الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في مناقشة قضايا اعادة البناء

صلاح بدرالدين

2018 / 11 / 28
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير



في مناقشة قضايا اعادة البناء
صلاح بدرالدين

لكل مشروع فكري ثقافي سياسي انقاذي كما في حالة – بزاف – خلفيته التاريخية وأسبابه وآلياته ومصادر شرعيته وشروط نجاحه ثم تأتي النتائج وفي حالتنا : الحركة منقسمة وضعيفة ومأزومة ومهددة بالزوال وبدون مرجعية موحدة وتاليا لادور حاسم لها على الصعيدين الكردي والسوري وفي المجمل علينا تحديد ان كنا حركة قومية في مرحلة التحرر القومي والوطني الديموقراطي تهدف الى تحقيق ارادة الكرد في تقرير المصير بالتوافق مع الشركاء العرب وسائر السوريين وباطار سوريا تعددية موحدة ( سوريا كلها راهنا تحت ظل الاستبداد والاحتلالات المتعددة وفاقدة السيادة تعود الى مرحلة التحرر الوطني ) بهذا المفهوم يجب وبالضرورة مراعاة شروط المرحلة بتوسيع اطار التحالفات لتشمل كل الطبقات والفئات الاجتماعية وأجزاء الحركة الكردية وبماأن الأحزاب كما وصفنا سابقا تشكل جزء من الحركة ( على علاتها ) ولها سلطة أمر واقع وحضور ونوع من التواجد في الأوساط الوطنية فلابد من أن تدعى اذا قبلت الخضوع للقرارات الى أي مؤتمر قومي عام ولكن بنسبة لاتتيح لها السيطرة واعادة انتاجها بل ستكون الغلبة للوطنيين المستقلين ومنظمات المجتمع المدني والحراك الشبابي من النساء والرجال وبالتالي ستكون النتائج لمصلحة صياغة وتعزيز المشروع القومي – الوطني الكردي السوري وانتخاب القيادة الكفوءة مع استعادة شرعية تمثيل أكثر من 15% من سكان البلاد وليس الاعلان عن حزب فئوي أو مناطقي جديد والمسالة مازالت قيد النقاش .
– بزاف – تنطلق في مشروعها نحو اعادة بناء حركتنا ( كيانا تنظيميا مستقلا وبرنامجا سياسيا وخارطة طريق تعتمد مبدأ التوازن بين القومي والوطني وقيادة شرعية منتخبة ) لمواصلة النضال " والبزافييون" ليسوا طارئون بل من صلب حركتنا الأصيلة وفيها فكرا وممارسة وتضحيات ساهموا في تصحيح مسارها وتعزيز مواقعها والدفاع عنها بصلابة قبل ظهور ( تف دم والانكسي ) والآن يدعوهم الواجب القومي والوطني الى اعادة بنائها بعد أن أفرغتها الأحزاب الراهنة من مضمونها القومي الديموقراطي نعم الاعتقاد السائد أن جماعات – ب ك ك - السورية تتحمل الوزر الأكبر في حرف حركتنا عن خطها السليم وهذا لايعني اعفاء قيادات أحزاب – الانكسي - من المسؤلية فهناك حسب اطلاعنا ( 40 ) فردا من المستفيدين بينها لاتريد الخير لأي مشروع انقاذي وأنصارها بين عامة الشعب على بينة ومتعاطفون مع مشروع – بزاف - وعندما نتصدى لانحرافات الأحزاب لايعني أننا نستهدف الحركة التي هي حركتنا بالأساس بل نحاول انقاذها واستعادة شرعيتها ضمن المؤتمر المنشود من دون استبعاد من يرغب بالمشاركة الذي يتسع للثلث الحزبي أيضا .
اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة كتظاهرة تضامنية أممية تدخل في عداد الكثير من المناسبات الداعمة لحقوق المرأة في العيش الآمن الحرالمتساوي مع الرجل ولابد لنا التأكيد مجددا ونحن على عتبة القرن الجديد والألفية الثالثة وعصر السرعة والعولمة بمايتعلق بالمرأة الكردية خصوصا والسورية بشكل عام على حقها الكامل في المساواة مع شريكها الرجل حسب لائحة الحقوق المدنية والأحوال الشخصية في الزواج والطلاق والميراث والعمل والتعليم ومن حقها تبوؤ المسؤليات الادارية والسياسية وأن تكون وزيرة وعضو البرلمان ورئيسة الدولة والحكومة أما ماتنتهجه جماعات – ب ك ك – السورية في زج المرأة وحتى القاصرة عنوة في الحروب العبثية ودفعها الى أعمال القتل فقط من أجل الدعاية والمزاودات الحزبية فهو بمثابة تهديم للعائلة ووقف لتطورها الطبيعي وتفكيك للمجتمع يتنافى أصلا مع حقوق المرأة وقدسيتها وكونها مربية ومصدر تكوين عائلات مستقبلية ومدرسة لتعليم الأجيال على المحبة والسلم والتسامح وقبول الآخر المختلف ان تقويم اعوجاج ذلك التعامل المهين والغريب عن ثقافتنا يشكل جزءا هاما من اعادة ترميم مفاهيم حركتنا الوطنية الأصيلة حول نصف مجتمعنا الأجمل .
لقد آن الأوان أن تضع النخب الفكرية والثقافية الكردية السورية على رأس أولوياتها البحث الجاد والعلمي عن سبل الانقاذ والكف عن صرف الوقت على المسائل الآنية العابرة والفعل ورد الفعل كما نلحظه على صفحات الفيسبوك باستثناء قلة لاتتعدى أصابع اليدين ولاننسى أن هناك جهات سياسية حزبية ومن خلال منابرها الاعلامية وضعت خططا مرسومة بعناية لتوجيه الاهتمام الى صغائر الأمور مثال ( اعتقل فلان واطلق سراحه ليكون الخبر الرئيسي طيلة أشهر وعلى مدار السنة ) والهاء الناس بأمور الآخرين واجبار الكثيرين وخاصة من التلامذة والطلاب على تجاوز تاريخ شعبنا وحركتنا الأصيلة واعتناق عقائد بالقوة وذلك حتى يتسنى نسيان قضايانا الرئيسية المصيرية لقد قدمت – بزاف – مشروعها وتصوراتها للانقاذ وهي منشورة وفي متناول الجميع فاما مناقشتها ونقدها وتطويرها واما القيام بانجاز مشاريع أخرى أكثر عمقا وفائدة من دراسات نقدية ومواضيع نظرية تقييمية ومراجعات بالعمق تتعلق بواقع حركتنا الراهن وجوانب ضعفها ومشروعنا القومي والوطني والشروط الواجب توفرها للخروج من المأزق الوقت يمر بسرعة ولامجال للتأخير .
يتخذ النقاش حول تعريف وتوصيف الحركة القومية أو الوطنية الكردية السورية الحيز الأكبر من مساحة الحوارات العامة الجارية حول القضية الكردية ففي حين كان التعريف المتبع حتى هبة 2004 ( التي لم تتوفر شروط تحولها الى انتفاضة شاملة ) أن الحركة هي مجموعة الأحزاب الكردية فقط مما فرض الحدث نوعا من اعادة النظر في التعريف التقليدي بعد بروز دور مؤثر لجماهير غير حزبية وجاءت ثورات الربيع الشبابية وبغياب واضح لللأحزاب التقليدية بالبداية وقبل عملية السطو والتسلق لتفرض مراجعة بالعمق حول تعريف حركات الشعوب الوطنية وتوضح المشهد أكثر في ساحتنا عندما أحجمت الأحزاب عن مواكبة الثورة الوطنية ضد الاستبداد ومن أجل التغيير الديموقراطي ثم تحولت ( وهي كانت اما مأزومة ومفككة من الداخل لعدم تجددها أو وافدة من كهوف قنديل كتشكيلات مسلحة بنظام شديد المركزية ) الى أداة للثورة المضادة ومعادية لثورة السوريين وتطورت الأحداث باتجاه ظهور قوى اضافية مثل الحراك الشبابي ومنظمات المجتمع المدني وجماهير وطنية واسعة وغالبة من المستقلين وفي اللحظة الراهنة يمكن الاشارة الى حركة وطنية كردية واسعة تشمل جميع طبقات الشعب ومختلف الفئات الاجتماعية التي لها مصلحة مشتركة في ازاحة الاستبداد وتحقيق النظام الديموقراطي المتوافق عليه على قاعدة الشراكة بين العرب والكرد والمكونات الأخرى وتشكل الأحزاب الجزء الأضعف من تلك الحركة من جهة التمثيل والمشروع القومي – الوطني والصدقية .
نحن كشعب كردي سوري جزء من محيطنا الأقرب والأبعد نخضع لمايتحكم بالآخرين من قوانين التطور ومعادلات الصراع وموازين القوى وعلى صعيد حركتنا القومية المأزومة التي هي قيد التجديد واعادة البناء أحوج ماتكون الى الاستفادة من تجارب الآخرين من حركات الشعوب ومن كافة الاستخلاصات النظرية المبدعة في مجال حركات التحرر والمسألة القومية في الشرق والغرب الأوروبي والعالم ( الثالث !) وهناك تجربة قومية كردية غنية بالعبر والدروس تحصل بجوارنا وتحديدا في كردستان العراق حري بنا الاحاطة بها والاستفادة من نجاحاتها ولاأدعو الى نقلها ( كصورة- كوبي) وتطبيقها على ساحتنا بسبب اختلاف العوامل الذاتية والموضوعية ولكن تتوفر مشتركات مبدئية ثابتة فالرئيس بارزاني لم يمنعه تمسكه باستفتاء تقرير المصير من التوجه نحو بغداد للتحاور مع شركاء الوطن العراقي الحاكمون الآن ببغداد وهم كانوا زملاءه باالمعارضة الوطنية وناضلوا سوية ونجحوا في اسقاط نظام البعث الاستبدادي انطلاقا من كردستان بارزاني توجه الى بغداد حاملا مطاليب شعبه وهو مخول من الغالبية من مكونات الاقليم بشكل ديموقراطي ومن دون تعسف أو اكراه بالعكس تماما مايحصل في ساحتنا .
مكونات المنظومة الحزبية الكردية تغرق بالتفاصيل الجزئية وتتناسي المسلمات بتفادي ذكر المسؤول الأول والآخير والدائم عن محنة الكرد وهو نظام الاستبداد وهذا الانحراف يصب في مجرى محاولة تغيير جوهر الصراع واختراع ( أعداء جدد ) ومسار صراعي بعيد عن الثوابت فالمسؤول عن كل المآسي بمافيها الفتن الداخلية هو النظام منذ انبثاق الحركة الوطنية الكردية قبل نحو قرن وحتى الآن وتقف المنظومة الحزبية هذه موحدة ضد الوطنيين المستقلين الى درجة التجاهل والالغاء عندما يطالبون بوقف الفتنة والاتحاد في وجه العدو الرئيسي مع تواصل كل طرف من هذه المنظومة الحزبية مع جهة خارجية لمدها بعوامل البقاء ومزاحمة الآخر ويبقى الكرد وفي ظل انقسامات المنظومة الحزبية بدون خيمة تصون هويتهم وتنجز حقوقهم وتقيهم من تحديات الهلاك والحرمان وبمعزل عن أية مرجعية قومية ووطنية موحدة كل ذلك من نتائج المفاهيم الحزبوية الضيقة التي استنفذت وفات أوانها وعدم الاذعان لارادة الغالبية الشعبية في تجديد واعادة بناء الحركة الوطنية الكردية السورية على أسس سليمة وبالشكل الديموقراطي من خلال المؤتمر الكردي الجامع الكفيل بصياغة المشروع القومي والوطني وانتخاب قيادة شرعية تجسد ارادة الكرد حاضرا ومستقبلا .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد الهجوم على إسرائيل: كيف ستتعامل ألمانيا مع إيران؟


.. زيلينسكي مستاء من الدعم الغربي المحدود لأوكرانيا بعد صدّ اله




.. العلاقات الأمريكية-الإسرائيلية: توتر وانفراج ثم توتر؟


.. خالد جرادة: ماالذي تعنيه حرية الحركة عندما تكون من غزة؟ • فر




.. موقف الدول العربية بين إيران وإسرائيل | #ملف_اليوم