ، إلا انها لم تفكر ولعديد من العوامل والأسباب في الانفصال أو الانشقاق عن الوفد، كما فعلت بعض الفصائل الأخري أثناء رحلة خروجها عن الحزب، وارتضت لنفسها الارتباط بالتيار الأصيل داخل الحزب والعمل تحت جناحه علي أمل ان تدفعه إلي سلوك سياسة أكثر تقدمية وخصوصا فيما يتعلق بالقضية الوطنية والمسألة الاجتماعية، غير أنها عجزت بدورها وبأسباب عديدة، علي أن تفرض رؤاها علي قيادات الحزب من الجناح اليميني المحافظ، وأن تضع الاهداف التي سعت إلي تحقيقها موضع التطبيق والتنفيذ العلمي، لتجنيب البلاد حدوث ثورة اجتماعية قد تعضف بالنظام السياسي برمته، وهو ما حدث بالفعل في يوليو 1952 .
وتأتي هذه الدراسة في تمهيد وأربعة فصول وخاتمة، تعرض فيها الكاتب في التمهيد إلي ملامح الأزمة الاجتماعية وظروف تدهور حزب الوفد، ثم بدايت ظهور هذا التيار ووجوده علي الساحة السياسية، وفقا لإطاره التنظيمي اذي حددته الجماعة.
وتناول الفصل الاول الحديث عن الدور الذي لعبه التيار في مسار الحركة الوطنية عقب انتهاء الحرب العالمية الثانية وفي تكوين اللجنة الوطنية للطلبة والعمال، ثم محاولة التقارب والاندماج بين بعض الجماعات الماركسية وهذا التيار، بهدف سلخه عن الحزب.
ويبين الفصل الثاني موقف الطليعة من المسألة الاجتماعية والسياسية.
ويبرز الفصل الثالث دور الطليعة الوفدية في الدقاع عن الحريات، وموقفها من تشريعات الصحافة وقانون المشبوهين السياسيين ومحاولة الانتقاص- من جانب حكومة الوفد الأخيرة- من سلطات مجلس الدولة.
وجاء الفصل الرابع والاخير ليوضح مواقف الطليعة الوفدية في آخر برلمان شهدته تجربة مصر الليبرالية قبل الثورة التي عصفت بالنظام السياسي (1950-1952) .
ويختم الكاتب دراسته بعرض تقييم شامل لسلبيات وإيجابيات هذا التنظيم ، ودورها في مسار الحركة الوطنية ، ثم موقفه من ثورة يوليو 1952، وتضمنت الدراسة نماذج لبعض المقالات العديدة التي كانت تعبر عن أفكار و توجهات هذا التيار التقدمي، إضافة إلي تراجم بعض الشخصيات التي قدر لها ان تلعب دورا هاما من خلال موضوع فترة الدراسة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. احمد النشيط يصرح عن ا?ول راتب حصل عليه ????


.. تطور لافت.. الجيش الأوكراني يعلن إسقاط قاذفة استراتيجية روسي




.. أهم ردود الفعل الدولية حول -الرد الإسرائيلي- على الهجوم الإي


.. -حسبنا الله في كل من خذلنا-.. نازح فلسطين يقول إن الاحتلال ت




.. بالخريطة التفاعلية.. كل ما تريد معرفته عن قصف أصفهان وما حدث