الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


-غوايات الماء- سامح كعوش

رائد الحواري

2018 / 11 / 24
الادب والفن


"غوايات الماء"
سامح كعوش
من الجميل أن يكون الإنسان ذاته، بمعنى أن يكون هو كما يريد، وليس كما يريده الآخرين، والجنس الأدبي أيضا من الضروري أن يكون ذاته، أن تكون القصيدة قصيدة وليست قصة، والقصة تكون قصة وليست مسرحية أو رواية، والراوية تكون رواية وليست ديوان شعر أو قصة، من هنا نقول من الضرورة أن يلتزم الكاتب بما يجيد كتابته، وأن لا يخطو أية خطوة نحو نوع جديد من الأدب دون أن يكون واثقا أنه يجيد هذا النوع الجديد من الأدب، وإلا سيفسد أدبيه، فهناك كتاب نجحوا وأبدعوا في كتابة القصة وأخفقوا في الرواية، والعكس حدث، ـ هذا القول لصديق الشاعر "فراس حج محمد" ـ "اعتقد أن هذا التركيز على الرواية يضر بالراوية وبكاتبها، فرغم الكم الكبير الذي ينشر إلا أنه قليل الجودة، ويُبقي فنية كتابة الراوية على السطح دون أن يوصلنا إلى النشوة التي نريدها من العمل الروائي".
قبل أيام انتهيت من رواية "البحث عن وليد مسعود" للروائي جبرا إبراهيم جبرا" وقد وجدت فيها معنى الراوية الحقيقية، فبدت لي وكأنها فلم من انتاج "هوليود" فما يقدم لنا من (روايات) يتشابه مع مكانة فلم مصري من تلك التي انتجت في زمن الانفتاح، فلا مجال للمقارنة، في هذا العمل الأبي أعتقد أن السارد كان بإمكانه أن يكون مبدعا أكثر لو جعل سرديته قصة طويلة، بدل راوية، فالموضوع الحب شيق، وتم توظيف "عشتار وحبيبها تموزي" بطريقة رائعة:
"ـ عندما سأستحم من أجل الملك، من أجل الإله.
ـ عندما أدهن شفتي بالمرهم العنبري، وأضع الكحل حول عيني، وعندما ستضغط يداه الساحرتين خاصرتي.
ـ ويعد أن يعمد الإله الراعي دموزي المضطجع بقربي" ص57، اجزم أن مثل هذا التضمين رائع ويقربنا من ملحمة "عشتار ومأساة تموز" كما أنه يخدم الفكرة التي تطرحها (الراوية) فالطريقة التي قدم بها التضمين جميلة وتنسجم مع مضوع الرواية، وهناك تضمين لقصة الإله "أوغون" من النيجر تتحدث عن علاقة الحب أيضا، فمثل هذه التناصات تشير إلى سعة اطلاع السارد وعلى مدى تنوع ثقافته.
لكن إذا تناولنا مجمل (الراوية) سنجد ضيق المكان وقلة الشخصيات ومحدودية الزمن، كما أن اللغة كانت واحدة بحيث لا يشعر المتلقي بأن هناك تعدد في الشخصيات الساردة للأحداث، من هنا كنا نتنمى على السارد تكون سرديته قصة لأنها أقرب منها للراوية.
الراوية من منشورات دار كنعان، دمشق، سورية، الطبعة الأولى 2010








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المغربية نسرين الراضي:مهرجان مالمو إضافة للسينما العربية وفخ


.. بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ




.. كيف أصبحت المأكولات الأرمنيّة جزءًا من ثقافة المطبخ اللبناني


.. بعد فيديو البصق.. شمس الكويتية ممنوعة من الغناء في العراق




.. صباح العربية | بصوته الرائع.. الفنان الفلسطيني معن رباع يبدع