الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سؤال بحجم الوطن - اتفاق اوسلو المسؤول الأول عن ضياع القدس اذا لم يكن مسؤولا عن ضياع فلسطين-

محمود الشيخ

2018 / 11 / 25
القضية الفلسطينية


عندما وقعت اتفاقية اوسلو في واشنطن تباينت الآراء والمواقف الفلسطينية حولها،فيهم من وافق عليها ووضع أغصان الزيتون في فوهات بنادق أفراد الجيش الإسرائيلي مجرد أن بدأت محادثات مدريد رغم أن رئيس الوفد الفلسطيني نبه شعبنا عندما عاد الى الوطن واستُقبِل بمظاهرات التأييد، ظانين أن الفرج قريب وأن كنس الإحتلال بات قاب قوسين أو أدنى،وشاهد رئيس الوفد أن بعضا من أبناء شعبنا وهو يضع أغصان الزيتون في فوهات بنادق جنود الاحتلال،أثنا وقوفهم بجانب التظاهرات يتفرجون على مئات المستقبلين وحاملي أغصان الزيتون،خاصة وأن المفاوضات جاءت بعد تحقيق إنجازات سياسية حققتها انتفاضة شعبنا الأولى في العام 1987،والتى تمكنت من تحييد مجنزرات وبابات وطائرات الاحتلال الحربيه التى يستخدمها في حروبه مع الجيوش العربيه على الجبهات،ثم انحشرت السياسة الاسرائيلية في الزاوية،وتمكن شعبنا في الضفة والقطاع من وضع القضية الفلسطينية على طاولة العالم بوصفها أسخن قضية يتوجب حلها،ولم يتمكن الإحتلال من التهرب،بل اضطر للقبول بالتفاوض مع الوفد الفلسطيني بغض النظر تحت أي إطار كان،ثم استقل الوفد وبات وفد ( م.ت.ف) علانية وعلى رؤوس الأشهاد،ثم واجه الوفد الإسرائيلي رجلا صارما حدد بوضوح هدفه من المفاوضات كنس الإحتلال ولم يتجاوب مع العروض الإسرائيلية القاضية بتقسيم البلاد وأصر أن تكون البلاد وحدة اقتصادية وسياسية وجغرافية واحدة.
إلى أن جاء ت مرحلة التفاوض في اوسلو بوساطة نرويجية وقبول فلسطيني متجاوزين الوفد العلني بل ان مفاوضات اوسلو ضربت الوفد في خاصرته،الوفد الذى كانت اسرائيل تشكو من تشدده وصرامته،برئاسة المرحوم ( حيدر عبد الشافي) الذى اعتقدت اسرائيل انه عجوز بلا تركيز وبلا منهجية،وعندما اكتشفت أنه ممنهج في مفاوضاته،وصارم ومتشدد في مطالبه لا يحيد عن هدف التفاوض وأهداف شعب فلسطين بدأت اسرائيل تشكو منه وتخاف حتى التفاوض معه لأن هدفها من التفاوض هو التفاوض فقط دون نتائج وتستمر سنين طويله بلا هدف،إلى أن جاء من يريد الوصول إلى أي شيء من المتساهلين في المفاوضات وكان هدفهم المجيء إلى الضفة الغربية وقطاع غزة،بلا تأمين ولا ضامن لمستقبل اتفاقهم مع اسرائيل،لذا كان اتفافهم بحاجة الى مجموعة اتفاقات بفعل غموضه، ثم حدد مهام السلطة الفلسطينية القاضية تقديم خدمات للاحتلال دون مقابل،والطرف الفلسطيني اعتمد على طيبة الاحتلال وكرمه على رأيهم التى يتمتع بها،لذا تركت قضية الأسرى جانبا وأهم القضايا ( القدس والتى بات أمرها غير محدد فترمب اعتبرها بخلاف قرارات العالم في الأمم المتحدة أنها عاصمة اسرائيل،ونقل سفارة بلاده اليها،مثلما ستفعل البرازيل،ضاربا عرض الحائط موقف العالم من تصرفاته وقراراته ثم قامت اسرائيل بطرد وسحب هويات من مواطني القدس لأسباب مختلقه،ثم استولت على أبنيه وعقارات بحجج مختلفه،واليوم تقوم اسرائيل بالإستيلاء على حي كامل في بطن الهوى في سلوان عدد قاطني أبنيته (700) مواطن فأين سيذهب هؤلاء هل اتفاق اوسلو الذى أجل المحادثات عن القدس يحميهم ويمنع اسرائيل من ترحيلهم أم أن هذا الاتفاق عاجز عن القيام بأي خطوة لمنع اسرائيل من القيام بترحيلهم ثم حمايتهم أجزم انه عاجز،وها هي اسرائيل تقوم اليوم باعتقال محافظ القدس لمنعه من اداء مهامه ثم داهمت مكتب التربه والتعليم لمنعه ايضا من ممارسة مهامه) ( ثم الحدود التى تعتبرها اسرائيل أنها حدودها الأمنية ولا يمكن التنازل عن هذا الموقف مؤيدة من أمريكا التى كانت وسيطا والكل الفلسطيني يعتبرأمريكا ليست دولة محايدة بل شريكا للاحتلال إلا المفاوض بقي يعتبرها وسيطا الى أن أعلنت بوضوح أن أمريكا طرفا وليس وسيطا وليس هذا فحسب بل نظموا علاقات مع دول الخليج باعتبار انها قد تشكل معينا للقيادة الفلسطينية في الضغط على امريكا ثم اسرائيل ومعروف عنها انها أداة طيعة في يد امريكا وهي المسؤولة عن تدمير سوريا والعراق وليبيا واليمن فكيف نؤمن لمثل هؤلاء وقد ظهروا على حقيقتهم اليوم وهم ينظموا أفضل العلاقات مع اسرائيل ويستقبلوا رئيس وزراء اسرائيل وفرقها الرياضية ووزيرة الرياضة والثقافة الاسرائيلية ولا زالت جهات فلسطينية تنظم علاقات مع هؤلاء القتلة والعملاء ويتأمرون على القدس) ثم اللاجئين أجلت البت فيها إلى أن بدأت امريكا واسرائيل في اتخاذ اجراءات تستهدف شطب قضية اللاجئين من أي حالة تفاوضية بين اسرائيل وفلسطين ومن اجل ذلك امتنعت امريكا عن دفع المستحقات المالية لوكالة غوث اللاجئين الفلسطينين واسرائيل بدأت تهدم مباني تجارية في مخيم اللاجئين في شعفاط لنفس الغاية ) ثم قضية الأسرى التى أجلت الى المحادثات النهائية،لم يكن هناك نهائية ولن يكون هناك محادثات تقضي بحماية حقوق شعبنا او إطلاق سراح الأسرى وسيبقى أسرانا في السجون الى ما شاء الله يخرج من يخرج ويسجن من يسجن وستبقى قضيتنا قائمة ايضا الى ما شاء الله.
لكن ما انجبته اتفاقية اوسلو هو السلطة الفلسطينية التى اعتبرها أصحابها أنها نواة الدولة الفلسطينية،وانتظر شعبنا خمس وعشرون عاما كي تتحول الثورة الى دولة ، بتحول السلطة من سلطة ذات حكم محدود وصلاحيات محدودة الى دولة،لكن اسرائيل بدأت تسحب منها وفي أي وقت تشاء جزءا جزءا من صلاحياتها حتى فقدتها،وباتت بلا صلاحيات ولم تتحول الى دولة ،والجانب الذي طبق بحذافيره هو تقديم الخدمات لاسرائيل من قبل السلطه،وتطالبها اسرائيل وتراقب تنفيذها لتلك الخدمات،والمصيبة أن اسرائيل لا تقدم للسلطه أي خدمة مقابل ذلك أو تعمل على تنفيذ أي بند من بنود اتفاق اوسلو لصالح الفلسطينين الذى داست عليه ببساطير جنودها،ثم اعتبر الإتفاق أن الضفة الغربية وقطاع غزة أرض متنازع عليها وليست أرض محتلة بموافقة المفاوض الفلسطيني ومن وافق ووقع على الاتفاق أمام العالم معتمدا على نوايا اسرائيل الحسنة ،مصدقا الابتسامات التى تصدر عن رابين وبيرس في حينها ولم يفهم الوفد أنها ابتسامات خبيثة لا تحمل غير الإيقاع بهم وتوقيعم على اتفاق سيقضي على الحلم الفلسطيني في التحرروالاستقلال،والسؤال بعد كل ما تقدم إلى ماذا أوصلنا اتفاق اوسلو وما الذى قدمته السلطة في طريق نضال شعبنا في التحرر والاستقلال،أم أنها كانت شكلية لا حول لها ولا قوة،حتى السيارات المشطوبة لم تتمكن من جمعها ولم تحظى على احترام شعبنا ولم تحظى على ثقته.وكانت حجر عثرة في طريق نضاله. من هنا أعتقد ان اتفاق اوسلو ومن وقع عليه هو المسؤول الاول عن ضياع القدس بل ضياع فلسطين.
ويستمرون في الإدعاء أننا دولة وأننا سلطة وأن النصر قريب قاب قوسين او أدنى،لكن اجراءات اسرائيل في القدس والضفة الغربية تعطينا جوابا واضحا،اننا لسنا قريبين وتعني اجراءاتهم أنهم مستمرون في ضم الضفة الغربية الى اسرائيل،وماضون في استمرار محاصرة غزه،للوصول إلى دولة فلسطينية بعد ضم (720) كم متر من صحراء سينا إلى غزة بموافقة مصرية وكذلك القائمين على السلطة في غزة ، هذا في إطار صفقة القرن . وأعتقد أن الرئاسة الفلسطينية بُلغت تماماً بما ستأتي به صفقة القرن من محمد بن سليمان الأمير المجرم ،والأَولى اليوم أن تفصح الرئاسة عما تعرفه وتقطع علاقتها مع دول الخليج المتآمرة علينا وعلى قضيتنا،لكل ما تقدم فان اتفاق اوسلو المسؤول الأول عن ضياع القدس وفلسطين ثم تخلي العرب ، وأولهم حكام الخليج المتسابقين على إقامة علاقات مع اسرائيل ، ولا ننسى الخلافات الفلسطينية ، ثم عدم قدرة الجانب الفلسطيني على إدارة الصراع مع الإحتلال بشكل صحيح ، فبدلاً من الوحده بين مختلف الفصائل الفلسطينية في إطار (م.ت.ف) انشقت حماس وهي على رأس السلطة وأخذت غزة ، بعد فصلها جغرافياً عن الضفة الغربية ، والانفصال لم يكن سياسياً فقط بل كان أيضاً جغرافياً ، سعى الانشقاق إلى تثبيت حكم فصيل محدد ولم يهدف إلى تثبيت حقوق وطنية للشعب مما وجه ضربة شبه قاضية للمشروع الوطني الفلسطيني ، ساعد ذلك اسرائيل على انفراج أساريرها ، وسعت بعد ذلك الى الإبقاء على فصل غزة عن الضفة الغربية من خلال سياستها مرة الضاغطة لإستمرار الانقسام ، ومرة عن طريق تشديد الخناق على غزة ، واليوم تسعى إلى تثبيت الإنقسام للوصول الى دولة في غزة ،هذا ما تريدونه يا فلسطينيين ، هذه دولتكم ، بعد أن حققتم حلمكم في غزة ، ولن يكون لكم في الضفة غير حكم ذاتي محدود الصلاحيات ، تعيشون في معازل تسيطر فيها اسرائيل على أعلى نسبة من أراضي الضفة الغربية ، هذا ما جلبه لنا اتفاق اوسلو، لذا قاد الإتفاق شعبنا وقضيته الى جهنم ، من هنا لا ندعي ادعاء بأن اتفاق اوسلو كان المسؤول الاول عن ضياع القدس وفلسطين بل حقيقةً كان هكذا ، ومن يقول غير ذلك أعتقد أنه يتهرب من مسؤوليته عن ذلك .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل دعا نتنياهو إلى إعادة استيطان غزة؟ • فرانس 24 / FRANCE 24


.. روسيا تكثف الضغط على الجبهات الأوكرانية | #غرفة_الأخبار




.. إيران تهدد.. سنمحو إسرائيل إذا هاجمت أراضينا | #غرفة_الأخبار


.. 200 يوم من الحرب.. حربٌ استغلَّها الاحتلالِ للتصعيدِ بالضفةِ




.. الرئيس أردوغان يشارك في تشييع زعيم طائفة إسماعيل آغا بإسطنبو