الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عودة البارزاني لبغداد: للانتقام ام للتوبة؟

مظفر عبدالله

2018 / 11 / 26
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


منذ زيارة مسعود البارزاني رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني الى بغداد للقاء مسؤولين في السلطة الطائفية والقومية وممثلي هذه الجماعات في العراق، خلال الايام الماضية لحد الان صارت احدى الاخبار الحارة وموضع مسائلة ورأي على صعيد العراق وکوردستان. وخاصة في الوسائل الاعلامية وبين الكتاب السياسيين والمراقبين لحزب البارزاني.
ان هؤلاء الاعلاميين والمراقبين والكتاب والمثقفين المؤجورين يصفون هذه الزيارة بانها زيارة قل نظيرها ليس في تاريخ العراق السياسي بل في تاريخ المنطقة والعالم. لانه لم يتم استقبال رئيس حزب معين بهذا الشكل الرسمي البروتوکولي. والدليل على ذلك هو الاستعداد الكامل والجدي من قبل مسؤولي دولة وحكومة وبرلمان واحزاب کبرى عراقية. اضافـة الى تنظيم واستعداد کامل الحراس والسجاد الاحمر الطويل.. حتى وصل الوصف لهذ‌ه الزيارة لبعض السياسيين والكتاب والمراقبين، على ان هذه الزيارة تاتي کانتقام لمسؤولي العراق بسبب عدوانهم تجاه مسالة الاستفتاء العام الماضي، التي جرت بقيادة البارزاني ولكنها جوبهت بشدة من قبل هؤلاء المسؤولين واکثرية الدول والانظمة في المنطقة.
لذلك هناك سؤال مقابل هذا الوصف موجه للحمقى هنا هل هذ‌ه الزيارة الى بغداد من قبل البارزاني کانت انتقام لمسؤولي دولة وحكومة العراق او للتوبة على يد هؤلاء المسؤولين، لكي لا يتجرأ البارزاني ان يقوم بهذه الجريمة مرة اخرى حسب قولهم..؟.
للجواب وتوضيح هذا السؤال يجب ان نشير الى بعض النقاط:
اولا: ان هذا الاهتمام الشكلي والرسمي والبروتوکولي لا يدل على ابسط انتقام حتى انتقاد او عتب بارزاني على مسؤولي بغداد، حيث کانوا ضد الاستفتاء حيث وصل الامر الى هجوم عدواني من قبل ميليشيات هادي العامري اذ کان في مقدمة المستقبلين للبارزاني. ان وجود العامري في استقبال بارزاني بهذه الصورة له مغزى سياسي عدائي. البارزاني کان يتحدث دوما ضد العامري في وقت الاستفتاء والهجوم على مدينة کرکوك وکانا عدويين شرسين لبعضهما.
ثانيا: ان کل الحديث الذي جرى بين مسعود البارزاني ووفده مع مسؤولي العراق حسب ما اعلن کان حول المشاکل والازمات السياسية بين السلطتين. ولم يتطرقوا الى مسالة الاستفتاء والتصويت للاستقلال وتاسيس دولة مستقلة کحق سياسي وانساني لجماهير کردستان. کان موقف کل السياسيين الطائفيين والقوميين وفي مقدمتهم هادي العامري موقف عدائي فعلي لهذا الحق.
وبعكس ذلك کان حديث البارزاني حسب ما اعلنته الوسائل الاعلامية تصحيح الاخطاء في ظل الفرصة المواتية الان. ان هذا يعني بان مسالة اجراء الاستفتاء کانت سياسة وعمل خاطيء وهذا اعتراف ضمني وتوبة على يد العامري والحلبوسي وعبدالمهدي والمالكي الخ.. ولکي لا يخطيء مرة اخرى ابدا.
ثالثا ان الانتقام والتوبة ضد وامام الخصوم احد التقاليد والسنن والنزعة الراسخة السياسية والاجتماعية ليس للبارزاني وقادة الحرکة والاحزاب القومية الكردية العشائرية، بل لكل هذه الانواع من الحرکات. ان هذة النزعة والتقاليد موجودة في الصراعات داخل احزاب الحرکة الكردية نفسها. وعدم استقبال برهم صالح کرئيس جمهورية العراق وهروبه الى الخارج الان وعدم اهتمام البارزاني نفسه لبرهم جزء من هذا النزعة والتقليد.
من جهة اخرى ان کل تنازل البارزاني وتوبته لرموز الطائفية والقومية العروبية واعترافه حيث اعترف بالاخطاء، يآتي کالانتقال لبرهم صالح من الاتحاد الوطني کجهة منافسة شرسة لهم في هذا الوقت.
کان معروف للراي العام بان البارزاني عنده مرشح لرئيس الجمهورية امام برهم صالح ولكن الاتحادالوطني الكردستاني ساوم مع الجهات الطائفية والقومية العروبية ضد مرشح البارزاني دکتور فؤاد حسين.
على اية حال ان عودة البارزاني الى بغداد مهما تكن سواء للانتقام او للتوبة فهي ليست من اجل مصالح الجماهير الكادحة والتحررية في کردستان ولا في العراق. وفي نفس الوقت ان هذه العودة والتفاوض حتى المصالحة وتصحيح الاخطاء حسبما يقولون هو خرق لابسط حقوق جماهير کردستان خاصة حق الاستفتاء والتصويت للاستقلال.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تونس.. زراعة الحبوب القديمة للتكيف مع الجفاف والتغير المناخي


.. احتجاجات متزايدة مؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأمريكية




.. المسافرون يتنقسون الصعداء.. عدول المراقبين الجويين في فرنسا


.. اجتياح رفح يقترب.. والعمليات العسكرية تعود إلى شمالي قطاع غز




.. الأردن يتعهد بالتصدي لأي محاولات تسعى إلى النيل من أمنه واست