الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل عدد الصلوات وعدد الركعات ممارسات شرعية ؟

سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر

(Oujjani Said)

2018 / 11 / 24
مواضيع وابحاث سياسية


يلاحظ وفي جميع المعمور ، ان المسلمين يؤدون في اليوم خمس صلوات هي ، الفجر ، الصبح ، الظهر ، العصر ، المغرب ، والعشاء .
كذلك يلاحظ ، أن كل صلاة من هذه الصلوات ، لها عدد ركعات تختلف من صلات الى أخرى .
هناك صلوات بها ركعتين كالفجر والصبح ، وهناك صلوات بها اربع ركعات كالظهر ، و العصر ، والعشاء .
وهناك صلاة بها فقط ثلاثة ركعات كالمغرب .
السؤال الذي نود طرحه للنقاش الجاد ، وليس للاتهام الرخيص : هل هذه الصلوات بخمس اوقاتها ، وبعدد ركعاتها المختلفة التي تختلف من صلاة الى أخرى ، منصوص عليها في كتاب المسلمين الذي هو القرآن ؟
بالرجوع الى القرآن الذي نزل من السماء ، ويستقي منه المسلمون احكامهم ، سنجده يتحدث فقط على صلاتين لا اكثر . فما هو مذكور في القرآن يبقى ملزما ، إذا اعتبرنا حقا ان هذا الكتاب قد تم تنزيله على المسلمين لا على غيرهم .
لذا ، فما ليس مذكورا في الكتاب ، قد نعتبره اجتهادا ، وقد نعتبره بدعة وطقوس مرعية ، وقد نعتبره عملاً إنسانيا تحول مع الوقت ، ومع مرور الزمن ، الى شبه قانون ملزم لبعض المسلمين ، وليس ملزما لآخرين . فهو بذلك ملزم ذهنيا لا تشريعيا للمصلين ، بدعوى ان الخروج عليه ، لا تترتب عنه اية عقوبات منصوص عليها بنص صريح في الكتاب ، كما لا ترقى بمن خرجوا عن هذه العادة التي بتكرارها تحولت الى عرف ، ومنه تحولت الى شبه قانون ، الى وصفهم بالكفر او بالزندقة ، كما دأب على ذلك تجار الدين ، ووكلاء الإسلام السياسي الفاشي .
انه في غياب النص الصريح ، لا يجوز لأي كان ان يفرض على الناس ممارسة شيء غير منصوص عليه في الكتاب ، أي عدد الصلوات ، وعدد الركعات في كل صلاة .
ان من يتجرأ على تكفير كل من خالف هذا العرف ، الشبه قانون ، وفي غياب النص الصريح في القرآن الذي يعتبر المخالف كافرا ، يعتبر هو الكافر الحقيقي ، لأنه يتقمص دور الشرع ، ويجعل نفسه في مرتبة الله ، ومن جهة لا يجوز تكفير انسان لم يعلن صراحة كفره امام الشهود ، لأن من يفعل هذا ودون نص في الكتاب ، يكون بمن يرتكب جريمة خلق الفتنة بين الناس .
إذن ، يمكن لكل مسلم ، وفي غياب النص الصريح ، التقيد بعدد الصلوات ، وبعدد الركعات في كل صلاة ، التي تحولت بمرور الزمن الى عرف ذهني لا تشريعي ، كما يمكنه عدم التقيد به ، أي بالعرف الشبة قانون ، ولا ملامة عليه في ذلك ، طالما انه يتصرف ضمن منطوق النص لا ضده .
وبالرجوع الى القرآن الذي يستقي منه حكام المسلمين ما يخدمهم من الاحكام ، ويبعدون ما يضرهم منها ، سنجد ان النص الصريح الناطق بدون لبس ولا غموض ، ينطق بصلاتين الزاميتين لا غير . أي ان ما هو مفروض على المسلمين بصريح نص القرآن ، هو صلاتين لا خمسة صلوات التي ابتدعها الناس من بعد . فهما صلاتين ، صلاة قبل طلوع الشمس ، وصلاة قبل غروبها :
" وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفاً من الليل ان الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكر للذاكرين " ( هود 114 ) .
" أقم الصلاة لدلوك الشمس الى غسق الليل وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا " ( الاسراء 78 ) .
" فاصبر على ما يقولون وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها " ( طه 130 ) .
يلاحظ ان المسلمين في أدائهم للصلاة ، وبعددها وعدد ركعاتها التي تختلف من صلاة الى أخرى ، الغير المنصوص عليها في الكتاب ، ومن خلال تخليهم عن الالتزام بما ورد عليه وفيه النص صريحا في القرآن ، والذي هو صلاتين لا اكثر منهما ،، فإنهم يمارسون طقوسا بحركات روتينية صنمية من التكبير الى التسليم ، ما امر بها الله في كتابه الذي انزله من السماء ، والذي يقول : " وفصلناه تفصيلاً تبيانا للعالمين .. " .
اما إذا كان دليل أي مخالف من أصحاب العنعنة ، لما ورد بصريح النص ، وبصيغة الالزام في الكتاب ، من قبيل قال فلان عن فلان عن علاّن .. ، وما اكثرهم من تجار الدين والاسلامويون ، ففي نظرنا المتواضع ، يبقى هذا الإخراج دليل ساطع على ان الطقوس التي يؤديها المسلمون ، تبقى مجرد صناعة بشرية ترعاها التقاليد البالية ، سموها صلاة مثل الطقوس المرعية .
فما ليس من الرسالة للناس ، ليس من القرآن .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. موريتانيا - مالي: علاقات على صفيح ساخن؟ • فرانس 24 / FRANCE


.. المغرب - إسبانيا: لماذا أعيد فتح التحقيق في قضية بيغاسوس للت




.. قطر تؤكد بقاء حماس في الدوحة | #غرفة_الأخبار


.. إسرائيل تكثف القصف بعد 200 يوم من الحرب | #غرفة_الأخبار




.. العرب الأميركيون مستاؤون من إقرار مجلس النواب حزمة مساعدات ج