الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حب لا يجيد الكلام

دينا ناصر الدين

2018 / 11 / 24
الادب والفن


أَطربني مُتيَّمٌ يجوبُ فضائي
نَظَراتُ عشقٍ في حضرةِ سكينةٍ
نامَت عن الحديث وكلّ كلامِ
تُعاتبني عَيناه إن غبتُ برهةً
وقلبي يشتاقه كشوق الحمامِ
َقبَل أَن تَعشقَ العيونُ وَصلهُ
لا اعتراف بالحبِّ ولا بالسلامِ
يّثورُ ضَجيجُ بداخلنا حينما
يَتَجَمَّدُ الحَرفُ بجوفِنا كالأصنامِ
حين التقينا كلُّ شيء فينا قد سَكَن
إلأّ الجوارح كلَّها من عبثنا بغير سلامِ
لو تعلمون كيف يفيض بفؤادٍ
يتدفق لأطراف الروح كالركامِ
يليق بقلبي أن يتنفّسّ بنبضهِ
فحضوره حياةٌ وبعادهُ كالحُطامِ
لو تنظرونَ لشدّةِ نظرةٍ
منهُ بعد الغياب والخصامِ
كثير من الغضبِ يصبُّ بجبهةٍ
تحتضنُ كل الشوق بأَعينٍ وغرامِ
آه على قلبٍ ذاق الهوى
كأسٌ بِمُرِّ الشوق كالسآمِ
في أَوَّلِ جرعةٍ منهُ كأنكَ
فزت بشيء فنلت منه كل وسامِ
لا تهدأ الروح بعد أّن لقت
كُلَّ السَّعادةِ تجمَّعت بشخصٍ سامِ
أشعل الروحَ بلحظةِ صمتٍ
سبقت تَوَهّج القلبِ وأّثارت كل إلهامِ
إلهامٌ لأكتب عنه قصيدةً
كلَّما أَوشكت أن تنتهي أنارت قنديلها بعنفٍ أَحلامِ
آهٍ على لحظة صمتٍ تتجدَّدُ بيننا
ليهدأَ الكلام ويتاجَّجُ جسدينا من الغرامِ
فّتّذِلُّ الشامخاتُ لنا رؤوسها
من العالم المنافقِ للحُبِّ غيرُ عَلّامِ
لو سألتموني عّمّا مَلَكتُ بِحضنهِ
لعجزتُ عن جلبِ الحياة لكم والأنامِ
يُنكرني الوجود في غيابهِ ويَكفُرُ بي
حَتّى يَجيءَ معلناً إسلامي
خذيني إليهِ يا نفسي ولا تترددي
فإني هناك امتلئ بالفرحِ والهيامِ
آه على قلبي تجرَّع بالهوى
وأّصبح اليوم الذي لا أَراهُ فيه كالحرامِ
لا أَحسب الساعات إلا حينما
تفصلني عنه دقائق طويلة دون كلامِ
ما أّمرُّ الدقيقة من دونه تَمُرُّ
كالسّاعاتِ تصيبّ مقتلي بسهامِ!
لا تحسبوا أني على حبّه تائبةٌ
فالذنبُ ذنبي وكله من غير حضورهِ في حطامِ
أتناول للشوق جرعات عشقٍ من لقاءٍ علَّها
تخفّفُ وطأةَ الحمّى وتتركني في سلامِ
فأّجدني ما ازددت إلّا لوعةً
وتبعثرت شوقاً حينما نامت مع أَهلها في الخيامِ
فلا يغيب عنّي ذاتَ لحظةٍ
ويبقى لقلبي وروحي في التضامِ
ولكنَّ روحي تعاندني ومني تطيرإذا ما
أَفرطَ الشَّوقُ صبرَها فَتصلهُ بالتحامِ
ويلُ روحي كم تطوقُ لوصلِهِ
دونَ انفكاكِ وبكلِّ التزامِ
كم أكرهُ الّليل حينما عنه يأخذني
فيلازمني بالنّومِ طيفه من غير انقسامِ
نامت على أَعشاشها أَسرابُ طيرٍ
وفزعَ صدري هائجاً يئنُّ الشوق فاقدا كالأيتامِ
لا أُكثرُ البوحَ فيه وانَّما
على حبِّهِ الكبيرِ استهين بالآلامِ
لو تنظرون جمال عيونه
بحرٌ من الحنانِ ويداهُ حين تلفُّني كالحزامِ
لو تشعرون برقّةِ فؤاده
يذيب جليداً من القسوةِ دون إحجامِ
ضحكة من ثغرهِ تميت قلبي
لتحيي به مجدّداً شيء من ابتسامِ
وإن نظرتم بيننا ذات قضاءٍ
فلتنصروا قلباَ ضعيفاً دونه واحكموا بقلبِ حكّامِ
روحي وقلبي وكل جوارحي منّي تفرَّغت
وامتلأت به بالصحو وبالمنامِ
لن يهدأ القلبُ ويستكين حتى
ينام بأحضانهِ ولا يصحو من أجملَ خِتامِ








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفنان أحمد سلامة: الفنان أشرف عبد الغفور لم يرحل ولكنه باقي


.. إيهاب فهمي: الفنان أشرف عبد الغفور رمز من رموز الفن المصري و




.. كل يوم - د. مدحت العدل يوجه رسالة لـ محمد رمضان.. أين أنت من


.. كل يوم - الناقد الرياضي عصام شلتوت لـ خالد أبو بكر: مجلس إدا




.. كل يوم - -الجول بمليون دولار- .. تفاصيل وقف القيد بالزمالك .